الكاتب لبخة وعينك معانا ,,
[frame="10 98"]الكاتب لبخة..و
عينك معانا,, محمد سليم
(سكن الليل..وفى ثوب السكون تجتبى الأحلام.. )
على شدو أغنية فيروز..بكل رباطة جأش..جلسْ على الكمبيوتر.. فرك كفة يده اليمنى في اليسرى..يهز رأسه ويبتسم مع حاله..خطف سيجارة وأشعلها بعنطزة.. زأر كالأسد قائلا ؛ يا أولاد أريد الشاي المُنعّنع الآن.. هرولت الزوجة فى الحال والتو.. فقط بإيماءة من بين السبابة والإبهام..فهمتْ وجرت لتجهّز( الشاي).. يشدّ من أزر نفسه ويشد ياقة (الروب) لأعلى..وضح رجلا على رجل .. يتمايل مع رائعة فيروزالثانية ؛
( هجعت سكري .. سكري وكانت تختفي من عيون الحور.. )..
وضع السيجارة بالمنفضة.. وامتدت يده تفتح برنامج (الوورد) ليدون إبداعاته وإلهاماته العبقرية..تتلاعب أصابعه بالكي بورد محاولا الكتابة .. كتب سطرا .. سطرين ..ثلاث .. تأفف مما كتب..ثم سأل نفسه بصوت عال؛ شو في ؟...ما في إلهام اليوم !..أبتسم ابتسامة مزيفة يُنفّس بها ذاته المنفوخة... شرد بلُبه بعيدا..هز كتفيه ومسح رأسه بكفة يده ..علىّ صوته ليُسمع نفسه : أُريد إدراجا جديدا ( مقالة جديدة )..وضع رأسه بين يديه .. طرقات خفيفة على باب الحجرة ؟..أدخل .. وضعت الزوجة كوبا من الشاي على الطاولة المجاورة وأخذت نفسها مع الباب بعد أن مصمصت شفتيها وأشاحت بوجهها وندبت حظها بيديها..هكذا..و( معذرة) لا أستطع كتابتها بالعربية الفصحى و شرحها يطول باللهجة المحكية..استجمع قواه مرة أخرى وعاد للذي كان .. محي ما كتب سابقا .. فتح صفحة انترنت جديدة ودلف بموقع ما .. فجأة ؛ شحب وجهه وملأه الغم والهم ..أظن مجهولا ( فزلوكا ) كتب له شيئا أزعجه ..أشعل النار في سيجارة جديدة ورفع رأسه للسماء وقال ؛ الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا من تعليقات ( كويس)..ظل برهة معلقا بصره وينفث دخان سيجارته..هبط على برنامج الورد مرة أخرى ..سأل نفسه بعصبية ؛ لماذا أنا لست بقاص؟!.. أو بروائي ؟!..أجاب ؛ سأكتب قصة قصيرة بمقدمة بسيطة ..لا .. بدون مقدمات اختصارا للوقت..وأسلسل أية أحداث.. وسأصف المكان والشخوص ..وسرح .. استفاق من الغيبوبة .. عاد بسؤال ؛ أية حدث ؟.. وأين المكان ومن هم الشخوص ...!؟..فز واقفا..خرج من الغرفة.. ..عاد..........
عاد بفنجان من القهوة ..
أعتلى عرش الكمبيوتر بثقة..أشعل سيجاره ثالثة..بدء في كتابة القصة ..أربعة.. خمسة اسطر .. يسأل ذاته؛ أين العقدة ؟..وأين الأزمة ؟..وأين التوقعات والتخمينات لأختار منها ..أين القصة لُب الحكاية!!.. هرش رأسه ..هزها يمنة ويسرة ..أين الإلهام والفكرة ؟!.. تجول بنظره في الحجرة.. مد كفة يده اليمنى على أرنبة أذنه ..يداعبها.. يعصرها عصرا ..الوقت يمضى والفكرة لا تأتى ..والأرنبة اعتلاها الاحمرار..يكاد الدم يطفر منها ..وكأنه يسمع قادما من السماء ينذره بقدوم الوحي والإلهام .. يستعد ويضع يديه على الكي بورد .. انفرجت أساريره وبانت نواجذه..ويقترب من( المونيتر) أكثر..يهم بالكتابة..عاد كما كان مهموما حزينا.. ذهب إلى المطبخ ..عاد.........
