** طفولةٌ و حَرب **

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منتصر قواس
    أديب وكاتب
    • 04-02-2014
    • 207

    ** طفولةٌ و حَرب **

    ** طفولةٌ و حَرب **
    طفلٌ و خمسةُ أعوام ..
    و بقايا من رغيف خبز ..
    تشدُّها الأصابع تخشى السقوط ..
    ودمعةٌ تفلت قهراً ..
    من عينٍ أبكاها برد الوجع ..
    تحفر على الخد طريقها الوعر ..
    بين غبار صَفعِ الهروب ..
    من غول الحرب والدمار ..
    للموت في أحضان التشرد..
    تئنُّ النظرات باستفهام الكلمات ..
    لمن امتهنوا دمار الحاضر..
    لمن أطفؤوا في العيون منارة المستقبل ..
    وأجبروه امتطاء صهوة الضياع ..
    ***
    ضائعةٌ بين ألوان الشوارع والطرقات ..
    تطل كشمس شتاءٍ حزين تخنقها الغيوم ..
    كلمةٌ بلغة المتحالفين مع الموت ..
    لتعليق مشنقة وطن ..
    "سعيدٌ" ..كتبتْ على ممزق الثياب ..
    لتخالفَ كلّ الوقائعِ في حياتهِ ..
    في البردِ القارسِ ..
    مُتسلّلاً في نُحولةِ الجسدِ ..
    زارعاً الرجفةَ في نعومةِ الأصابعِ ..
    فلا يهتمُّ لللّغاتِ وكلماتِها ..
    من كانَ البؤسُ عنواناً ..
    لكلِّ يومٍ في طفولتهِ ..
    و في دمعةِ نَعيِ الطّفولة ..
    يأتيكَ بكلِّ صمتِ الكونِ سائلاً ..
    عن السعادةِ الموؤودةِ في عُمِرهِ ..
    عُمِرهِ المذبوحِ .. المصلوبِ ..
    على أبوابِ القصفِ و الخراب ..
    السائرِ إلى المجهولِ و الشتات ..
    إنّه طفلٌ من بلادي ..
    ***
    الحربُ اغتالت أحلام العصافير ..
    مزّقتْ في النّفس كلَّ الأماني ..
    أطلقتهُ رُغمَ الصّغرِ تائهاً ..
    يبحث عن ذاتهِ و يسألُ عن الهويّة ..
    في وطنِ استوطنته الذئاب ..
    رغيفُ الخبزِ حلماً ..
    و شربةُ الماءِ هدفاً ..
    لطفلٍ بلغ من العُمُرِ ثَمان ..
    الصقيعُ يعانقُ الجوعَ في بيتهِ ..
    و هو مسجونٌ في الشوارعِ و الساحات ..
    يبحثُ عن لقمةٍ للعيشِ..
    الفقرُ بابٌ مخلوع ..
    تكسره ريح العَوَز ..
    و الأزهار لا تقوى الصراع ..
    للعبةِ الحياةِ قوانينها ..
    فإما العيش بصبرٍ و تصميم ..
    أو تموتَ تحتَ جلد السّياط ..
    ***
    على رصيفِ الألم يبيعُ الفرح ..
    فرحٌ ضاع في عُتمة نهار ..
    يدلُف من تصدّعٍ في جدار طفولة ..
    يبيعُ بيد و يحملُ بأخرى الكتاب ..
    لترتجف العقول كحجر يسقط على سطح ماء ..
    نعم ..لا عيبَ أن يكون الرصيف ..
    بيتاً .. و رزقاً .. و درساً ..
    لمن حدق في الشمس المسافرة نَحو الأفق ..
    لن تقتلوا البراءةَ في نفسهِ ..
    لن تحرِقوا في القلب شعلةَ الحياة ..
    أخذتمْ الأبَ و البيتَ و المدرسةَ ..
    و تركتم الظلام و القهر ..
    لم يبقَ عنده ليعطيكم ..
    إلاّ نبض روحٍ في جسدٍ صغير ..
    شكراً لكمْ حينَ تسرِقُوها ..
    يلحق بركْبِ الطيور ..
    إلى الجّنانِ خلفَ القمر ..
    لكنَّهُ جالسٌ هنا..باقٍ شاهقٌ كجَبل ..
    هذهِ أرضهُ .. وطنهُ ..
    يتحدى كلّ موتِكم و شرِّكم لأجلهِ ..
    فماذا أنتمْ فاعلونَ بدفق حياةٍ ..
    يسري من الرأس حتى القدم ..
    *****************
    التعديل الأخير تم بواسطة منتصر قواس; الساعة 24-02-2014, 02:58.
  • بوبكر الأوراس
    أديب وكاتب
    • 03-10-2007
    • 760

