صلاة مؤجلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    صلاة مؤجلة

    صَلاةٌ مُـؤَجَّـلة



    الشَّارعُ الذي يَحملُني .. لا يذهبُ إِليَّ
    يَنتظرني قربَ شُقوقِ الـرَّصيفِ
    لكي يُـوزِّعَ عثراتي على الحُفرِ الجائعة
    أَنا السَّائِـرُ نَحوَ المشهدِ الفائتِ
    يُـرشدُني إِليَّ أَثري على العُشبِ
    ويُـنقذُني الوقتُ الضَّائعُ من هولِ الصَّافرة

    الصمتُ مُعجزتي الأَخيرةُ
    أَقولُ بهِ ما لا أُريدُ أَن أَقول
    أَرفعهُ إِلى اللهِ صلاةً ، فَـتُمطرني السَّماءُ بالكبرياء
    أَرسمُهُ إِليهِ طريقًا ، فيتكاثرُ على جانِـبيَّ البياضُ
    أَتركُهُ على الـنَّـافذةِ العَجوزِ ، فتأتيني الفكرةُ الشَّاعِرة

    أَنا الجدارُ الذي يَتصدَّعُ سرًّا حين يَحملُ اللوحةَ المُبهمة
    وأَنا الأَلوانُ التي تَـبْـهَـتُ على مَهلِها في العتمةِ القاسية
    كيف أَراني وقد أَطلقتْ سراحيَ الأَرضُ ؟
    فلا تُـعيدُني إِليَّ إِلا الدَّورةُ الكاملة
    وأَين أَلقاني وقد أَحسنَ الغُروبُ عاقِبتي بالـتَّـوهانِ العظيم ؟
    فلا يحملُني إِلى السَّماءِ شارعٌ
    ولا تَـهتدي إِليَّ الـنِّـهايةُ الشامخة !

    الشارعُ الذي يُـودِّعُني .. لا يَستقبِلُ الوصايا

    لم أَكن حارسًا خائـنـًا لهذا الكونِ الفقيرِ
    حين تركتُهُ يَـتسرَّبُ من بينِ أَصابعي
    تَسَرُّبَ الآمالِ من قُضبانِ السُّجون

    لم أَحتفظ بِكُلِّ الشَّائعاتِ
    لكي أُقنعَ الطَّريقَ بالاحتمالاتِ الخائبة

    لم أَجدْ مكانـًا للوصايا ، فَتركـتُـها في المهدِ الذي يُوَحِّـدُهُ الغياب
    ستحتاجُ لحنـًا ونـايـًا أَخيرًا وعَـرَّافـةً وقابلة
    لكي تَـتحوَّلَ يومـًا .. إِلى سُنبلة

    ها أَنذا أَتـفرَّعُ نيابةً عن الأَغصانِ التي رماها صانعُ الـتَّـوابيت
    أَتـناثرُ نيابةً عن غَمامةٍ فَـقدتْ ظِلَّها في الليل
    أَبكي نيابةً عن أُمِّي الخائفة
    أَموتُ نيابةً عنِّي لكي أُعطيني فُرصةً للإِياب

    الآفاقُ سُقوفُ الـنَّـوافذِ ، تَمنعُ عَينيَّ من اللَّحاقِ بِـوَهْمِ الانتصار
    البِحارُ نِهاياتٌ مالحةٌ للدُّروبِ التي لا تكتمل
    أَنا الصَّلاةُ التي يُـؤَجِّلُها الأَنينُ
    وأَنا الذي حين أَحرقَني الشَّارعُ الـرَّاجعُ
    أَعَـدْتُـني إِليهِ دِفـئًا .. وإِضاءَةً خافِـتة !
  • صهيب خليل العوضات
    أديب وكاتب
    • 21-11-2012
    • 1424

    #2
    ها أَنذا أَتـفرَّعُ نيابةً عن الأَغصانِ التي رماها صانعُ الـتَّـوابيت
    أَتـناثرُ نيابةً عن غَمامةٍ فَـقدتْ ظِلَّها في الليل
    أَبكي نيابةً عن أُمِّي الخائفة
    أَموتُ نيابةً عنِّي لكي أُعطيني فُرصةً للإِياب




