تعلم اللغات ليس بعلم انما هي مهارات تكتسب!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرفي
    أديب وكاتب
    • 23-08-2014
    • 159

    تعلم اللغات ليس بعلم انما هي مهارات تكتسب!!

    بسم الله الرحمان الرحيم
    إخواني وأخواتي الأساتذة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد :فقد يبدوا العنوان غريبا لذا أتقدم بين أيديكم بهذا الموضوع، بسبب إحدى المشاركات السالفة لي في ردي على إحدى القصص القصيرة جدا
    فذكرت أن اللغات مهارات تكتسب وليست علما بذلك المفهوم الكبير للعلم
    عندما ذكرت أن اللغة مهارة تكتسب كنت أقصد تلك اللغات الأخرى التي طغت على مجتمعاتنا ، فكم من إنسان لايقرأ ولايكتب، هاجر إلى الحضارة البراقة وعاد يمتلك لغة أو أو أكثر وإذا عدنا إلى زمن المستعمر الذي عمر في أوطاننا لعقود وترك سمه ينخر في أجسادنا، ألم يترك لغته يتشدق بها الأميون والمثقفون متناسين جذورهم ولغتهم فتجد جملهم تتخللها عبارات لتشكل تعابير غريبة لم تكن في سالف حضارتنا
    نعم لازلنا نلهث وراء إغراءات الحضارة البراقة التي تخفي وراءها مخططات لعينة، لتكبح أي تقدم أو تطور للعرب في أي مجال.
    طبعا أضف إلى هذا ذلك التواطأ الحاصل من بني جلدتنا
    إني أقف هنا لأقول مافائدة دراسة اللغات الأخرى ألا تعلم أنك بذلك تخدم حضارة الآخر على حساب حضارتك
    فتعود من هناك محملا بالكثير لكن كنت تبدو لي كمن يحمل أصفارا.،لتعلمنا بأنك وصلت إلى القمة.
    فتبدأ بإعطانا دروس بعناوين عريضة لتقول لنا أنك سايرت العصر،فكنت تأكد لنا أن قوة الغرب هي الطاغية.أعلم ذلك.
    وأعلم أنك كنت تعود من هناك بما ألبسوك من بهرج لترقص أمامنا كطاووس، فتلقي علينا بقشور حضارة بنيت أصلا على الجثت والسرقة للأوطان ونشر الجوع والدمار في كل مكان.
    إذا كنت فعلا سايرت العصر فلماذا أقصيت لغتك و حضارتك وقد كان من ضمن عناوينك العريضة
    عدم الإقصاء للآخر
    أقول والأسى يعصر قلبي، نحن السباقون ولولا المتخاذلين عبر الأزمان، لبقينا كذلك في القمة، ويكفيني فخرا أني لو ذكرت إسما واحدا فقط من بين أسماء عظماء تاريخنا ووضعنا إسمه فقط بميزان المقارنة ، لطاشت حضارتك الزائفة بأكملها.
    أما من حيث كون اللغة دراسة وبحث ينبني على أسس وضوابط وقواعد ولا يمكن إتقانها بشكل علمي دقيق إلا بالإلتزام بهذا النظام المعرفي هذا لا شك فيه.
    لكن لابد من شيء من التوضيح.