    #2
    جميل ..الفاظ دالة على الشقاء ، طفولة تتعذب ، حياة بائسة ، آلم ، دمار ، معاناة ....نصك جميل شكرا عزيزي ...

    تعليق

    • حور العازمي
      مشرفة ملتقى صيد الخاطر
      • 29-09-2013
      • 6329

      #3
      شقاء الطفولة هنا مصور لنا
      بصور دامية وألم واضح
      بشاعة الحروب تنتشل الطفولة
      من الأطفال وتضيع احلامهم البريئة

      نص رغم الألم والحزن
      ألا انك كتبتة بجمالية

      تقديري سيدي
      حور

      تعليق

      • منتصر قواس
        أديب وكاتب
        • 04-02-2014
        • 207

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بوبكر الأوراس مشاهدة المشاركة
        جميل ..الفاظ دالة على الشقاء ، طفولة تتعذب ، حياة بائسة ، آلم ، دمار ، معاناة ....نصك جميل شكرا عزيزي ...
        أستاذ/ بوبكر

        أسعدني هذا المرور فهو يزين نصي
        تحيتي وتقديري..

        تعليق

        • أمينة اغتامي
          مشرفة ملتقى صيد الخاطر
          • 03-04-2013
          • 1950

          #5
          نعم ..لا عيبَ أن يكون الرصيف ..
          بيتٌ .. و رزقٌ .. و درس ..
          لمن حدق في الشمس المسافرة نَحو الأفق ..
          لن تقتلوا البراءةَ في نفسهِ ..
          لن تحرِقوا في القلب شعلةَ الحياة ..
          أخذتمْ الأبَ و البيتَ و المدرسةَ ..
          و تركتم الظلام و القهر ..
          لم يبقَ عنده ليعطيكم ..
          إلاّ نبض روحٍ في جسدٍ صغير ..
          شكراً لكمْ حينَ تسرِقُوها ..
          يلحق بركْبِ الطيور ..
          إلى الجّنانِ خلفَ القمر ..
          لكنَّهُ جالسٌ هنا..باقٍ شاهقٌ كجَبل ..
          هذهِ أرضهُ .. وطنهُ ..
          يتحدى كلّ موتِكم و شرِّكم لأجلهِ ..
          فماذا أنتمْ فاعلونَ بدفق حياةٍ ..
          يسري من الرأس حتى القدم ..
          *****************


          ما عساي أقول أمام هذا الفيض من الوجع
          تكسرت المرآة في وجوهنا سيدي ولم نعد نرى ذلك الانعكاس
          البلوري لذواتنا المتعفنة في كهوف الصمت واللامبالاة
          تلزمنا إرادة واعية لستر عري هذا الزمن الفاسد
          حتى يستمر دفق الحياة في رحم الوطن
          ويعشب الفرح في عيون الطفولة
          الأديب منتصر قواس
          سعدت بمشاطرتك هذا الخاطر المحمل
          بأوجاع الطفولة في زمن الحرب والدمار
          بورك نبضك الراقي سيدي
          تقبل تحيتي وكل التقدير

          تعليق

          • شمّا سعود
            أديب وكاتب
            • 24-08-2013
            • 94

            #6
            تحفر على الخد طريقها الوعر ..
            بين غبار صَفعِ الهروب ..
            من غول الحرب والدمار ..