    أستاذنا العريق
    محمد الخضور

    من أين رميت اللغة بحزني حتّى مال الشقاء عليّ
    من أين واريت الفرح عن طفل لا يكبر
    كأن بي تميد السماء ، و الإحساس يتدفق عالياً
    يصبّ نحوك و إليك ، ما أحلى المصير و الوجع
    الآتي من مساحات ابتسامتك العذبة
    كم كانت فسحتك حانية كصوت أبي لحظة شوق
    كنداء الغائبين خلف غربة تظل تنأى
    هنا لا أدري أشعر كأن ألقيت روحي و هربت...!
    محبتي محبتي

    كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .

      أَبكي نيابةً عن أُمِّي الخائفة
      أَموتُ نيابةً عنِّي لكي أُعطيني فُرصةً للإِياب


      يتوه الشارع ويتسع حين تعبر إليه
      يمتد على وقع مشاعرك حتى تتلوه المغفرة
      كانت هنا عند الحرف تصلي.. حاملة معها أطياب الوهن
      ....والنبرة , نشيد كبرياء حلق بين السرير والنافذة تحمله جناح فراشة تتجه إلى الضوء

      صلاتك محمد .. عبرة
      وصوتك نشيد الإنسان مقابل جبروت الوقت

      قراءة أولى

      تثبت

      تعليق

      • زياد الشكري
        محظور
        • 03-06-2011
        • 2537

        #4
        لله درك أستاذنا الشاعر القدير / محمد الخضور ..
        القراءة لك عالمٌ بحاله ، يطيب الرحيل إليه ، والمواطنة بين حروفه..
        تقديري وباقة شكر عاطرة لشخصك الجميل ، راقتني معجزة الصمت والفكرة الشاعرة ، رسمت الدهشة بريشة من نور :

        الصمتُ مُعجزتي الأَخيرةُ
        أَقولُ بهِ ما لا أُريدُ أَن أَقول
        أَرفعهُ إِلى اللهِ صلاةً ، فَـتُمطرني السَّماءُ بالكبرياء
        أَرسمُهُ إِليهِ طريقًا ، فيتكاثرُ على جانِـبيَّ البياضُ
        أَتركُهُ على الـنَّـافذةِ العَجوزِ ، فتأتيني الفكرةُ الشَّاعِرة

        تعليق

        • محمد خالد النبالي
          أديب وكاتب
          • 03-06-2011
          • 2423

          #5
          اخي الشاعر محمد الخضور
          أَنا الجدارُ الذي يَتصدَّعُ سرًّا حين يَحملُ اللوحةَ المُبهمة
          وأَنا الأَلوانُ التي تَـبْـهَـتُ على مَهلِها في العتمةِ القاسية
          كيف أَراني وقد أَطلقتْ سراحيَ الأَرضُ ؟
          فلا تُـعيدُني إِليَّ إِلا الدَّورةُ الكاملة
          وأَين أَلقاني وقد أَحسنَ الغُروبُ عاقِبتي بالـتَّـوهانِ العظيم ؟
          فلا يحملُني إِلى السَّماءِ شارعٌ
          ولا تَـهتدي إِليَّ الـنِّـهايةُ الشامخة !

          لعمري ان القراءة لك متعة ما بعدها متعة
          وانت تغزل لنا خيوط الوجع وحالات الغياب
          والكبرياء بعنفوانه وتورق كورق العنب وتنموا كغصان الشجر والشجرة الكبيرة نائمة
          من اي قاموس تاتي بهذا ومن اين لك هذا الوجع
          للصمت بوح النسيم على شرفاتك
          تدركه ظلال اللحظات المترامية بين سبات حروفي،
          ونهوض كلماتك وللصوت روح محلقة،
          تحرسها المسافات البعيدة
          نستلقي أحيانًا في مسام الماضي الجاثم على صدر حاضرك
          وهنا، وهناك ،بينهما، في فسحة
          ويقبع الأمل الهائم بين منعطف الريح الساكنة
          واستفاقة المياه الراكدة على جنباتها
          وصلاتك تراتيل في جوف الليل
          دمت بود وعز
          تحياتي
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد خالد النبالي; الساعة 28-05-2014, 04:49.
          https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

