لعينين من عبق الياسمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عثمان هوشر
    أديب وكاتب
    • 04-05-2014
    • 70

    لعينين من عبق الياسمين

    شيئاً فشيئاًَ، وعلى وقع إشراقة صباح ربيعي تترنح ثوانيه بسكرة شدو العصافير، وهمسات نسيمات شبه صامتة، ها هي أولى خطوات النور تتراقص كفراشة فيرتسم في ثناياها سديم وجه، تماوجات صوت، صدى ضحكة يتعانق فيها العطر والضوء في مشهد ربما كان له مثيل في الفراديس.
    ليست إلا ثوانيَ، حتى تبدأ ملامح الصورة بالاكتمال: تطلع فيها وردتان، سنبلة قمح، وهديل حمامة تخشى ان يشد صوتها ثوب الفجر، فيقطع عليه لذة الانسياب على مهل. شمس وصلت لتوها، ولما تزل تنفض بعض ما علق في جفونها من نعاس...
    أحدق في الأفق، أحاول أن لا أصدق ما أراه، لا لشيء سوى أن قلبي الصغير ليس بعدُ مستعداًً لاستقبال هذا الدفق من الفرح...يحاول بما أوتي من بقية نبض أن يسرع الخطى ليلحق بالمواويل الوردية التي تترقرق في كل مكان، تنثرها تلك الصورة التي ما لبثتُ، وبعد أن عادت إلي خيوط من الوعي أو ما يشبهه، أن استطعتُ إدراك كنهها: إنها ابتسامتك التي رسمت لحظات الصباح الأولى، وعيناك اللتان أذنتا للربيع أن يطلق أصوات الحساسين معلناً ميلاداً جديداً للكون: ميلاداً غفا على احضان الورود ليصحو محاطاً بحفيف أجنحة الملائكة.
    وحدهما عيناك قادرتان على الكتابة بالياسمين، وتلوين قوس قزح بلون عسلي يبدو أجمل من ألوان الطيف جميعها، ووحدهما تجيدان العزف ععلى ناي من ضياء، أنغاماً يلتقي فيها رفيف الذكريات بصداح الأماني، ليؤلفا معاً صلاة ترتفع إلى خالقها مثقلة بالعبير.
    فلخيولٍ من الرؤى تتسابق في جفنيكِ، ولريش طاووس يختال مدى الرموش، سلام وقبلة أعرف أنهما لن يحيطا بهذا الكون من الجمال، ولكنهما سيتركان ذكرى تكفكف وطأة الحنين في قادم الأيام.
    عثمان هوشر
  • حور العازمي
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 29-09-2013
    • 6329

    #2
    نص رائع كلمات جميلة
    حياك الله وبياك
    معنا في صيد الخاطر
    ومزيدا من الإبداع

    تشرفنا بوجودك هنا
    أستاذ/ عثمان هوشر

    تقديري
    حور

    تعليق

    • زياد الشكري
      محظور
      • 03-06-2011
      • 2537

      #3
      الأستاذ القدير عثمان هوشر..
      حللت أهلاً ووطئت سهلاً.. مرحباً بك في صيد الخاطر..
      راقتني لغتك المتينة والمميزة في تصوير المشهد حياً بوصف متمكن.. المدخل الذي يبدو عليه أثر الإشتغال الذكي "شيئاً فشيئاً " لجذب الإنتباه لدى القارئ وإثارة فضوله.. المخرج البليغ بقفلة تترك أثراً ذهنياً راقياً: (ولكنهما سيتركان ذكرى تكفكف وطأة الحنين في قادم الأيام).. التعبيرات الراقية والملفتة المُحشاة بالنص مثل: (وحدهما عيناك قادرتان على الكتابة بالياسمين، وتلوين قوس قزح بلون عسلي يبدو أجمل من ألوان الطيف جميعها).. قلم مميز وضاربٌ في الرقي بكعبٍ عالي.. تسعدنا القراءة لك.. ومرحباً بك مجدداً.. حياك الله..

      تعليق

      • أبوقصي الشافعي
        رئيس ملتقى الخاطرة
        • 13-06-2011
        • 34905

        #4
        فلخيولٍ من الرؤى تتسابق في جفنيكِ،
        ولريش طاووس يختال مدى الرموش،
        سلام وقبلة أعرف أنهما لن يحيطا بهذا الكون من الجمال،
        ولكنهما سيتركان ذكرى تكفكف وطأة الحنين في قادم الأيام.



        و لكن في الجمال
        مدى من الرقة و العذوبة
        خاطر بهي شهي
        حياك الله وابياك
        أخي الأديب عثمان
        راق لي كثيرا نصك
        تقديري و تحية تليق ..




        كم روضت لوعدها الربما
        كلما شروقٌ بخدها ارتمى
        كم أحلت المساء لكحلها
        و أقمت بشامتها للبين مأتما
        كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
        و تقاسمنا سوياً ذات العمى



        https://www.facebook.com/mrmfq

        تعليق

        • عثمان هوشر
          أديب وكاتب
          • 04-05-2014
          • 70

          #5
          شكراً أصدقائي... محبتي وتقديري
          عثمان هوشر

          تعليق

          • ريما الجابر
            نائب ملتقى صيد الخاطر
            • 31-07-2012
            • 4714

            #6
            رائع مانثرت أناملك المبدعة
            نبض رقيق وبوح بصورة مكثفة محاكة بعناية
            حياك الله بيننا
            تقديري وباقات الياسمين

            همسة :
            ألا#أن لا
            أحضان
            http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

            تعليق

            يعمل...
            X