أهدي هذا النص إلى كل من أحيل على المعاش في سنة 2014 وهو في سن الستين
ستون جثة نهشت أحشائي
أقبلت عازمة
أقلع من فضائي هشيمَ الشّحوب
والمتّقد مِن جروحي
ألاحقُه في صحراء الجليد
أقتفي أثر الجلادين الدجالين
المتَلفّعين بالرياء
قيل لي:
لاتتعبي ولاتتمنيْ
فالكون رياض للأبالسة
على بساطه
ينام الماردون هادئين
وللنسّاك الورعين جحيمٌ
بجمْره يكتوون
وبيْن الطرفين
مصاريع مواربة ودكاكين مقفلة
كلّما تماسّ اللامسان
تنتشر أجواء السخافة ساخنة ً
ويسترخي السرطان
قلتُ أجرّب
أنحدر مع تلاّل الملتبس
وأعلو مع تعَب الأيام
ربما تنقشع الدياجي
ويلوح الضياء
وعلى أكتافي ينبت الزهر
فأرشف من الطهْر قبَسا
انتبهت إلى حالي
ألفيْت عمري يتسلل حيّةً رقطاء
من نخله فرّتْ ستّون قبّرة
بعد أن خرّبت أعشاشها
وطارت تُحَلّق في تُخْم التلاشي
وستون نحلةً خانت مواعدها
وهاجرت دون رفق
يا لَهذا الرحيل التعسُ
إلى أين تمضي مماليكي
وماذا خلّفتْ على طيني اليابس
في عالم
إلى بئس المصير يهوي الآن ؟؟
وقيَمٍ
بين أظلاف سادة هذا العصر
تسقط قشّا
مَنْ في القواقع
بدماء غيرهم يتباهون ؟؟؟
حزّت في نفسي قلاع
في الذاكرة لم تكتمل
إذمَا رُمّمَ جانب
بضحكات السفلة ينْخرم الآخر
ركبتُ عرشَ حروفي
مثل ناسكة
على تَلّ أفكاري جلستُ
مشتعلة بنقاء الكلمة
أراقب حركات البهلوانيين
لأوقظ سربا من الرقاب
تُسَبّح لمَن سمَّوا أنفسَهم أسيادَا
لأناس يُشبهون المقابر
على وثائق الشؤم
بصمتُ ببروقي ورعودي
أفْصِل في العِلَلِ الدفينة
لأحَطّم المُسيّج من الأحلام
أحْدِث ثقبا في بذلة رِياء
نسجتْها العقول المخَرّمَة
وبالدفق الملائكي
أنقش رخام أسئلة
على برج الإبهام تلتمع
وعلى منبر الاستعارات
أرقص
أغتال جرثومة
تلتهم النور في الأشداق
وللبَهيّ المغتصَب أحمل المطر
أجازف بلفظي العاري
محمّلة
بثقل فادح ومِزْوَد الحِكَم
أطارد قطرة ندى
أرشفها من قدَح صفوان
في ساحة
بألواح السكينة متوجة
وأنحاء تفُوح بَهْجَةً
لكنْ
مملكتي ليست منّي
ولا هي مِن هذا العالم
ولا مِن هذه الفصيلة أنا
ستّون ضلعا
في البحور المهرِّجة سقطت مني
طال
في أقصى أصقاعها انتظاري
ركضْت خلف هواجس تتنامى
في المنغلق أبحثُ عن المُقَدّس
أتّبِعُ نَهْج حُمْق
يطقطق في وريدي
ورتابة غدو وإياب
في ستين مدارة
تتحرك ساجدةً للغروب
أحدق في لوْن أتعابي
وفي حوش
يزينُه تُخم الفراغ
وفي قبراتي المهاجرات
اللواتي
كنّ للعيون الصغيرة
يُغنين نشيد العنفوان
أتذكرون
أتذكرون أيها الملتَهبون مثلي
كم كنتُ
إلى انجلاء الكَدِر ظامئة
بين أدغال الحرف
أتسلل كألوان الطيف
في عمقه
أرتاد غابات المجهول
لأفجر في تنين العصر
رصاصَ العبارة
وإليكُم
أزُف أخبار ظهيرة
نظفتُها من غبار الجليد
وتتذوقوا فاكهة ناضجة
غسلتُها من فيروس الخيانات
أصختُ في أيام القذارة
لنداء الحرف
واستشنقْتُ عبير معناه
وجاريْت أقحوان النور
لأدهسَ كآبة
مِن حمّى المستنقعات وافدة
وبريْعان نبضي
أُقلِع من سطل الدناءة زيتون الفرح
والقيَم أصقُلها في العيون العطشى
اطمئنوا
اطمئنوا أيها المجانين الحالمون مثلي
المنزوون في ركن الحُكْرة
اطمئنوا
فإن تكسّرت د ناني الستّون
مازالت في بوْصلتي
ستون نبضةً مُمَغــنطة
ستُنْطِقُ العالمَ حول جياعه
وتَصْرَع وحشاً
تحت الجماجم مستلقياً
يتمدد في الأحشاء
اطمئنوا أيها المتعبون مثلي
مازلت بعلياء أحلامي عالقة
محترقة بجذوع الرغبة
مهما تكثلت بالتباريح
أتعقب في سِلوانها كيْد اللحظات
وإن ستون جثة نهشت أحشائي
ورحلت ...
