عيد..
وَقَفْتَ بِالــبَابِ.. لَمْ تَحْفِـلْ بِأَشْــــــــجَانِي
يَا عِــيْدُ.. أَقْصِرْ! فَقَـــدْ هَيَّجْتَ أَحْزَانِي
أَجِئْتَ تَشْـمَتُ بِي فِيْـــمَا أُكَابِـــــــــــــدُهُ
وَمَـــا أُلاقِـــــــــيْهِ مِنْ ذُلٍّ وَخِــــذْلانِ؟!
لا تَبْــــتَدِعْ سَــبَباً؛ أَنْ جِئْتَ مُفْتَــــــقِداً
مُوَاسِـياً.. صَــادِقاً مِنْ غَيْرِ بُهْـــــتَانِ!
مَـا يَظْـهَرُ العِــــيْدُ إِلاَّ ضَـــاحِكاً جِـذِلاً
وَهَلْ هَمَــتْ عَـبْرَةٌ مِنْ عَيْنِ جَذْلانِ؟!
أَلا تَرَانِيَ مَصْـلُوْباً عَلَى جَسَــــــــدِي
وَأنّنِي شَــــــبَحٌ فِي شَـــــكْلِ إِنْسَانِ!
أُغَالِــبُ التِّــيْهَ.. وَالأَمْـوَاجُ تَقْـذِفُنِي
كَمَـرْكِبِ الرِّيْحِ يَسْــرِي دُوْنَ رُبَّــانِ!
مُصِيْبَتِي أحْـرَقَتْ أَوْرَاقَ ذَاكِــــرَتِي
فَبِتُ أَبْحَـثُ عَنْ إِسْـــمِي وَعُــنْوَانِي
*****
أَتَى "الرَّبِيْعُ" عَلَى حَقْلِي وَمَاشِيَتِي
فَصِرْتُ أَحْبُوْ شَــرِيْداً بَيْنَ ذِئْـــــبَانِ
جُنَّ الزَّمَـانُ.. فَهَا كَانُوْنُ مُخْــتَزَنٌ
مَعْ كُلِّ عَاصِـــفِهِ فِي صَـدْرِ نَيْسَانِ
فُجِعْتُ بِالوَطَـنِ الـغَالِي.. وَأَيُّ بَلاً
لِلْمَرْءِ أَفْظَعُ مِنْ فِقْــدَانِ أَوْطَـــانِ!
*****
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ غُـرَابُ البَيْنِ يَنْعِبُ بِي
مَا أَبْعَـدَ النَّعْبُ عَنْ شَـدْوٍ وَأَلْحَانِ!
حَتَّى العَصَافيرُ فَـرَّتْ مِنْ مَرَابِعِـنَا
لَمَّا أُبِيْحَـتْ لأَبْـــوَامٍ.. وَغُـــرْبَانِ
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ بِلادِي بِالرَّدَى طَفَحَتْ
وَبَيْنَ مِطْـــرَقَةٍ أَمْسَــتْ وَسَـنْدَانِ!
قَـدْ أَدْخَلُـوْنِي بِأَنْــفَاقٍ.. فَأَفْقَدَنِي
ظَلامُها الحِسَّ فِي ضَوْءٍ.. وَأَعْمَانِي
وَأَقْحَـمُوْنِي شِـعَاباً.. كُنْتُ أَجْهَلُهَا
وَصَوَّرُوا لِي بَنِي يَعْقُوْبَ خِلاَّنِي
وَأَنَّ مَعْرَكَةَ الإِسْـلامِ وَاجِـــــــــبَةٌ
مَعْ كُلِّ شِـيْعِي.. وَدُرْزِيْ.. ثُمَّ نَصْرَانِي
وَأَشْرَفَ الدِّيْنِ عِــــنْدَ اللهِ دِيْنَـــهُمُ
وَيَشْـمَلُ الذَّبْــحُ حُكْماً غَـيْرَ أَدْيَانِ
صَاغُوا التَّطَـرُّفَ دِيْناً.. يَسْتَجِيْبُ لَهُمْ
وَجَسَّدُوا الحِقْدَ فِي سِرْبَالِ "عُثْمَانِ"
كَــيْداً بِمَنْ أَلَّهُـوا يَوْماً أَئِمَّتَــــــــهُمْ
وَكَفَّـــرَوا صَــحْبَ مَبْعُــوْثٍ بِقُـرْآنِ
*****
يَا عِـيْدُ.. قَـدْ غَالَنِيْ أَهْلِي بِلا سَبَبٍ
وَخَلَّفُوا الجُـرْحَ مّحْـفُوْراً بِوُجْـدَانِي
وَلَمْ يُجِزْ لِي غُرُوْرِي الحِذْرَ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى سَبَى عِـزَّتِي مَنْ كَانَ يَخْشَانِي
حَسِبْتُ أَنِّي قَـــــوِيٌّ.. لَنْ أَذِلَّ لَهُمْ
حَتَّى تَبَيَّنَ لِي.. مَا كَـانَ أَغْـبَانِي!
