لم يَكْفِني دمعي .. !/ قصيدة رثاء .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • غسان عبد الفتاح
    أديب وكاتب
    • 12-08-2013
    • 48

    شعر عمودي لم يَكْفِني دمعي .. !/ قصيدة رثاء .

    إلى روح والدتي ، وكل والدة



    أكسوف شمس أم هو الإعتامُ
    أغشى عيوناً صابها الإظلامُ

    اسعَدْ بكنزك ياثرى ! واريتها
    وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ

    تلك البنيّة في الحجاز كسيرةً
    في البعد تنهش صدرها الآلامُ

    وصباحةٌ في الشامِ يُحْرَقُ قلبها
    كَمَداً عليكِ .. وهَدَّها الإسقامُ

    بَعْدَ الفراقِ أصابنا ضُرٌّ وما
    رَفَقَتْ بِنا مِنْ بَعْدَكِ الأيّامُ

    نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
    كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ

    ودْيانُها جَفَّتْ ، وأمْحلت السهو
    لُ وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !

    وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
    في قاسيون ذُراهُ والآكامُ

    مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
    م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ

    لولا مخافة ربنا وحسابه
    وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ

    لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
    حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ

    لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
    وَفَدَتْ إليها النائباتُ جسامُ

    غَمَرَ الأسى شَطآنَ قلبي وامّحَتْ
    ضحكاتنا واسوَدّت الأحلامُ

    أوْجَعْتِني ، من بعد مافارقتني
    حطّتْ عليّ رحالها الأسقامُ

    مِنْ بَعْدكِ الأيّام صارتْ مُرّةً
    والابتهاج مُغَيَّبٌ وحرامُ

    لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
    إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ

    إنْ كانَ غَيَّبكِ الردى عَنْ مُقْلَتِيْ
    فوداد روحي اجتاحها إضرامُ

    تلك الأماسي في الديارِ تبعْثَرَتْ
    ماعاد فيها فرحة ولِمامُ

    الكرْمةُ السمْحاءُ تشكو وَحشةً
    فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !

    والياسمينةُ وَسَّدَتْ أَغصانَها
    مُرتابةً وعُيونُها هُيَّامُ

    تَتَفحْصُ الآتينَ تَكْتُمُ بَوْحَها
    ويَجيشُ فيها لوعةٌ وهُيامُ

    أَتراهُ ضَلَّ حبيبُنا ؟ أو ربما
    قد تَوَّهَتْهُُُ عَتْمةٌ وزحامُ !

    وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها
    مِنْ روحها سَلَبَ الشّذا إغمامُ

    بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
    بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ

    أَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
    أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟

    ماعاد يَطْرُقُ بابَها ذو حاجة
    أو حَوْلها يَتَقاطَرُ الأيتامُ

    لَوْ أَصْبَحَتْ كُلّ السهوب صَحَائِفاً
    أَوْ حُبِّرَتْ باللّجْة الأقلامُ

    فَلَسَوْفَ أبقى عاجزاً عن وصفِها
    وتخونني الكلماتُ والإلهامُ

    وتُقصّر الأشعارُ عنْ إيفائها
    حقّ المديح وَتَقْصُر الأفهامُ

    التعديل الأخير تم بواسطة غسان عبد الفتاح; الساعة 27-06-2014, 18:59. سبب آخر: تغيير في شكل التنسيق .
  • حيدر الوائلي
    أديب وكاتب
    • 07-02-2013
    • 180

    #2
    استاذي الفاضل
    غسان عبد الفتاح
    كان الله في عون من يكتب ألما
    لكنه ينم عن لذة فريدة
    وجمال متميز
    لك التحية والتقدير

    تعليق

    • غسان عبد الفتاح
      أديب وكاتب
      • 12-08-2013
      • 48

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حيدر الوائلي مشاهدة المشاركة
      استاذي الفاضل
      غسان عبد الفتاح
      كان الله في عون من يكتب ألما
      لكنه ينم عن لذة فريدة
      وجمال متميز
      لك التحية والتقدير
      الأستاذ حيدر الوائلي
      أشكر مرورك وكلماتك الطيبة ونبل مشاعرك
      ولعلك الأجمل هنا !
      تقبل تقديري واحترامي .

      تعليق

      • نادين خالد
        طالبة جامعية / سنة أولى
        • 09-04-2014
        • 460

        #4
        الشاعر الأريب غسان عبد الفتاح
        قصيدةٌ يتقطَّرُ الألمُ منها قطرةً قطرة
        لِيرشفهُ جمال نظمها ووزنها
        لا فض فوك شاعرنا
        من روائع الشعر الفصيح
        كل الاحترام
        التعديل الأخير تم بواسطة نادين خالد; الساعة 12-06-2014, 16:17.
        لفلسطين أنا ولفلسطين أنتمي ...

        تعليق

        • غسان عبد الفتاح
          أديب وكاتب
          • 12-08-2013
          • 48

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة نادين خالد مشاهدة المشاركة
          الشاعر الأريب غسان عبد الفتاح
          قصيدةٌ يتقطَّرُ الألمُ منها قطرةً قطرة
          لِيرشفهُ جمال نظمها ووزنها
          لا فض فوك شاعرنا
          من روائع الشعر الفصيح
          كل الاحترام
          بُنيّتي نادين خالد
          أولاً أعتذر عن تأخري في شكرك ، والحقيقة اعتقدت بأنني شكرتك في حينها لأن مداخلتك لفتتني لأنها نمّت عن احساس مرهف ( ولفتني صغر سنك وموهبتك المبكرة حيث تابعت بعض كتاباتك وتوقعت لك مستقبلاً في عالم الأدب .. إن شاء الله )
          لقد سعدتُ بمرورك كثيراً ، وأسعدتني شهادتك أكثر مما لو أتتني من ناقد أو شاعر عتيق !!
          تقبلي مودتي

          تعليق

          • سعد هاشم الطائي
            أديب وكاتب
            • 05-08-2010
            • 241

            #6
            الأديب الرائع
            غسان عبد الفتّاح
            رحم الله والدتك الكريمة وأسكنها فسيح الجنان وكذا والدتي وكل موتى المسلمين والمسلمات.
            قصيدتك بقدر ما هي تقطر حزنا، فقد أفاضت علينا شعرا.
            تلمستُ بيتا ليكون عين القصيدة، فوجدتها كلّها عيون.
            لله درك أخي الكريم!!

            تعليق

            • غسان عبد الفتاح
              أديب وكاتب
              • 12-08-2013
              • 48

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سعد هاشم الطائي مشاهدة المشاركة
              الأديب الرائع
              غسان عبد الفتّاح
              رحم الله والدتك الكريمة وأسكنها فسيح الجنان وكذا والدتي وكل موتى المسلمين والمسلمات.
              قصيدتك بقدر ما هي تقطر حزنا، فقد أفاضت علينا شعرا.
              تلمستُ بيتا ليكون عين القصيدة، فوجدتها كلّها عيون.
              لله درك أخي الكريم!!
              الأديب الفاضل سعد هاشم الطائي
              رحم الله والدتك وكل موتانا.
              أشكر لك مرورك الكريم ، وقد سعدت القصيدة بكلماتك الطيبة النبيلة
              دمت بخير لأحبتك ، وداموا لك .
              تقبل مودتي وتقديري .

              تعليق

              يعمل...
              X