المقامة الصيرفيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالستارالنعيمي
    أديب وكاتب
    • 26-10-2013
    • 1212

    المقامة الصيرفيّة

    المقامة الصيرفية

    قال بن سهوان ؛قابلني صديق عتيق بكلام مقتضب بعد أن حوقل وانتصب: أيرضيك يا أخا العرب أن يطعمونني الربا جزافا ويدفعون بي إلى النار قرافا فوالله ما سالوا إلا سوءا نطافا ؛ يحرمون الحلال عاما ويحلّونه عاما ويشهدون إماما
    فقلت:كيف يحلّ حرامُ أتشفي المريض سقامُ!أم يُتبرّك بمن به جذامُ؟
    فقرع الباب بكفه ولطخَ ثم سكت هنيهة ونفخ قائلا:
    لقد حق قولُ "بوش"المشؤوم المتهور المحموم حين قال سأعيد العربَ إلى سالف العصور وأحرمهم من الحبور وليرجعوا لعهدهم المقبور في تشتتهم وتقاتلهم بين عُبيد وجبور سنيّ وشيعيّ ؛ذوي نمارق وطوارق مَن يُقتل يفارق؛وبين دوني وبدون ؛ وأخوان وقوم فرعون ؛تتبعهم لعنة أخناتون وتوت عنخ آمون إلى يوم يبعثون ؛فها نحن اليوم كما أراد ذلك القُريدُ ؛يسوؤنا في الشعر دُريدُوفي الفروسية أبوزيدُ ؛وانجذبنا نحو الحر والتفعيلي فتركنا العلم الخليلي كأنهم جردونا حتى من لباسنا والبسونا ما لم يكن على مقاسنا فصرنا نحلل الحرام ونحرم أحلى الحلال ونركب فعل السوء دون كسب المال
    قال بن سهوان لقد أقحمني في غريب القول وطويله فما شأني في الخبب والبسيط وطويله ؛أو في الشعر الأندلسي أظنه ضيع قصته ونسي ؛فقلت أراك تحدثني ككاتب الإنشاءِ وقد فسرت يا صاحبي الماء بعد الأينِ بالماء!فهلا أفصحت عن المكنونِ ونفثت ما في الصدر من مدفونِ؟
    قال استلمت اليوم معاشي من فئة الربع دينار فانطلقت إلى التسوق من التجّار؛ فاستصغروا مالي وحاربوني كما في سوح القتالِ وما أن رآني أحدهم ملحّا في سؤالي قال:نريد النقد الخشن لا الصغير الرشن؛فإن شئت التسوق وشراء البضاعة اذهب لابن قضاعة الصيرفي الزاهد ؛المناضل المجاهدِ في سبيل لقمة عيشهِ ستراه محفوفا بجيشهِ من الدنانير والدولارات فئات على فئات:
    ياايها الداعي ادعنا وأبشرِ
    وكن قضاعيا ولا تنزّرِ
    قضاعة بن مالك بن حميرِ
    النسب المعروف غير المنكر
    فلما فرغ الخطيب التبريزي التاجرُ ذو الوجه الانكليزي من خطبته حوقل واسترجع وهو يقول قاتل الله الطمع والجشع وشيطانا ما انقشع حتى علمت أنه يقصدني بذلك الشيطان ؛فتركته ومضيت إلى الصيرفيّ- الشافعي الحنفيّ وعلى جبينه غرّة مصطنعة وحبيبات مقتلعة ؛فاستقبلني وقال حيا الله أبا زيد هل أنت جبوريّ أم عبيد؛فقلت أنا هجين الاثنين ومولود الأثنين في أبراج جاكلين ؛وأجهل أهل اليوم من العشيرة وأكذبهم كقناة الجزيرة ؛فهلا بدلت لي نقودي يا ابن العم فقال كم كم كم بكم قلت هي نقود بنقود وليست تجارة وعقود؛قال نحن على باب الله جالسون لا يطرقنا المفلسون فلا (نأكل) حراما وعلى الأمانة نحوذ ولا نبدل نقودا بنقوذ؛ فذلك حرام ؛إنما نستبدل الدينار إلى الدولار بسعر (البازار)ثم نصرف لك الدولار بالدينار أفي عملنا هذا قمار؟فقلت باختصار: هذه حيلة شرعية وفتوى فرعية قاتلكم الله من صنّاع للجشع وتجار للطمع.


