لكِ...يا اشتعال النور في قمر يؤذِّن:
إن ليلاً قد بدا
فتناثري يا أعذب الأحلام مثقلة بسَلسَلة النسيم مرفرفاً ملء المدى
ومحملاً برسائلٍ من فوح أعضان القرنفل أشبِعت قبلاً
وأحضان الورود تضم بين ضلوعها قطر الندى
وٱعذَوذِبي يا رفة الذكرى ورقرقة الطيوف
تمر، ترقص في ثنايا البال، تزهر فرحة
أو شدو ناي فيه رجعٌ من حنينٍ زغردا

يا من على صفحات خدك تكتب الأزهار سطراً ثم تمضي
وتحط أسراب الفراش، بويقةٌ من أغنياتْ
ثم ترحل.... وحده الفجر الذي ينساب مثل براءة الأطفال
يرقد في ربى خديك تحرسه شعاعات من الأحلام
ترفل بالشذا والأمنياتْ
يغفو ليشرق ثانياً أحلى وأشهى
كيف لا؟ وقد استفاق على تراقص ثلة من أنجم متناثراتْ


ولمقلتيكِ حكاية مع شقرةٍ
نبتت على ثغر السنابل منذ أن بسمت لثغر الشمس
تلفح وجهها بيدين من دفء ونور
وبقية من غفوة أخذت جفون الأقحوان
إذا تداعبه أنامل من نسيم في طهارته صلاة الفجر
أو ترنيمة من راهب، نشوى بما احتملته من عبق البخور
وهما ارتحال خواطر، ما بين مهجة شاعرٍ
والريشة السكرى وأوزان القصائد
تغزل الأشواق أجنحة، رذاذاً من نجوم
أو بساط الريح، أو كوناً من الألق المصفى
والكواكب فيه أوراق الزهور
ولمن على قيثار هدبيها يلذ العزف للّيل
الذي يجثو على اعتاب عينيها...يصلي
يرفع الدعوات...يغرق في الرؤى الصوفية العذراء
يرفع رأسه....فإذا الملائك حوله كل على فلك يدور

لك باقة مما يغرغر في ضلوعي من...
ومما لم يُقَل بقصيدة من قبل، أو في قافيةْ
لك كل هذي الروح...بستانٌ زرعتِ الورد فيه...أتذكرين؟
هيا اقطفي ما شئت منه، وارقدي إن شئت في أفيائه المترامية
الروح؟...أعلم أنها ليست تليق سوى لهدبك خيط كحلٍ
أو لخصرك ضمةً....شالاً يلف بحيرة من سوسن
من حولها ارتمت العنادل غافية
لكنني...وأنا المعاقر خمرة الكلمات منذ طفولتي
وأنا أعتقها وأعصر مهجتي بين الحروف
لكي تكون –وربما لا – يوم عيدك اغنية
وهدية لمن استفاق على يديها الشعر في نفسي
وأينعت القصائد بالقطوف الدانية
إن كان لا يكفي، فمعذرة إلى عينيكِ يا قمري
فروحي كل ما بيدي....
وأضرع للندى الفضي من عينيك يهطل
أن تكوني راضية