            تعبير راقي و وصف دقيق لمعاناة طفل ..
            ومشاعره التي تتذبذب بين اليــأس والأمــل
            نص جميل وعذب كالطفولة ..
            تحيتي وأحترامي


            تعليق

            • أبوقصي الشافعي
              رئيس ملتقى الخاطرة
              • 13-06-2011
              • 34905

              #7
              أنا و أنت فقط
              سنكدح بنقمة اليتم و التشرد
              لم نبلغ سن الحقد
              لكنهم فطمونا بالكراهية
              التصق بي..
              لا تبكي
              لن تسبيك نظرات الخسة
              دماء أبي تتوج ملامحي
              أغمضي عينيك
              كبرت الآن أخي
              في جبهتي إرث كرامة
              أذود عن براءتك بقرفصة كبرياء
              أفسد عليهم مكائد الانحطاط
              لن يقتنيك الذل
              و أنت على قيد صلاتي
              يوما ما ..
              سنحصد زبانية الظلم
              ذنباً ذنبا..
              نلقمهم الذعر
              و رفاهية الفواجع.

              برغم هذا النص الموجع
              و معاني اليتم و الضياع
              إلا أن النص جدا رائع
              مؤثر و ملهم
              و هنا تكون حنكة الكاتب
              أخي العزيز / منتصر
              انتصر نصك على حروب الطغيان
              تخلصت من كثرة السجع
              فانطلق حرفك لسماء الدهشة
              أشد على يراعك
              تستحق التثبيت بكل جدارة
              استمر أخي في مشاركتنا
              و نحن لن نخذل بيانك
              مودتي و أكثر



              كم روضت لوعدها الربما
              كلما شروقٌ بخدها ارتمى
              كم أحلت المساء لكحلها
              و أقمت بشامتها للبين مأتما
              كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
              و تقاسمنا سوياً ذات العمى



              https://www.facebook.com/mrmfq

              تعليق

              • منتصر قواس
                أديب وكاتب
                • 04-02-2014
                • 207

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حور العازمي مشاهدة المشاركة
                شقاء الطفولة هنا مصور لنا
                بصور دامية وألم واضح
                بشاعة الحروب تنتشل الطفولة
                من الأطفال وتضيع احلامهم البريئة

                نص رغم الألم والحزن
                ألا انك كتبتة بجمالية

                تقديري سيدي
                حور
                أخت حور ..
                أسعدني مرورك بين كلماتي فزادها جمالا ..
                تقبلي مني باقات من الياسمين ..
                تحيتي وتقديري ..

                تعليق

                • منتصر قواس
                  أديب وكاتب
                  • 04-02-2014
                  • 207

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أمينة اغتامي مشاهدة المشاركة
                  نعم ..لا عيبَ أن يكون الرصيف ..
                  بيتٌ .. و رزقٌ .. و درس ..
                  لمن حدق في الشمس المسافرة نَحو الأفق ..
                  لن تقتلوا البراءةَ في نفسهِ ..
                  لن تحرِقوا في القلب شعلةَ الحياة ..
                  أخذتمْ الأبَ و البيتَ و المدرسةَ ..
                  و تركتم الظلام و القهر ..
                  لم يبقَ عنده ليعطيكم ..
                  إلاّ نبض روحٍ في جسدٍ صغير ..
                  شكراً لكمْ حينَ تسرِقُوها ..
                  يلحق بركْبِ الطيور ..
                  إلى الجّنانِ خلفَ القمر ..
                  لكنَّهُ جالسٌ هنا..باقٍ شاهقٌ كجَبل ..
                  هذهِ أرضهُ .. وطنهُ ..
                  يتحدى كلّ موتِكم و شرِّكم لأجلهِ ..
                  فماذا أنتمْ فاعلونَ بدفق حياةٍ ..
                  يسري من الرأس حتى القدم ..
                  *****************


                  ما عساي أقول أمام هذا الفيض من الوجع
                  تكسرت المرآة في وجوهنا سيدي ولم نعد نرى ذلك الانعكاس
                  البلوري لذواتنا المتعفنة في كهوف الصمت واللامبالاة
                  تلزمنا إرادة واعية لستر عري هذا الزمن الفاسد
                  حتى يستمر دفق الحياة في رحم الوطن
                  ويعشب الفرح في عيون الطفولة
                  الأديب منتصر قواس
                  سعدت بمشاطرتك هذا الخاطر المحمل
                  بأوجاع الطفولة في زمن الحرب والدمار
                  بورك نبضك الراقي سيدي
                  تقبل تحيتي وكل التقدير

                  الأخت والأديبة القديرة أمينة ..
                  دائما تسعديني برودوك الراقية الجميلة ..
                  فتسرق منها كتاباتي بهاء تتجمل به ..
                  تحية وتقدير مزين بأكاليل الورد الجوري ..