حُشْتُ انْتِمَائِي.. وَقَيْدِي مَانِعٌ.. بِفَمِي
لَنْ يَسْـرِقُوا وَطَنِي مِنْ بَيْنِ أَسْـــنَانِي
*****
بَلْـوَايَ مِنْ يَعْـرُبٍ.. مَا صَـانَ نَطْفَتَهُ
أَرَاقَهَا شَـبِقاً فِي المِهْــــــــبَلِ الزَانِي
فَمِــنْهُ ذُرِّيَّــةٌ بَاعَــــــتْ عُرُوْبَتَـــــهَا
وَاسْتَبْدَلَتْهَا بِأَلْـقَابٍ.. وَتِيْــــــــجَانِ
لَمْ يَدْخُلِ الدِّيْنُ وَالإِسْـــــــلامُ قَلْبَهُمُ
مَا زَالَ وَاحِــــــــدُهٌمْ عَــبْداً ِلأَوْثَانِ
فَالدِّيْنُ جَمَّعَـــــــــنَا.. لَكِنَّــــنَا عَرَبٌ
لَمْ يَلْتَئِمْ شَـــــــمْلُهُمْ إِلاَّ بِأَكْـــــــفَانِ
نَصُّ المُقَدَّسِ مَنْسُـوْبٌ إِلَى لُغَــــــةٍ
مَعْ أَنَّ تَأْوِيْلَــــــــــهُ طَيْفٌ بِأَلْــوَانِ
فِي وَحْــدَةِ النَّصِّ تَأْسِيْسٌ لِوَحْـدَتِنَا
إِذَا التَّـعَاوُنُ أَضْحَى رُكْنَــهَا الثَّانِي
*****
فَالعِيْدُ فِي أُمَّةٍ هَانَتْ.. وَمَا شَعَرَتْ
طَقْسٌ مِنَ الدِّيْنِ مَصْحُوْبٌ بِإِدْمَانِ
وَالعِـــيْدُ عِـنْدِي بِلا مَعْنىً وَلا أَثَرٍ
كَكِسْـرَةِ العَظْمِ فِي أَشْدَاقِ جَوْعَانِ
وَبَهْجَةُ العِـيْدِ فِي أَعْمَــاقِ مُنْتَهَكٍ
كَعَصْـــفِ زَوْبَعَـةٍ فِي قَعْـرِ فِنْجَانِ
وَالعِـيْدُ كالبَحْرِ.. مَهْمَا كَانَ مُتَّسِعاً
فَلَيْسَ يَقْوَى عَلَى إِرْوَاءِ عَطْـشَانِ
*****
***
*
نبيه محمود السعدي
يَا عِــيْدُ.. أَقْصِرْ! فَقَـــدْ هَيَّجْتَ أَحْزَانِي
أَجِئْتَ تَشْـمَتُ بِي فِيْـــمَا أُكَابِـــــــــــــدُهُ
وَمَـــا أُلاقِـــــــــيْهِ مِنْ ذُلٍّ وَخِــــذْلانِ؟!
لا تَبْــــتَدِعْ سَــبَباً؛ أَنْ جِئْتَ مُفْتَــــــقِداً
مُوَاسِـياً.. صَــادِقاً مِنْ غَيْرِ بُهْـــــتَانِ!
مَـا يَظْـهَرُ العِــــيْدُ إِلاَّ ضَـــاحِكاً جِـذِلاً
وَهَلْ هَمَــتْ عَـبْرَةٌ مِنْ عَيْنِ جَذْلانِ؟!
أَلا تَرَانِيَ مَصْـلُوْباً عَلَى جَسَــــــــدِي
وَأنّنِي شَــــــبَحٌ فِي شَـــــكْلِ إِنْسَانِ!
أُغَالِــبُ التِّــيْهَ.. وَالأَمْـوَاجُ تَقْـذِفُنِي
كَمَـرْكِبِ الرِّيْحِ يَسْــرِي دُوْنَ رُبَّــانِ!
مُصِيْبَتِي أحْـرَقَتْ أَوْرَاقَ ذَاكِــــرَتِي
فَبِتُ أَبْحَـثُ عَنْ إِسْـــمِي وَعُــنْوَانِي
*****
أَتَى "الرَّبِيْعُ" عَلَى حَقْلِي وَمَاشِيَتِي
فَصِرْتُ أَحْبُوْ شَــرِيْداً بَيْنَ ذِئْـــــبَانِ
جُنَّ الزَّمَـانُ.. فَهَا كَانُوْنُ مُخْــتَزَنٌ
مَعْ كُلِّ عَاصِـــفِهِ فِي صَـدْرِ نَيْسَانِ
فُجِعْتُ بِالوَطَـنِ الـغَالِي.. وَأَيُّ بَلاً
لِلْمَرْءِ أَفْظَعُ مِنْ فِقْــدَانِ أَوْطَـــانِ!
*****
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ غُـرَابُ البَيْنِ يَنْعِبُ بِي
مَا أَبْعَـدَ النَّعْبُ عَنْ شَـدْوٍ وَأَلْحَانِ!
