أريد أن أحبها مرة ثانية، أن أصاب بالارتباك عند رؤيتها، أن أتسلق الجدار لرؤيتها و هي تعلق ملابس نومها، أو عندما كنت أنام وسط الحديث و هي تناديني من خلف الهاتف: ياسين استيقظ.. فأستيقظ على صوتها و أنا أردد ليلى نموت عليك و نشتيك*.. كذلك أشتاق نفسي، لأهذي بها و كأنني أول مرة أحدثها، هي أيضا تريدني مهووسا بها.
أذكر مرة أنني نمت أثناء حديثنا على النقال، و كانت في الأحلام تبدو ذاهبة نحو المحل، فصرخت: عودي للبيت و كأن الذكورة تضخمت بداخلي، فكانت تجيب بصوت متردد يرتدي أنوثتها: أنا آتية عندك بعد أيام.
أريد أن أنتظر الليل بقنينة بنزين؛ لأشعل الفراش، ما زلت أفتش عن عبق معانقات العينين، عندما تصطدم بي و هي تقول صامتة: أي نار تحمل بداخلك، فأجيب بهدوء أيضا: ليتك تكررين التعثر بخطواتي المتلهفة لك، و نفترق و نحن نتلفت بعيون ترفض الافتراق، و روحينا لم تغادرا المكان.
لا أريد للزمن أن يبرمجنا، فنغدو مثل آلات تقوم بوظيفة مصممة مسبقا، أريد للنوم أن يكون مثل الشهادة، أن يكون تحليقا لا مجرد تخبط أجساد منهكة.
أذكر عندما كانت والدتي تقول لي" كفاك طيشا و عبثا"، و هي تمرر ابتسامة توقظ بداخلي نشوة الملاحقة؛ فأضيف لتلك المشاكسات بعض الحركات؛ فألكز زوجتي عندما تدير أمي ظهرها ناحية المطبخ، فتهتز و هي تهمس: أتريد أن تفضحني أمام أمك.. توقف رجاء، تقولها و هي تستفزني لأعيدها، تتمايل مثل أيل يغري الذئاب..فأجيب: سأفترسك.. سألتهمك..
أريد أن أنام معها و كأنها آخر لحظة، و كأنني ذاهب للصلاة، أريد أن أغدو وقودها في الأحلام.. فتسرد قصتها معي أثناء العشاء و نحن نتقاسم كأس المشروبات الغازية..
الحب ليس شعرا يتدارسه الشعراء في ندواتهم الفاترة.. بل جذوة نور يشعل قلبك بالطيش، فتصبح مثل راقصي الشوارع، تتحدى المطر و العواصف أيكم مجنون أكثر..
اليوم أصبحت ملاحقاتي لها تشبه مراقبات مثل وظيفة استخباراتي، و النوم بجانبها هو وظيفة إلزامية لا غير، أحيانا أفجر كلمات ضبابية، فتغلف روحينا بالتيه أكثر.
تاهت عنا أرواحنا فأصبحنا مثل زملاء عمل نتبادل التحية الصباحية، و غدت مثل موظفة عندي تحضر لي الطعام، مثل آلة غسيل تنظف ملابسي، و لكن لليوم ما تزال لذة القهوة الأولى عالقة بلساني، تماما مثل حديثها الأول.
عدت للبيت محملا بالتعب و بعض الخيبات التي اعتدتها، هاجمتني بقائمة من الأسئلة معدة مسبقا، أخرجت إجاباتي التي أخزنها لمثل تلك المواقف، جميعها تبدو جافة و قاحلة، خالية تماما من الإشتياق.
داهمتني ذلك المساء حمى ألزمتني الفراش، و لم تتركني إلا و أنا أهذي ليلتها، يبدو الحلم مثل نفق ممتلئ بالأفاعي و بعض الكلاب المتشردة تطاردني، أركض نحو كوخ بعيد، تتابعني الكلاب التي تبدو مسعورة، تتعثر خطواتي و تتلعثم أرجلي مثل طفل يتعلم حروف الهجاء، أزحف و أحيانا أتدحرج لأصل للكوخ، بصعوبة بالغة أصل نحوه، أدخله لأجده حفرة عميقة، تنبح الكلاب عند الباب بقوة فتخيفني، أسقط بسرعة كبيرة لأقع بين يدي امرأة، كأنها انتشلتني من دوامة و من أنياب وحش مفترس، و أصاب بالدوخة؛ لأستيقظ بين يديها و هي تحتضنني.
-باسم الله عليك حبيبي.
عندها فقط أحسست بهزات خفيفة بداخلي، إنه ينبض الآن، يزيد من دقاته، عشرة..عشرون...ستون، إنه ينتظم ثم هو يتحول لهفة، لأول مرة منذ مدة أحس أن بجانبي امرأة، نعم إنها أنثى، رائحة ملابسها تتسلل نحو رأسي، ينفجر صدري بالدماء و ها هو الهواء يدغدغ حنجرتي، و بعض دفء يتسرب من كفها، يعيدني طفلا يطالب بحصته من الحليب، يعبث بثياب أمه، و يشد شعرها بلطف مبالغ فيه، إنني طفل يبحث عن إسم يحمله، قلت و كأنني أستعيد ذاكرتي: من أنا؟، قالت: حبيبي و عمري.
قلت: أين كنت؟ منذ مدة و أنا أبحث عنك؟.
قالت: كنت بداخلك.
أصبت مرة ثانية بالهلوسة: أنت.. أنا؟
تنهدت و هي تهمس في أذني و كأنها تخبرني سرا خطيرا: ألم يأن لك أن تقع بالحب من جديد؟.
ابتسمت لها: أنا سعيد أنني حلقت أخيرا.