                  تعليق

                  • محمد الدمشقي
                    أديب وكاتب
                    • 31-01-2014
                    • 673

                    #10
                    نعم يا صديقي
                    نحن ماكثون هنا
                    لن نبرح هذه الأرض
                    قد نكون خسرنا كل شيء لكن ما زال قي القلب نبض انتماء
                    كنت أنتظر منك نصا بهذه الروعة أخي منتصر و ما زلت واثقا بأن قادمك سيكون أروع و أروع
                    توظيف ماهر للمفردات المناسبة لحجم الوجع
                    صور متلاحقة و كأنك تجمل كاميرا تجوب بنا شوارع الوطن الباكية
                    جميل أنت

                    همسة لغوية للفائدة : تأن : أظن أنها تئن
                    شكرا لحرف يشكله الوطن و يسري في دمه
                    محبتي و كثير ود
                    كلا إن معي ربي سيهدين

                    تعليق

                    • منتصر قواس
                      أديب وكاتب
                      • 04-02-2014
                      • 207

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة شمّا سعود مشاهدة المشاركة
                      تحفر على الخد طريقها الوعر ..
                      بين غبار صَفعِ الهروب ..
                      من غول الحرب والدمار ..

                      تعبير راقي و وصف دقيق لمعاناة طفل ..
                      ومشاعره التي تتذبذب بين اليــأس والأمــل
                      نص جميل وعذب كالطفولة ..
                      تحيتي وأحترامي


                      أخت شما أشكر لك عذب مرورك
                      والتجول بين أسطر حروفي ..
                      سعيد بهذا المرور ..
                      تحية وتقدير تملؤه المودة..

                      تعليق

                      • مهدية التونسية
                        أديبة وكاتبة
                        • 20-09-2013
                        • 516

                        #12
                        طفلا بلا ملامح تجردت من احلامي وبراءتي
                        اصبحت صورة لوطن مشاع
                        سرقوا بسمتي من لب الحكاية
                        ولازالوا يغرفون زبد البحر والزيتون
                        يلوثون الياسمين بقبحهم
                        في وطني تتزايد
                        ارقام الارامل
                        واليتامى ورائحة الحرب
                        "انا يوسف اخوتي"
                        لازلت جميلا
                        ظلام الجب لم ينقص من وهجي
                        ساصنع قناديلا من نوري
                        ينشق به الفجر عن الفجر
                        ليعود الغد مشرقا على جبيني
                        فيه احلامي وطفولتي
                        ووطني الجميل
                        ______________________
                        اخي كان الوطن حاضرا
                        بين احرفك
                        وكان الوجع مريرا
                        تحيتي وتقديري


                        http://www.youtube.com/watch?v=RkH_701__k0











                        لاتسأل القصيدة عن دمها عن حرفها المغدور بهجر المكان
                        لاتسأل فويلها الكلمات حين يسيل دمعها على خد الورق!

                        تعليق

                        • سمرعيد
                          أديب وكاتب
                          • 19-04-2013
                          • 2036

                          #13
                          نص حافل بالجمال رغم أنين الحروف ،ووجع المعاني
                          إلا أنه ينتصر بجماله أيها المنتصر بالمعاني..

                          طفلٌ و خمسةُ أعوام ..
                          و بقايا من رغيف خبز ..
                          تشدُّها الأصابع تخشى السقوط ..
                          ودمعةٌ تفلت قهراً ..

                          من عينٍ أبكاها
                          برد الوجع ..
                          تحفر على الخد طريقها الوعر ..

                          بين غبار صَفعِ الهروب ..
                          من
                          غول الحرب والدمار ..

                          للموت في
                          أحضان التشرد..

                          تئن النظرات
                          باستفهام الكلمات ..
                          لمن امتهنوا دمار الحاضر..
                          لمن أطفئوا في العيون منارة المستقبل ..
                          وأجبروه امتطاء
                          صهوة الضياع ..