          تعليق

          • زكرياء قانت
            أديب وكاتب
            • 24-02-2013
            • 120

            #6
            إستمتعت بقراءة نصك
            الاختلاف أنت و ما تكتب لا ما أنت عليه

            تعليق

            • محمد ثلجي
              أديب وكاتب
              • 01-04-2008
              • 1607

              #7
              لم أَكن حارسًا خائـنـًا لهذا الكونِ الفقيرِ
              حين تركتُهُ يَـتسرَّبُ من بينِ أَصابعي
              تَسَرُّبَ الآمالِ من قُضبانِ السُّجون

              أخي الغالي الشاعر الجميل محمد الخضور
              أجمل ما عندك أنك تعلم أين تذهب حين تكتب
              الفكرة بكر أما الالوان فاحيانا رقيقة كبصيص ضوء واحيانا قاسية كقضبان السجن
              " تسرب الآمال من قضبان السجون "
              صورة انيقة وعميقة بمدلولاتها وحبكتها

              دمت بخير والى الامام
              ***
              إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
              يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
              كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
              أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
              وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
              قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
              يساوى قتيلاً بقابرهِ

              تعليق

              • عبير محمد شريف العطار
                أديبة وكاتبة
                • 11-05-2013
                • 346

                #8
                الصديق/ محمد الخضور
                في كل جملةٍ فصلٌ من حكاية
                وصورةٌ من حياة.
                والأنا الحائرة بين الحياة والحكاية.
                الماضي يتحمل تبعات إلتفاتة منك نحوه....باحتراقٍ ذاتي
                الحاضر يتحمل تبعة تواجدك فيه باختيارٍ مسبقٍ من القدر
                المستقبل وحده يتحمل تبعة الصلاة المؤجلة!!!
                الصمت - معجزةٌ مستمرةٌ في خضم الكلمات المطروحة والمنخنقة والموءودة والمذبوحة شرعا ...!
                الصمت - رحلة عذابٍ وحيدة لما يختلج بين الضلوع....المستقلة والمستقيمة
                الصمت- نوا ةٌ تدور حولها كل أفلاك الوجع.......صلاةً وشِعراً وفكرًا
                رونق الحياة الذي يضمحل تدريجيًا مع ازدياد الألم
                هو العجز عن إيجاد حلول ٍحقيقية
                لفكرة التواجد المؤقت والموت المؤكد.............
                كشارع ٍننظر آخره فلا نراه
                ولا نرى ما استُقطِع منه
                فلا نحن وصلنا إليه ولا نحن عدنا منه
                فتخرج الأمور عن السيطرة ....
                لتختلط الألوان اختلاطًا عشوائيًا
                فتحل الصورة الجديدة
                كرؤية..لا نفهم كنهها
                ولم نقصدها
                لنعلق عليها فكرة التغيير والتجديد.
                صناعة الموت
                احترافية من عاصر الموت يوميًا
                كل يوم بلاخوف معلن
                لتتيسر للأرض
                فكرة انبات فسائل ود ومحبة
                قد تفيد البشرية جمعاء ....بعد الرحيل
                فلا يتبقى إلا التحام الدورة الكاملة في نقطة النهاية.
                فيتصدر المشهد
                قدرة على الحضور بتوكيلٍ من الحياة
                نيابة عن كل العاجزين عن التعبير
                والغارقين في الوجع....
                وحتى عن النفس المنغمسة
                في إيجاد فرصة للإياب
                وقد سيطر الرحيل
                كسقف نافذة أو دربٍ لم يكتمل.
                الحلقة المفرغة دائمة الدوران
                تخبت أحيانا وتعلو ....
                كإيقاظ شمعة
                حين تتيقن أن الصلاة لازالت مؤجلة.
                رغم كل الآوجاع المحملة ضمنا في هذه القصيدة
                إلا أنها أكثر من راااااااااااااااائعة
                تحياتي

