حوار سقراطــي .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم القيشوري
    أديب وكاتب
    • 03-03-2013
    • 149

    حوار سقراطــي .

    قال المتعلم للمعلم. هيا نلعب!
    هلا مارسنا لعبة التعلم بواسطة اللعب ؟
    أجاب المعلم : ماذا نلعب ؟ هل نحن هنا لممارسة فعل اللعب ؟
    رد المتعلم مبتسما :
    اللعب فعل يمارس لتمرير كم هائل من الأفكار والمعلومات بطريقة مسلية، تجعل الكل شريكا في اللعب، وبالتالي في بناء التعلمات..
    تجهم وجه المعلم . استشاط غضبا. هل تعلمني كيفية تعليمك ؟ وهل تقدم لي دروسا في التكوين المستمر؟
    رد عليه المتعلم بكل أدب واحترام. يا أستاذ العملية التعليمية/التعلمية أصبحت تمتح من نظريات تربوية مستحدثة، ومن بيداغوجيات تختلف عن البيداغوجيات التقليدية. هل سمعت ببيداغوجية الإدماج، وبيداغوجية التشارك والتعاقد، والمقاربة بالكفايات و..و..
    المعلم : أنت بلا شك تستفزني ، وتجعل مني صورة مهزوزة لمعلم فاشل..حقا هناك الكثير من التجديدات التي أقحمت في الحقل التربوي على اعتبار ما يعرفه العالم من هرولة في اتجاه العولمة، ولكن سأبقى المعلم المعلب كما قررت الوزارة الوصية ذلك، أنفذ التعليمات المتضمنة في المقرارات والمذكرات والمصوغات والبرامج والمناهج، لا ألوي على شيء منها ، ولا أدرك ماهيتها بفعل ما مورس علي من تعتيم لخلق جيل تابع سامع طائع ، لا ناقد محلل مناهض..وسأظل في تمرير الدروس بالطريقة المرسومة، للوصول للأهداف المرجوة لنيل عطف ورضا رؤسائي المباشرين أولا، ثم باقي رؤسائي التابعين..
    المتعلم : ماذا أسمع يا أستاذ . وماذا تقول؟ هل تدري طبيعة التصريحات التي تدلي بها، هذا شيء خطير، وهذا يدل بطريقة صريحة على أن التعليم بطرقه التي تتحدث عنها، سبب رئيسي في تخلفنا، وما تبنيك لما هو ماضوي مغلف؛ بما هو مستحدث ؛ لتقديم دروسك يبين مدى النفور ؛ الذي تخلقه لي كما تخلقه لباقي أقراني..
    المعلم : ماذا عساك تتعلم ؟
    هل تعلمنا نحن ؛ حتى نعلمك أنت أيها الجسور!
    مذ متى تخرجنا من مراكز التكوين ؟
    هل أعادوا تكويننا ؟ هل أمدونا بما تتطلبه الظرفية الراهنة من اطلاع على عالم المعلومات والمعلوميات..هل..وهل... المهم أرادونا كما فعلت فينا السنون عبر التنقل في الأحراش بين الفرعيات والمركزيات..زادنا المشي للحفاظ على اللياقة البدنية، ومعرفتنا كيفية التعامل مع اللوحة السوداء المعلقة، بالطبشور الأبيض، وتعاملنا مع المتعلمين مثلك بطريقة التلقين والحشو و"التعمار"، واسترداد البضاعة عند كل منعطف اختبار..لا نولي أهمية لغير ذلك..
    المتعلم : يا أستاذ أستسمحك فقد مورس عليك فعل التعمية تحت شعار:( ضع المعلم في المقلاع، ليقذف به في فيافي الضياع). وأدره وعند ذاك يأتيك كما شئت، يمكن أن تشكله كما أردت، وتوجهه لاتباع الأسلوب الذي ابتغيت..
    المعلم :ها أنت أصبحت مدركا للعبة ، وإدراكك للعبة يعني أنني قمت بواجبي في ممارسة العملية التعليمية / التعلمية بواسطة اللعب. كم أنت متعلم مشاكس، ومناور، ومحاور ..و..
    وهذا كله يبشر بخير، وبجيل يطمح للعلا بطرق بديلة غير التي أنتجتنا، وعلبتنا، وتركتنا نمارس اللعب معكم بطرق تتقاطع وتطلعاتكم، وتتناقض وتوجهاتكم، فهنيئا لنا بكم ، وهنيئا لكم بنا. فلنضع اليد في اليد لرسم معالم أفضل للغد.
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    #2
    احييك على هذه القصة التربوية التي تخوض بجرأة في العملية التعليمية في وطننا العربي باسلوب شيق ولغة متمكنة
    مودتي وتحياتي

