كتب مصطفى بونيف

نحن في زمن البلوتوث ...
هل شاهدتم فضيحة فلان وفلانة في الموبايل ؟؟؟
يجب أن تكون حذرا في جميع تحركاتك ، وأن تلتفت يمينا وشمالا قبل أن تتكلم أو أن تقوم بأي فعل ، فقد يترصدك أحدهم بكاميرا هاتف جوال ، وتصبح فضيحتك بجلاجل ...ويتداولها الناس بهواتفهم المحمولة عن طريق ..بسلامته البلوتوث !.
ومن شدة حرصي أصبحت لا أجرؤ على الدخول إلى أي حمام عمومي ، أما في البيت فإنني أتعمد إطفاء النور وأنا أستحم ...ليس خوفا من عملية تصوير داخل البيت ، ولكنني سمعت أن أمريكا بإمكانها أن تصورنا عن طريق الأقمار الصناعية ونحن في بيوتنا ....وتخيل معي كيف ستكون فضيحتك ومواقع الأنترنت تكتب بالبنط العريض "شاهدوا فضيحة موس وهو في الحمام " ...لا حول ولا قوة إلا بالله !.
وما زاد من رعبي هو أنني شاهدت إحدى الفنانات وهي تبكي بمرارة على إحدى القنوات الفضائية بعد أن قاموا بنشر صور فيديو لها وهي في جلسة مباحثات مع أحد رجال الأعمال في غرفة بأحد الفنادق ....كانت الفنانة تبكي وتقول " فضحوني إلهي يفضحهم " ...من أجل ذلك يجب على كل واحد منا أن يفتش جيدا في غرفة الفندق ...فقد تترصد له كاميرا في علبة المناديل أو في النجفة ...أو من حيث لا ندري ..وإلا لن يصبح لون ملابسك الداخلية سرا ...
ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يوقف انتشار الفضيحة عبر البلوتوث ...
في القديم كانت الفضيحة تنتشر عبر ألسنة العجائز ...والاجتماعات النسائية ..
حيث كانت تقطع فروة البني آدم ..ويتفرق دمه بين القبائل أقصد العجائز ..وما يهون من الأمر هو عدم وجود الدليل القاطع ...أما في أيامنا هذه فيكفي خالتي دليلة دليلا هاتفها المحمول بكاميرا وبلوتوث ..تتربع وسط حلقة نساء ..ثم تقول
"بعد بسم الله الرحمن الرحيم ...إليكن البيان التالي ...ضبطت فلانة بنت فلان مع فلان بن فلانة في شقة بالمدينة الجديدة ...أو في سيارة ..."
فترد إحدى النساء : لا حول ولا قوة إلا بالله ..فلانة بريئة وطاهرة أنا أعرف أهلها جيدا ...مستحيل هذه مجرد إشاعة .
فترد خالتي دليلة مستهزئة : ههه ههاي ..إشاعة ..تقولين إشاعة ...تغطس يدها في صدرها وتخرج هاتفا خلويا من نوع الباندا ...أنظرن يا أخواتي ..هذا الفيديو تم تسجيله الأسبوع الماضي في الشقة ...شوفوا شوفوا ..الطاهرة البريئة وهي في أحضان طاهر شريف مثلها ..."
فتصيح النسوة : الله أكبر ...الله أكبر ....
وتواصل الخالة دليلة مرافعتها كأنها وكيل نيابة ...إليكم الفيديو الثاني وقد تم تصويره في سيارة ....أنظرن إلى الطاهرة الشريفة ..
فتصرخ الخالة أمينة بعد أن تخرج هاتفها المحمول ...هيا يا دليلة أرسلي لي الفيديو عبر البلوتوث ...حتى تراه أم السعد التي توي خطبة هذه الفاجرة لابنها محمود بعد أن ترك ابنتي الشريفة الطاهرة ..!
هل تتذكرون زوجتي ...؟؟؟ تلك التي حكيت لكم عنها في قصة الأكياس الزوجية ؟؟؟
عدت ذات يوم إلى البيت منهكا ومتعبا من العمل ...وجدتها واقفة عند مدخل البيت ..والشرر يتطاير من عينيها ...نظرت إلى نظرة الكافر لمن صبأ ...ثم صاحت : أهلا وسهلا بك يا روميو !
- خير يا جولييت ..؟؟؟ ، اقصد خير يا ....ماذا حصل ؟
- تعرف نساء من ورايا ...سأقطعك ...بأسناني ...وأضعك في أكياس ..
- ما بك ...أي نساء؟؟؟ ...يا حبيبتي بلاش أكياس ...هل هناك أنثى في العالم غيرك يا حلوتي ...اخزي الشيطان ...وخبي الأكياس ...