                          ضائعةٌ بين ألوان الشوارع والطرقات ..
                          تطل
                          كشمس شتاءٍ حزين
                          تخنقها الغيوم ..
                          كلمةٌ بلغة
                          المتحالفين مع الموت .
                          .
                          لتعليق مشنقة وطن ..

                          "سعيدٌ" ..كتبتْ على ممزق الثياب ..
                          لتخالفَ كلّ الوقائعِ في حياتهِ ..
                          في البردِ القارسِ ..
                          مُتسلّلاً في نُحولةِ الجسدِ ..
                          زارعاً الرجفةَ في نعومةِ الأصابعِ ..
                          فلا يهتمُّ لللّغاتِ وكلماتِها ..
                          من كانَ البؤسُ عنواناً ..
                          لكلِّ يومٍ في طفولتهِ ..
                          و في دمعةِ نَعيِ الطّفولة ..
                          يأتيكَ بكلِّ صمتِ الكونِ سائلاً ..
                          عن السعادةِ الموؤودةِ في عُمِرهِ ..
                          عُمِرهِ المذبوحِ .. المصلوبِ ..
                          على أبوابِ القصفِ و الخراب ..
                          السائرِ إلى المجهولِ و الشتات ..
                          إنّه
                          طفلٌ من بلادي ..

                          الحربُ
                          اغتالت أحلام العصافير ..
                          مزّقتْ في النّفس كلَّ الأماني ..

                          أطلقتهُ رُغمَ الصّغرِ تائهاً ..
                          يبحث عن ذاتهِ و يسألُ عن الهويّة ..
                          في وطنِ استوطنته الذئاب ..
                          رغيفُ الخبزِ حلماً ..
                          و شربةُ الماءِ هدفاً ..
                          لطفلٍ بلغ من العُمُرِ ثَمان ..
                          الصقيعُ يعانقُ الجوعَ في بيتهِ ..

                          و هو
                          مسجونٌ في الشوارعِ و الساحات ..

                          يبحثُ عن لقمةٍ للعيشِ..
                          ا
                          لفقرُ بابٌ مخلوع ..
                          تكسره ريح العَوَز ..

                          و
                          الأزهار لا تقوى الصراع ..

                          للعبةِ الحياةِ قوانينها ..
                          فإما العيش بصبرٍ و تصميم ..
                          أو تموتَ تحتَ جلد السّياط ..
                          ***
                          على رصيفِ الألم يبيعُ الفرح ..
                          فرحٌ ضاع في عتمة نهار ..

                          يدلُف من تصدّعٍ في جدار طفولة ..
                          يبيعُ بيد و يحملُ بأخرى الكتاب ..

                          لترتجف العقول كحجر يسقط على سطح ماء ..
                          نعم .
                          .لا عيبَ أن يكون الرصيفُ ..
                          بيتاً .. و رزقاً .. و درساً ..

                          لمن حدق في الشمس المسافرة نَحو الأفق ..
                          لن تقتلوا البراءةَ في نفسهِ ..
                          لن تحرِقوا في القلب شعلةَ الحياة ..
                          أخذتمْ الأبَ و البيتَ و المدرسةَ ..
                          و تركتم الظلام و القهر ..
                          لم يبقَ عنده ليعطيكم ..
                          إلاّ نبض روحٍ في جسدٍ صغير ..
                          شكراً لكمْ حينَ تسرِقُوها ..
                          يلحق بركْبِ الطيور ..
                          إلى الجّنانِ خلفَ القمر ..
                          لكنَّهُ جالسٌ هنا..باقٍ شاهقٌ كجَبل ..
                          هذهِ أرضهُ .. وطنهُ ..
                          يتحدى كلّ موتِكم و شرِّكم لأجلهِ ..
                          فماذا أنتمْ فاعلونَ ب
                          دفق حياةٍ ..
                          يسري من الرأس حتى القدم ..

                          *****************


                          تمكن الكاتب من توظيف أدواته ،ألفاظ وتراكيب،وصور معبرة
                          في خدمة المعاني السامية في وصف مأساة ومواجع الوطن..

                          جرح الوطن عميق، جرح الوطن أبناء وفتية وصبايا ودموع أم..
                          جرح الوطن لقمة العيش التي من ايديهم تفرّ،واقع مرّ وحلم أمرّ..

