الحُبيبات الحُمْر (ابراهيم ابويه) ق.قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم ابويه
    قاص وباحث لغوي
    مستشار أدبي
    • 14-11-2008
    • 200

    الحُبيبات الحُمْر (ابراهيم ابويه) ق.قصيرة

    الحبيبات .

    عقلي الآن مشتت . مثل رمانة تحولت من كتلة متجاورة إلى حبات متناثرة على مائدة مستديرة . كل حبة تحاسبني ، تخاصمني ، تتهمني بالخيانة . اللون الأحمر يحوّلُ الحبات إلى جمرات متّقِدةٍ ، كأنها عيون تدينني ... من حقها أن تفعل كل ذلك وأكثر . عندما قلت إن عقلي مشتت ، فلأني أحسست به ينفجر ببطء و لا يستطيع تحمل هذه اللكمات التي تنهال عليه من كل الجهات . أتذكر أني شيدت فوق كل حبة عالما من خيال ، جنة لا حدود لها ، تستطيع فتح أبوابها لكل الكائنات التي تناسبها صياغة ونوعا وفكرا . كنتُ سعيدا جدا بهذا الذي يُبنى فوق حبيباتي الحمراء ، متأملا تلك الظلال المتناسقة التي تنشرها فوق المائدة .
    ماذا يحدث لي ؟ تبدلت كل الألوان التي تعلمتُ في مدرسة ما زلت أتذكر بوابتها الحديدية التي كانت تفزعني كلما انغلقت . تغيرتْ كل الروائح من حولي ، وجفت كل الحقول ... لكني مع ذلك خذلت حبيباتي ، ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق .
    لماذا أحس بغربة المكان والزمان ؟ هل أنا نشاز ؟ ربما كذلك . ربما أني اخترت طريق الوادي بدل السهول الممتدة أمامي . يُقال أن الجينات اليافعة تبحث دائما عن أصلها ، فلماذا تشتتت حبيباتي وغطت دموعها صفحة المائدة المستديرة ؟ لابد أن هناك خطب لا أدركه ، أو حفرة سقطتُ فيها حين كنتُ صغيرا ، وتركتْ بقعا بيضاء داخل هذه الحُمْرة المبعثرة على المائدة المستديرة . أو ربما هي شطحات متنافرة رفضها نسق الرمانة التي انفجرت تعبيرا عن غضبها المشروع . أبحث وأبحث وأرسم المسارات وأفسر وأحلل ولا أصل إلى نتيجة تُذكرْ. أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ...
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    لا أعرف

    هل هناك ما فاتني في نصك
    و لكن حقا هناك حلقة أفتقدها لتنجلي الرؤية

    أحسبني فهمت
    و لكنني لن أتسرع حتى أرى ما ينثره الزملاء من رؤى لأستطيع فهم النص اكثر

    استاذ ابراهيم ابويه
    النص مضغوط بشكل رهيب و هناك رمزية قوية للحبيبات و وجودها فوق المائدة متناثرة له كثير من الدلالات
    قد تكون أفكارا قديمة و قد تكون احلاما و و ....

    لي عودة بعد قراءة النص مرات أخرى لستفهم عمقه

    تقديري و احتراماتي
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • سلمى مصطفى
      أشقّ الطّريق
      • 28-11-2011
      • 78

