المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد
مشاهدة المشاركة
كل عام وحضرتك ومن تحب بخير.
تجد على الرابط التالي نقاشا قديما بخصوص ما أثرت، أحيلك عليه لأنه يضيء بعض جوانب تساؤل حضرتك:
من جهة أخرى: تنتمي أسرة اللغات الجزيرية (السامية) وللغات الهندية الأوربية إلى مجموعة من اللغات ذات بنية لغوية متشابهة تسمى "اللغات المعربة". وللفائدة أذكر أن اللغويين يقسمون اللغات، من حيث تركيباتها البنيوية وليس من حيث أصولها التاريخية، إلى ثلاثة أنواع:
اللغات العازلة (Isolating languages) كالصينية مثلا، حيث تؤدي الكلمة المعنى بمعزل عن السياق العام للجملة.
اللغات الإلصاقية (Agglutinative languages) حيث تضاف السوابق والدواخل والزوائد على الجذر للحصول على معان جديدة. وهذه الظاهرة موجودة في معظم اللغات غير العازلة لكنها غزيرة جدا في بعض اللغات كالتركية والهنغارية والفنلندية.
اللغات المعربة (Synthetic languages) كالعربية والبابلية والإغريقية واللاتينية والألمانية حيث تؤدي حركات الإعراب وظائف دلالية.
وعليه: فإن أية لغة فيها إعراب، وترد فيها حالات الرفع للفاعل والنصب للمفعول والخفض للمجرور، توضع فيها مصطلحات للتعبير عن ذلك. فاليونان عبروا عن الفاعل بمصطلح (Ονομαστική/أونوماستيكي)، والرومان بمصطلح Nominativus والعرب بمصطلح (مرفوع)، ذلك لأن المفهوم، مفهوم الرفع في الإعراب، موجود في هذه اللغات الثلاث أصالة، ذلك أن اللغات لا تستعير من بعضها بعضها حالات لغوية كحالة الإعراب، فنحن لم نسمع بذلك قط. فحيثما وجد مفهوم لغوي، احتيج معه إلى وضع مصطلح يدل عليه. وليس بين المصطلحات النحوية العربية والمصطلحات النحوية اليونانية شبه، لا من قريب ولا من بعيد.
طبعا هذه المقدمة بمعزل عن مشاكلنا مع نحاتنا الذين عقدوا الما يتعقد كما تضفلت وذكرت. وأنا عصرت ذهني مرارا وتكرارا لفهم قصدهم من الجمل التي لها محل من الإعراب والجمل التي ليس لها محل من الإعراب وأجزم أن حديث هذه الجمل كله خزعبلات ماأنزل الله بها من سلطان! لكن ذلك لا يؤثر على إبداعهم في المجالات الأخرى.
تحياتي الطيبة.
تعليق