المتهم...!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    شعر تفعيلي المتهم...!!




    حكمَ القاضي عليّ بالمؤبدْ
    قلت مهلا سيدي ..
    إنني جئتُ لأشهد ْ
    قال قم ْ..هيا استقمْ


    والبس القيد هنا قبل القسمْ

    لا تخفْ هيا اعترفْ

    قبل أن تغدو كما هذي الرفاتْ
    كن أميرا صامتا ..أو ميتا..


    لا تكن نصفين في كأس الحياةْ

    أيها المارقُ قل : من أين لك..؟
    قبل أن يكملُ صاحت زوجتي ما أعدلكْ..
    !!!


    سيدي ما أعدلك ..!!!
    مذ متى قلْ لي مليكي تقرأ الكف ..وأسرارَ الفلكْ..؟


    وترى الشمسَ هنا قبل الطلوعْ

    تقطفُ الورد بأحضان الربيعْ..؟

    سيدي ما أرحمكْ

    مذ متى أطلقتَ سربا يقتفي خطو الجياع ْ

    وتركتَ الليل يحثو بيننا رملَ الضياعْ

    ونسجتَ الثوبَ نزفا من قلوب الثائرينْ

    ولبستَ العز خـُفـًا من جلود المُعدَمينْ..؟

    سيدي ما أبصركْ

    فهنا الموت كما الإعمار لكْ

    ولك الحقل وزرع الأبرياءْ

    مثلما هذي السواقي وغمامات السماءْ

    قبل أن تهمي هنا فهـْي حلالٌ سائغ بالإفـــْكِ لكْ

    أطرق القاضي بقلب يرتعدْ

    ورمى الأغلال صوبي تتقدْ

    صِحتُ مهلا سيدي..

    إنه البندُ الأخيرْ

    قد ذوى غصنُ اعترافي بتجاويف الصدورْ

    وارتضيتُ الجرحَ وحدي من تباريح الشرورْ

    كيف يجديني النداءْ

    إن تهاديتُ ذبيحا أو تراجعتُ لأبكي الماوراءْ

    كلنا اليوم سواء ٌ صوبَ بهتان القضاءْ

    سيدي ما أحكمكْ

    هاهنا الإغفاءُ لكْ..

    والمنى والصحوُ لكْ

    مذ سقيتَ الأرض من نهر العذابْ
    وجعلتَ الأُسْد تثغو بين قطعان الذئابْ


    مذْ فتحتَ بيننا بابَ السعيرْ
    مذ رأيتَ الشعرة البيضاءَ في جنْح الدجى
    تلتفُّ صمتا
    حول أعناق القصورْ
    وسكبتَ الجمرَ خمرا للثكالى بين ساحات القبورْ


    سيدي..ما أحلمَكْ .. !!

    كلنا كالأرض لكْ ..

    وثياب العرض لكْ..
    قد قطعتُ البيد أجري حافيا كي أُسمِعَــكْ
    بحةَ الناي الذي من قهرنا كم أنشدَك


    سيدي ما أعدلك.. !!

    أرهقتني قبضةُ السجان ِ واستبطأتُ خوفا مقدمَك

    صمتَ القاضي كما ليل الظلمْ
    ثم هز الرأس غيضا
    ودنا مني ليروي القلب من بئر الألمْ

    إن نطقتم ..أو رفضتم..
    أو تجشّأتُم بعطري بين أحقاد القلمْ


    سيكون الحكمُ إعداما هنا دون ندمْ
    خاب سعيا
    كل من جاء ليشهدْ ..


    أو يهددْ..
    خاب وعيا
    ..كل من شاء قضائي ملة ًأو لم يشأ


    خاب ظنا كل من ماد بحقلي ثم ولّى رافضا جودَ الكلأْ

    فتنهدتُ عميقا رغم برق الطعناتْ

    ثم أردفتُ صهيلي من تباشير الثباتْ

    قد جنيتُ الآن حقا حين صدقتُ الطغاة ْ
    وامتطيتُ الحق دربا للنجاةْ
    ورفعتُ الكف صدقا
    وانتظرتُ العدل يدحو
    فجرَك القاني لكي يطوي هديرَ الظلماتْ


    وائتمنتُ اليوم غدرا سيفك الحاني على كل النحورْ

    حيثما وليتَ وجها ميتٌ فيك الشعورْ

    قد جنيتُ الآن حقا ..