    في هذا العالم كل شيء خاضع للدراسة والبحث بغض النظر إن كان ذلك الشيء سيعود بفائدة أم سيزيد العالم ضياعا وتشرذما فهذا رهين بمدى النتائج المحصلة.
    إن الكثير من الدراسات والأبحاث جاءت لخدمة طرف دون آخر والنتيجة بروز حضارة وتقوقع أخرى فتُركت لتموت.
    إن النتائج المحصلة عبرعقود دائما تأتي بالخيبة لحضارتنا.
    وهذه العبارات السالفة الذكر، هي تمهيد له أبعاد مرتبطة بما سأوضحه الآن.
    دراسات اللغات عموما والعربية خصوصا ماهي النتائج المحصلة في واقعنا المعاش؟
    لهجات عامية مقيتة نتشدق بها تزيدنا بؤسا إلى بؤس تنخرنا جهلا وهي في تنام وتطور خطير، جيلا بعد جيل فكيف ستنفعنا هذه اللهجة في لم الشرخ الحاصل بين العرب.
    إن تطور أي أمة رهين بتطور لغتها الأم.
    فهل من المعقول أن نتجه لدراسة لغة أخرى ونترك لغتنا يرثى لها؟
    قد يجيبني البعض بأن هناك دراسات قديمة وحديثة قد اهتمت باللغة العربية.
    فأين النتائج إذا نريد أرقاما من الواقع؟!
    أقول أنه يجب أن ننسى ذواتنا قليلا ونعكف على دراسة لغتنا ولتذهب اللغات الأخرى للجحيم إن كانت ستقصي لغتي.
    وليتحقق للعربية الإزدهار، لابد من مقاطعة للفكر الغربي، ووضع تأشيرة ذات قوانين صارمة في ولوجه إلى الأوطان العربية، وتغيير المناهج التعليمية وتخصيص مساحة كبيرة للغتنا وأن نمنع تعلم أطفالنا للغات الأخرى، حتى يستوعبوا الأساسيات الأولى للغتهم. وإذا لم تقم الحكومات بذلك نظرا للتبعية، فعلى الأساتذة والمتخصصين نشر هذا الوعي في نفوس الآباء عبر الجمعيات والمؤسسات الحرة التي تدعم اللغة العربية.
    وإلا سوف تبقى الكتب حبيسة الرفوف، ويضيع بالتالي ثراتنا الإسلامي العربي
    وتكون النتيجة مجتمع لايقرأ وإذا قرأ لا يفقه
    نريد دراسات وأبحثات في شتى المجالات لكن يجب أن نرى نتائج ملموسة وإلا سوف لن نزيد الخزانات إلا امتلاء وضخامة فقط، في مقابل واقع هزيل.
    وإلى حين حصول الإزدهار المطلوب والمرجو للغتنا، فأظل أقول عن تعلم اللغة مجرد مهارة تكتسب وليست علما أو لم تعد علما قابلا للتعلم حيث فقدت أبجديات التعلم بسبب الحصار المفروض عليها
    بالتالي أصبحت صنعة محتكرة عند البعض وهذه الصنعة بدأت في الإنقراض.ومن أراد أن يمتلكها عليه أولا إمتلاك مهارات عديدة
    في حين كانت في سابق الأزمان سليقة وفطرة عند الإنسان العربي ينشأ عليها منذ أن يعي الكلام