أمسكت يدي و رحنا نعيد المغامرة، هذه المرة سنخاطر أكثر من المرة السابقة.
*نشتيك: و هي معناه أحبك و أحسب أصلها كلمة أشتهيك و ربما تطورت مع الوقت و لتوائم اللهجة أصبحت نَشْتِيكْ
أذكر مرة أنني نمت أثناء حديثنا على النقال، و كانت في الأحلام تبدو ذاهبة نحو المحل، فصرخت: عودي للبيت و كأن الذكورة تضخمت بداخلي، فكانت تجيب بصوت متردد يرتدي أنوثتها: أنا آتية عندك بعد أيام.
أريد أن أنتظر الليل بقنينة بنزين؛ لأشعل الفراش، ما زلت أفتش عن عبق معانقات العينين، عندما تصطدم بي و هي تقول صامتة: أي نار تحمل بداخلك، فأجيب بهدوء أيضا: ليتك تكررين التعثر بخطواتي المتلهفة لك، و نفترق و نحن نتلفت بعيون ترفض الافتراق، و روحينا لم تغادرا المكان.
لا أريد للزمن أن يبرمجنا، فنغدو مثل آلات تقوم بوظيفة مصممة مسبقا، أريد للنوم أن يكون مثل الشهادة، أن يكون تحليقا لا مجرد تخبط أجساد منهكة.
أذكر عندما كانت والدتي تقول لي" كفاك طيشا و عبثا"، و هي تمرر ابتسامة توقظ بداخلي نشوة الملاحقة؛ فأضيف لتلك المشاكسات بعض الحركات؛ فألكز زوجتي عندما تدير أمي ظهرها ناحية المطبخ، فتهتز و هي تهمس: أتريد أن تفضحني أمام أمك.. توقف رجاء، تقولها و هي تستفزني لأعيدها، تتمايل مثل أيل يغري الذئاب..فأجيب: سأفترسك.. سألتهمك..
أريد أن أنام معها و كأنها آخر لحظة، و كأنني ذاهب للصلاة، أريد أن أغدو وقودها في الأحلام.. فتسرد قصتها معي أثناء العشاء و نحن نتقاسم كأس المشروبات الغازية..
الحب ليس شعرا يتدارسه الشعراء في ندواتهم الفاترة.. بل جذوة نور يشعل قلبك بالطيش، فتصبح مثل راقصي الشوارع، تتحدى المطر و العواصف أيكم مجنون أكثر..
اليوم أصبحت ملاحقاتي لها تشبه مراقبات مثل وظيفة استخباراتي، و النوم بجانبها هو وظيفة إلزامية لا غير، أحيانا أفجر كلمات ضبابية، فتغلف روحينا بالتيه أكثر.
تاهت عنا أرواحنا فأصبحنا مثل زملاء عمل نتبادل التحية الصباحية، و غدت مثل موظفة عندي تحضر لي الطعام، مثل آلة غسيل تنظف ملابسي، و لكن لليوم ما تزال لذة القهوة الأولى عالقة بلساني، تماما مثل حديثها الأول.
عدت للبيت محملا بالتعب و بعض الخيبات التي اعتدتها، هاجمتني بقائمة من الأسئلة معدة مسبقا، أخرجت إجاباتي التي أخزنها لمثل تلك المواقف، جميعها تبدو جافة و قاحلة، خالية تماما من الإشتياق.
داهمتني ذلك المساء حمى ألزمتني الفراش، و لم تتركني إلا و أنا أهذي ليلتها، يبدو الحلم مثل نفق ممتلئ بالأفاعي و بعض الكلاب المتشردة تطاردني، أركض نحو كوخ بعيد، تتابعني الكلاب التي تبدو مسعورة، تتعثر خطواتي و تتلعثم أرجلي مثل طفل يتعلم حروف الهجاء، أزحف و أحيانا أتدحرج لأصل للكوخ، بصعوبة بالغة أصل نحوه، أدخله لأجده حفرة عميقة، تنبح الكلاب عند الباب بقوة فتخيفني، أسقط بسرعة كبيرة لأقع بين يدي امرأة، كأنها انتشلتني من دوامة و من أنياب وحش مفترس، و أصاب بالدوخة؛ لأستيقظ بين يديها و هي تحتضنني.
-باسم الله عليك حبيبي.
عندها فقط أحسست بهزات خفيفة بداخلي، إنه ينبض الآن، يزيد من دقاته، عشرة..عشرون...ستون، إنه ينتظم ثم هو يتحول لهفة، لأول مرة منذ مدة أحس أن بجانبي امرأة، نعم إنها أنثى، رائحة ملابسها تتسلل نحو رأسي، ينفجر صدري بالدماء و ها هو الهواء يدغدغ حنجرتي، و بعض دفء يتسرب من كفها، يعيدني طفلا يطالب بحصته من الحليب، يعبث بثياب أمه، و يشد شعرها بلطف مبالغ فيه، إنني طفل يبحث عن إسم يحمله، قلت و كأنني أستعيد ذاكرتي: من أنا؟، قالت: حبيبي و عمري.
قلت: أين كنت؟ منذ مدة و أنا أبحث عنك؟.
قالت: كنت بداخلك.
أصبت مرة ثانية بالهلوسة: أنت.. أنا؟
تنهدت و هي تهمس في أذني و كأنها تخبرني سرا خطيرا: ألم يأن لك أن تقع بالحب من جديد؟.
ابتسمت لها: أنا سعيد أنني حلقت أخيرا.
أمسكت يدي و رحنا نعيد المغامرة، هذه المرة سنخاطر أكثر من المرة السابقة.
*نشتيك: و هي معناه أحبك و أحسب أصلها كلمة أشتهيك و ربما تطورت مع الوقت و لتوائم اللهجة أصبحت نَشْتِيكْ
تعليق