    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالستارالنعيمي; الساعة 11-03-2015, 14:48.
  • توفيق صغير
    أديب وكاتب
    • 20-07-2010
    • 756

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالستارالنعيمي مشاهدة المشاركة
    المقامة الصيرفية

    قال بن سهوان ؛قابلني صديق عتيق بكلام مقتضب بعد أن حوقل وانتصب: أيرضيك يا
    أخَا العرب (لأن الأصل أخًا من العروبة) أن يطعموننيالرِّبَا جزافا ويدفعون بي إلى النار قرافا فوالله ما سالوا إلا سوءا نطافا ؛ يحرمون الحلال عاما ويحلّونه عاما ويشهدون إماما
    فقلت:كيف يحلّ حرامُ أتشفي المريض سقامُ!أم يُتبرّك بمن به جذامُ؟
    فقرع الباب بكفه ولطخَ ثم سكت هنيهة ونفخ قائلا:
    لقد حق قولُ "بوش"المشؤوم المتهور المحموم حين قال سأعيد العربَ إلى سالف العصور وأحرمهم من الحبور وليرجعوا لعهدهم المقبور في تشتتهم وتقاتلهم بين عُبيد وجبور سنيّ وشيعيّ ؛ذوي نمارق وطوارق مَن يُقتل يفارق؛وبين دوني وبدون ؛ وأخوان وقوم فرعون ؛تتبعهم لعنة
    "أخناتون" و"توت عنخ آمون" إلى يوم يبعثون ؛فها نحن اليوم كما أراد ذلك القُريدُ ؛يسوؤنا في الشعر دُريدُ وفي الفروسية أبوزيدُ ؛وانجذبنا نحو الحر والتفعيلي فتركنا العلم الخليلي كأنهم جردونا حتى من لباسنا وألبسونا ما لم يكن على مقاسنا فصرنا نحلل الحرام ونحرم أحلى الحلال ونركب فعل السوء دون كسب المال

    قال بن سهوان لقد أقحمني في غريب القول وطويله فما شأني في الخبب والبسيط وطويله ؛أو في الشعر الأندلسي أظنه ضيع قصته ونسي ؛فقلت أراك تحدثني ككاتب الإنشاءِ وقد فسرت يا صاحبي الماء بعد الأينِ بالماء!فهلا أفصحت عن المكنونِ ونفثت ما في الصدر من مدفونِ؟

    قال استلمت اليوم معاشي من فئة الربع دينار فانطلقت إلى التسوق من التجّار؛ فاستصغروا مالي وحاربوني كما في سوح القتالِ وما أن رآني أحدهم ملحّا في سؤالي قال:نريد النقد الخشن لا الصغير الرشن؛فإن شئت التسوق وشراء البضاعة اذهب لابن قضاعة الصيرفي الزاهد ؛المناضل المجاهدِ في سبيل لقمة عيشهِ ستراه محفوفا بجيشهِ من الدنانير و
    "الدولارات" فئات على فئات:

    يا
    أيها الداعي ادعنا وأبشرِ
    وكن قضاعيا ولا تنزّرِ
    قضاعة بن مالك بن حميرِ
    النسب المعروف غير المنكر