    فهل أدركتم إخوتي وأخواتي لماذا قلت عنها مهارة.
    لست أقول ماقلت للإغراء ولكن لإثراء نقاش
    من كانت عنده فكرة قيمة أو تصيح لما قلت فليدلي بما عنده ولا يبخل علينا
    بأي فكرة جديدة أو قديمة باجتهاده أو من غير
    بشرط أن يعزو الكلام لمصدره، حتى نتحلى بالأمانة العلمية، ونستفيد بمعرفة أسماء بعض المراجع
    فهل تعلم اللغة علم أم مهارة ؟؟
    فمرحبا بنقاش جميل مفتوح للجميع ، لا أدعي العلم، (فرب قارئ للموضوع، أوعى من كاتبه) أثرت هذا الموضوع فقط من باب غيرتي ولينتبه أصحاب الإختصاص ، وأرجو المشاركة في النقاط المطروحة في الموضوع ككل تحيتي للجميع
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 26-09-2014, 21:58.
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2

    و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
    مقالة عاطفية بامتياز يشكر كاتبها على حرارة مشاعره لكنها تخالف الحقيقة العلمية المؤكدة و هي:
    1- إن اكتساب اللغات مهراة أساسها التعليم و التلقين والدربة {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ؛ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة/32،31) ؛
    2- لما قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ أُتِيَ بي إليه فقرأتُ عليه فقال لي: "تعلَّمْ كتابَ اليهودِ فإني لا آمنُهم على كتابِنا قال : فما مرَّ بي خمسَ عشرةَ حتى تعلَّمتُه فكنتُ أكتبُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأقرأُ كتبَهم إليه" (الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/364، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن).
    http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85%20%D9%84%D9% 8A%20%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D9%8A%D9%87%D9%88 %D8%AF&d[]=2&xclude=&st=a3- إنما العلمُ بالتَّعلُّمِ ، و إنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ ، و من يتحرَّ الخيرَ يُعطَهْ ، و من يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّه (الراوي: أبو الدرداء و أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2328،خلاصة حكم المحدث: حسن)
    (المصدرُ السابقُ، الدُّرَرَ السَّنِيَّةَ، نفسُه، مادة:إنما العلم بالتعلم)
    هذا و إن تعلم اللغات الأعجيمة ليس شرا إن كان يخدم لغتنا العربية بشكل من الأشكال و إن ضؤُل إنما الشر في ترك العربية من أجل لغة أخرى أعجمية للتباهي أو انتقاصا للغة العربية أو زهدا فيها أو تكبرا عليها، و أبشرك بأن كثيرا من اللغات الأعجمية آيلة إلى الانقراض و أولها اللغة الإنجليزية التي يقدر لها المختصون أنها ستضمحل في بضع سنين و أن الفرنسية ستضمحل في غضون السبعين سنة القادمة، و البقاء للأقوى و هي اللغة العربية و إن بدت اليوم ضعيفة مستضعفة بسبب تخاذل أهلها وهوانهم في أنفسهم و عند غيرهم إلا مَنْ رحم الله تعالى مِنهم.


    و في هذا السياق أدعوك إلى مطالعة مقالتي التي أثارت ضجة في منتدى جريدة الشروق العربي (الجزائرية) والمعنونة بـ المقالة الانشطارية للدفاع عن اللغة العربية في الجزائر و التي نشرتها
    هنا في الملتقى قبل ذلك بمدة لكنها لم تحظ باهتمام القراء حتى الجزائريين أنفسهم للأسف الشديد.
    بالتوفيق إن شاء الله تعالى.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • أسد العسلي
      عضو الملتقى
      • 28-04-2011
      • 1662

      #3
      تعلم اللغات تحدثا و كتابة لا يأتي إلا عن طريق العلم
      نعم قد نتقن لغة أجنبية عن طريق المخالطة اليومية
      في العمل دون دراسة لكن هذا لا يعني مهارة
      لأن المهارة نجدها في الحرف اليدوية عادة
      نقول فلان ماهر في الكتابة ...أو ماهر في الصيد
      شكرا للإستاذ الشرفي الذي
      أتاح لنا فرصة للمعرفة
      و شكرا للأستاذ ليشوري للمشاركة القيمة
      تحياتي
      ليت أمي ربوة و أبي جبل
      و أنا طفلهما تلة أو حجر
      من كلمات المبدع
      المختار محمد الدرعي




      تعليق

      • الشرفي
        أديب وكاتب
        • 23-08-2014
        • 159

        #4
        و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
        مقالة عاطفية بامتياز يشكر كاتبها على حرارة مشاعره لكنها تخالف الحقيقة العلمية المؤكدة و هي:
        1- إن اكتساب اللغات مهراة أساسها التعليم و التلقين والدربة {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ؛ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة/32،31) ؛
        2- لما قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ أُتِيَ بي إليه فقرأتُ عليه فقال لي: "تعلَّمْ كتابَ اليهودِ فإني لا آمنُهم على كتابِنا قال : فما مرَّ بي خمسَ عشرةَ حتى تعلَّمتُه فكنتُ أكتبُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأقرأُ كتبَهم إليه" (الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/364، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن).

