المقامة الصيرفية
قال بن سهوان ؛قابلني صديق عتيق بكلام مقتضب بعد أن حوقل وانتصب: أيرضيك يا أخا العرب أن يطعمونني الربا جزافا ويدفعون بي إلى النار قرافا فوالله ما سالوا إلا سوءا نطافا ؛ يحرمون الحلال عاما ويحلّونه عاما ويشهدون إماما
فقلت:كيف يحلّ حرامُ أتشفي المريض سقامُ!أم يُتبرّك بمن به جذامُ؟
فقرع الباب بكفه ولطخَ ثم سكت هنيهة ونفخ قائلا:
لقد حق قولُ "بوش"المشؤوم المتهور المحموم حين قال سأعيد العربَ إلى سالف العصور وأحرمهم من الحبور وليرجعوا لعهدهم المقبور في تشتتهم وتقاتلهم بين عُبيد وجبور سنيّ وشيعيّ ؛ذوي نمارق وطوارق مَن يُقتل يفارق؛وبين دوني وبدون ؛ وأخوان وقوم فرعون ؛تتبعهم لعنة أخناتون وتوت عنخ آمون إلى يوم يبعثون ؛فها نحن اليوم كما أراد ذلك القُريدُ ؛يسوؤنا في الشعر دُريدُوفي الفروسية أبوزيدُ ؛وانجذبنا نحو الحر والتفعيلي فتركنا العلم الخليلي كأنهم جردونا حتى من لباسنا والبسونا ما لم يكن على مقاسنا فصرنا نحلل الحرام ونحرم أحلى الحلال ونركب فعل السوء دون كسب المال
قال بن سهوان لقد أقحمني في غريب القول وطويله فما شأني في الخبب والبسيط وطويله ؛أو في الشعر الأندلسي أظنه ضيع قصته ونسي ؛فقلت أراك تحدثني ككاتب الإنشاءِ وقد فسرت يا صاحبي الماء بعد الأينِ بالماء!فهلا أفصحت عن المكنونِ ونفثت ما في الصدر من مدفونِ؟
قال استلمت اليوم معاشي من فئة الربع دينار فانطلقت إلى التسوق من التجّار؛ فاستصغروا مالي وحاربوني كما في سوح القتالِ وما أن رآني أحدهم ملحّا في سؤالي قال:نريد النقد الخشن لا الصغير الرشن؛فإن شئت التسوق وشراء البضاعة اذهب لابن قضاعة الصيرفي الزاهد ؛المناضل المجاهدِ في سبيل لقمة عيشهِ ستراه محفوفا بجيشهِ من الدنانير والدولارات فئات على فئات:
ياايها الداعي ادعنا وأبشرِ
وكن قضاعيا ولا تنزّرِ
قضاعة بن مالك بن حميرِ
النسب المعروف غير المنكر
فلما فرغ الخطيب التبريزي التاجرُ ذو الوجه الانكليزي من خطبته حوقل واسترجع وهو يقول قاتل الله الطمع والجشع وشيطانا ما انقشع حتى علمت أنه يقصدني بذلك الشيطان ؛فتركته ومضيت إلى الصيرفيّ- الشافعي الحنفيّ وعلى جبينه غرّة مصطنعة وحبيبات مقتلعة ؛فاستقبلني وقال حيا الله أبا زيد هل أنت جبوريّ أم عبيد؛فقلت أنا هجين الاثنين ومولود الأثنين في أبراج جاكلين ؛وأجهل أهل اليوم من العشيرة وأكذبهم كقناة الجزيرة ؛فهلا بدلت لي نقودي يا ابن العم فقال كم كم كم بكم قلت هي نقود بنقود وليست تجارة وعقود؛قال نحن على باب الله جالسون لا يطرقنا المفلسون فلا (نأكل) حراما وعلى الأمانة نحوذ ولا نبدل نقودا بنقوذ؛ فذلك حرام ؛إنما نستبدل الدينار إلى الدولار بسعر (البازار)ثم نصرف لك الدولار بالدينار أفي عملنا هذا قمار؟فقلت باختصار: هذه حيلة شرعية وفتوى فرعية قاتلكم الله من صنّاع للجشع وتجار للطمع.