    فلما فرغ الخطيب التبريزي التاجرُ ذو الوجه
    "الانكليزي" من خطبته حوقل واسترجع وهو يقول قاتل الله الطمع والجشع وشيطانا ما انقشع حتى علمت أنه يقصدني بذلك الشيطان ؛فتركته ومضيت إلى الصيرفيّ- الشافعي الحنفيّ وعلى جبينه غرّة مصطنعة وحبيبات مقتلعة ؛فاستقبلني وقال حيا الله أبا زيد هل أنت جبوريّ أم عبيد؛فقلت أنا هجين الاثنين ومولود الأثنين في أبراج "جاكلين" ؛وأجهل أهل اليوم من العشيرة وأكذبهم كقناة "الجزيرة" ؛فهلا بدلت لي نقودي يا ابن العم فقال كم كم كم بكم قلت هي نقود بنقود وليست تجارة وعقود؛ قال نحن على باب الله جالسون لا يطرقنا المفلسون فلا (نأكل) حراما وعلى الأمانة نحوذ ولا نبدل نقودا بنقوذ؛ فذلك حرام ؛إنما نستبدل الدينار إلى "الدولار"وبسعر "البازار" ثم نصرف لك "الدولار" بالدينار أفي عملنا هذا قمار؟ فقلت باختصار: هذه حيلة شرعية وفتوى فرعية قاتلكم الله من صنّاع للجشع وتجار للطمع.

    الأخ العزيز والمقامي الكريم : عبد الستار آل النعيم

    أضحك الله ثغرَك وسِنَّك، وعتَّقَ بالمِدَاد الواعي دَنِّي ودَنَّك هههه
    سجِّلْ أني كرَعْتُ طيبًا من شنِّكْ

    كما أسلفتُ سابقا أيها الطيِّبُ الطريف، أجزلتَ للمقامة وحتمًا ستُضيف، حينَ تهجرُ بعضَ تكلُّفٍ وترْصيف.
    تكرَارُ "حرْفِ السَّجْع" وجَرَسِهِ هنة، و"الكِدْيَة" الماثلة منْ ضمن الأعنَّة، وأزعُمُ أنَّ لك من المخزون ما يضمن المِنَّة.

    ذُدْ عن نتاجكَ بالتَّرَبُّص بها وراجعْ، وعُدْ بسُؤْلِكَ إلى أمَّهاتِ المرَاجعْ، فخَطَأ "المقاميِّ" من الفواجعْ ههه
    سأهديك -تحتًا- رابطا لابن منظور، سندٌ قويمٌ ومعين مشهُور.. اتكئْ عليْهِ، واغنمْ دوالِيه، وادْعُ لي بخيْر ما فيه.

    محرك بحث عربي يساعدك على العثور على المعلومات التي تبحث عنها بسرعة وسهولة.


    لنا لقاءاتٌ ومُناكفاتٌ أُخرْ، وأسْأل الله لك التَّقوَى والبر
    وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على خير البشر

    تحاياي وأضمومة عطر وورد
    [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

    تعليق

    • عبدالستارالنعيمي
      أديب وكاتب
      • 26-10-2013
      • 1212

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة توفيق صغير مشاهدة المشاركة

      الأخ العزيز والمقامي الكريم : عبد الستار آل النعيم

      أضحك الله ثغرَك وسِنَّك، وعتَّقَ بالمِدَاد الواعي دَنِّي ودَنَّك هههه
      سجِّلْ أني كرَعْتُ طيبًا من شنِّكْ

      كما أسلفتُ سابقا أيها الطيِّبُ الطريف، أجزلتَ للمقامة وحتمًا ستُضيف، حينَ تهجرُ بعضَ تكلُّفٍ وترْصيف.
      تكرَارُ "حرْفِ السَّجْع" وجَرَسِهِ هنة، و"الكِدْيَة" الماثلة منْ ضمن الأعنَّة، وأزعُمُ أنَّ لك من المخزون ما يضمن المِنَّة.

      ذُدْ عن نتاجكَ بالتَّرَبُّص بها وراجعْ، وعُدْ بسُؤْلِكَ إلى أمَّهاتِ المرَاجعْ، فخَطَأ "المقاميِّ" من الفواجعْ ههه
      سأهديك -تحتًا- رابطا لابن منظور، سندٌ قويمٌ ومعين مشهُور.. اتكئْ عليْهِ، واغنمْ دوالِيه، وادْعُ لي بخيْر ما فيه.

