عِيدُ الأُمِ: مَلمَحٌ آخَر...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    عِيدُ الأُمِ: مَلمَحٌ آخَر...

    عِيدُ الأُمِ: مَلمَحٌ آخَر...

    أُسْدِلَتْ خيوطُ القَمَرِ الفِضِيَة عَلَيٰ جَبِينِ أُمسِيَةٍ تَصْطَنِعُ الهُدوء.. وَأنسَرَبَ النسِيمُ بَينَ الخيوطِ مُوَشوِشَاً كَشَهرَزَادِ المَسَاءاتِ المَلَكِيَة.. وَتَعَلَقَتْ بأهدَابِ السَمَاءِ مَشَاعِلٌ ضَاوِيَة تَحمِلُ آلافِ النَجمَات.
    ،، ، ،، ، ،،
    وَقَفَتْ قُربَ النَافِذة تَرقُبُ السَمَاءَ بِعَينِين صَغيرَتَين لَمَعَتْ فِيهمَا أضوَاءَ المَساء.. تُطِلُ عَلَيٰ حَدِيقَةٍ كَأنَ أزهَارَهَا تَحتَفِلُ بِزَفَافٍ للألوَانِ.. جَدَائلَهَا السَودَاء لَيلٌ حَرِيرِيٌ حَالِك.. تَلُوحُ عَلَيٰ وَجهَهَا المَلَائِكي سُحُبٌ كَئيبَة تُمطِرُ عَلَيٰ خَدَيهَا الغَضَين وَابِلُ دَمعٍ سَخِين.. يَهمِي إلَي مَوطِئ قَدَميهَا ليَرسمَ بُحَيرةً حَزِينَة كَمَا فِي حِكَايةِ الأمِيرَةِ وَتَعوِيذةِ السَاحِرَة.
    ،،، ،، ،، ،،،
    إلتَفَتَتْ مُستَدِيرَة إلَي لَوحَةٍ ذَاتَ إطَارٍ مُذَهَبٍ مُعلَقَة ٌ عَلَيٰ الحَائِط ِِ بِعناية.. رُسِمَ عَليهَا وَجهَ شَابَةٍ ذَاتَ ثَلاثِينَ رَبِيعَاً.. تَنزَعُ مِن القَمَرِ فِتنتَهُ وَخيوطَهُ.. خَاطَبَتْ ذَاتَ الجَدائلِ وَجه القَمَر: (ألا تأتِينَ هَذِهِ اللَيلةِ لتأخذِي هَدِيتي؟. . ألا تَعرِفينَ طَرِيقَ العَودَةِ إلي المَنزل؟. . ألا تَسألينَ أهلَ الجَنةِ عَن الطَريق؟. .) أجَابهَا صَمتٌ مُطبَق.. وَطَوَي الليلُ جَنَاحيهِ وَبَكَيٰ عَلَيٰ وَجهِ القَمر.

    بقلم: زياد الشكري
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد الشكري; الساعة 21-03-2014, 23:01.
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    #2
    قصة بلغة شاعرية وكأني اقرأ قصيدة بديعة المعاني لحلم يتيمة الأم في عيد الأم تبحث عن الحنان المفقود
    تحياتي لابداعك

    تعليق

    • زياد الشكري
      محظور
      • 03-06-2011
      • 2537

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
      قصة بلغة شاعرية وكأني اقرأ قصيدة بديعة المعاني لحلم يتيمة الأم في عيد الأم تبحث عن الحنان المفقود
      تحياتي لابداعك

      أهلاً بالأديب الكريم محمود.. أشكرك علي حضورك الظليل.. الذي ألقي علي نفسي ظلال فرح وإمتنان.. وأشكرك كذلك علي ذوقك الرفيع وتعليقك الطيب.. محبتي أطياف قوس قزح موسومة علي شخصك الكريم..

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        جميل نصك العذب ...
        ويبقى الشعور بالفقد مهما طال العمر...
        لا شيء يعوضها أبدا...

        عوفيت... تحيتي وتقديري.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          شاعرية رقيقة و لغة شفيفة طاهرة كما قلب الأم.
          كانت النهاية عامرة بالحزن ، نقية بالطهر.
          مودتي

          تعليق

          • بسباس عبدالرزاق
            أديب وكاتب
            • 01-09-2012
            • 2008

            #6
            خَاطَبَتْ ذَاتَ الجَدائلِ وَجه القَمَر: (ألا تأتِينَ هَذِهِ اللَيلةِ لتأخذِي هَدِيتي؟. . ألا تَعرِفينَ طَرِيقَ العَودَةِ إلي المَنزل؟. . ألا تَسألينَ أهلَ الجَنةِ عَن الطَريق؟. .)

            الله على اللغة العذبة و الشاعرية
            هناك حزن دفين يستقريء ذاته، و كأن النص يجري وحده، مثل نهر يبحث عن أرض ينبت فيها الزهور
            هناك العديد من الإشارات و الدلالات على أن الأم قابعة في البيت تنتظر من تهيدها هدية في يوم عيدها، و لحنانها قالت ما كتبته فوق، فقد اسندت الهدية لصاحبتها و كأنها تقول لابنائها (هنا لديها بنت-إبنة) الهدية التي ستهدينها لي هي لك أنت ، فأنت تهدينها لنفسك قبل أن تمنحينها لي

            رائع هذا الشجن الدفين في هذه القصة
            لفت نظري صورة ابنتها التي : -لَوحَةٍ ذَاتَ إطَارٍ مُذَهَبٍ مُعلَقَة ٌ عَلَيٰ الحَائِط ِِ بِعناية.. رُسِمَ عَليهَا وَجهَ شَابَةٍ ذَاتَ ثَلاثِينَ رَبِيعَاً.. تَنزَعُ مِن القَمَرِ فِتنتَهُ وَخيوطَهُ-
            هنا أيضا روعة الرمزية و بهاؤها

            القصة مكثفة، هادفة...


            تقديري أيها المبدع ضمير قلم، في انتظار أن تمنحنا إسما نناديك بك

            محبتي

            السؤال مصباح عنيد
            لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

            تعليق

            • زياد الشكري
              محظور
              • 03-06-2011
              • 2537

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              جميل نصك العذب ...
              ويبقى الشعور بالفقد مهما طال العمر...
              لا شيء يعوضها أبدا...

              عوفيت... تحيتي وتقديري.
              بحضوركِ تكتمل اللوحات المزركشة.. كما الفراش يتماهي فينثر في الروض الوان حضوره الزاهية.. اختي ريما اكرمك الله في الدارين..

              تعليق

              • زياد الشكري
                محظور
                • 03-06-2011
                • 2537

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                شاعرية رقيقة و لغة شفيفة طاهرة كما قلب الأم.
                كانت النهاية عامرة بالحزن ، نقية بالطهر.
                مودتي
                اهلاً بالاستاذ الكبير والكريم عبدالرحيم.. عذراً لتأخري في الرد علي فيضك العذب بالمتصفح.. سعادتي لا توصف عندما اشتم عطر مرورك.. ونثار وردك بالمكان.. محبتي لك وشكري لشخصك اللطيف.

                تعليق

                يعمل...
                X