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  كم استمتعت هنا بحرف من أوراق الياسمين

                  لأتوّجه في برنامج :
                  اختيارات أدبيّة و غنّيّة
                  الإثنين 23-06-2014
                  يسعدنا حضوركم الكريم
                  تسهرون الليلة الاثنين 23-04-2014 في تمام 11 بتوقيت القاهرة في الصالون الصوتي مع برنامجكم الأسبوعي اختيارات أدبيّة و فنّية "حيث سنعانق بالصوت والنغم حروف المبدعين الأفاضل : أ. محمد الخضور -أ. د. عزة رجب -أ. لبنى علي -أ. فائق موسى -أ. عامر عثمان مع تحيات أسرة البرنامج :. سليمى السرايري صادق حمزة منذر -- فوزي بيترو

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • منار يوسف
                    مستشار الساخر
                    همس الأمواج
                    • 03-12-2010
                    • 4240

                    #10
                    الشاعر القدير
                    محمد الخضور
                    لانستطيع أمام هذه الحالة الإنسانية الإبداعية التي نعيشها في حضرة صلاتك
                    إلا أن ننصت باهتمام .. و نفكر في صمت
                    و نحن نرى أنفسنا وجها لوجه في كل كلمة خرجت من قلمك المضىء
                    لله درك من شاعر فيلسوف أو فيلسوف شاعر
                    معك نرى الكون بشكل مختلف
                    كل التقدير لك و لهذا الإبداع الفائق

                    تعليق

                    • مهيار الفراتي
                      أديب وكاتب
                      • 20-08-2012
                      • 1764

                      #11
                      أخي و صديقي الشاعر الرائع
                      محمد الخضور
                      أجمل ما يدهشني في نصوصك
                      هو ديمومة تبادل الأدوار بينك و الأشياء
                      و الاتكاء على الأضداد
                      لإبراز جماليات النقائض
                      ما يعطي رؤى من زوايا مختلفة
                      و يرفد اللوحات بأفضية صادمة
                      فشكرا بحجم الشعر لك أيها الصديق
                      أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                      وألقى فيك نطفته الشقاء
                      أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                      عليك و هل سينفعك البكاء
                      إذا هب الحنين على ابن قلب
                      فما لحريق صبوته انطفاء
                      وإن أدمت نصال الوجد روحا
                      فما لجراح غربتها شفاء​

                      تعليق

                      • حسن محمد حسن
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2014
                        • 36

                        #12
                        حقيقة أخي العزيز أنا أقرأ في هذا الملتقى المتاح أمامي وقبل أن أفتح موضوعا أسمي الله كثيرا ذلك أنني أدهش كل مرة بجميل الكلام.
                        والدهشة تؤرقني الرد والمعاني في تركيبها الجمالي تمتزج حتى لكأني أتوه فلاأملك خيطا لبداية كلام .
                        ربما أجتاز هذا إن ملأت قاموسي بجديد الكلام وإلى ذلك الحين تحياتي لك لقدرتك وبلاغتك . زادك الله من فضله

                        تعليق

                        • الحكم السيد السوهاجى
                          أديب وكاتب
                          • 30-05-2014
                          • 34

                          #13
                          ممتع أنت يا قدير
                          سرنى المرور هنا
                          كونى بخير يا راقى

                          تعليق

                          • أبوقصي الشافعي
                            رئيس ملتقى الخاطرة
                            • 13-06-2011
                            • 34905

                            #14
                            ها أَنذا أَتـفرَّعُ نيابةً عن الأَغصانِ التي رماها صانعُ الـتَّـوابيت
                            أَتـناثرُ نيابةً عن غَمامةٍ فَـقدتْ ظِلَّها في الليل
                            أَبكي نيابةً عن أُمِّي الخائفة
                            أَموتُ نيابةً عنِّي لكي أُعطيني فُرصةً للإِياب ..



                            لله درك
                            شاعرنا المبجل
                            محمد الخضور
                            ينتشي الشعر بك
                            نظل على ذمة نصوصك
                            دهشة عظمى..
                            نستمتع و نتأمل و نفتخر بك
                            دمت لنا
                            عرفاني و تقديري الدائم ..




