شجيرة التين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاطيمة أحمد
    أديبة وكاتبة
    • 28-02-2013
    • 2281

    شجيرة التين

    أخرج من البيت؛ فأتحاشى الاحتكاك بالفروع المدببة للتين الشوكي التي تكبر بجوار حائط منزلنا.. كان قد زرعها أبي .. وكنت أحب الخضار،الأرض تدب فيها الحياة
    لكن شجيرة التين شرعت تنمو أكثر وتمد السيقان والوريقات الشوكية أرضا وسماءا كل يوم
    كانت أمي تتضايق منها.. حتى أنا رغم حبي لثمارها الصيفي صرت انزعج من تشابكات أغصانها عن يمين وشمال..
    فتتاخم بيتنا .. صار فناء دارنا أضيق .. ما تفتأ الأشواك تفلق كرتي بين الحين والحين وصار لنا جدار طويل من أشواك التين

    انزعجُ من قطف ثمارها الشوكي ..يجرح يديًّ ..أجلس عند عشية النهار بعد يومٍ كان قد بدأ باكرًا.. ألتقط دبابيسه الناتئة من كفيَّ
    غير أن والدي يحبها.. "الأولاد الاشقياء ما كانوا ليقتربون من بيتنا ..وحتى اللصوص"
    لكن أمي تتذمر ..عند كل صيف أو هبوب تقذف رياح الجنوب رؤوس الأشواك نحونا .. وصرنا نتذمر معها
    "لا تحضروا التين الشوكي للبيت" هكذا يعلو صوت أمي كل مرة يجلب فيها أبي التين في أحواض لجلبه لاحقا للسوق
    كانت عادته في موسم التين كل عام .. تلح .. فيفكر أبي أن يقطعها في العام الأخير لترضى أمي
    لكن الحياة لا تدوم على حال بل تدور.. بقيت شجيرة التين وتوفي أبي.. وأحبت أمي فيما بعد الإبقاء على الشجيرة التي لطالما تذمرتْ منها
    تنادي همسًا كلما تمر بالقرب منها "اتركوها إنها من ذكراه"
    كأن الشجرة تخبرها في كل مرة أنه كان موجودا هنا..
    .. آثارهم التي لم تكن لتروقنا تتحول إلى جمال حين يتوارون إلى خيالات وأشباح بعيدة المدى..
    حتى أنا ما عدت أتذمر من شجيرة أبي حبًا لأبي بالرغم من بغضي للشجيرة
    سنوات وضعفت أمي ..ولم تعد تخرج للبستان كل صباح وأمسية
    صارت تقول: اقتلعوها إن شئتم . وما شئنا اقتلاع شجيرة أبي لتحيا ذكرى أبي
    بهتت أمي بًعيد وفاة والدي.. ذوت رويدا .. ضعف بصرها وصارت تمشي على ثلاثة ثم أربعة
    أخيرا لم تعد تمشي .. وفي نهاية الأمر حملناها على أكتافنا بغزير الدمع .. صارت ترقد بجانب أبي
    أطمئننا على مرقدها بجواره وعدنا
    راقبت شجيرة التين الشوكي مليًا عند عودتي بإجلال وصمت
    ثم أعتنيت بها ... كان لا بد من تقليم فروعها الممتدة في الاتجاهات؛ فلا تعيق سيرنا
    حملت مقص التقليم .. وأنا ألاحق غصن تعثرت لأهوي فأغوص وسط أشواك التين الكثيفة .. تردد صدى صراخي.. جاءوا منجدين
    كانت الشجيرة قد نالت مني .. لم أقدر على فتح عينيّ وسط صراخهم .. حملوني ..
    اليومين التاليين كانا عصيبين.. بالكاد تمالكت نفسي لكي لا أصرخ من ألمي وأوجاعي
    "هل أقسم ألَّا آكل التين في حياتي أبدا؟!"
    بعد أن شفيت حملت فأسًا ذا ذراع طويلة وتوجهت إلى ناحية البيت بإصرار .. "ضقت ذرعا بهذه" ..نزعت عواطفي ..آن الآوان لأتحلى بشجاعتي أو قسوتي لست أدري ..
    واقتلعتُ شجيرة التين
    صار الفناء براحًا كبير.. بنيت فيه منزلا لأتزوج ..وتركت بيتنا لأخي الصغير
    فيما بعد انجبتُ طفل وطفلة ..
    وصارت تحوم في المراح أطياف أمي وأبي.