        قرأت مقالتك أستاذي الحسين ليشوري، وأعجبتني وأفرحتني كثيرا وقد شحنتها بشيء من القسوة المستحقة، لكن ماذا عسايا أن أقول فالمخنثين والمسترجلات لاوطن لهم وهم ينعقون بما لايفقهون قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف:175، 176].
        فعلا هما صنفان هدما اللغة بشكل كبير، وأزيدك صنفا آخر هدم لغته عن غير قصد بسبب الجهل، فبدأ يتغذى على سم هذين الصنفين المدمرين.
        وإن كنت أتمنى أستاذي لو طرحت حلولا نستفيد منها للخروج من هول تلك الكارثة الحاصلة للغة لعلها تجد من يتلقفها. فلا تأسف أخي العزيز وأستاذي الفاضل أنها لم تلق إهتماما عند قراء بلدك أو حتى بلدان أخرى، فيكفيك فخرا ويكفيها أنها لاقت صدى عند بعض الشرفاء الغيورين، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [ البقرة 249، لا أقصد هنا غلبة الإقتتال، وإنما غلبة الفكر الناضج بتأييد الله لعباده المصلحين في الأرض، وفعلا هي معارك فكر.
        أستاذي العزيز تعلم زيد بن تابث إضطراري، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من حفزه، وذلك خشية أن يختلط شيء من الإسرائيليات بالقرآن، وإذا تعلم زيد رضي الله عنه كتابهم سهل عليه اكتشاف دسائسهم، والحديث يشيد بقوة حافظة زيد، وإلا فأي علم هذا يستغرق فيه المرء خمسة عشر يوما.
        ألا ترى أستاذي الفاضل أن تعليم الله لأنبيائه وملائكته، يختلف عن تعليم البشر بعضهم بعضا وفي النهايه يبقى الأمر كله لله


        (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس 82



        بمعنى آخر أن اللغة كانت إلهاما من الله تعالى لآدم، فتعالى الله أن يكون ذلك حصل كما يحدث بين البشر علوا كبيرا.
        فاللغة العربية التي كانت في الجاهلية في بطن مكة وماحولها ،هل يمكن أن نطلق عليها علما فنقول: العالم بالعربية امرؤ القيس أو عنترة أوالعالم باللغة النابغة أو الأعشى أو حسان بن ثابت....إنما هم أناس فتحوا أعينهم فوجدوا أنفسهم وسط بيئة ومائدة مليئة بهذا الزخم من الفصحى فصاروا أقحاحا فحولا في التكلم بها وفي قرض الشعر وبفطرتهم يعرفون أنك لحنت بمجرد أن تتكلم ودون أن يحيلك إلى قواعد، أضف إلى ذلك أنها كانت صلة وصل بينهم، يحققون بها مآربهم ولكن لما استشرت جاهليتهم وعبدوا غير الله وتباهو بعربيتهم لأنهم كانوا أفصح الناس في زمانهم
        نزل القرآن متحديا لهم وبصياغة مختلفة عما عهدوه، فدهشت عقولهم وجلسوا في حيرة من أمرهم وجاءهم بشيء جديد، لم يعهدوه في لغتهم فآمن من آمن وكفر من كفر.
        فلما نزل الوحي بواسطة جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم كان أول مادعاه القراء بسورة العلق بكلمة (إقرأ) فأجاب ماأنا بقارئ وهذا دليل على أن الرسول لم يكن يعرف القراءة والكتابة كما هو الشأن عند كثير من العرب في ذلك الزمان باستثناء القليل منهم إذا فهي لم تكن متداولة كعلم عندهم له قواعد خاصة
        والرسول عليه الصلاة والسلام لم يلزم أحدا من الصحابة بقواعد معينة لفهم اللغة العربية لأنها كانت من طباعهم.
        وقد نبهنا الله تعالى أن الكفار يعرفون هذا القرآن كما يعرفون أبناءهم.
        القصد ، أن العرب عندما دخلوا الإسلام كانوا يفهمون القرآن والسنة جيدا إلا ماآستشكل عليهم فهمه فيرجعون أمره إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
        لكن متى صارت اللغة العربية علما؟!
        عندما توسعت الفتوحات الإسلامية وخشي العلماء أن تختلط العربية بغيرها وهذا كان سببا من بين أسباب كثيرة
        فشمروا سواعد الجد في تقعيد القواعد، وجمع شتاتها من بطون بوادي الأعراب التي لم يطغى عليها طابع الحضر.
        ونجحوا في ذلك إلى أبعد حد ونشوء مدرستي البصرة والكوفة وبروز كثير من النحاة وعلماء اللغة، جمعوا بين السليقة العربية وبين التقعيد والدراسة، فاستطاعوا بذلك تحقيق ازدهار للغة العربية وسايروا عصرهم بنجاح.
        أما المجددين في العقود المتأخرة