- صاحبة البدلة الحمراء ..والشعر الغجري المجنون ....تحب مريام فارس من ورايا ....يا بتاع أنا والشوق ؟؟؟.
ارتعدت أوصالي من الرعب : أقسم بالله العظيم ثلاث ..أنا لا أعرف مريام فارس ..ولا نانسي عجرم ....أنت الخير والبركة ..
أخرجت زوجتنا من صدرها ..الهاتف المحمول ....اللي أنا اشتريته لها ...
وفتحت ملفات الفيديو ثم قالت بحدة : من هذا ؟؟؟؟
شاهدت الفيديو مصعوقا ....صوروني وأنا أتحدث إلى إحدى الزميلات في الشغل ...
ابتسمت في خوف وبلاهة وحيرة : ههههههههه لا ..لا تقلقي هذه سوزي ..
- سوزي ...ومن تكون سوزي يا سي روميو ؟.
- سوزي ...زميلة في الشغل ...سيدة فاضلة ، ثم انظري نحن نقف باحترام في حرم الجامعة ...ثم استطردت قائلا ...من قام بتصويري وكيف وصلك هذا الفيديو ؟؟؟
- البلوتوث يا حبيبي .....
- آآآه البلوتوث ....التكنولوجيا شيئ جميل فعلا ...لكن أنظري أنا أقف معها باحترام ...يعني زوجك صاغ سليم ...والحمد لله ...
وفجأة ...شاهدت على الفيدو لقطة الست سوزي وهي تدنو مني بشدة ..ويبدو المنظر كأنها تعانقني ....
نظرت في عيني زوجتنا التي كانت تلوح بالشر ...ولم أستمع إلا لصوت الأكياس في جيب مئزر المطبخ الذي كانت تلبسه ...
صرخت في رعب : أقسم بالله العظيم أن بعوضة دخلت في عيني ، والست سوزي بحسن نية كانت تريد أن تنتشلها ....أقسم لك بالله العظيم ثلاثة ..والله والله لم يحصل شيئ ...ورغم قسمي الكثير والشديد كأنني حرامي ضبطوه في السوق ....إلا أنني أكتب لكم هذا المقال ...من المستشفى !!!!
مصطفى بونيف

نحن في زمن البلوتوث ...
هل شاهدتم فضيحة فلان وفلانة في الموبايل ؟؟؟
يجب أن تكون حذرا في جميع تحركاتك ، وأن تلتفت يمينا وشمالا قبل أن تتكلم أو أن تقوم بأي فعل ، فقد يترصدك أحدهم بكاميرا هاتف جوال ، وتصبح فضيحتك بجلاجل ...ويتداولها الناس بهواتفهم المحمولة عن طريق ..بسلامته البلوتوث !.
ومن شدة حرصي أصبحت لا أجرؤ على الدخول إلى أي حمام عمومي ، أما في البيت فإنني أتعمد إطفاء النور وأنا أستحم ...ليس خوفا من عملية تصوير داخل البيت ، ولكنني سمعت أن أمريكا بإمكانها أن تصورنا عن طريق الأقمار الصناعية ونحن في بيوتنا ....وتخيل معي كيف ستكون فضيحتك ومواقع الأنترنت تكتب بالبنط العريض "شاهدوا فضيحة موس وهو في الحمام " ...لا حول ولا قوة إلا بالله !.
وما زاد من رعبي هو أنني شاهدت إحدى الفنانات وهي تبكي بمرارة على إحدى القنوات الفضائية بعد أن قاموا بنشر صور فيديو لها وهي في جلسة مباحثات مع أحد رجال الأعمال في غرفة بأحد الفنادق ....كانت الفنانة تبكي وتقول " فضحوني إلهي يفضحهم " ...من أجل ذلك يجب على كل واحد منا أن يفتش جيدا في غرفة الفندق ...فقد تترصد له كاميرا في علبة المناديل أو في النجفة ...أو من حيث لا ندري ..وإلا لن يصبح لون ملابسك الداخلية سرا ...
ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يوقف انتشار الفضيحة عبر البلوتوث ...
في القديم كانت الفضيحة تنتشر عبر ألسنة العجائز ...والاجتماعات النسائية ..
حيث كانت تقطع فروة البني آدم ..ويتفرق دمه بين القبائل أقصد العجائز ..وما يهون من الأمر هو عدم وجود الدليل القاطع ...أما في أيامنا هذه فيكفي خالتي دليلة دليلا هاتفها المحمول بكاميرا وبلوتوث ..تتربع وسط حلقة نساء ..ثم تقول
"بعد بسم الله الرحمن الرحيم ...إليكن البيان التالي ...ضبطت فلانة بنت فلان مع فلان بن فلانة في شقة بالمدينة الجديدة ...أو في سيارة ..."