  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة
    فاطيمة احمد
    نص جميل
    عفوي
    رقيق
    شجن
    وفاء
    وكل المشاعر الإنسانية الرقيقة
    أحببته جدا
    أحببت طريقتك العفوية بالسرد فقد كنت سلسة جدا ودون أن تخدشي النص بالقسوة والدموع
    أجدك اليوم بدأت تنسجين النص نسجا أحسنت غالليتي
    سأرشحه للذهبية لأني وجدت فيه روحا تستحق أن نراها أو نحس بها
    وأنت أيضا هيا عزيزتي اقرأي ورشحي الأفضل دون مجاملة فالأدب أكبر
    محبتي لك

    معابد الأسرار
    معابد الأسرار لم تعنها ساقاها المتعبتان تسلق الرابية العظيمة خلف سلسلة جبال الظلام، تجر خلفها جثة كاهن المعبد خازن الأسرار وحاميها الأمين المقتول غيلة، بعد أن وجدته خلف المعبد ينزف دمه من تجويف صدره الفارغ من القلب. تهاوت منهكة على الأحراش النارية، تنغرس بجسمها شظايا سنابل عجفت من سنين قحط أصابت زرع الممالك والمدن بكل أصقاع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • فاطيمة أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 28-02-2013
      • 2281

      #3
      شكرا العزيزة عائده للرد المهذب الجميل..
      أعدك بقراءة رابطك ، وعذرا لأني أقرأ القليل في القصة
      قد تعرفين تنقلي بين الأقسام .. وقد أميل لقراءة المقالات أكثر
      لكن بصدق هناك أقلام أشعر بتقدير لها عند القراءة في القصة
      لم أصوت في الذهبية سابقًا لأني لا أقرأ للجميع .. ومع ذلك أصوت بإذن الله لقصص تعجبتني
      بالرغم من عدم إستطاعتي للقراءة للكل .. على الأقل كامل النصوص
      مودتي وتقديري وأكثر


      تعليق

      • عبد السلام هلالي
        أديب وقاص
        • 09-11-2012
        • 426

        #4
        متعلقات من فقدناهم صورهم و اشياؤهم مدفآت تبعث في نفوسنا الدفء، و تمسح دموعنا بلمسة العزاء.
        لكن و مع مرور الوقت تتحول تدريجيا إلى أشواك تخز ذاكرتنا دونما متعة، و قد تشدنا إلى وتد الزمن و المكان و الماضي بينما القطار يصر على المضي قدما. فنقتنع مكرهين بأنه لا يمكننا الإحتفاظ بصورهم كاملة إلى الأبد، لا بد من إسقاط بعض الملامح. و البحث عن بدائل لإحيائها في حلى جديدة.
        و غالبا ما يكون الحل في أطفال نرى فيهم وجوه من رحلو، لكن دون ألم.
        سرد سلس ، لغة موفقة ، صراع ذكي، و مد وزجر مع شجرة التين، جعل النص يشد القارئ إلى الأخير ليعرف مصير الشجرة.
        تحيتي و تقديري
        كلمتك تعمر بعدك دهرا، فاحرص أن تكون صدقتك الجارية

