الوزير حنتوش
لا شيءَ أعجبُ مطلقا من ذلك الرجل الضمورِ
حنتوشُ يهوى الخيرَ لا يرضى بأفعالِ الشرورِ
كم مرةٍ يتلو الكتابَ وكم يصلي في البكورِ
وإذا يصوم الشهرَ يتبع شهرَهُ بعضُ الشهورِ
وإذا بكى من خيفةٍ يفترُّ عن دمعٍ غزيرِ
للهِ لبّى مرةً وسعى إلى البيتِ الطهورِ
وبودِّهِ لو أنَّ أخرى قد تكلَّلُ في المسيرِ
***
يهوى أحاديثَ السياسة ليس حبّاً بالظهورِ
فبلاده تشكو الخواءَ ولا مغيّرَ للأمورِ
السهلُ يفتقر الحياة وصار شبهاً للقفيرِ
وتروم أوديةٌ به لو أنْ تعطّر بالعبيرِ
ومياهُهُ تلتذُّ إنْ فاضتْ لإنعاشِ الزهورِ
أهوارُهُ جفّتْ وتهوى أن تعانَقَ بالغديرِ
أمّا الجبالُ فلم تعد تغفو على غير الصخورِ
حنتوشُ يأسى للبلاد فراح يدعو بالثبور
غذَّ المسير إلى السياسةِ كي يحاربَ كلَّ زورِ
وتجمّع الآلافُ من سمر الملامح والبدورِ
واصطفَّ ولدانٌ وأشياخٌ ورباتُ الخدورِ
فاشتدَّ صوتٌ منه يخفق خفق أجنحة الطيورِ
حتى غدا يشدو بألحانٍ تناثرُ من بشيرِ
قال: النعيمُ الحلو سوف يزوركم مثل الهديرِ
قسماً سأجعل عيشكم عيش القشاعم والنسورِ
وستركنون جمالكم وحميركم قرب الثغورِ
وستتركون طيوركم نهباً لأمعاء النسورِ
ولسوف تنقلكم مراكبُ ليس من لحم الحميرِ
تستبدلون قفاركم، وعداً، بمترفة القصورِ
وستحسبون الهمَّ طفلاً عاد كالقمر المنيرِ
وستظفرون بنعمةٍ تبقى على مرّ العصورِ
حنتوشُ تكثر(سينُهُ) ما بين أطراف السطورِ
والناس تأمل أن ستسحق(سينَهُ) سبلُ العبورِ
حنتوشُ أضحى قبلةً للطفلِ والرجلِ الكبيرِ
***
حنتوشُ يعرف جيداً أنَّ الوزارة بالوزيرِ
فإذا ارتقى فيها ارتقتْ نحو السعادة والسرورِ
وإذا هوى فيها هوتْ للقاع في قعر السعيرِ
حنتوشُ يعرف أن ساستنا تنعّمُ بالحريرِ
لا يعرفون من السياسةِ غيرَ أجزاء القشورِ
قد يسهرون الليل حتى الفجر في شربِ الخمورِ
وينامُ واحدُهم لحين غداته حدَّ الشخيرِ
لم يدرِ ما معنى الفقيرِ ولا معاناةِ الفقيرِ
يغفو الضميرُ لديه عن طفلٍ يقنّع باليسيرِ
وينامُ عن شيخٍ من الأوجاع أضحى كالأسيرِ
ويموت عن تلك التي صارتْ جزوراً للنمورِ
***
حنتوشُ صار وزيرهم.. لله درُّهُ من وزيرِ!!