فترد إحدى النساء : لا حول ولا قوة إلا بالله ..فلانة بريئة وطاهرة أنا أعرف أهلها جيدا ...مستحيل هذه مجرد إشاعة .
فترد خالتي دليلة مستهزئة : ههه ههاي ..إشاعة ..تقولين إشاعة ...تغطس يدها في صدرها وتخرج هاتفا خلويا من نوع الباندا ...أنظرن يا أخواتي ..هذا الفيديو تم تسجيله الأسبوع الماضي في الشقة ...شوفوا شوفوا ..الطاهرة البريئة وهي في أحضان طاهر شريف مثلها ..."
فتصيح النسوة : الله أكبر ...الله أكبر ....
وتواصل الخالة دليلة مرافعتها كأنها وكيل نيابة ...إليكم الفيديو الثاني وقد تم تصويره في سيارة ....أنظرن إلى الطاهرة الشريفة ..
فتصرخ الخالة أمينة بعد أن تخرج هاتفها المحمول ...هيا يا دليلة أرسلي لي الفيديو عبر البلوتوث ...حتى تراه أم السعد التي توي خطبة هذه الفاجرة لابنها محمود بعد أن ترك ابنتي الشريفة الطاهرة ..!
هل تتذكرون زوجتي ...؟؟؟ تلك التي حكيت لكم عنها في قصة الأكياس الزوجية ؟؟؟
عدت ذات يوم إلى البيت منهكا ومتعبا من العمل ...وجدتها واقفة عند مدخل البيت ..والشرر يتطاير من عينيها ...نظرت إلى نظرة الكافر لمن صبأ ...ثم صاحت : أهلا وسهلا بك يا روميو !
- خير يا جولييت ..؟؟؟ ، اقصد خير يا ....ماذا حصل ؟
- تعرف نساء من ورايا ...سأقطعك ...بأسناني ...وأضعك في أكياس ..
- ما بك ...أي نساء؟؟؟ ...يا حبيبتي بلاش أكياس ...هل هناك أنثى في العالم غيرك يا حلوتي ...اخزي الشيطان ...وخبي الأكياس ...
- صاحبة البدلة الحمراء ..والشعر الغجري المجنون ....تحب مريام فارس من ورايا ....يا بتاع أنا والشوق ؟؟؟.
ارتعدت أوصالي من الرعب : أقسم بالله العظيم ثلاث ..أنا لا أعرف مريام فارس ..ولا نانسي عجرم ....أنت الخير والبركة ..
أخرجت زوجتنا من صدرها ..الهاتف المحمول ....اللي أنا اشتريته لها ...
وفتحت ملفات الفيديو ثم قالت بحدة : من هذا ؟؟؟؟
شاهدت الفيديو مصعوقا ....صوروني وأنا أتحدث إلى إحدى الزميلات في الشغل ...
ابتسمت في خوف وبلاهة وحيرة : ههههههههه لا ..لا تقلقي هذه سوزي ..
- سوزي ...ومن تكون سوزي يا سي روميو ؟.
- سوزي ...زميلة في الشغل ...سيدة فاضلة ، ثم انظري نحن نقف باحترام في حرم الجامعة ...ثم استطردت قائلا ...من قام بتصويري وكيف وصلك هذا الفيديو ؟؟؟
- البلوتوث يا حبيبي .....
- آآآه البلوتوث ....التكنولوجيا شيئ جميل فعلا ...لكن أنظري أنا أقف معها باحترام ...يعني زوجك صاغ سليم ...والحمد لله ...
وفجأة ...شاهدت على الفيدو لقطة الست سوزي وهي تدنو مني بشدة ..ويبدو المنظر كأنها تعانقني ....
نظرت في عيني زوجتنا التي كانت تلوح بالشر ...ولم أستمع إلا لصوت الأكياس في جيب مئزر المطبخ الذي كانت تلبسه ...
صرخت في رعب : أقسم بالله العظيم أن بعوضة دخلت في عيني ، والست سوزي بحسن نية كانت تريد أن تنتشلها ....أقسم لك بالله العظيم ثلاثة ..والله والله لم يحصل شيئ ...ورغم قسمي الكثير والشديد كأنني حرامي ضبطوه في السوق ....إلا أنني أكتب لكم هذا المقال ...من المستشفى !!!!
مصطفى بونيف
تعليق