        تعليق

        • أحمدخيرى
          الكوستر
          • 24-05-2012
          • 794

          #5
          استاذة " فاطيما أحمد" جميلة جدا فى تناولك هنا
          القصة تحمل إسقاطا واضحا لـ " حجر العثـرة " الذى صنعه " رب الدار يوما " فتحول إلى متاهة ومنها إلى سياجا احاط الاسرة .
          اعتقد ان التجربة هنا " من وجهة نظرى الشخصية " هى إعادة لـ قصة قديمة لك كانت بـ عنوان " الاشقاء والميراث " إن لم تخنى الذاكرة ، وإن كانت الخاتمة هنا أكثـر تفاؤلا ..
          او ان لب الفكرة واحد " فـ كانت القصة على نفس الوتيرة ، وبصياغة جديدة " تحمل لمسة إحترافية
          السرد والتسلسل والانسيابية كانت متقنة ، ووظفوا بشكل متناسق
          اشكرك اختى الكريمة على هذه الرائعة

          تحياتى
          https://www.facebook.com/TheCoster

          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            نص رائع بسرد سلسل ولغة متمكنة وهي رمزية رائعة الى التراث المتمثل في شجرة التين والتي تسمى في فلسطين ومعظم بلاد الشام شجرة الصبر أو الصبار فهي تراث الأب ومن بعده الأم حتى لم اندثر هذا التراث بقلع الشجرة بقيت باحة الدار وعرصة بني فوقها بيت الأمل الذي ضج بالأطفال ..مودتي وتحياتي

            تعليق

            • فاطيمة أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 28-02-2013
              • 2281

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
              متعلقات من فقدناهم صورهم و اشياؤهم مدفآت تبعث في نفوسنا الدفء، و تمسح دموعنا بلمسة العزاء.
              لكن و مع مرور الوقت تتحول تدريجيا إلى أشواك تخز ذاكرتنا دونما متعة، و قد تشدنا إلى وتد الزمن و المكان و الماضي بينما القطار يصر على المضي قدما. فنقتنع مكرهين بأنه لا يمكننا الإحتفاظ بصورهم كاملة إلى الأبد، لا بد من إسقاط بعض الملامح. و البحث عن بدائل لإحيائها في حلى جديدة.
              و غالبا ما يكون الحل في أطفال نرى فيهم وجوه من رحلو، لكن دون ألم.
              سرد سلس ، لغة موفقة ، صراع ذكي، و مد وزجر مع شجرة التين، جعل النص يشد القارئ إلى الأخير ليعرف مصير الشجرة.
              تحيتي و تقديري
              جميلة هذه القراءة أستاذ عبدالسلام هلالي
              توقفت عندها وبين حروفها مليًا وشدتني
              جميلة هذه الرؤية للنص من حضرتك.. راقتني وجدا
              بوركت وعوفيت.
              التعديل الأخير تم بواسطة فاطيمة أحمد; الساعة 08-03-2014, 08:38.


              تعليق

              • أحمد عكاش
                أديب وكاتب
                • 29-04-2013
                • 671

                #8
                [[[ .. آثارهم التي لم تكن لتروقنا تتحول إلى جمال حين يتوارون إلى خيالات وأشباح بعيدة المدى.. ]]]

                (قصة) جميلة تأخذ بمجامع القلوب،
                ولا أنكر أنَّها استنزفت عيني عبرة حجبت عني القراءة حيناً،
                مسحتها وأكملتُ...
                في الخاتمة كَثرت الخيوط وتشابكت و..
                لو عدتِ إليها ونحيّتِ بعضها
                لبقيت الخيوط الأولى أقوى وأعمق وأبهى حضوراً ..
                أشكر لك متعة القراءة التي منحتنيها سيّدتي (فاطيمة أحمد).
                يَا حُزْنُ لا بِنْتَ عَنْ قَلْبِي فَمَا سَكَنَتْ
                عَرَائِسُ الشِّعْرِ فِي قَلْبٍ بِلا حَزَنِ
                الشاعر القروي

                تعليق

                • نجاح عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 08-02-2011
                  • 3967