مالكة عسال
بتاريخ 13/06/2013
ستون جثة نهشت أحشائي
أقبلت عازمة
أقلع من فضائي هشيمَ الشّحوب
والمتّقد مِن جروحي
ألاحقُه في صحراء الجليد
أقتفي أثر الجلادين الدجالين
المتَلفّعين بالرياء
قيل لي:
لاتتعبي ولاتتمنيْ
فالكون رياض للأبالسة
على بساطه
ينام الماردون هادئين
وللنسّاك الورعين جحيمٌ
بجمْره يكتوون
وبيْن الطرفين
مصاريع مواربة ودكاكين مقفلة
كلّما تماسّ اللامسان
تنتشر أجواء السخافة ساخنة ً
ويسترخي السرطان
قلتُ أجرّب
أنحدر مع تلاّل الملتبس
وأعلو مع تعَب الأيام
ربما تنقشع الدياجي
ويلوح الضياء
وعلى أكتافي ينبت الزهر
فأرشف من الطهْر قبَسا
انتبهت إلى حالي
ألفيْت عمري يتسلل حيّةً رقطاء
من نخله فرّتْ ستّون قبّرة
بعد أن خرّبت أعشاشها
وطارت تُحَلّق في تُخْم التلاشي
وستون نحلةً خانت مواعدها
وهاجرت دون رفق
يا لَهذا الرحيل التعسُ
إلى أين تمضي مماليكي
وماذا خلّفتْ على طيني اليابس
في عالم
إلى بئس المصير يهوي الآن ؟؟
وقيَمٍ
بين أظلاف سادة هذا العصر
تسقط قشّا
مَنْ في القواقع
بدماء غيرهم يتباهون ؟؟؟
حزّت في نفسي قلاع
في الذاكرة لم تكتمل
إذمَا رُمّمَ جانب
بضحكات السفلة ينْخرم الآخر
ركبتُ عرشَ حروفي
مثل ناسكة
على تَلّ أفكاري جلستُ
مشتعلة بنقاء الكلمة
أراقب حركات البهلوانيين
لأوقظ سربا من الرقاب
تُسَبّح لمَن سمَّوا أنفسَهم أسيادَا
لأناس يُشبهون المقابر
على وثائق الشؤم
بصمتُ ببروقي ورعودي
أفْصِل في العِلَلِ الدفينة
لأحَطّم المُسيّج من الأحلام
أحْدِث ثقبا في بذلة رِياء
نسجتْها العقول المخَرّمَة
وبالدفق الملائكي
أنقش رخام أسئلة
على برج الإبهام تلتمع
وعلى منبر الاستعارات
أرقص
أغتال جرثومة
تلتهم النور في الأشداق
وللبَهيّ المغتصَب أحمل المطر
أجازف بلفظي العاري
محمّلة
بثقل فادح ومِزْوَد الحِكَم
أطارد قطرة ندى
أرشفها من قدَح صفوان
في ساحة
بألواح السكينة متوجة
وأنحاء تفُوح بَهْجَةً
لكنْ
مملكتي ليست منّي
ولا هي مِن هذا العالم
ولا مِن هذه الفصيلة أنا
ستّون ضلعا
في البحور المهرِّجة سقطت مني
طال
في أقصى أصقاعها انتظاري
ركضْت خلف هواجس تتنامى
في المنغلق أبحثُ عن المُقَدّس
أتّبِعُ نَهْج حُمْق
يطقطق في وريدي
ورتابة غدو وإياب
في ستين مدارة
تتحرك ساجدةً للغروب
أحدق في لوْن أتعابي
وفي حوش
يزينُه تُخم الفراغ
وفي قبراتي المهاجرات
اللواتي
كنّ للعيون الصغيرة
يُغنين نشيد العنفوان
أتذكرون
أتذكرون أيها الملتَهبون مثلي
كم كنتُ
إلى انجلاء الكَدِر ظامئة
بين أدغال الحرف
أتسلل كألوان الطيف
في عمقه
أرتاد غابات المجهول
لأفجر في تنين العصر
رصاصَ العبارة
وإليكُم
أزُف أخبار ظهيرة
نظفتُها من غبار الجليد
وتتذوقوا فاكهة ناضجة
غسلتُها من فيروس الخيانات
أصختُ في أيام القذارة
لنداء الحرف
واستشنقْتُ عبير معناه
وجاريْت أقحوان النور
لأدهسَ كآبة
مِن حمّى المستنقعات وافدة
وبريْعان نبضي
أُقلِع من سطل الدناءة زيتون الفرح
والقيَم أصقُلها في العيون العطشى
اطمئنوا
اطمئنوا أيها المجانين الحالمون مثلي
المنزوون في ركن الحُكْرة
اطمئنوا
فإن تكسّرت د ناني الستّون
مازالت في بوْصلتي
ستون نبضةً مُمَغــنطة
ستُنْطِقُ العالمَ حول جياعه
وتَصْرَع وحشاً
تحت الجماجم مستلقياً
يتمدد في الأحشاء
اطمئنوا أيها المتعبون مثلي
مازلت بعلياء أحلامي عالقة
محترقة بجذوع الرغبة
مهما تكثلت بالتباريح
أتعقب في سِلوانها كيْد اللحظات
وإن ستون جثة نهشت أحشائي
ورحلت ...
مالكة عسال
بتاريخ 13/06/2013
تعليق