عاد إلى الكمبيوتر بكوب من الشاي
وباليد الأخرى ( سندوتش فرنساوى كبير )..يأكل بصمت ويلوك الطعام بحرفية ويمسح شفتيه ..أتى عليهما تماما .. ظل مسافرا ما بين الكمبيوتر والمطبخ .. أستقر فى مقعده أخيرا ..غرق في الكتابة حتى أذنيه ..أشعل سيجارة وتأمل ما كتب .. أفأف عشرات المرات أوف أوف .. يتثاءب .. يتثاءب بشدة..أسند ذراعيه على طاولة الكمبيوتر وذهب في نوم عميق..أظنه نام مطمئنا ربما يأتيه الوحي في الوضع نائما..وما زالت أصابعه تضرب الكىبورد !..علا شخيره.........
استفاق فجأة وكأن عفريتا مسه ..
تفرّس الكمبيوتر..دار في خياله متسائلا؛ يخيل إلىّ ان (معمول ) لي عملا يثبط إلهاماتي وإبداعاتي..؟..لا ..مؤكد تم السطو على أفكاري ..كشّر عن أنيابه ..هبطت التكشيرة رويدا رويدا.. تثاءب بشدة ..عاد في النوم ....،
.....أصح ..أصحي
هو ما قالت له زوجته وبحركات من يدها كخصلة فيها ( هكذا ) ..تنبّه ؛ كاد يسقط سهوا على الأرض ..تحسس رأسه ..لا يقدر على الحركة ..، .. ذهب الى المطبخ ..تناول فطوره على عجل ..خرج إلى عمله بعينين حمراوين .. وحذاؤه فردتان أحداهما له والأخرى لولده البكر أو لزوجته فلم أر جيدا.. وصل متأخرا فأختلق الأعذار الكاذبة لرئيس العمل وأضاف عليها ألم شديد بقدمه اليسرى ....،....
عاد لمنزله يجرجر أقدامه خلفه ..
تناول غذاؤه.. وذهب إلى القيلولة ...مرت القيلولة بسلام وهو نائم في رعاية الله وأمنه ..نهض..نعم.. نهض كأن به مسا من جن ..وهو يصرخ غاضبا في أولاده ..أين القهوة ؟!..يتمطى في مشيه .....، ..دخل على.......
دخل على( الوندوز)..
فتح (برنامج الورد) بتؤدة وحذر .. راح يتشمم في الهواء ويحدق في سقف الغرفة .. سأكتب شعرا هو ما همس به لنفسه ..لا.. نصّ إبداعي تخيلي مرسوم بريشة فنان تكعيبى.. ثم أردف مؤكدا؛ عقلي موزون .. وقادر على إحصاء عدد البحور ..وأجيد العوم..وأمتلك دقة الحس وعمق الشعور.. وظل يهذى فترة بكلام غير مفهوم وغير مُعبّر ....يحدث نفسه بصوت ؛ لا .. كتابة الشعر أسهل بكثير .. كيف لي لم ألتفت إلى ذلك ؟.. فقط ؛ كلمات متجاورة بلغة فصحى أو تحت بعضها بعضا بلهجة محكية.. بدأ يفرك عينيه بقوة ..،
..القهوة .. القهوة يا سي الأستاذ
هو ما قالت زوجته ..ألتفت إليها ..وأومئ بان تضعها على الطاولة المجاورة ..هنا .. ليس هناك قلت هنا ( هو الذى قال ) .. وأخذت الزوجة الباب خلفها .. ظل يكرر ؛ لا تكن يائسا وتنظر للجانب الأسود من الأمور ..
الأموررررر..
ووووور ....،... ....
وعادت لتوقظه في الصباح الباكر ...أصحي.. تأملها.. سألها بصوت اقرب إلى النواح :
؛ أين الأولاد ؟!!.. جحظت المرأة عينيها .. هذى أول مرة أراهما هكذا وجها لوجه وأظن سيتركب الآن حماقة ما .. تبرشم وجهه وآدام النظر فيها .. يجفف حلقه .. يغرق في عرقه تماما .. المرأة لم تغادر الغرفة وتحدق فيه..برقت عيناها ..برقت عيناه..
.. و ..
و صدرت الضحكات ها ها ها ها...و
بكا بكا بكا بكا بكا ....
