ستون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة عسال
    أديبة وكاتبة
    • 21-11-2007
    • 175

    ستون

    أهدي هذا النص إلى كل من أحيل على المعاش في سنة 2014 وهو في سن الستين

    ستون جثة نهشت أحشائي
    أقبلت عازمة
    أقلع من فضائي هشيمَ الشّحوب
    والمتّقد مِن جروحي
    ألاحقُه في صحراء الجليد
    أقتفي أثر الجلادين الدجالين
    المتَلفّعين بالرياء
    قيل لي:
    لاتتعبي ولاتتمنيْ
    فالكون رياض للأبالسة
    على بساطه
    ينام الماردون هادئين
    وللنسّاك الورعين جحيمٌ
    بجمْره يكتوون
    وبيْن الطرفين
    مصاريع مواربة ودكاكين مقفلة
    كلّما تماسّ اللامسان
    تنتشر أجواء السخافة ساخنة ً
    ويسترخي السرطان
    قلتُ أجرّب
    أنحدر مع تلاّل الملتبس
    وأعلو مع تعَب الأيام
    ربما تنقشع الدياجي
    ويلوح الضياء
    وعلى أكتافي ينبت الزهر
    فأرشف من الطهْر قبَسا
    انتبهت إلى حالي
    ألفيْت عمري يتسلل حيّةً رقطاء
    من نخله فرّتْ ستّون قبّرة
    بعد أن خرّبت أعشاشها
    وطارت تُحَلّق في تُخْم التلاشي
    وستون نحلةً خانت مواعدها
    وهاجرت دون رفق
    يا لَهذا الرحيل التعسُ
    إلى أين تمضي مماليكي
    وماذا خلّفتْ على طيني اليابس
    في عالم
    إلى بئس المصير يهوي الآن ؟؟
    وقيَمٍ
    بين أظلاف سادة هذا العصر
    تسقط قشّا
    مَنْ في القواقع
    بدماء غيرهم يتباهون ؟؟؟
    حزّت في نفسي قلاع
    في الذاكرة لم تكتمل
    إذمَا رُمّمَ جانب
    بضحكات السفلة ينْخرم الآخر
    ركبتُ عرشَ حروفي
    مثل ناسكة
    على تَلّ أفكاري جلستُ
    مشتعلة بنقاء الكلمة
    أراقب حركات البهلوانيين
    لأوقظ سربا من الرقاب
    تُسَبّح لمَن سمَّوا أنفسَهم أسيادَا
    لأناس يُشبهون المقابر
    على وثائق الشؤم
    بصمتُ ببروقي ورعودي
    أفْصِل في العِلَلِ الدفينة
    لأحَطّم المُسيّج من الأحلام
    أحْدِث ثقبا في بذلة رِياء
    نسجتْها العقول المخَرّمَة
    وبالدفق الملائكي
    أنقش رخام أسئلة
    على برج الإبهام تلتمع
    وعلى منبر الاستعارات
    أرقص
    أغتال جرثومة
    تلتهم النور في الأشداق
    وللبَهيّ المغتصَب أحمل المطر
    أجازف بلفظي العاري
    محمّلة
    بثقل فادح ومِزْوَد الحِكَم
    أطارد قطرة ندى
    أرشفها من قدَح صفوان
    في ساحة
    بألواح السكينة متوجة
    وأنحاء تفُوح بَهْجَةً
    لكنْ
    مملكتي ليست منّي
    ولا هي مِن هذا العالم
    ولا مِن هذه الفصيلة أنا
    ستّون ضلعا
    في البحور المهرِّجة سقطت مني
    طال
    في أقصى أصقاعها انتظاري
    ركضْت خلف هواجس تتنامى
    في المنغلق أبحثُ عن المُقَدّس
    أتّبِعُ نَهْج حُمْق
    يطقطق في وريدي
    ورتابة غدو وإياب
    في ستين مدارة
    تتحرك ساجدةً للغروب
    أحدق في لوْن أتعابي
    وفي حوش
    يزينُه تُخم الفراغ
    وفي قبراتي المهاجرات
    اللواتي
    كنّ للعيون الصغيرة
    يُغنين نشيد العنفوان
    أتذكرون
    أتذكرون أيها الملتَهبون مثلي
    كم كنتُ
    إلى انجلاء الكَدِر ظامئة
    بين أدغال الحرف
    أتسلل كألوان الطيف
    في عمقه
    أرتاد غابات المجهول
    لأفجر في تنين العصر
    رصاصَ العبارة
    وإليكُم
    أزُف أخبار ظهيرة
    نظفتُها من غبار الجليد
    وتتذوقوا فاكهة ناضجة
    غسلتُها من فيروس الخيانات
    أصختُ في أيام القذارة
    لنداء الحرف
    واستشنقْتُ عبير معناه
    وجاريْت أقحوان النور
    لأدهسَ كآبة
    مِن حمّى المستنقعات وافدة
    وبريْعان نبضي
    أُقلِع من سطل الدناءة زيتون الفرح
    والقيَم أصقُلها في العيون العطشى
    اطمئنوا
    اطمئنوا أيها المجانين الحالمون مثلي
    المنزوون في ركن الحُكْرة
    اطمئنوا
    فإن تكسّرت د ناني الستّون
    مازالت في بوْصلتي
    ستون نبضةً مُمَغــنطة
    ستُنْطِقُ العالمَ حول جياعه
    وتَصْرَع وحشاً
    تحت الجماجم مستلقياً
    يتمدد في الأحشاء
    اطمئنوا أيها المتعبون مثلي
    مازلت بعلياء أحلامي عالقة
    محترقة بجذوع الرغبة
    مهما تكثلت بالتباريح
    أتعقب في سِلوانها كيْد اللحظات
    وإن ستون جثة نهشت أحشائي
    ورحلت ...
    مالكة عسال
    بتاريخ 13/06/2013
    كل المنابر الثقافية ملك لي
    ولاشأن لي باختلاف أعضائها
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .
    ألفيْت عمري يتسلل حيّةً رقطاء
    من نخله فرّتْ ستّون قبّرة
    بعد أن خرّبت أعشاشها
    وطارت تُحَلّق في تُخْم التلاشي
    وستون نحلةً خانت مواعدها
    وهاجرت دون رفق


