الحبيبات .
عقلي الآن مشتت . مثل رمانة تحولت من كتلة متجاورة إلى حبات متناثرة على مائدة مستديرة . كل حبة تحاسبني ، تخاصمني ، تتهمني بالخيانة . اللون الأحمر يحوّلُ الحبات إلى جمرات متّقِدةٍ ، كأنها عيون تدينني ... من حقها أن تفعل كل ذلك وأكثر . عندما قلت إن عقلي مشتت ، فلأني أحسست به ينفجر ببطء و لا يستطيع تحمل هذه اللكمات التي تنهال عليه من كل الجهات . أتذكر أني شيدت فوق كل حبة عالما من خيال ، جنة لا حدود لها ، تستطيع فتح أبوابها لكل الكائنات التي تناسبها صياغة ونوعا وفكرا . كنتُ سعيدا جدا بهذا الذي يُبنى فوق حبيباتي الحمراء ، متأملا تلك الظلال المتناسقة التي تنشرها فوق المائدة .
ماذا يحدث لي ؟ تبدلت كل الألوان التي تعلمتُ في مدرسة ما زلت أتذكر بوابتها الحديدية التي كانت تفزعني كلما انغلقت . تغيرتْ كل الروائح من حولي ، وجفت كل الحقول ... لكني مع ذلك خذلت حبيباتي ، ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق .
لماذا أحس بغربة المكان والزمان ؟ هل أنا نشاز ؟ ربما كذلك . ربما أني اخترت طريق الوادي بدل السهول الممتدة أمامي . يُقال أن الجينات اليافعة تبحث دائما عن أصلها ، فلماذا تشتتت حبيباتي وغطت دموعها صفحة المائدة المستديرة ؟ لابد أن هناك خطب لا أدركه ، أو حفرة سقطتُ فيها حين كنتُ صغيرا ، وتركتْ بقعا بيضاء داخل هذه الحُمْرة المبعثرة على المائدة المستديرة . أو ربما هي شطحات متنافرة رفضها نسق الرمانة التي انفجرت تعبيرا عن غضبها المشروع . أبحث وأبحث وأرسم المسارات وأفسر وأحلل ولا أصل إلى نتيجة تُذكرْ. أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ...
عقلي الآن مشتت . مثل رمانة تحولت من كتلة متجاورة إلى حبات متناثرة على مائدة مستديرة . كل حبة تحاسبني ، تخاصمني ، تتهمني بالخيانة . اللون الأحمر يحوّلُ الحبات إلى جمرات متّقِدةٍ ، كأنها عيون تدينني ... من حقها أن تفعل كل ذلك وأكثر . عندما قلت إن عقلي مشتت ، فلأني أحسست به ينفجر ببطء و لا يستطيع تحمل هذه اللكمات التي تنهال عليه من كل الجهات . أتذكر أني شيدت فوق كل حبة عالما من خيال ، جنة لا حدود لها ، تستطيع فتح أبوابها لكل الكائنات التي تناسبها صياغة ونوعا وفكرا . كنتُ سعيدا جدا بهذا الذي يُبنى فوق حبيباتي الحمراء ، متأملا تلك الظلال المتناسقة التي تنشرها فوق المائدة .
ماذا يحدث لي ؟ تبدلت كل الألوان التي تعلمتُ في مدرسة ما زلت أتذكر بوابتها الحديدية التي كانت تفزعني كلما انغلقت . تغيرتْ كل الروائح من حولي ، وجفت كل الحقول ... لكني مع ذلك خذلت حبيباتي ، ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق .
لماذا أحس بغربة المكان والزمان ؟ هل أنا نشاز ؟ ربما كذلك . ربما أني اخترت طريق الوادي بدل السهول الممتدة أمامي . يُقال أن الجينات اليافعة تبحث دائما عن أصلها ، فلماذا تشتتت حبيباتي وغطت دموعها صفحة المائدة المستديرة ؟ لابد أن هناك خطب لا أدركه ، أو حفرة سقطتُ فيها حين كنتُ صغيرا ، وتركتْ بقعا بيضاء داخل هذه الحُمْرة المبعثرة على المائدة المستديرة . أو ربما هي شطحات متنافرة رفضها نسق الرمانة التي انفجرت تعبيرا عن غضبها المشروع . أبحث وأبحث وأرسم المسارات وأفسر وأحلل ولا أصل إلى نتيجة تُذكرْ. أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ...
تعليق