                            كم روضت لوعدها الربما
                            كلما شروقٌ بخدها ارتمى
                            كم أحلت المساء لكحلها
                            و أقمت بشامتها للبين مأتما
                            كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
                            و تقاسمنا سوياً ذات العمى



                            https://www.facebook.com/mrmfq

                            تعليق

                            • زهور بن السيد
                              رئيس ملتقى النقد الأدبي
                              • 15-09-2010
                              • 578

                              #15
                              القصيدة تخلف في النفس مزيجا عجيبا من المتعة الجمالية والحزن العميق..
                              صور الشاعر الذات تتجداذبها الحكايا من جهة والحياة من جهة ثانية بشاعرية متفردة, موجعة وفلسفية وجمالية..
                              أحاول في مشاركتي هذه أن أقرأ مقطعا شعريا من القصيدة, استوقفني:
                              يقول الشاعر:
                              الصمتُ مُعجزتي الأَخيرةُ
                              أَقولُ بهِ ما لا أُريدُ أَن أَقول
                              أَرفعهُ إِلى اللهِ صلاةً ، فَـتُمطرني السَّماءُ بالكبرياء
                              أَرسمُهُ إِليهِ طريقًا ، فيتكاثرُ على جانِـبيَّ البياضُ
                              أَتركُهُ على الـنَّـافذةِ العَجوزِ ، فتأتيني الفكرةُ الشَّاعِرة

                              يبدأ الشاعر هذا المقطع بمفارقة عميقة تتحقق عبر التضاد بين الصمت والكلام.
                              صمت أكسبه الشاعر قوة خارقة وقيمة روحية
                              (الصمت معجزتي الأخيرة ـ أرفعه إلى الله صلاة)
                              صمت يتحول بعدم رغبة الشاعر الإرادية في الكلام إلى صمت ناطق:
                              (أقول به ما لا أريد أن أقول)
                              فيتحقق به الكشف والبوح بعمق هم الذات..
                              ويكون الصمت صدى لما يؤرق نفسية الذات ..ومتنفسا من وطأة الزمن والألم, يقول:
                              الصمت معجزتي الأخيرة
                              أقول به ما لا أريد أن أقول

                              وصمت الشاعر الناطق, وهو صمت غير عادي, صمت معجزة تراهن عليه الذات المتعبة لكي تحقق توازنها وتتجاوز ضياعها..
                              ومعجزة هذا الصمت لا تتحقق إلا بمجموعة من الأفعال الصادرة عن الذات الشاعرة يكون فيها الصمت مفعولا به:
                              (أقول به ـ أرفعه ـ أرسمه ـ أتركه), وعن كل فعل يترتب وجه من أوجه معجزة صمت الأنا الشاعرة: (السماء تمطره بالكبرياء ـ يتكاثر البياض على جانبيه ـ تأتيه الفكرة الشاعرة). فقد تحقق لها بدل ما خسرته من الكلام وأشياء أخرى..: الكبرياء والبياض والفكرة الشاعرة, وتحقق لها بالتالي الإشباع الروحي والتوازن النفسي.
                              وتكتمل خصوصية صمت الشاعر بما أضفاه عليه من قيمة روحية, في لحظة اتصال الذات بالخالق (أرفعه إلى الله صلاة), واستبدال التذمر بالإيمان, فتتقاطع دلالة الصمت مع دلالة الصبر والتدرع إلى الخالق لتحقيق السكينة النفسية والخلاص..
                              وهكذا يتضح أن الشاعر يرسم صورة للذات التي تعيش واقعا مأزوما ومريرا, يستحيل فيه الصمت كلاما صارخا, لكنها لا تبعث على الضعف والانهيار والاستسلام, لأنها مسلحة بالكبرياء والبياض (الأمل) والكتابة الشعرية ..

                              "صلاة مؤجلة" قصيدة بأبعاد شعورية وفلسفية ورؤيا عميقة وبمقومات جمالية هائلة كما هو معهود في شعر شاعرنا محمد الخضور

                              تعليق

                              يعمل...
                              X