    مُذ قضيتُ الليل وحدي بين أدراب السكوتْ

    أحفر القبر لأبنائي ضريرا خائفا ألا أموتْ

    قد جنيتُ الآن حقا

    حين أمّنت غذائي من بقايا المترفينْ

    حين أرخيتُ شراعي صوب بحرِ الخائنينْ

    حين ودعتُ قلاع الذل وحدي وامتشقتُ صوتَ كل المتعبينْ

    فاسقني مرا على درب اليقينْ

    ليس يُثنيني اغترابي خلف حق ما تولى رغم كيد الغاصبينْ

    وخذ العمر فتيا ورضيا ..
    واترك الروح تميد بين واحات الخلودْ
    أيها الجلاد مهلا ..
    فغدا تشرق شمسي حرة ًغراءَ لا تخشى القيودْ

    التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 09-04-2014, 13:13.
  • محمد تمار
    شاعر الجنوب
    • 30-01-2010
    • 1089

    #2
    لا فضّ فوك شاعرتنا البهية فاكية صباحي..
    سلّطت الضوء على جانب مهمّ من هموم أمتنا
    فأجدت وأحسنت التصوير..
    بوركت وبورك قلمك..
    أختي العزيزة

    ثم ردّ صارخا يسقيني من بئر الألمْ
    قد تكونين نسيت شيئا هنا..
    خالص مودتي وإعجابي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد تمار; الساعة 09-04-2014, 09:44.
    التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

    تعليق

    • فاكية صباحي
      شاعرة وأديبة
      • 21-11-2009
      • 790

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
      لا فضّ فوك شاعرتنا البهية فاكية صباحي..
      سلّطت الضوء على جانب مهمّ من هموم أمتنا
      فأجدت وأحسنت التصوير..
      بوركت وبورك قلمك..
      أختي العزيزة

      ثم ردّ صارخا يسقيني من بئر الألمْ
      قد تكونين نسيت شيئا هنا..
      خالص مودتي وإعجابي
      ممتنة جدا لفيض مرورك أديبنا القدير محمد تمار
      وأشكر لك ملاحظتك القيمة ..
      عدلت ما سقط مني سهوا..
      وأسأله تعالى أن نجتمع دائما على موائد عامرة برقي المعاني
      أكرر الشكر أديبنا الكريم
      ولك مني خالص التقدير وفيض الاحترام

      تعليق

      • خالد سرحان الفهد
        شاعر وأديب
        • 23-06-2010
        • 2869

        #4
        الشاعرة فاكيه صباحي
        حملت معنى مبهرا
        قليلة هي القصائد التي تعتمد القص الشعري
        كنت بارعة للغاية
        مودتي
        وارجو القبول
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

        تعليق

        • مصطفى الطوبي
          أديب وكاتب
          • 04-11-2008
          • 278

          #5
          شاعرة رائعة تتدفق شعرا وحكمة وسلاسة ..نص بهي أثارني فانسكبت مع انحداره اللزج ،،تفوقتِ في البناء الكلي للنص ..دمتِ موفقة أيها الشاعرة الكبيرة ..

          تعليق

          • محمدمحمدمسعودالزليتنى
            صعيد مصر
            • 30-12-2007
            • 1016

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فاكية صباحي مشاهدة المشاركة


            حكمَ القاضي عليّ بالمؤبدْ
            قلت مهلا سيدي ..
            إنني جئتُ لأشهد ْ
            قال قم ْ..هيا استقمْ


            والبس القيد هنا قبل القسمْ

            لا تخفْ هيا اعترفْ

            قبل أن تغدو كما هذي الرفاتْ
            كن أميرا صامتا ..أو ميتا..


            لا تكن نصفين في كأس الحياةْ

            أيها المارقُ قل : من أين لك..؟
            قبل أن يكملُ صاحت زوجتي ما أعدلكْ..
            !!!


            سيدي ما أعدلك ..!!!
            مذ متى قلْ لي مليكي تقرأ الكف ..وأسرارَ الفلكْ..؟


            وترى الشمسَ هنا قبل الطلوعْ

            تقطفُ الورد بأحضان الربيعْ..؟

            سيدي ما أرحمكْ

            مذ متى أطلقتَ سربا يقتفي خطو الجياع ْ

            وتركتَ الليل يحثو بيننا رملَ الضياعْ

            ونسجتَ الثوبَ نزفا من قلوب الثائرينْ

            ولبستَ العز خـُفـًا من جلود المُعدَمينْ..؟

            سيدي ما أبصركْ

            فهنا الموت كما الإعمار لكْ

            ولك الحقل وزرع الأبرياءْ

            مثلما هذي السواقي وغمامات السماءْ

            قبل أن تهمي هنا فهـْي حلالٌ سائغ بالإفـــْكِ لكْ

            أطرق القاضي بقلب يرتعدْ

            ورمى الأغلال صوبي تتقدْ

            صِحتُ مهلا سيدي..

            إنه البندُ الأخيرْ

            قد ذوى غصنُ اعترافي بتجاويف الصدورْ

            وارتضيتُ الجرحَ وحدي من تباريح الشرورْ

            كيف يجديني النداءْ

            إن تهاديتُ ذبيحا أو تراجعتُ لأبكي الماوراءْ

            كلنا اليوم سواء ٌ صوبَ بهتان القضاءْ

            سيدي ما أحكمكْ

            هاهنا الإغفاءُ لكْ..