قال بن سهوان ؛قابلني صديق عتيق بكلام مقتضب بعد أن حوقل وانتصب: أيرضيك يا أخا العرب أن يطعمونني الربا جزافا ويدفعون بي إلى النار قرافا فوالله ما سالوا إلا سوءا نطافا ؛ يحرمون الحلال عاما ويحلّونه عاما ويشهدون إماما
فقلت:كيف يحلّ حرامُ أتشفي المريض سقامُ!أم يُتبرّك بمن به جذامُ؟
فقرع الباب بكفه ولطخَ ثم سكت هنيهة ونفخ قائلا:
لقد حق قولُ "بوش"المشؤوم المتهور المحموم حين قال سأعيد العربَ إلى سالف العصور وأحرمهم من الحبور وليرجعوا لعهدهم المقبور في تشتتهم وتقاتلهم بين عُبيد وجبور سنيّ وشيعيّ ؛ذوي نمارق وطوارق مَن يُقتل يفارق؛وبين دوني وبدون ؛ وأخوان وقوم فرعون ؛تتبعهم لعنة أخناتون وتوت عنخ آمون إلى يوم يبعثون ؛فها نحن اليوم كما أراد ذلك القُريدُ ؛يسوؤنا في الشعر دُريدُوفي الفروسية أبوزيدُ ؛وانجذبنا نحو الحر والتفعيلي فتركنا العلم الخليلي كأنهم جردونا حتى من لباسنا والبسونا ما لم يكن على مقاسنا فصرنا نحلل الحرام ونحرم أحلى الحلال ونركب فعل السوء دون كسب المال
قال بن سهوان لقد أقحمني في غريب القول وطويله فما شأني في الخبب والبسيط وطويله ؛أو في الشعر الأندلسي أظنه ضيع قصته ونسي ؛فقلت أراك تحدثني ككاتب الإنشاءِ وقد فسرت يا صاحبي الماء بعد الأينِ بالماء!فهلا أفصحت عن المكنونِ ونفثت ما في الصدر من مدفونِ؟
قال استلمت اليوم معاشي من فئة الربع دينار فانطلقت إلى التسوق من التجّار؛ فاستصغروا مالي وحاربوني كما في سوح القتالِ وما أن رآني أحدهم ملحّا في سؤالي قال:نريد النقد الخشن لا الصغير الرشن؛فإن شئت التسوق وشراء البضاعة اذهب لابن قضاعة الصيرفي الزاهد ؛المناضل المجاهدِ في سبيل لقمة عيشهِ ستراه محفوفا بجيشهِ من الدنانير والدولارات فئات على فئات:
ياايها الداعي ادعنا وأبشرِ
وكن قضاعيا ولا تنزّرِ
قضاعة بن مالك بن حميرِ
النسب المعروف غير المنكر
فلما فرغ الخطيب التبريزي التاجرُ ذو الوجه الانكليزي من خطبته حوقل واسترجع وهو يقول قاتل الله الطمع والجشع وشيطانا ما انقشع حتى علمت أنه يقصدني بذلك الشيطان ؛فتركته ومضيت إلى الصيرفيّ- الشافعي الحنفيّ وعلى جبينه غرّة مصطنعة وحبيبات مقتلعة ؛فاستقبلني وقال حيا الله أبا زيد هل أنت جبوريّ أم عبيد؛فقلت أنا هجين الاثنين ومولود الأثنين في أبراج جاكلين ؛وأجهل أهل اليوم من العشيرة وأكذبهم كقناة الجزيرة ؛فهلا بدلت لي نقودي يا ابن العم فقال كم كم كم بكم قلت هي نقود بنقود وليست تجارة وعقود؛قال نحن على باب الله جالسون لا يطرقنا المفلسون فلا (نأكل) حراما وعلى الأمانة نحوذ ولا نبدل نقودا بنقوذ؛ فذلك حرام ؛إنما نستبدل الدينار إلى الدولار بسعر (البازار)ثم نصرف لك الدولار بالدينار أفي عملنا هذا قمار؟فقلت باختصار: هذه حيلة شرعية وفتوى فرعية قاتلكم الله من صنّاع للجشع وتجار للطمع.
تعليق