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      ربّما نصّ كهذا لا أملك قراءته إلاّ أنّي أملك جملة من التساؤلات
      من الاحتمالات من الخيالات التّي تصبّ في مجرى واحد من قصّتك
      الحبيبات الحمر،
      يسحبني عنوان النّص إلى مصطلح الحبيبات تصغير هل هو للتقليل من قيمته (تحقير)؟
      أجدني راضخة لعقد مقارنة بين عقل يرسم على أنّه سبب البلاء والمحن، مستسلما لكلّ الهواجس التّي يطرحها فكره
      وبين حبيبات رمانة هذه الفاكهة الخريفية تحاصرها قشرة، كانت من قبل متجانسة، وهاهي الآن صريعة مائدة مستديرة
      ينصبّ فيها الاتهام ويرسم صورة للصراع
      كانت الرّمانة في قشرة جوفاء، والعقل ربي على أبواب مدرسة مازالت أبوابها من قسوة (الحديد)
      ربّما هو الآن يعاني،
      الحبيبات تتنّصل من فكرة أنّها كانت سببا، لأنّ قوّة الصّدمات التّي تعرّضت لها الرّمانة شتتت حبيباتها، فلم يبق
      غير قشور انصّبت عليها كلّ التّهم، لأنّها فتحت مجال الأفكار ليبني كلّ خيالاته
      والأصوات التّي انتثرت في الفراغ لم تخبر عن الحقيقة
      "ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق "
      بعيدا عن الآخر، ضدّ الاستعباد، ضدّ الاستبعاد ضدّ الشروخات
      تصدمه حالة الشتات بشهقة:
      "أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ..."
      كأنّها فاكهة خريف
      عفوكم،
      سمحت لنفسي بالخربشة، لشدّة ما راقني هذا النّص
      دمت
      التعديل الأخير تم بواسطة سلمى مصطفى; الساعة 30-03-2014, 18:00.

      تعليق

      • محمود عودة
        أديب وكاتب
        • 04-12-2013
        • 398

        #4
        نص عميق المعاني ورمزية حبيبات الرمان بعد ان انفجرت وخرجت من سجنها منفردة علىى مائدة الصراع في المجتمع بين الفرد وهواجسه والسلطة وقراراتها ربما الجائرة والبطل الذي كان يبث الشعارات الرنانه انزلق من حيث لا يدري مع الحمرة في الحبيبات وهذه الحمرة رمز رائع الى الدم المنتشر على صفحة مائدتنا العربية في اكثر من القطر ولذلك جلس البطل يدخن سجارته مستمرا في حيرته
        ارفع قبعتي تحية لهذا النص الرائع والعميق الأيحاءات وارجو ان اكون وفقت في فهمي للنص
        مودتي وتحياتي

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          إذا سلّمنا بأنّ الكلام عن الكلام صعب، فلا شكّ أستاذ ابارهيم أنّك ركبت الصّعب في هذا النصّ الذي تحدّث عن حالة تفكير في التّفكير إن جاز القول.
          راقني إلى أبعد حدّ أن يتحوّل تشبيه تناثر غرف العقل و هو ينطلق في التّفكير، بالرّمانة التي انفجرت فانفرطت حبّاتها، أن يتحوّل التّشبيه إلى حقيقة جديدة لن نقرأ غيرها في بقيّة النصّ ، أي أن تتخذ غرف العقل تسميتها الجديدة فلا يعود تُذكر إلاّ و هي حبيبات رمّان حمر.
          شُبّه العقل و هو يتشظّى بحبيات رمّان تنفرط، ثمّ أصبحها فعلا.
          أمّا فيما يتعلّق بالمضمون فقد بدا لي كأنّ الراوي يقوم باكتشاف فيذيعه لنا في شكل إضاءات نفسيّة تخصّ معاناته الماضية المستمرّة، قلت إضاءات نفسيّة و لم أقل شكوى لأنّها أضاءت جانبا من المعاناة في التواصل مع الآخرين و الأشياء دون رثاء.
          نصّ تحليليّ ذهنيّ بامتياز، شخصيّا أجده أقرب إلى المصارحة الذاتيّة منه إلى القصّة رغم ما تخلّله من حركة بقيت مُحتشمة.

          القدير ابراهيم ابويه خالص مودّتي .
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • ابراهيم ابويه
            قاص وباحث لغوي
            مستشار أدبي
            • 14-11-2008
            • 200

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
            لا أعرف

            هل هناك ما فاتني في نصك
            و لكن حقا هناك حلقة أفتقدها لتنجلي الرؤية

            أحسبني فهمت
            و لكنني لن أتسرع حتى أرى ما ينثره الزملاء من رؤى لأستطيع فهم النص اكثر

            استاذ ابراهيم ابويه
            النص مضغوط بشكل رهيب و هناك رمزية قوية للحبيبات و وجودها فوق المائدة متناثرة له كثير من الدلالات
            قد تكون أفكارا قديمة و قد تكون احلاما و و ....