حزيران 2007
[/frame]
[frame="10 98"]الكاتب لبخة..و
عينك معانا,, محمد سليم
(سكن الليل..وفى ثوب السكون تجتبى الأحلام.. )
على شدو أغنية فيروز..بكل رباطة جأش..جلسْ على الكمبيوتر.. فرك كفة يده اليمنى في اليسرى..يهز رأسه ويبتسم مع حاله..خطف سيجارة وأشعلها بعنطزة.. زأر كالأسد قائلا ؛ يا أولاد أريد الشاي المُنعّنع الآن.. هرولت الزوجة فى الحال والتو.. فقط بإيماءة من بين السبابة والإبهام..فهمتْ وجرت لتجهّز( الشاي).. يشدّ من أزر نفسه ويشد ياقة (الروب) لأعلى..وضح رجلا على رجل .. يتمايل مع رائعة فيروزالثانية ؛
( هجعت سكري .. سكري وكانت تختفي من عيون الحور.. )..
وضع السيجارة بالمنفضة.. وامتدت يده تفتح برنامج (الوورد) ليدون إبداعاته وإلهاماته العبقرية..تتلاعب أصابعه بالكي بورد محاولا الكتابة .. كتب سطرا .. سطرين ..ثلاث .. تأفف مما كتب..ثم سأل نفسه بصوت عال؛ شو في ؟...ما في إلهام اليوم !..أبتسم ابتسامة مزيفة يُنفّس بها ذاته المنفوخة... شرد بلُبه بعيدا..هز كتفيه ومسح رأسه بكفة يده ..علىّ صوته ليُسمع نفسه : أُريد إدراجا جديدا ( مقالة جديدة )..وضع رأسه بين يديه .. طرقات خفيفة على باب الحجرة ؟..أدخل .. وضعت الزوجة كوبا من الشاي على الطاولة المجاورة وأخذت نفسها مع الباب بعد أن مصمصت شفتيها وأشاحت بوجهها وندبت حظها بيديها..هكذا..و( معذرة) لا أستطع كتابتها بالعربية الفصحى و شرحها يطول باللهجة المحكية..استجمع قواه مرة أخرى وعاد للذي كان .. محي ما كتب سابقا .. فتح صفحة انترنت جديدة ودلف بموقع ما .. فجأة ؛ شحب وجهه وملأه الغم والهم ..أظن مجهولا ( فزلوكا ) كتب له شيئا أزعجه ..أشعل النار في سيجارة جديدة ورفع رأسه للسماء وقال ؛ الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا من تعليقات ( كويس)..ظل برهة معلقا بصره وينفث دخان سيجارته..هبط على برنامج الورد مرة أخرى ..سأل نفسه بعصبية ؛ لماذا أنا لست بقاص؟!.. أو بروائي ؟!..أجاب ؛ سأكتب قصة قصيرة بمقدمة بسيطة ..لا .. بدون مقدمات اختصارا للوقت..وأسلسل أية أحداث.. وسأصف المكان والشخوص ..وسرح .. استفاق من الغيبوبة .. عاد بسؤال ؛ أية حدث ؟.. وأين المكان ومن هم الشخوص ...!؟..فز واقفا..خرج من الغرفة.. ..عاد..........
عاد بفنجان من القهوة ..
أعتلى عرش الكمبيوتر بثقة..أشعل سيجاره ثالثة..بدء في كتابة القصة ..أربعة.. خمسة اسطر .. يسأل ذاته؛ أين العقدة ؟..وأين الأزمة ؟..وأين التوقعات والتخمينات لأختار منها ..أين القصة لُب الحكاية!!.. هرش رأسه ..هزها يمنة ويسرة ..أين الإلهام والفكرة ؟!.. تجول بنظره في الحجرة.. مد كفة يده اليمنى على أرنبة أذنه ..يداعبها.. يعصرها عصرا ..الوقت يمضى والفكرة لا تأتى ..والأرنبة اعتلاها الاحمرار..يكاد الدم يطفر منها ..وكأنه يسمع قادما من السماء ينذره بقدوم الوحي والإلهام .. يستعد ويضع يديه على الكي بورد .. انفرجت أساريره وبانت نواجذه..ويقترب من( المونيتر) أكثر..يهم بالكتابة..عاد كما كان مهموما حزينا.. ذهب إلى المطبخ ..عاد.........