    كتاب حياة .. بل سيرة الضوء ينهش أعمارنا
    يرميها إلى الرصيف مع عصفة ذاكرة تأبى الاستسلام

    كلنا ماضون إلى تلك الجملة حاملين معنا أرزاقنا ودمنا الثمل بالجواهر

    والحقيقة لم أحب لهجة اليأس التي سيطرت على العبارة
    ولكني أحببت المشهد اللغوي ونبرة الصدق التي خرجت مودعة محللة واصفة
    وكأنها شريط يعرض الأيام وصخبها وضحكها ودمعها بالمنثور الراقي

    الكثير من الجمل الشعرية في النص
    ترامت كأوتار متصلة تنجز ذاكرة اللغة وتمده ك نصب

    بورك نبضك شاعرتنا
    يثبت


    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .


      سيثرينا ويمتعنا رأي الشاعرة مالكة في هذا النص


      تعليق

      • مهيار الفراتي
        أديب وكاتب
        • 20-08-2012
        • 1764

        #4
        نص أليم فيه من المرارة و الحزن
        مايجعلنا نعيد النظر في قضية نحاول تناسيها ولكنها واقعة لا محالة بحكم الواقع
        على جمال النص لكن طوله يجعل الأنفاس تلهث
        بيد أن الجميل في النص أنه و في وتيرته التصاعدية
        تدهشك انعطافاته الجمالية و لغته التي تتفوق على ذاتها
        و الجميل أيضا برغم كل ما حمل من حزن هو إشراقة الخاتمة
        أديبتنا الراقية مالكة عسال
        بوركت و دمت بخير
        أسوريّا الحبيبة ضيعوك
        وألقى فيك نطفته الشقاء
        أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
        عليك و هل سينفعك البكاء
        إذا هب الحنين على ابن قلب
        فما لحريق صبوته انطفاء
        وإن أدمت نصال الوجد روحا
        فما لجراح غربتها شفاء​

        تعليق

        • مالكة عسال
          أديبة وكاتبة
          • 21-11-2007
          • 175

          #5
          الفاضل مهيار وأنت بقراءتك الثاقبة صرعت النص وجعلته يرتخي بين يديك أحييك
          كل المنابر الثقافية ملك لي
          ولاشأن لي باختلاف أعضائها

          تعليق

          • مالكة عسال
            أديبة وكاتبة
            • 21-11-2007
            • 175

            #6
            الغالية أمال أحييك على ثقتك التامة في مالكة عسال سأعدك بالقراءة أختي الوفية
            كل المنابر الثقافية ملك لي
            ولاشأن لي باختلاف أعضائها

            تعليق

            • مالكة عسال
              أديبة وكاتبة
              • 21-11-2007
              • 175

