بين شعوبية القدماء وشعوبية المعاصرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الله أحمد
    شكسبير الشرق
    • 03-10-2009
    • 122

    #16
    [quote=د. توفيق حلمي;349813]
    أشكر بنت الشهباء على نقل هذا المقال الثري لعالم كبير لكي نناقشه هنا ، وقد تعودت أن أقرأ قطافها الناضج من رياض الفكر والمعرفة.


    وأشكر الأستاذ الدكتور بكري شـيخ أمين على ما بسطه من فكر عميق ورؤى في موضوع شائك بالغ التعقيد ، وربما يكون هذا المقال من أفضل المقالات التي قرأتها في هذا الشأن.
    غير أني أجد أن الكثيرين من أصحاب الفكر والنهى الكبار على مدى القرون ، لم يتعرضوا لنقطة هامة أساسية ، وهي النقطة التي تمخض عنها هذا الإرتباك والمشاكل والتحديات التي واجهها ومازال يواجهها الإسلام وكذلك مسمى العروبة ، وعلى رأس ذلك الشعوبية التي تعرض لها المقال والتي أجد لها ما يبررها ، فهي ليست ظالمة على إطلاق ذلك ، وليست بادئة ولكنها ترد الفعل.
    ولعلني هنا أتعرض لهذا محتسباً ، وأخوض فيما يعزف الآخرون عن الخوض فيه ، مبتغياً الحق ووجه الله وحده. وربما يكون من الأفضل أن أوجز بعض ما في تلك النقطة الأساسية في عناوينها فقط:

    1- قام العرب بعربنة الإسلام ، وتوارثوا حكمه ، حتى أن قريش وحدها حكمت دولة الإسلام أكثر من ستة قرون ، وجعلوا اللغة العربية هي لغة المسلم ، بما كسر قاعدة أساسية في الإسلام ، وهي أنه دين لكل عرق ولسان بلا تمييز، ولا ينتزع المسلم من انتمائاته اللغوية أو الوطنية. وقد جر ذلك على الإسلام وحتى الآن مشاكلاً لا حصر لها.
    2- نزل القرآن باللغة العربية ولهجة قريش ، وكان إعجازه في اللغة والأسلوب هو الذي نهض به في فجره فقد تبين الناس أنه لا يمكن ان يكون من بشر. وذلك يعني أن القرآن الكريم بمعجزته اللغوية يخص الناطق باللغة العربية ، بل الذي يجيدها ويسمو في ذلك لكي يمكنه معرفة أوجه الإعجاز فيه. أما غير الناطق بالعربية فقد خصه القرآن بمعجزة أخرى غير معجزة اللغة التي لا يعرفها ، وتلك المعجزة الأخرى هي معجزة العقيدة كمفهوم ثم معجزة القواعد والأحكام والمنهج التي تقيم المجتمع الإنساني المثالي وتتوافق مع أي مكان وزمان ، على أساس تلك العقيدة ، والتي لا يمكن لبشر مهما أوتي من علم وفكر أن يصل إلى تلك المنظومة المتكاملة من الاسس والقواعد والبناء ، فذلك منهج الخالق لمن خلق ، ينظم له حياته وما بعد مماته.

    3- كل ناطق بالعربية عليه العبء الأكبر في حفظ الدين وتطبيقه ونشره ، ذلك لكون القرآن قد نزل باللغة التي يعرفها ، وتكون حتمية الإيمان عنده حتمية أصيلة لجمعه بين معجزة القرآن بلغته والإسلام بمنهجه وقواعده.