        وبغض النظر عن زيف دعوى بعضهم، إهتموا بدراسة القواعد، وتغني آخرين بإبداعات من سبقهم ، ولم يهتموا لخطورة واقعهم ، مما أدى باللغة إلى مانحن فيه، وبالتالي تركوا تلك الفجوة تتعمق بين الأجيال السابقة واللاحقة، وهكذا تتوالى الإنهزامات تباعا.
        والنتيجة ظهور لغة بعيدة عن اللغة الأصيلة في كثيرمن الأعمال، مما يطلق عليها إسم إبداعات أدبية، بسبب المدارس الحديثة التي تنصلت من كل ماهو قديم وذهبت بالعقل العربي إلى توسيع خيالاته في كتاباته وإغراقها بكثرة الرموز والإيحاءات بشكل بعيد عن الواقعية المباشرة المفهومة ، ساهم بشكل أو بآخر في تهالك اللغة
        وبالتالي عزوف كثير من الناس عن القراءة، لأنها لم تعد تمثل واقعه المعاش.
        فانعدام اللغة في البيئة المحيطة بنا جعلها لم تعد بذلك العلم الوافر والموجود، أضف إلى ذلك ضعف مستوى من يلقنها لك، فصار لازما على المرأ أن يبدل قصارى جهده لعله ينال شيئا منها.
        أنا لست ضد تعلم اللغات، لكن يجب أن يكون بضوابط تعليمية، تعطي الفرصة له حتى ينشأ على لغته ونحببه فيها، وبعد ذلك لا بأس أن نضيف له لغة أخرى في المقرر الدراسي.
        بصراحة مؤلمة، فالعالم العربي عندما يعجز عن تحقيق المعجزات، يتشبت بالنبوءات.
        لي عودة إن شاء الله بعد الإستماع للصوت والصورة (الفيديوهات) أشكركأستاذ حسين ليشوري على المعلومات، ونفعنا الله بك
        فماهي الحلول الناجعة في نظرك أستاذي لخروج اللغة من ورطتها، وبالتالي انبعاث أجيال تتنفس لغتها ؟.
        وماذا يمكن أن يقدم الأحرار الغيورين لخدمة لغتهم ؟
        تحيتي وتقديري واحترامي
        التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 30-09-2014, 01:17.

        تعليق

        • الشرفي
          أديب وكاتب
          • 23-08-2014
          • 159

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أسد عسلي مشاهدة المشاركة
          تعلم اللغات تحدثا و كتابة لا يأتي إلا عن طريق العلم
          نعم قد نتقن لغة أجنبية عن طريق المخالطة اليومية
          في العمل دون دراسة لكن هذا لا يعني مهارة
          لأن المهارة نجدها في الحرف اليدوية عادة
          نقول فلان ماهر في الكتابة ...أو ماهر في الصيد
          شكرا للإستاذ الشرفي الذي
          أتاح لنا فرصة للمعرفة
          و شكرا للأستاذ ليشوري للمشاركة القيمة
          تحياتي
          أستاذ أسد عسلي أحيي مرورك النشيط
          كل عمل شريف كي تصبح ماهرا به لابد وأن تقطع مراحل عدة كي تصل لتلك المهارة، حتى الكتابة بل حتى الصيد كما أشرت
          وقد يبدوا طرحي هذا فيه شيء من اللبس، لكني رأيت حقيقة تختفي وراءه
          لأن اللغة العربية وصلت لعصر السرعة فوجدت فيه أبناء العرب، يسارعون إلى مايتماشى ومتطلبات واقعهم فوجدت ورشا مفتوحة تحفزهم على لغة الآخر فوجدوها خفيفة الظل، تساير سوق الشغل، فأصبحت اللغات الأجنبية، كصنعة سايرت العصر بفضل من خدموها من الخبثاء، أما اللغة العربية أصبحت كصنعة تقليدية معقدة لم تستطع مزج القديم بالحديث بسبب من خذلها .
          أعلم أخي أنها علم وبها يفهم كتاب الله والسنة النبوية فهي من علوم الآلة، وبها تفهم بواطن الكتب، ومواطن الجدالات الفكرية.
          لكنها لم تعد بتلك القيمة العلمية النشيطة وذاك الإهتمام، الذي كانت عليه، وهذا مانلاحظه في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية
          هل لديك أخي أسد حلولا أو مقترحات ؟
          تقبل تحياتي وتقديري لك
          التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 30-09-2014, 01:23.