                          في النص وصف بليغ مؤثر لعدة شخصيات من أطفال بعمر الورد
                          قد عانوا الجوع والبرد والتشرد وهم في حضن الوطن..
                          وآه ياوطن..

                          أغنت الصور النصَّ،ولونت الافكار وخدمت الفكرة..
                          أحيي الكاتب على نصه المؤثر؛
                          وأسأل الله الشفاء التام لنا جميعا ،ولوطننا من كل الجراح..

                          تعليق

                          • منتصر قواس
                            أديب وكاتب
                            • 04-02-2014
                            • 207

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                            أنا و أنت فقط
                            سنكدح بنقمة اليتم و التشرد
                            لم نبلغ سن الحقد
                            لكنهم فطمونا بالكراهية
                            التصق بي..
                            لا تبكي
                            لن تسبيك نظرات الخسة
                            دماء أبي تتوج ملامحي
                            أغمضي عينيك
                            كبرت الآن أخي
                            في جبهتي إرث كرامة
                            أذود عن براءتك بقرفصة كبرياء
                            أفسد عليهم مكائد الانحطاط
                            لن يقتنيك الذل
                            و أنت على قيد صلاتي
                            يوما ما ..
                            سنحصد زبانية الظلم
                            ذنباً ذنبا..
                            نلقمهم الذعر
                            و رفاهية الفواجع.

                            برغم هذا النص الموجع
                            و معاني اليتم و الضياع
                            إلا أن النص جدا رائع
                            مؤثر و ملهم
                            و هنا تكون حنكة الكاتب
                            أخي العزيز / منتصر
                            انتصر نصك على حروب الطغيان
                            تخلصت من كثرة السجع
                            فانطلق حرفك لسماء الدهشة
                            أشد على يراعك
                            تستحق التثبيت بكل جدارة
                            استمر أخي في مشاركتنا
                            و نحن لن نخذل بيانك
                            مودتي و أكثر
                            كم أنت بهي دائما بردودك أستاذ/ قصي ..
                            بوحك هنا نجمة تعانق نصي ببريقها ..
                            جميل قولك:

                            أنا و أنت فقط
                            سنكدح بنقمة اليتم و التشرد
                            لم نبلغ سن الحقد
                            لكنهم فطمونا بالكراهية ..


                            أسعدني مرورك هنا وإعجابك الكبير بكتابتي حد التثبيت ..
                            أعطى شرايين شعري دفقة حياة أخرى ..
                            تحيتي وتقديري لك أيها الراقي مكللة بجدائل الياسمين ..


                            التعديل الأخير تم بواسطة منتصر قواس; الساعة 24-02-2014, 03:12.

                            تعليق

                            • منتصر قواس
                              أديب وكاتب
                              • 04-02-2014
                              • 207

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الدمشقي مشاهدة المشاركة
                              نعم يا صديقي
                              نحن ماكثون هنا
                              لن نبرح هذه الأرض
                              قد نكون خسرنا كل شيء لكن ما زال قي القلب نبض انتماء
                              كنت أنتظر منك نصا بهذه الروعة أخي منتصر و ما زلت واثقا بأن قادمك سيكون أروع و أروع
                              توظيف ماهر للمفردات المناسبة لحجم الوجع
                              صور متلاحقة و كأنك تجمل كاميرا تجوب بنا شوارع الوطن الباكية
                              جميل أنت

                              همسة لغوية للفائدة : تأن : أظن أنها تئن
                              شكرا لحرف يشكله الوطن و يسري في دمه
                              محبتي و كثير ود


                              أيها الدمشقي الأخ ..
                              لردودك رونق ونكهة خاصة عندي ..
                              أتطلع دوما لقراءتها بعد ان تداعب حروفي ..
                              كلماتك تشع نورا يضيء زوايا كتاباتي ..
                              وكيف لن تروق لي ونحن نتشاطر هما واحدا .. وطنا جريحا ..

                              الراقي محمد الدمشقي ..
                              تحيتي وتقديري لك تعطره باقات الياسمين ..
                              التعديل الأخير تم بواسطة منتصر قواس; الساعة 24-02-2014, 16:30.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X