    4- مسمى القومية العربية أضر بالإسلام كثيراً ومايزال. فليست اللغة والدين وحدهما يمثلان قومية ، ولم نسمع بالقومية الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها ، إنما القومية هي قومية العرق والدم أولا وأخيراً حتى لو اختلفت اللغة أو الدين. وقد جعل العرب من كل مسلم عربياً بالضرورة ن وفرضوا اللغة العربية على البلاد التي فتحت لعربنتها ، وهو ما ليس في الإسلام الذي نزل لكل مكان وزمان ، ولا ينتزع المسلم من انتمائاته ، وليس على المسلم غير الناطق بالعربية أن يعرف من العربية إلا بعض آيات من القرآن تعينه على الصلاة ، وله أن يعرف بقية الإسلام بلغته الأصيله لا تُنتزع منه ، وإن أراد دراسة العربية فله ذلك دونما فرض عليه. ولم تنجح فكرة القومية العربية رغم الزخم الهائل عبر التاريخ لفرضها من قبل العرب، وذلك لكونها ليست قومية حقيقية ، وهي قومية فقط لأصحابها من قبائل الجزيرة العربية أصحاب الدم والعرق الواحد. ولا نجد في تاريخ الإسلام معتركاً إلا استُنْهِضَ فيه الناس بكلمة الله أكبر وليس بدعوى انتماء للعروبة أو غير ذلك.

    5- في عصرنا الحديث تم إيقاظ مسمى القومية العربية بهدف تحييد المسمى الحقيقي وهو مسمى القومية الإسلامية ، فقد نزل الإسلام ليَجُبَّ قومية الدم والعرق بقومية الدين والعقيدة ، فأصبحت القومية الإسلامية قومية حقيقية لمنهج ، وليست قومية عرق أو لغة. ونرى في التاريخ الحديث أن اعداء الإسلام قد أرخوا العنان لمسمى القومية العربية ، وتركوا الدعاة لها يلهثون خلفها لينفضوا عنهم اللهث وراء القومية الحقيقية ، فلم يحاربوا مسمى القومية العربية لعلمهم بزيف ذلك وأنه لن يجمع ، وحاربوا مسمى القومية الإسلامية بضرواوة ومازالوا ، فهو المسمى الذي يمكنه أن يجمع بكلمة واحدة في لحظة واحدة جميع المسلمين في الأرض.

    6- إذا أراد المسلمون إقامة الإسلام الحق فعليهم التمسك بقومية الدين كأولوية على أي مسمى لقوميات أخرى عرقية أو لغوية ، والابتعاد عن الدعوة لعربية الإسلام ، بل الدعوة لعالميتة كيفما كان اللسان والعرق ، مع الحفاظ في نفس الوقت على لغة القرآن التي نزل بها فهي الأصل الأصيل ، وعلى عاتقهم يقع ذلك. وربما كان في فقه الليث ابن سعد ، الفقيه المصري الكبير ، ترسيخاً لهذا المعنى حيث أرسى القواعد والأحكام التي تناسب البلد الذي يعيش فيه والتي تختلف عن البلدان الإسلامية الأخرى دون المساس بأسس الدين وثوابته ، وهو الفقيه الذي أُغْرِقتْ جل كتبه في النيل.

    والموضوع يطول في كل جملة مما سبق ، فليت الأستاذ بكري شيخ أمين يدلي بدلوه في ذلك.

    والشكر موصول للأديبة الأريبة بنت الشهباء
    [/quote

    أستاذي الكريم توفيق,,اسمح لي أولاً أن أهنىء العيد بك وبباقي الأخوة والأخوات العرب هنا.
    وأعذر حرفي المتواضع إن كان قد تطاول في حضور حرفك الكريم.
    بقي لي أن ارد عن مشاركتك سيدي, وهو أن مصر كانت مسكونة بالأقباط وغيرهم من الأقوام,,,وذلك قبل الفتح (العمري )لها,,,حيثُ سثكنت بالعرب .
    ومازال الأقوام الأخرى يعّرفون بإنتمائتهم ,,,,وهم _بحسب علمي _اقليات,لذلك فالباقون من سكان العزيزة مصر هم عرب.

    ودمت للحرف حبرا.
    لا تخجلي وتشجعي
    فالى متى ستؤجلينَ ,صابابتي دين ُ
    عليكي
    فعجلي
    بذر الحروف ِ لمسمعي
    فلتكملي
    قولي:
    (أُح ب ك َ)
    للحكاية ِ تبدأي.sigpic

    http://shaekspear.0fra.com/index.htm
    مدونتي.