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6

            الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام و جعلنا من أمة خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام،
            الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة، الحمد لله.
            أخي الأستاذ الشرفي: السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته.
            أشكر لك تعقيبك الثري بالمعلومات عن تاريخ النحو العربي و قد وجدتك ملما به و قد أعدتني إلى سني التدريس بالجامعة حيث كنت أستاذ تطبيق في مادة أصول النحو العربي و مدارسه لطلاب السنة الثالثة لغة عربية، فبارك الله فيك وزادك علما وفهما وحلما.
            ثم أما بعد، تطالبني بحل، أو حلول، لمواجهة ردة العرب عن اللغة العربية و كيف ننهض بهذه اللغة الشريفة من الحضيض الأسفل الذي أوصلها إليه بنوها قبل خصومها من بني غيرهم و هي تزداد سفولا على تسفلها يوما بعد يوم و عاما بعد عام، والله المستعان على هذا الهوان، أما الحل فموجود لكنه صعب التحقيق لأنه يحتاج إلى إرادة سياسية قوية و عزيمة تنفيذية فلاذية و رغبة عاطفية شديدة.
            فأما الإرادة السياسية و العزمية التنفيذية فهما منوطتان بالأنظمة العربية وحكوماتها و مؤسساتها التشريعية و التنفيذية و أما الرغبة العاطفية الشديدة فهي معلقة بالشعوب، أفرادا و حكوماتٍ، الذين تُنفَّذ فيهم تانك الإرادة السياسية و العزيمة التنفيذية.
            قضية اللغة العربية قضية معقدة جدا ليس لأنها معقدة في ذاتها، لا، لكنها معقدة بتعقيد الأنظمة العربية الضعيفة والمستكينة للغرب لها و لا تكفي المجامع اللغوية في فرض اللغة العربية في المجتمعات لأنها ليست مؤسسات سيادية في بلدانها إنما هي هيئات "أكاديمية" تنظر في مسائل لغوية علمية ثم تصدر قراراتها التي تحمل اجتهاداتها فقط، و حتى مطبوعاتها لا توزع حتى على المختصين في اللغة بل تُدار بين من أصدرها أو نشرها فحسب و قل ما تجدها في الأسواق أو معارض الكتب إن كنت من المهتمين.
            و حتى المؤسسات التعليمية من مبتداها إلى منتهاها، من التعليم الابتدائي إلى الجامعي، لا تقوم بواجبها التعليمي الحقيقي باللغة العربية الصحيحة الفصيحة، بل إنك تجد المعلم أو الأستاذ يعلم العربية بالدارجة أو بلغة أعجمية يعرف بعضها فيرطن بها معوجة، فكيف تنتظر من تلميذ أو طالب يحسن التعبير بالعربية و هو أعجمي اللسان و قد أصابته العجمة في بيته و مدرسته و ثانويته و جامعته و مجتمعه كله ؟ هذا من جهة، و ترى، من جهة أخرى، الكُتَّاب العرب، الأدباء، لا يحرصون على الكتابة بلغة عربية سلمية حرصهم لما يكتبون بلغة أعجمية و إذا رحت تصحح لهم أخطاءهم و ترشدهم إلى السداد سلقوك بألسنة حداد.
            المسألة، مسألة اللغة العربية، إذن ليست مسألة حلول أقترحها أنا أو غيري من المهتمين بل هي مسألة شجاعة أنظمة تريد العزة للغتها لكن أين تلك العزة في قوم أذلة ؟ وهذه دولة إسرائيل الغاشمة تحيي لغتها الميتة، العبرية، و تفرضها على كل من يطلب جنسيتها و هي لغة أصعب من اللغة العربية و قد اقترضت من العربية قواعد النحو العربي ومصطلحاته على ما يزعمه المختصون فيهما، العربيّةَ والعبريّةَ.
            لا أريد أن أحرك المواجع في نفسي و الأمة تعيش الفواجع بسبب الثلاثي الخبيث: جهل أبنائها و عجز علمائها و عمالة أمرائها لأعدائها، و الله المستعان.
            أشكر لك مرة أخرى، أخي الشرفي، ردك الطيب و تقديرك الكبير لشخصي الصغير.
            تحيتي وتقديري.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • الشرفي
              أديب وكاتب
              • 23-08-2014
              • 159