                  #9
                  ياه يا فاطيمة ..كم كنتِ رائعة هنا ...
                  كل كلمة في نصك الجميل كانت تلقى صدى مدوياً في نفسي ,,وكأنك تتحدثين عما يجول في خاطري ..
                  من ذكريات ..
                  الشجر ...تلك الكيانات النابضة بالخضرة والحياة ..كم تحمل بين أغصانها من سنواتنا وشقاواتنا ..
                  وأحلامنا ..وذكريات أيام ترقد في الذاكرة ..متدثرة بالدفء ..والمواويل العتيقة .ورشاقة الأغنيات ..
                  رغم اني لا اعرفه ذلك التين الشوكي ...لكن ذكرتيني بشجرة تين عجوز كانت تقبع في باحة بيت
                  جدتي الريفيّ ..تجمعني بها سنوات الطفولة ..لكنها لم تكن ذات اشواك ..بل كانت تفرد أوراقها
                  الشبيهة بالكف في وجه الشمس مرحبة بالنور والحياة ..
                  نص رائع انساب بتلقائية ..وسلاسة ..كنت وأنا أقرأه مستمتعة كمن يقرأ صفحة من يوميات في مفكرة
                  قلب رقيق شفاف ..
                  احببتهُ جداً هذا النص ..تقديري وكل الود .

                  تعليق

                  • أم عفاف
                    غرس الله
                    • 08-07-2012
                    • 447

                    #10
                    أختي فاطيمة أحمد
                    الشّجرة بكل ما تحمل رمزية ، شجرة التّين التي يلتقي فيه الألم بمتعة ثمارها
                    وجود الأبوين في حياتنا ، سلطتهم ،نفوذهم عبق ذكرياتهم
                    كما أن الّتين سلطان الغلال كما يقال كذلك الوالدان لا عزّ بعدهما
                    ومع ذلك فلن يعمّرا ولن يمتدّ نفوذهما إلى أبعد من تحوّل ثمارهما إلى أصول
                    سيّدتي قصّتك جميلة وموحية جدّا
                    كلّ الودّ

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      اعجبتني القصة جدا .. هي استحثت مخزون ذكرياتنا ايضا...

                      حين وقعت بطلتنا على شجرة التين واشواكها.. كانت الذروة
                      في القصة برأيي، انطبعت بذهني ولن تزول بسهولة.. المشهد
                      مؤلم، والحمد لله انها استطاعت التخلص منها فيما بعد..

                      ثمار الصبر (وهذا اسم التين الشوكي عندنا) رغم لذتها مؤذية.
                      شخصيا أخاف أن استخلصها من قشرتها لأنني حساسة جدا
                      لأشواكها..مع أنها لذيذة وتروي في حر الصيف...

                      أما الذكريات.. فكل مكان بالبيت يذكر بالراحلين الأعزاء..
                      لا حاجة لها فيه .. وأنا تخلصت من الصبر في حديقتي
                      رأفة بالأطقال الذين يزوروننا وذلكم الذين يغزون الثمار..

                      المهم استمتعت معك بقصتك العفوية الجميلة..

                      تحيتي وتقديري.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      • فاطيمة أحمد
                        أديبة وكاتبة
                        • 28-02-2013
                        • 2281

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
                        استاذة " فاطيما أحمد" جميلة جدا فى تناولك هنا
                        القصة تحمل إسقاطا واضحا لـ " حجر العثـرة " الذى صنعه " رب الدار يوما " فتحول إلى متاهة ومنها إلى سياجا احاط الاسرة .
                        اعتقد ان التجربة هنا " من وجهة نظرى الشخصية " هى إعادة لـ قصة قديمة لك كانت بـ عنوان " الاشقاء والميراث " إن لم تخنى الذاكرة ، وإن كانت الخاتمة هنا أكثـر تفاؤلا ..
                        او ان لب الفكرة واحد " فـ كانت القصة على نفس الوتيرة ، وبصياغة جديدة " تحمل لمسة إحترافية
                        السرد والتسلسل والانسيابية كانت متقنة ، ووظفوا بشكل متناسق
                        اشكرك اختى الكريمة على هذه الرائعة

                        تحياتى
                        الشكر لقراءتك الحصيفة أستاذ أحمد خيري
                        ولتحليلك والمقارن..نحاول دائمًا الإرتقاء بالنصوص والأفكار معًا
                        جيد أنك وصفت الخاتمة بأنها أكثر تفاؤلا ..وما أجمل التفاؤل
                        وربما عالج نص الأشقاء والميراث الصراع حوله فيما كان هنا محاولة الحفاظ على آثاره
                        سعيدة أنك رأيتها أفضل..
                        تقديري واحترامي لك.