حَتَّى العَصَافيرُ فَـرَّتْ مِنْ مَرَابِعِـنَا
لَمَّا أُبِيْحَـتْ لأَبْـــوَامٍ.. وَغُـــرْبَانِ
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ بِلادِي بِالرَّدَى طَفَحَتْ
وَبَيْنَ مِطْـــرَقَةٍ أَمْسَــتْ وَسَـنْدَانِ!
قَـدْ أَدْخَلُـوْنِي بِأَنْــفَاقٍ.. فَأَفْقَدَنِي
ظَلامُها الحِسَّ فِي ضَوْءٍ.. وَأَعْمَانِي
وَأَقْحَـمُوْنِي شِـعَاباً.. كُنْتُ أَجْهَلُهَا
وَصَوَّرُوا لِي بَنِي يَعْقُوْبَ خِلاَّنِي
وَأَنَّ مَعْرَكَةَ الإِسْـلامِ وَاجِـــــــــبَةٌ
مَعْ كُلِّ شِـيْعِي.. وَدُرْزِيْ.. ثُمَّ نَصْرَانِي
وَأَشْرَفَ الدِّيْنِ عِــــنْدَ اللهِ دِيْنَـــهُمُ
وَيَشْـمَلُ الذَّبْــحُ حُكْماً غَـيْرَ أَدْيَانِ
صَاغُوا التَّطَـرُّفَ دِيْناً.. يَسْتَجِيْبُ لَهُمْ
وَجَسَّدُوا الحِقْدَ فِي سِرْبَالِ "عُثْمَانِ"
كَــيْداً بِمَنْ أَلَّهُـوا يَوْماً أَئِمَّتَــــــــهُمْ
وَكَفَّـــرَوا صَــحْبَ مَبْعُــوْثٍ بِقُـرْآنِ
*****
يَا عِـيْدُ.. قَـدْ غَالَنِيْ أَهْلِي بِلا سَبَبٍ
وَخَلَّفُوا الجُـرْحَ مّحْـفُوْراً بِوُجْـدَانِي
وَلَمْ يُجِزْ لِي غُرُوْرِي الحِذْرَ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى سَبَى عِـزَّتِي مَنْ كَانَ يَخْشَانِي
حَسِبْتُ أَنِّي قَـــــوِيٌّ.. لَنْ أَذِلَّ لَهُمْ
حَتَّى تَبَيَّنَ لِي.. مَا كَـانَ أَغْـبَانِي!
حُشْتُ انْتِمَائِي.. وَقَيْدِي مَانِعٌ.. بِفَمِي
لَنْ يَسْـرِقُوا وَطَنِي مِنْ بَيْنِ أَسْـــنَانِي
*****
بَلْـوَايَ مِنْ يَعْـرُبٍ.. مَا صَـانَ نَطْفَتَهُ
أَرَاقَهَا شَـبِقاً فِي المِهْــــــــبَلِ الزَانِي
فَمِــنْهُ ذُرِّيَّــةٌ بَاعَــــــتْ عُرُوْبَتَـــــهَا
وَاسْتَبْدَلَتْهَا بِأَلْـقَابٍ.. وَتِيْــــــــجَانِ
لَمْ يَدْخُلِ الدِّيْنُ وَالإِسْـــــــلامُ قَلْبَهُمُ
مَا زَالَ وَاحِــــــــدُهٌمْ عَــبْداً ِلأَوْثَانِ
فَالدِّيْنُ جَمَّعَـــــــــنَا.. لَكِنَّــــنَا عَرَبٌ
لَمْ يَلْتَئِمْ شَـــــــمْلُهُمْ إِلاَّ بِأَكْـــــــفَانِ
نَصُّ المُقَدَّسِ مَنْسُـوْبٌ إِلَى لُغَــــــةٍ
مَعْ أَنَّ تَأْوِيْلَــــــــــهُ طَيْفٌ بِأَلْــوَانِ
فِي وَحْــدَةِ النَّصِّ تَأْسِيْسٌ لِوَحْـدَتِنَا
إِذَا التَّـعَاوُنُ أَضْحَى رُكْنَــهَا الثَّانِي
*****
فَالعِيْدُ فِي أُمَّةٍ هَانَتْ.. وَمَا شَعَرَتْ
طَقْسٌ مِنَ الدِّيْنِ مَصْحُوْبٌ بِإِدْمَانِ
وَالعِـــيْدُ عِـنْدِي بِلا مَعْنىً وَلا أَثَرٍ
كَكِسْـرَةِ العَظْمِ فِي أَشْدَاقِ جَوْعَانِ
وَبَهْجَةُ العِـيْدِ فِي أَعْمَــاقِ مُنْتَهَكٍ
كَعَصْـــفِ زَوْبَعَـةٍ فِي قَعْـرِ فِنْجَانِ
وَالعِـيْدُ كالبَحْرِ.. مَهْمَا كَانَ مُتَّسِعاً
فَلَيْسَ يَقْوَى عَلَى إِرْوَاءِ عَطْـشَانِ
*****
***
*
نبيه محمود السعدي
تعليق