صورة
هناكَ . . بقُربي !
كأَنَّـها الحقيقةُ التي لم تُدركْ غُموضَها معرفةٌ
لم يتجرَّأْ على تلوينِها المِدادُ ، فظلَّتْ مكتوبةً بلونِ الورق
وحين أَهملَها الكتابُ . .
استحالتْ صورةً لا يراها من العابرينَ . . إِلَّا الزَّمن
هناكَ . . بقُربي
والحياةُ تُعاملني كــَـ جارٍ ودود
نتبادلُ التَّحيَّاتِ كُلَّ صُبحٍ . . ثمَّ نفترق
فأَعودُ وحيرتي . . إِلى فنجانِ القهوةِ الباردة
وتعودُ إِلى أَولادِها . . تُجهِّز لهمُ الموتَ والذكريات
بابٌ واحدٌ سيكفي ..
لكي أَصطحبَ النورَ في نزهةٍ إِلى محرابِها العتيق !
غريبانِ نحنُ . . وفتحةٌ واحدةٌ في السقفِ تكفي
لكي يتسامى كِلانا إِلى ذاتِ الوطن
هناكَ . . بقُربي !
وتتهيَّأُ الطريقُ – بِـعفويَّـةٍ - لترحيلِ المدائنِ
وقطارٌ واقفٌ . . على الحياد !
لا صورةَ للماءِ ، ولا صورةَ للهواء
الشمعةُ الذائبةُ تَـشِفُّ قليلًا عمَّا تحتَها . . ثمَّ تختلف
وصورةُ الكونِ . . يَنقُصُها مكانُ المُصوِّر !
العمرُ سربٌ من الدقائقِ . . يُوجعُهُ الحِراك
يقومُ بِدَورِ النَّوارسِ حينَ يَتطوَّعُ البحرُ لترحيلِ الصُّوَر
يَحطُّ في آخرِ الدربِ على الحقيقةِ المالحة
فتنحرُهُ ، لكي تحميهِ من داءِ الخُلود
هناكَ . .
ولكن بقُربي !
كأَنَّنا صورتانِ محميَّتانِ من خديعةِ اللَّونِ ومكرِ التَّـقادُمِ
تحمِلُنا على ظُهورِها المفاجآتُ . .
فلا يرصُدُنا من العابرينَ . . إِلَّا الزمن !
تعليق