      محرك بحث عربي يساعدك على العثور على المعلومات التي تبحث عنها بسرعة وسهولة.


      لنا لقاءاتٌ ومُناكفاتٌ أُخرْ، وأسْأل الله لك التَّقوَى والبر
      وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على خير البشر

      تحاياي وأضمومة عطر وورد


      الأستاذ الكبير توفيق صغير

      عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
      أعوذ بالله من شر الدنان المعتّقة والجواري المنمّقة وبعد؛
      لما لاحظت جيوش حروفك المرنّقة قلتُ وافق شنّ طبقة ؛ولا بدّ من عذر لسهو وقع من ربَك أو زمَع وجلّ من لا يقع---
      أما الترصيفُ فمرغوب إن كان عن ركن لا يغيب ؛وتكرار السجع هو عروض المقامةِ وموسيقى المقالةِ فلا بد منه
      والكدية إن تعني بها القلة أوقصر المقالة ؛فلكل كاتب آلة وآلتي الاختصار مع الدلالة دون إطالة لا سيما وأن عصرنا عصر السرعة والملالةِ
      وقد أتحفتني برابط ثمين فهو منّة أشكرك عليها وأدعو لك بظهر الغيب أن يحفظك الله ويتم إسباغ نعمه عليك ظاهرة وباطنة
      التعديل الأخير تم بواسطة عبدالستارالنعيمي; الساعة 11-03-2015, 15:56.

      تعليق

      • توفيق صغير
        أديب وكاتب
        • 20-07-2010
        • 756

        #4


        أظنني لم أحسن الصياغة، وجلَّ من يلهمُ البليغ البلاغة
        تعالَ أيها الحبيب أهديك هذه، لعلَّ الدليلَ سيكون مُضمرًا
        يشرفني أن تقرأ مقامتي، ولي أخريات على امتداد القائمة :

        مقامة :خفاف الأزواد ما بين نُويْخِبة ونقــَّـاد دعاني جار تقيٌّ صدُوق، نعْرفُ نفرَته للخَالق، ولُطْفَهُ مع المخْلوق قالَ : "تعالَ –عافاك الله- جارًا عزيزًا، لا هُنْتَ قدْرًا ولا عَدِمْتَ هزيزًا، لكَ في عهْدَتِي مُلحَة، ما كنتُ براويهَا لو لتؤوبَ إلىَ فلَحَة، أو إلى عَــقٍّ ولوْ كان بقدْر بَلحَة." ... لبَّيْتُ


        قراءة شيقة .. وأنتظر ملاحظاتك

        [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

        تعليق

        • عبدالستارالنعيمي
          أديب وكاتب
          • 26-10-2013
          • 1212

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة توفيق صغير مشاهدة المشاركة


          أظنني لم أحسن الصياغة، وجلَّ من يلهمُ البليغ البلاغة
          تعالَ أيها الحبيب أهديك هذه، لعلَّ الدليلَ سيكون مُضمرًا
          يشرفني أن تقرأ مقامتي، ولي أخريات على امتداد القائمة :

          مقامة :خفاف الأزواد ما بين نُويْخِبة ونقــَّـاد دعاني جار تقيٌّ صدُوق، نعْرفُ نفرَته للخَالق، ولُطْفَهُ مع المخْلوق قالَ : "تعالَ –عافاك الله- جارًا عزيزًا، لا هُنْتَ قدْرًا ولا عَدِمْتَ هزيزًا، لكَ في عهْدَتِي مُلحَة، ما كنتُ براويهَا لو لتؤوبَ إلىَ فلَحَة، أو إلى عَــقٍّ ولوْ كان بقدْر بَلحَة." ... لبَّيْتُ


          قراءة شيقة .. وأنتظر ملاحظاتك








          نعم قرأتها بشغف ورهف ووجدتها معينا يعبوبا وشهدا مسكوبا وهناك تركت بصماتي

          تعليق

          يعمل...
          X