              #7
              وأنا بدوري أشكر لك حضورك الفعال على هذه الصفحة، ولكن لا أستغرب فهذا ديدن المتواضعين فبارك الله فيك
              فعلا فالمعضلة شائكة ومعقدة إلى أبعد حد ولايمكن حلها فجأة إلا بفك جميع عقدها عقدة عقدة
              لكن لو منحتك فكرة قد تبدو بسيطة ولا أعلم مدى نجاحها على أرض الواقع في بلدك
              لو فكرت مع مجموعة من الأساتذة الغيورين أمثالك في إنشاء مدرسة خاصة باللغة العربية وتضعوا لها برنامجا دقيقا يهتم بالفئة الصغرى وتجعلوا للدراسة ثمنا رمزيا وهذا يكون موازي لما تحصلون عليه من دعم من بعض الجهات المستقلة سواء بالداخل أو بالخارج، ومن يدري ربما يبارك الله في العمل وتصير المدرسة مدارس
              فعلى الأقل تكون قد حققت جزء من هذا الطموح
              فما رأيك تبدو الفكرة غبية أليس كذلك ؟

              مودتي
              التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 02-10-2014, 20:45.

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الشرفي مشاهدة المشاركة
                وأنا بدوري أشكر لك حضورك الفعال على هذه الصفحة، ولكن لا أستغرب فهذا ديدن المتواضعين فبارك الله فيك.
                فعلا فالمعضلة شائكة ومعقدة إلى أبعد حد ولايمكن حلها فجأة إلا بفك جميع عقدها عقدة عقدة، لكن لو منحتك فكرة قد تبدو بسيطة ولا أعلم مدى نجاحها على أرض الواقع في بلدك، لو فكرت مع مجموعة من الأساتذة الغيورين أمثالك في إنشاء مدرسة خاصة باللغة العربية وتضعوا لها برنامجا دقيقا يهتم بالفئة الصغرى وتجعلوا للدراسة ثمنا رمزيا وهذا يكون موازي لما تحصلون عليه من دعم من بعض الجهات المستقلة سواء بالداخل أو بالخارج، ومن يدري ربما يبارك الله في العمل وتصير المدرسة مدارس، فعلى الأقل تكون قد حققت جزءا من هذا الطموح، فما رأيك تبدو الفكرة غبية أليس كذلك ؟
                مودتي
                أخي الكريم الشرفي: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
                أشكر لك ردك الطيب و الفكرة الجميلة.
                ثم أما بعد، إن معضلة اللغة العربية أكبر من غيرة بعض الأشخاص أو بعض المؤسسات أو حتى بعض الوزارات بما لديها من إمكانيات ووسائل، إنها قضية نظام حاكم اختار سياسة محاربة اللغة العربية بخبث و مكر ودهاء، ثم إن فكرة إنشاء مدرسة خاصة للغة العربية لم تغب عن ذهني و تحتاج لتنفيذها إلى وسائل و أموال و رجال لا أجدهم لا أنا ولا غيري ممن يؤمنون بها، وإن أول من يصعب إنجازها الإدراة أولا ثم زهد الناس في تعلم اللغة العربية و هم يرون الناس تتهافت على اللغات الأعجمية ثانيا.
                يجب ألا نخدع أنفسنا فالنضال لنصرة اللغة العربية يكون في المؤسسات الرسمية "الشعبية"(؟!!!): مجلس الشعب و مجلس الأمة و إن أعضاء هذين المجلسين لا يؤمنون باللغة العربية فكيف يناضلون من أجلها ؟
                أسأل الله تعالى أن يقيض لهذه اللغة المغبونة رجالا مخلصين يخرجون من قلب الأنظمة الفاسدة كما أخرج لنصرة دينه رجالا من أصلاب الكفار، اللهم آمين يا رب العالمين.
                أكرر لك أخي الشرفي شكري على تحاورك الثري ودمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.
                تحيتي و مودتي.


                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                يعمل...
                X