    تعليق

    • وسام دبليز
      همس الياسمين
      • 03-07-2010
      • 687

      #3
      فعلا كان حوار سقراطي سلط الضوء على مشكلة التعليم التي اعتمدت الحشو في الفكرة أكثر من فهم الفكرة ...عدلت المناهج طمحا على أمل أن نعطي للفكر طاقة ومجال أوسع للانطلاق ...ترى هل وفقت ..المهم القصة كانت قوية بحوارية جميلة بين المتعلم الذي اثبت نفسه والمعلم

      تعليق

      • كريم القيشوري
        أديب وكاتب
        • 03-03-2013
        • 149

        #4
        أشكر مرورك الأخ محمود؛ ووضع بصمة تعليقك على النص. تقديري

        تعليق

        • كريم القيشوري
          أديب وكاتب
          • 03-03-2013
          • 149

          #5
          سرني إعجابك بالقصة المبدعة وسام؛ ومرورك مشكور. تحياتي الخالصة

          تعليق

          • أم يونس
            عضو الملتقى
            • 07-04-2014
            • 182

            #6
            تبارك الله .

            تحية شكر و إجلال وعرفان على نص كهذا ،
            و لإنه بما يحمل من فكرة عظيمة يستحق أن يقذف نحو السحب لينتشر إلى كل بقاع الأرض.

            شكراً سرمدية لا تطالها الحروف .
            التعديل الأخير تم بواسطة أم يونس; الساعة 04-05-2014, 13:26.

            تعليق

            • كريم القيشوري
              أديب وكاتب
              • 03-03-2013
              • 149

              #7
              أبادلك نفس الشعور والإحساس والتحايا سي محمود. تقديري

              تعليق

              • كريم القيشوري
                أديب وكاتب
                • 03-03-2013
                • 149

                #8
                ممتن لك سيدتي أم يونس على كلماتك اللطيفة. خالص الود.

                تعليق

                • محمد الشرادي
                  أديب وكاتب
                  • 24-04-2013
                  • 651

                  #9
                  أهلا أخي القيشوري
                  بالضبط هي حوار سقراطي توليدي. يطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح.و من خلال الحوارية تحقق الهدف بفهم اشكالية التعليم و غايته الغير تعليمية.
                  تحياتي

                  تعليق

                  • كريم القيشوري
                    أديب وكاتب
                    • 03-03-2013
                    • 149

                    #10
                    سعيد بمرورك سي محمد الشرادي.طال غيابك عنا نتمنى أن يكون في ذلك خيرا. مودتي

                    تعليق

                    • بسباس عبدالرزاق
                      أديب وكاتب
                      • 01-09-2012
                      • 2008

                      #11
                      الأستاذ كريم القيشوري

                      النص كان مشكلة بحد ذاته
                      تقاطع جيل استسلم و جيل يطمح لغد أفضل
                      جيل لم يجد من وسيلة للمقاومة إلا البقاء حيا و الأنين في صمت
                      و جيل صمت الأنين و هو يحاول إدراك وضعيته في طلب تغيير منهجية الثقافة المطروحة آنيا

                      و لكن السؤال المطروح بقوة و سيظل كذلك؟
                      هل سينجح هذا الجيل في إدارة عجلة الحضارة؟
                      عجلة صدئة مصابة باعطاب كثيرة

                      أعتقد أن ممارسة الوعي و مباشرة الثقافة سلوكا اجتماعيا عمليا و منطلقا فكريا كفيل ببعج العتمة

                      نص جميل استاذي كريم القيشوري
                      يكفي انه استفز فينا رواسب الطموح و الأمل

                      محبتي و تقديري
                      السؤال مصباح عنيد
                      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                      تعليق

                      • كريم القيشوري
                        أديب وكاتب
                        • 03-03-2013
                        • 149

                        #12
                        قراءتك للنص وضعت الإشكال في إطاره. يبقى عليناممارسة الوعي ومباشرة الفعل الثقافي..لبعج العتمة كما تفضلت سي عبدالرزاق بسباس. مودتي

                        تعليق

                        يعمل...
                        X