            والمنى والصحوُ لكْ

            مذ سقيتَ الأرض من نهر العذابْ
            وجعلتَ الأُسْد تثغو بين قطعان الذئابْ


            مذْ فتحتَ بيننا بابَ السعيرْ
            مذ رأيتَ الشعرة البيضاءَ في جنْح الدجى
            تلتفُّ صمتا
            حول أعناق القصورْ
            وسكبتَ الجمرَ خمرا للثكالى بين ساحات القبورْ


            سيدي..ما أحلمَكْ .. !!

            كلنا كالأرض لكْ ..

            وثياب العرض لكْ..
            قد قطعتُ البيد أجري حافيا كي أُسمِعَــكْ
            بحةَ الناي الذي من قهرنا كم أنشدَك


            سيدي ما أعدلك.. !!

            أرهقتني قبضةُ السجان ِ واستبطأتُ خوفا مقدمَك

            صمتَ القاضي كما ليل الظلمْ
            ثم هز الرأس غيضا
            ودنا مني ليروي القلب من بئر الألمْ


            إن نطقتم ..أو رفضتم..
            أو تجشّأتُم بعطري بين أحقاد القلمْ


            سيكون الحكمُ إعداما هنا دون ندمْ
            خاب سعيا
            كل من جاء ليشهدْ ..


            أو يهددْ..
            خاب وعيا
            ..كل من شاء قضائي ملة ًأو لم يشأ


            خاب ظنا كل من ماد بحقلي ثم ولّى رافضا جودَ الكلأْ

            فتنهدتُ عميقا رغم برق الطعناتْ

            ثم أردفتُ صهيلي من تباشير الثباتْ

            قد جنيتُ الآن حقا حين صدقتُ الطغاة ْ
            وامتطيتُ الحق دربا للنجاةْ
            ورفعتُ الكف صدقا
            وانتظرتُ العدل يدحو
            فجرَك القاني لكي يطوي هديرَ الظلماتْ


            وائتمنتُ اليوم غدرا سيفك الحاني على كل النحورْ

            حيثما وليتَ وجها ميتٌ فيك الشعورْ

            قد جنيتُ الآن حقا ..

            مُذ قضيتُ الليل وحدي بين أدراب السكوتْ

            أحفر القبر لأبنائي ضريرا خائفا ألا أموتْ

            قد جنيتُ الآن حقا

            حين أمّنت غذائي من بقايا المترفينْ

            حين أرخيتُ شراعي صوب بحرِ الخائنينْ

            حين ودعتُ قلاع الذل وحدي وامتشقتُ صوتَ كل المتعبينْ

            فاسقني مرا على درب اليقينْ

            ليس يُثنيني اغترابي خلف حق ما تولى رغم كيد الغاصبينْ

            وخذ العمر فتيا ورضيا ..
            واترك الروح تميد بين واحات الخلودْ
            أيها الجلاد مهلا ..
            فغدا تشرق شمسي حرة ًغراءَ لا تخشى القيودْ



            سعدنا اليوم بإشراقة شمسك يا فاكية بعد غيبة طويلة حرمنا فيها طلاوة حرفك وحلاوة عزفك
            لعلك فى أكمل صحة وأتم عافية وأهنأعيش
            لوحة فنية مبهرة تصورلنا بخطوطها وألوانـهاومقاطعهاجانبا من واقع حياتنا القاتم المظلم تتعانق فيهاروعة التصوير وعذوبة البيان مع مرارة الواقع وألمه !!
            دمت ودام لنا عبير نبضك الفواح بكل مبهج وجـميل
            خالص التحية وكل الود والتقدير

            [poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="groove,7,deeppink" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
            قف دون رأيك فى الحياة مجاهدا= إن الحياة عقيدة وجهاد[/poem]

            تعليق

            • زياد بنجر
              مستشار أدبي
              شاعر
              • 07-04-2008
              • 3671

              #7
              شاعرتنا الرّاقية " فاكية الصباحي "
              إسهاب رشيق و شعرٌ دقيق يا شاعرتنا و قلم رائع بارع
              نطرب دوماً لشعرك الوجداني و للقوافي العِذاب
              خالص الودّ و التّقدير
              لا إلهَ إلاَّ الله

              تعليق

              • عبدالهادي القادود
                نائب رئيس ملتقى الديوان
                • 11-11-2014
                • 939

                #8
                نصٌّ كبير تجرد من أوزار الكبار وجرد مؤخرة الواقع بما حمله من ملامح النور

                في سياق بياني أنيق البنية والبناء بهي الرداء

                أشعلت فيه الشاعرة شموع البهاء

                فتزينت الشرفات بأبجديات جديدة

                ورموز قادرة على حز رقاب الأذناب

                شاعرتنا الرائعة فاكية صباحي

                بورك النشيج وما جادت به الروح

                لا عدمناك

                تعليق

                يعمل...
                X