لم يرض إلا أن يكون مباعدا درب الأجيرِ
نسيَ الفقير وراح يلهث خلف أذيال الأميرِ
بالأمس يزأر بالكلامِ وليس بالعَيِّ الحصورِ
واليوم يقبع صامتا يقتات من ثمر الزئيرِ
***
المتعبون توددوا في كسب مرضاة الغيورِ
نذروا النذور ولم تجد دربا له كلُّ النذورِ
فتحايل الآلاف كي يحضون بالصوت الجهيرِ
وتجمع الأصحاب والسمار في جمع غفيرِ
كشف الغيور لهم عن الوجه المغيّب بالجحورِ
من بعد لأيٍ أسفرتْ من فيه شقشقةُ البعيرِ
وصم الفقيرَ بأنه عبءٌ على كلِّ الدهورِ
ورماه بالعقم المميتِ من السويق إلى الجذورِ
ويراه منحطاً ولا يرقى إلى شروى نقيرِ
أدمى القلوب وقد تحدّث بالمعقّد والخطيرِ
لمّا تعقّب جوعهم من بعد لذات الشهورِ
***
حنتوشُ سابقَ موتَهُ موتٌ لواعية الضميرِ
لفظُ الوزارة عنده جسرٌ لإمتاع الجَسورِ
أما الوزيرُ فصيغ من (وزٍّ) لتخمته و(زيرِ)
لا شيءَ أعجبُ مطلقا من ذلك الرجل الضمورِ
حنتوشُ يهوى الخيرَ لا يرضى بأفعالِ الشرورِ
كم مرةٍ يتلو الكتابَ وكم يصلي في البكورِ
وإذا يصوم الشهرَ يتبع شهرَهُ بعضُ الشهورِ
وإذا بكى من خيفةٍ يفترُّ عن دمعٍ غزيرِ
للهِ لبّى مرةً وسعى إلى البيتِ الطهورِ
وبودِّهِ لو أنَّ أخرى قد تكلَّلُ في المسيرِ
***
يهوى أحاديثَ السياسة ليس حبّاً بالظهورِ
فبلاده تشكو الخواءَ ولا مغيّرَ للأمورِ
السهلُ يفتقر الحياة وصار شبهاً للقفيرِ
وتروم أوديةٌ به لو أنْ تعطّر بالعبيرِ
ومياهُهُ تلتذُّ إنْ فاضتْ لإنعاشِ الزهورِ
أهوارُهُ جفّتْ وتهوى أن تعانَقَ بالغديرِ
أمّا الجبالُ فلم تعد تغفو على غير الصخورِ
حنتوشُ يأسى للبلاد فراح يدعو بالثبور
غذَّ المسير إلى السياسةِ كي يحاربَ كلَّ زورِ
وتجمّع الآلافُ من سمر الملامح والبدورِ
واصطفَّ ولدانٌ وأشياخٌ ورباتُ الخدورِ
فاشتدَّ صوتٌ منه يخفق خفق أجنحة الطيورِ
حتى غدا يشدو بألحانٍ تناثرُ من بشيرِ
قال: النعيمُ الحلو سوف يزوركم مثل الهديرِ
قسماً سأجعل عيشكم عيش القشاعم والنسورِ
وستركنون جمالكم وحميركم قرب الثغورِ
وستتركون طيوركم نهباً لأمعاء النسورِ
ولسوف تنقلكم مراكبُ ليس من لحم الحميرِ
تستبدلون قفاركم، وعداً، بمترفة القصورِ
وستحسبون الهمَّ طفلاً عاد كالقمر المنيرِ
وستظفرون بنعمةٍ تبقى على مرّ العصورِ
حنتوشُ تكثر(سينُهُ) ما بين أطراف السطورِ
والناس تأمل أن ستسحق(سينَهُ) سبلُ العبورِ
حنتوشُ أضحى قبلةً للطفلِ والرجلِ الكبيرِ
***
حنتوشُ يعرف جيداً أنَّ الوزارة بالوزيرِ
فإذا ارتقى فيها ارتقتْ نحو السعادة والسرورِ
وإذا هوى فيها هوتْ للقاع في قعر السعيرِ
حنتوشُ يعرف أن ساستنا تنعّمُ بالحريرِ
لا يعرفون من السياسةِ غيرَ أجزاء القشورِ
قد يسهرون الليل حتى الفجر في شربِ الخمورِ
وينامُ واحدُهم لحين غداته حدَّ الشخيرِ
لم يدرِ ما معنى الفقيرِ ولا معاناةِ الفقيرِ
يغفو الضميرُ لديه عن طفلٍ يقنّع باليسيرِ
وينامُ عن شيخٍ من الأوجاع أضحى كالأسيرِ
ويموت عن تلك التي صارتْ جزوراً للنمورِ
***
حنتوشُ صار وزيرهم.. لله درُّهُ من وزيرِ!!
لم يرض إلا أن يكون مباعدا درب الأجيرِ
نسيَ الفقير وراح يلهث خلف أذيال الأميرِ
بالأمس يزأر بالكلامِ وليس بالعَيِّ الحصورِ
واليوم يقبع صامتا يقتات من ثمر الزئيرِ
***
المتعبون توددوا في كسب مرضاة الغيورِ
نذروا النذور ولم تجد دربا له كلُّ النذورِ
فتحايل الآلاف كي يحضون بالصوت الجهيرِ
وتجمع الأصحاب والسمار في جمع غفيرِ
كشف الغيور لهم عن الوجه المغيّب بالجحورِ
من بعد لأيٍ أسفرتْ من فيه شقشقةُ البعيرِ
وصم الفقيرَ بأنه عبءٌ على كلِّ الدهورِ
ورماه بالعقم المميتِ من السويق إلى الجذورِ
ويراه منحطاً ولا يرقى إلى شروى نقيرِ
أدمى القلوب وقد تحدّث بالمعقّد والخطيرِ
لمّا تعقّب جوعهم من بعد لذات الشهورِ
***
حنتوشُ سابقَ موتَهُ موتٌ لواعية الضميرِ
لفظُ الوزارة عنده جسرٌ لإمتاع الجَسورِ
أما الوزيرُ فصيغ من (وزٍّ) لتخمته و(زيرِ)
تعليق