            لي عودة بعد قراءة النص مرات أخرى لستفهم عمقه

            تقديري و احتراماتي
            الأستاذ العزيز بسباس عبدالرزاق ، تحية طيبة . سعيد بسفرك في هذا النص ، وسعيد أيضا برغبتك في العودة إلى عوالمه الخفية . تقديري ومحبتي لكم .

            تعليق

            • ابراهيم ابويه
              قاص وباحث لغوي
              مستشار أدبي
              • 14-11-2008
              • 200

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سلمى مصطفى مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              ربّما نصّ كهذا لا أملك قراءته إلاّ أنّي أملك جملة من التساؤلات
              من الاحتمالات من الخيالات التّي تصبّ في مجرى واحد من قصّتك
              الحبيبات الحمر،
              يسحبني عنوان النّص إلى مصطلح الحبيبات تصغير هل هو للتقليل من قيمته (تحقير)؟
              أجدني راضخة لعقد مقارنة بين عقل يرسم على أنّه سبب البلاء والمحن، مستسلما لكلّ الهواجس التّي يطرحها فكره
              وبين حبيبات رمانة هذه الفاكهة الخريفية تحاصرها قشرة، كانت من قبل متجانسة، وهاهي الآن صريعة مائدة مستديرة
              ينصبّ فيها الاتهام ويرسم صورة للصراع
              كانت الرّمانة في قشرة جوفاء، والعقل ربي على أبواب مدرسة مازالت أبوابها من قسوة (الحديد)
              ربّما هو الآن يعاني،
              الحبيبات تتنّصل من فكرة أنّها كانت سببا، لأنّ قوّة الصّدمات التّي تعرّضت لها الرّمانة شتتت حبيباتها، فلم يبق
              غير قشور انصّبت عليها كلّ التّهم، لأنّها فتحت مجال الأفكار ليبني كلّ خيالاته
              والأصوات التّي انتثرت في الفراغ لم تخبر عن الحقيقة
              "ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق "
              بعيدا عن الآخر، ضدّ الاستعباد، ضدّ الاستبعاد ضدّ الشروخات
              تصدمه حالة الشتات بشهقة:
              "أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ..."
              كأنّها فاكهة خريف
              عفوكم،
              سمحت لنفسي بالخربشة، لشدّة ما راقني هذا النّص
              دمت
              الأستاذة القديرة سلمى مصطفى ، تحية طيبة . كل قراءة للنص تزيده إشراقا وتوغلا في معانيه . هو نص مفتوح للقراء لأنه يضعهم في جوهر بنائه ، تقديري لك .

              تعليق

              • ابراهيم ابويه
                قاص وباحث لغوي
                مستشار أدبي
                • 14-11-2008
                • 200

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                نص عميق المعاني ورمزية حبيبات الرمان بعد ان انفجرت وخرجت من سجنها منفردة علىى مائدة الصراع في المجتمع بين الفرد وهواجسه والسلطة وقراراتها ربما الجائرة والبطل الذي كان يبث الشعارات الرنانه انزلق من حيث لا يدري مع الحمرة في الحبيبات وهذه الحمرة رمز رائع الى الدم المنتشر على صفحة مائدتنا العربية في اكثر من القطر ولذلك جلس البطل يدخن سجارته مستمرا في حيرته
                ارفع قبعتي تحية لهذا النص الرائع والعميق الأيحاءات وارجو ان اكون وفقت في فهمي للنص
                مودتي وتحياتي
                الأستاذ محمود عودة ، تحية طيبة . كلما انفتحت أبواب جديدة ، كلما وجدتني أقف أمام النص أطرق أبوابه الأخرى التي لولا القراء لما انفتحت . تقديري لك

                تعليق

                • ابراهيم ابويه
                  قاص وباحث لغوي
                  مستشار أدبي
                  • 14-11-2008
                  • 200

