وحيــدا
تنعـقُ الغربـان
تجرُ خفـقَ أجنحتها معهـا إلى المدينـة:
قريباً سيسقـطُ الثلـج.
يـا سعـدَ، من لديه وطـنٌ في هذا الأوان!
ها أنت تقف الآن محدقا،
تنظر للوراء، آهٍ منك، منذ متى على هذه الحال!
ما دهاك أيهـا الأحمـق،
تهرب إلى الدنيـا مِن وجهِ الشتـاء؟
الدنيـا بابٌ
يقود إلى الآف الصحاري الصامتة والبـاردة!
مَن يفقـدُ،
ما قد فقـدتَ، لن يتوقـف في أي مكـان.
ها أنت تقف الآن شاحباً،
في الشتاء ـــ التجوال يجلبُ اللعنات،
شبيه الدخان،
دوماً يفتـشُ عن سمـاواتٍ باردات.
حلــقْ، أيهـا العصفـور،
رددْ أغنيتـك على وقـعِ لحنِ طائـرٍ في الصحــراء!
أخـفِ، أيها الأحمـق،
قلبَـك النازفَ دماً في الصقيـع والسخريات.
تنعــقُ الغربان
تجرُ خفـقَ أجنحتـها معهـا إلى المدينـة:
قريباً سيسقـطٌ الثلـج.
يـا حسرة، مَن ليس لديه وطنٌ يؤويه.
فريدريش فيلهلم نيتشه
(1844 - 1900)
ترجمة معاذ العمري
20 .03. 2014
تعليق