من الحب اخشى على مقلتيكِ
إذا لامس الجفن جمر السهادْ
بألسنة الشوق تلفح اهدابك المخملية
تذبل...تصبح خيطان شمس الخريف
وقد يتثاءب فيها السواد
تؤرجحه ذكريات ونبضة قلبٍ
يكاد ينام...ولكن تمر به رعشة من طيوفِ
فينفر منه الرقاد
يغالبه...يتفتت...يسقط شيئاً فشيئاً
كأوراق تشرين...او وردة في يدي حلوة
في المساء...تسائلها: "أتراني حبيبته لم ازل"؟
ودون انتظار الجواب
تكفكف عن خدها دمعة...وتنام على غصة في الفؤاد...

أخاف على شفتيك اللتين تنشق نفحهما اللوز
وارتسم الفوح في بسمة منها...وترنح دمع العقيق
وموّج بينهما نهَر من بريق
أخاف على دمعتي قمر
أو غصينين من شجر الشعر أو نغمتين
على ثغر أغنية الشمس عند الشروق
فماذا إذا غمس الحب حرقته فيهما
وخلاّهما مثل برد ليالي الشتا
لا سنىً...لا شذىً...لا رحيقْ???

ومم اخاف على الصدر؟! من نبضة
تنفث النار في لمعة المرمر
وتضرم ألف سؤال ببال الصنوبر والزعترِ
ومن أنة قد تغص الدوالي بها
وتكدر ثوب الندى المزهر
وتجرح دمعاً شفيفاً...تغرغر في هدب نيسان
يخطر في موكب مقمر
أخاف على كوكبين من الياسمين
ونافذتين إلى سدرة المنتهى
إن يعرِّشْ بفيئهما الحب ان يصبحا
كومتين من الحزن...أو آهتين على شفتي حائر

أخاف من الشوق أن يكسر الناي في صوتك المخمليّْ
وأفزع إن مر في خاطري
أن نسمة حب تمشت على خدك العنبري
لتخطف عنه التماع الغروب وتسلبه ثوبه السوسني
فإياكِ أن تعشقيني...وحسبيَ منكِ ابتسام
وغمزة عين من العسل اللؤلئي
لأشعر أني أنا...وبأنيَ قد عدتُ طفلاً
أسرح شعري بمشط من القزح المتراقص في الأفْق
أركض خلف النجوم... ألملمها نجمة...نجمة...
لأصنع منها وساداً عليه أهدهد حلمي النديّ
وحسبيَ همسة شوق تهادت بعينيكِ
حتى يسافر من حوليَ الكون
يحملني نحو فردوسيَ الأبديّ
هناك يذكرني كل شيء بعينيكِ
بالهدب...بالثغر... بالهدب...بالعبق الزنبقي
تمرغ ملء الجفون وأبحر في أقحوان خدودكِ
مثل صبح شذيّ
فها انا اهرب منكِ إليكِ أيا قدري الليلكي
يا ملاكي الشهي البهيّ