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                  إذا سلّمنا بأنّ الكلام عن الكلام صعب، فلا شكّ أستاذ ابارهيم أنّك ركبت الصّعب في هذا النصّ الذي تحدّث عن حالة تفكير في التّفكير إن جاز القول.
                  راقني إلى أبعد حدّ أن يتحوّل تشبيه تناثر غرف العقل و هو ينطلق في التّفكير، بالرّمانة التي انفجرت فانفرطت حبّاتها، أن يتحوّل التّشبيه إلى حقيقة جديدة لن نقرأ غيرها في بقيّة النصّ ، أي أن تتخذ غرف العقل تسميتها الجديدة فلا يعود تُذكر إلاّ و هي حبيبات رمّان حمر.
                  شُبّه العقل و هو يتشظّى بحبيات رمّان تنفرط، ثمّ أصبحها فعلا.
                  أمّا فيما يتعلّق بالمضمون فقد بدا لي كأنّ الراوي يقوم باكتشاف فيذيعه لنا في شكل إضاءات نفسيّة تخصّ معاناته الماضية المستمرّة، قلت إضاءات نفسيّة و لم أقل شكوى لأنّها أضاءت جانبا من المعاناة في التواصل مع الآخرين و الأشياء دون رثاء.
                  نصّ تحليليّ ذهنيّ بامتياز، شخصيّا أجده أقرب إلى المصارحة الذاتيّة منه إلى القصّة رغم ما تخلّله من حركة بقيت مُحتشمة.

                  القدير ابراهيم ابويه خالص مودّتي .
                  الناقد محمد فطومي ، تحية طيبة . راقني قولك "حالة تفكير في التّفكير " ، لأن القضية تتعلق فعلا بتأمل للمسارات التي يرسمها العقل ، يناقشها وينتقدها ويضعها مثل قصة تجريبية تبحث عن ماوراء النص السردي ، وهل يمكن للقصة أن تحتضن الفكر دون أن تزعج الجمال ... تحية وتقدير

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    جمال النصّ مكفول أستاذ ابراهيم، بل لم ألفك قد تخليت عن إخراجك الفريد لفن السّرد، كل ما انبطبع لديّ هو تعقبك للحالة التي تسبق أو تمهّد أو تستحضر النصّ القصصي ، على حساب النص القصصي نفسه.
                    حالة ذهنيّة صعبة للغاية أراك أترعتها عمقا لو ابتعدنا عن التصنيف.
                    شكرا لك سيّدي.
                    مودتي.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • ابراهيم ابويه
                      قاص وباحث لغوي
                      مستشار أدبي
                      • 14-11-2008
                      • 200

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                      جمال النصّ مكفول أستاذ ابراهيم، بل لم ألفك قد تخليت عن إخراجك الفريد لفن السّرد، كل ما انبطبع لديّ هو تعقبك للحالة التي تسبق أو تمهّد أو تستحضر النصّ القصصي ، على حساب النص القصصي نفسه.
                      حالة ذهنيّة صعبة للغاية أراك أترعتها عمقا لو ابتعدنا عن التصنيف.
                      شكرا لك سيّدي.
                      مودتي.
                      العزيز محمد فطومي ، تحية متجددة باستمرار . لست كما تعلم ،أستاذي ، نمطيا ولا مقتنعا بالمفاهيم التي تحصر أو تؤطر النصوص لتخنقها داخل شكل حلزوني متفق عليه قبليا . النص السردي عمل فني إبداعي يتسع لحمل كل المدلولات التي تتسكع داخل بنائه ، وهو حامل للفكر والمعرفة ، لكن في قالب جمالي ممتع يسافر بالمتلقي إلى عوالم متخيلة لكنها مرتبطة بصور يسهل تركيبها في عقل القارئ لتلتقي مع أشيائه الداخلية وتلبي حاجاته الانسانية . شكرا لتتبعك الراقي أستاذي محمد .

                      تعليق

                      يعمل...
                      X