                        تعليق

                        • فاطيمة أحمد
                          أديبة وكاتبة
                          • 28-02-2013
                          • 2281

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                          نص رائع بسرد سلسل ولغة متمكنة وهي رمزية رائعة الى التراث المتمثل في شجرة التين والتي تسمى في فلسطين ومعظم بلاد الشام شجرة الصبر أو الصبار فهي تراث الأب ومن بعده الأم حتى لم اندثر هذا التراث بقلع الشجرة بقيت باحة الدار وعرصة بني فوقها بيت الأمل الذي ضج بالأطفال ..مودتي وتحياتي
                          شكرًا أستاذ محمود عودة على هذه القراءة ذات الشجن
                          أشياء الماضي لا تمحى .. باقية مع الأثر
                          تقديري وشكرا لهذا الحضور.


                          تعليق

                          • فاطيمة أحمد
                            أديبة وكاتبة
                            • 28-02-2013
                            • 2281

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
                            ياه يا فاطيمة ..كم كنتِ رائعة هنا ...
                            كل كلمة في نصك الجميل كانت تلقى صدى مدوياً في نفسي ,,وكأنك تتحدثين عما يجول في خاطري ..
                            من ذكريات ..
                            الشجر ...تلك الكيانات النابضة بالخضرة والحياة ..كم تحمل بين أغصانها من سنواتنا وشقاواتنا ..
                            وأحلامنا ..وذكريات أيام ترقد في الذاكرة ..متدثرة بالدفء ..والمواويل العتيقة .ورشاقة الأغنيات ..
                            رغم اني لا اعرفه ذلك التين الشوكي ...لكن ذكرتيني بشجرة تين عجوز كانت تقبع في باحة بيت
                            جدتي الريفيّ ..تجمعني بها سنوات الطفولة ..لكنها لم تكن ذات اشواك ..بل كانت تفرد أوراقها
                            الشبيهة بالكف في وجه الشمس مرحبة بالنور والحياة ..
                            نص رائع انساب بتلقائية ..وسلاسة ..كنت وأنا أقرأه مستمتعة كمن يقرأ صفحة من يوميات في مفكرة
                            قلب رقيق شفاف ..
                            احببتهُ جداً هذا النص ..تقديري وكل الود .
                            أستاذة نجاح عيسى..
                            شعرت بكلماتك تخرج من القلب ..
                            فانسابت إلى قلبي وسكنت فيه..
                            شكرًا لا تكفيك
                            محبتي.


                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #15
                              أتدرين فاطيمة .. أن المشهد الأقسى على روحي
                              هو أن تقتلع شجرة
                              أو تقطع
                              حتى عندما كانوا يقلمون الأشجار
                              و يحاولون تهذيب فروعها حتى لا تسكنها الأفاعى و تكون وكرا للصوص
                              أكون في قمة حزني و احساسي بالفقد
                              ربما لأننا مثل الشجر
                              فينا ما يحمل الشجر
                              فينا الشجر
                              فنحن أشجار بكل ما تعني
                              فينا التوت و الشوك و النخيل
                              و الصفصاف و الجزورين .. و اللبلاب
                              و التفاح و العنب

                              نحن أيضا نختلف كما الشجر في ثمرته و معناه و طبيعة نموه !
                              أعجبني السرد كثيرا
                              و رسم العجز الذي وصلت إليه البطلة
                              لكن أحببت لو أثخنت ظهر المشهد أكثر
                              فلا تجد أمامها سوى القطع أو الاقتلاع .. أتعلمين
                              لأن الشجرة هنا كانت رمزا لكل الماضي الجميل بكل ما يعني
                              و لن ننفصل عنه بأية حال
                              و لم تكن جلبابا لنتخلص منه !!!!!!!

                              خالص تقديري و احترامي
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X