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
              .
              .
              ألفيْت عمري يتسلل حيّةً رقطاء
              من نخله فرّتْ ستّون قبّرة
              بعد أن خرّبت أعشاشها
              وطارت تُحَلّق في تُخْم التلاشي
              وستون نحلةً خانت مواعدها
              وهاجرت دون رفق


              كتاب حياة .. بل سيرة الضوء ينهش أعمارنا
              يرميها إلى الرصيف مع عصفة ذاكرة تأبى الاستسلام

              كلنا ماضون إلى تلك الجملة حاملين معنا أرزاقنا ودمنا الثمل بالجواهر

              والحقيقة لم أحب لهجة اليأس التي سيطرت على العبارة
              ولكني أحببت المشهد اللغوي ونبرة الصدق التي خرجت مودعة محللة واصفة
              وكأنها شريط يعرض الأيام وصخبها وضحكها ودمعها بالمنثور الراقي

              الكثير من الجمل الشعرية في النص
              ترامت كأوتار متصلة تنجز ذاكرة اللغة وتمده ك نصب

              بورك نبضك شاعرتنا
              يثبت

              ريحانة المنتدى آمال ردك الطيب أسعدني وخلخلني لآتي لاحقا بما هو أروع وأبهى تقديري الوفي
              كل المنابر الثقافية ملك لي
              ولاشأن لي باختلاف أعضائها

              تعليق

              • زياد الشكري
                محظور
                • 03-06-2011
                • 2537

                #8
                نثرية مُثقلة بالحزن , ومع ذلك كانت قرأة ماتعة ..
                لقلم عالي الهامة .. شكراً لهذا الزخم الشعري ..

                تعليق

                • سليمى السرايري
                  مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                  • 08-01-2010
                  • 13572

                  #9
                  تلك هي عسال الغالية
                  الأديبة والشاعرة المتألّقة التي تعرف جيّدا كيف تحتوي الحرف وترتقي به إلى سماء عالية من ياسمين
                  رغم الصرخة المدوية التي تتكوّم خلف السطور....
                  هكذا هي مالكة، تنحي اجلالا لهذا الحرف وتبتعد بنا إلى أرض خاصة جدا تحمل على ظهرها أوجاعا وهموما
                  ملحمة مطوّلة عن معاناة الانسان الصادق الذي يزخر داخله بالحب.

                  رائعة في كلّ الحالات سيّدتي الشاعرة الصديقة مالكة عسال.
                  محبتي و أكثر.

                  /
                  /
                  /
                  سليمى

                  لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                  تعليق

                  • مالكة عسال
                    أديبة وكاتبة
                    • 21-11-2007
                    • 175

                    #10
                    الجميلة سليمى ،كلماتك الرنانة أعادتني إلى أيام اللقاء الأدبي حيث كنا عن قرب نتداول أمورا شعرية وأخرى حميمية أحييك
                    كل المنابر الثقافية ملك لي
                    ولاشأن لي باختلاف أعضائها

                    تعليق

                    • مالكة عسال
                      أديبة وكاتبة
                      • 21-11-2007
                      • 175

                      #11
                      الفاضل زياد الحرف لاقيمة له دوت قارئ له بعمق ...محبتي
                      كل المنابر الثقافية ملك لي
                      ولاشأن لي باختلاف أعضائها

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        لن تكون الستون ..
                        محطة العازف
                        وهذا النافر .. حمال ورد
                        و أهازيج ..
                        كثير من شجن وندى
                        ينثرها على ما تخلف
                        عن مواقيت البلاغة ..
                        كم من أضاميم بينه وأعشاش أحلامي
                        من ورد و من وجد ؟\
                        و كم علىّ الآن :
                        لفها بجناحين يتوقان لتبانة أخرى
                        وريح تنهش وجه الضائع
                        بين قضبان ..
                        تعكزت عليها الأغاني و المعاني
                        والصفات
                        أو أدهس ملحها وصديدها ..
                        و أمضي
                        كفراشة لبصيص في السراب ؟
                        أنا الآن ..
                        والوقت حصاد .. و تلك سنابلي
                        خلجان شوق ..
                        قارب على موج من يقين
                        وظلال حلم ..
                        لمّا تزل تراقصه
                        مذ ضفيرة ..
                        ونجمتين على الجبين
                        و الشفاه !





                        عشت هنا .. كأني هنا
                        كأني بعض ما كان
                        كلنا في الهم واحد
                        لكن جمالا ما .. يظل يرنو للبعيد
                        لن تنتهي الحياة إلا إذا أردنا !!

                        خالص احترامي و تقديري أستاذتي
                        sigpic

                        تعليق

                        يعمل...
                        X