    تعليق

    • علاء طه أحمد فرج
      عضو الملتقى
      • 24-04-2009
      • 110

      #17
      الأستاذ الدكتور/ توفيق حلمى
      لا فض فوك سيدى
      ثم يجدر بنا أن نقرر احترامنا و إعجابنا بما تناوله العالم الجليل/ بكرى شيخ أمين ، و كذلك بالكريمة/ بنت الشهباء ؛ أن أتحفتنا بهذا الموضوع الهام و الحساس.
      و أود أن أشير للآتى :
      1) لا بد من اعتماد منهج نقد الذات إن كنا نطمح فعلا إلى إصلاح الخلل الواضح فى منظومتنا الفكرية و التى هى عربية محضة فى أساسها.
      2) الشعوبية القديمة كما أسماها د. بكرى ، و القائمة فعلا إلى يومنا هذا ، لم يتم تناولها بحيدة المنهج العلمى و من ثم اكتشاف أسبابها و العمل جديا على تلافى تلك الأسباب حتى تتعافى الأمة الإسلامية من آثارها المدمرة ، لذلك وصلت إلينا و ما زلنا نعانى مـُرّ آثارها بل و نسميها شعوبية حديثة.
      3) لو رجعنا إلى تاريخنا و قرأناه بعين محايدة و استنطقناه الحق لوجدنا أن السبب الرئيسى و الأهم لظهور الشعوبية هو عرب الجزيرة أنفسهم الذين تعالوا على إخوانهم من المسلمين ( و لا داعى لضرب الأمثلة فهى موجودة إلى الآن و واضحة لكل ذى نظر )
      4) لذا أرى أن الشعوبية واحدة قديمها و حديثها ، و هى لم تصل إلينا إلا لأننا لم نعطها حقها من الدرس و التحليل حتى نتعرف أسبابها و نزيل هذه الأسباب. كما أرى أن إقحام الغرب فى هذا الصدد أمر مؤسف لأن الغرب يستغل ، فقط يستغل و له الحق ، ما نخطئ نحن فيه و يحاربنا بما فعل السفهاء منا و نحن عاكفون على غينا لا نبرحه بل أكاد أجزم أننا لا نريد.
      5) و إذا سمح لى العلامة/ د. بكرى أن أختلف معه ، فليس الحكام فقط هم من رعوا تلك الشعوبية بل معظم عرب الجزيرة إلا من رحم ربى ، و الأدهى أن الفقه الإسلامى نفسه ( رجال الفقه و ليس الإسلام ) أطـّر و قعـّد لتلك الشعوبية المقيتة.
      6) لا مخرج لنا من أزمتنا إلا بمراجعة و غربلة الفقه و التراث جميعا و إزالة ما لحق بهما من شوائب أضافها رجال الفقه و رجال الحديث إلى رسالة الإسلام الحنيف ، و محو كل ما يعارض كتاب الله و المقاصد الكلية للشريعة السمحة.

      فهل نحن فاعلون !!! إنا لله و إنا إليه راجعون.
      دمتم بكل الخير.
      أخوكم
      علاء طه فرج
      [poem=font="Times New Roman,7,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif" border="double,6,green" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
      أتاح القوم في قلبي ضراما = فلا همْ قاسطون و لا نشامى
      و أعجبُ من صنيع القوم حتى = يئستُ فلا أعيرهمُ احتراما
      همُ الحكام يا خِلـّـي تيوسٌ = و قد تخذوا ( ابنَ هندِ ) لهمْ إماما
      [/poem]
      [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]الشاعر المتمرد[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
      [CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]علاء طه فرج[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
      [CENTER][EMAIL="alaatfarag@yahoo.com"][SIZE=5][COLOR=red]alaatfarag@yahoo.com[/COLOR][/SIZE][/EMAIL][/CENTER]
      [CENTER] [/CENTER]
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق

      يعمل...
      X