عاد إلى الكمبيوتر بكوب من الشاي
وباليد الأخرى ( سندوتش فرنساوى كبير )..يأكل بصمت ويلوك الطعام بحرفية ويمسح شفتيه ..أتى عليهما تماما .. ظل مسافرا ما بين الكمبيوتر والمطبخ .. أستقر فى مقعده أخيرا ..غرق في الكتابة حتى أذنيه ..أشعل سيجارة وتأمل ما كتب .. أفأف عشرات المرات أوف أوف .. يتثاءب .. يتثاءب بشدة..أسند ذراعيه على طاولة الكمبيوتر وذهب في نوم عميق..أظنه نام مطمئنا ربما يأتيه الوحي في الوضع نائما..وما زالت أصابعه تضرب الكىبورد !..علا شخيره.........
استفاق فجأة وكأن عفريتا مسه ..
تفرّس الكمبيوتر..دار في خياله متسائلا؛ يخيل إلىّ ان (معمول ) لي عملا يثبط إلهاماتي وإبداعاتي..؟..لا ..مؤكد تم السطو على أفكاري ..كشّر عن أنيابه ..هبطت التكشيرة رويدا رويدا.. تثاءب بشدة ..عاد في النوم ....،
.....أصح ..أصحي
هو ما قالت له زوجته وبحركات من يدها كخصلة فيها ( هكذا ) ..تنبّه ؛ كاد يسقط سهوا على الأرض ..تحسس رأسه ..لا يقدر على الحركة ..، .. ذهب الى المطبخ ..تناول فطوره على عجل ..خرج إلى عمله بعينين حمراوين .. وحذاؤه فردتان أحداهما له والأخرى لولده البكر أو لزوجته فلم أر جيدا.. وصل متأخرا فأختلق الأعذار الكاذبة لرئيس العمل وأضاف عليها ألم شديد بقدمه اليسرى ....،....
عاد لمنزله يجرجر أقدامه خلفه ..
تناول غذاؤه.. وذهب إلى القيلولة ...مرت القيلولة بسلام وهو نائم في رعاية الله وأمنه ..نهض..نعم.. نهض كأن به مسا من جن ..وهو يصرخ غاضبا في أولاده ..أين القهوة ؟!..يتمطى في مشيه .....، ..دخل على.......
دخل على( الوندوز)..
فتح (برنامج الورد) بتؤدة وحذر .. راح يتشمم في الهواء ويحدق في سقف الغرفة .. سأكتب شعرا هو ما همس به لنفسه ..لا.. نصّ إبداعي تخيلي مرسوم بريشة فنان تكعيبى.. ثم أردف مؤكدا؛ عقلي موزون .. وقادر على إحصاء عدد البحور ..وأجيد العوم..وأمتلك دقة الحس وعمق الشعور.. وظل يهذى فترة بكلام غير مفهوم وغير مُعبّر ....يحدث نفسه بصوت ؛ لا .. كتابة الشعر أسهل بكثير .. كيف لي لم ألتفت إلى ذلك ؟.. فقط ؛ كلمات متجاورة بلغة فصحى أو تحت بعضها بعضا بلهجة محكية.. بدأ يفرك عينيه بقوة ..،
..القهوة .. القهوة يا سي الأستاذ
هو ما قالت زوجته ..ألتفت إليها ..وأومئ بان تضعها على الطاولة المجاورة ..هنا .. ليس هناك قلت هنا ( هو الذى قال ) .. وأخذت الزوجة الباب خلفها .. ظل يكرر ؛ لا تكن يائسا وتنظر للجانب الأسود من الأمور ..
الأموررررر..
ووووور ....،... ....
وعادت لتوقظه في الصباح الباكر ...أصحي.. تأملها.. سألها بصوت اقرب إلى النواح :
؛ أين الأولاد ؟!!.. جحظت المرأة عينيها .. هذى أول مرة أراهما هكذا وجها لوجه وأظن سيتركب الآن حماقة ما .. تبرشم وجهه وآدام النظر فيها .. يجفف حلقه .. يغرق في عرقه تماما .. المرأة لم تغادر الغرفة وتحدق فيه..برقت عيناها ..برقت عيناه..
.. و ..
و صدرت الضحكات ها ها ها ها...و
بكا بكا بكا بكا بكا ....
حزيران 2007
[/frame]
تعليق