الله يعطيك العافية يا أستاذة منار على حد تعبير إخواننا في الشام و الله يعطيك الصحة على تعبيرنا نحن.
بارك الله فيك وزادك علما وحلما وفهما وحُكْما على حد تعبير المعربين ... "الغلاظ" أمثالي.
سرني ما تفضلت به من توضيح وتنويه و ترحيب فالكل من كرمك ونبلك.

كم مرة كررتُ بأنه بالحوار تتلاقح الأفكار وكلما تحاورنا بموضوعية كلما ازددنا تفهما لبعضنا سواء كأعضاء في هذا المجتمع الافتراضي الكبير، الملتقى، أو كأعضاء في المجتمع العربي الأكبر الذي لم يتعلم كيف يتحاور فيما بينه أو مع غيره من المجتمعات الكثيرة والمختلفة.
فكما أن العدل أساس الحكم فكذلك التحاور الموضوعي أساس الأخوة إن فرقنا بين نقد الأفكار (نقد الموضوع) وبين نقد المنهج (أسلوب التفكير) وبين نقد الأشخاص كأشخاص، وكثيرا ما يُتجاوز، نَتجاوز، نقد الأفكار ونقد المنهج إلى نقد الشخص ذاته وإذا أردت أن تكوني فكرة رفيعة علمية عن هذه المحاور الثلاثة في النقد أقترح عليك قراءة كتاب شيخنا الفذ العلامة محمود محمد شاكر، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، "أباطيل وأسمار" فقد نقد فيه الدكتور أجاكس "لويس" عوض وتخرصاته الشنعاء نقدا أراه نموذجيا في بابه.

هي خواطر تحل وترحل أحب تسجيلها حين ورودها حتى لا تفلت مني بلا رجعة فكم من الخواطر تذهب ولا تعود فنأسف عليها ونندم لأننا لم نقيدها في حينها ولات ساعة مندم.

تحيتي إليك وشكري المتجدد.

هذه العربية الكُسْحَى، من الكُسَاح، وليس العربية الفُصْحى يا أخ "كمال حمام".
أضحك الله سنك وبارك في سنك فقد جعلتني أبتسم ضاحكا فعلا.
"مرسي بوكو" يعني شكرا جزيلا.
تحيتي إليك ولا تبخل علينا بـخرجاتك ...الفصيحة.

الله المستعان.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، اللهم آمين يا رب العالمين.

ثم أما بعد، يدبو أن آثار الشيخوخة بدأت تظهر على العبد الضعيف فصار لا يعرف كيف يقرأ "نصا" تجاريا أو إشهاريا على يافطة محل؛ لم تكن العبارة كما جاء في العنوان "مربعات خزفية مستديرة" و إنما هو "مربعات خزفية مستوردة" والتشابه بين "مستوردة" و "مستديرة" يكاد يكون تاما فإذا أضفنا إليه الاهتمام بما كنتُ ذاهبا إليه من شغل واكتظاظ الحافلة بالمنقولين من البشر فلا غرابة إن زاغ البصر فقرأ "مستوردة" مستديرة، نسأل الله العافية!

وهكذا قد يعبث البصر بالبشر فيسوء النظر فيذهب الفكر كل مذهب بانيا احتمالات وقضايا من الأوهام، هل كانت خدعة بصرية؟ لا، ليس الأمر كذلك بل هو قلة التركيز على نص قصير كنص تلك اليافطة الإشهارية التي أثارتني وهي البريئة من أي تهمة فهل يمكننا أن نربط ما حصل لها بسبب تسرعي في الحكم بسوء الظن أم تراني رميتها بالخطإ زورا أو بسبب هاجسي اللغوي المتطرف فصار يرى خطأً ما ليس خطأً؟

لم أكن لأنتبه إلى خطئي في القراءة لولا تنبيه ابنتي الصغرى لي عندما أعادت عليَّ العنوان الخطأ وأعلمتني بأن الكلمة هي "متسوردة" وليس مستديرة بعد قراءتها له في الواجهة، واجهة المحل، محل "المربعات الخزفية المستوردة".

ألف شكر لك أختي الكريمة منار على هذه المشاركة الطيبة.
هو الشعور بالمسئولية تجاه القراء حتى لا يأخذوا شيئا خاطئا فينقلونه وهو كذلك وكفى بالمرء كذبا أن يحدِّث بكل ما سمع أو ... قرأ، ثم إني أحببت لفت انتباه القراء إلى شيء مهم جدا وهو أن الواحد منا قد يتوهم شيئا فيما يقرأ فيبني عليه حكما هو في نظره صحيح لكنه في الواقع خطأ أو ... ظلم وكذلك الشأن في قراءة النصوص الأدبية فهذا يحدث كثيرا ولاسيما عند التباس الإملاء أو الإعراب أو كليهما معا.
أضحكتني عبارتك الجميلة "تحدث في أحسن العائلات" فحسبتُني شابا اقترف مالا يجب أن يقترفه فجاءت جدته لأمِّه (؟!!!) أو خالته تطمئن أمَّه ... "المخدوعة" في ابنها الضال.
أكرر لك، منار، شكري على تفهمك و قبول اعتذاري.
تحيتي إليك وتقديري.

ومتعك الله، أستاذَنا الوقور الهويمل أبو فهد، بالصحة والعافية وأبقاك الله لنا أستاذا ومعلما وموجها ناصحا وناقدا حصيفا.

ثم أما بعد، أبدأ بما انتهيتَ إليه من كلمة "مُسْتَوْرَد" فقد جاء في لسان العرب "مادة:وَرَدَ":"في اللغة: ورد بلد كذا وماء كذا إِذا أَشرف عليه، دخله أَو لم يدخله، قال: فالوُرودُ، بالإِجماع، ليس بدخول.الجوهري: ورَدَ فلان وُروُداً حَضَر، وأَورده غيره واسْتَوْرَده أَي أَحْضَره. ابن سيده: توَرَّدَه واسْتَوْرَدَه كَوَرَّده كما قالوا: علا قِرْنَه واسْتَعْلاه." فبما أن المربعات الخزفية موضوع حدثينا لا تصنع في المحل و لا في البلد فهي مُستجلَبة من الخارج ولعلها مُحْضَرة من الصين فالصين قد غزتنا بموادها وأبنائها وعَمالتها وعُملتها المزيفة كذلك، فمُستورَدة مرادفة لمُستجلَبة والفعل "استفعل" أي طلب الفعل من غيره فالتاجر يطلب إحضارها إليه فهو يستوردها، هذا والله أعلم ثم أرباب اللغة العربية.

أما عن حيلة أخينا التاجر، أضحك الله سنك وأدام عليك السرور والحبور بهذا الحضور الطيب، فما أحسبه بهذا الذكاء فينتسب إلى منتدى للتعلم مما ينشر فيه من "الدرر" ومع هذا فقد نويتُ زيارته لأقترح عليه الفكرة ولاسيما أنه صار محور حديث طريف بسبب "حَوَلٍ" طارئ في عَيْنَيِّ قارئ مستعجل، أنا، جعل من غير حَبّة قُبة فماذا كان سيحصل له لو كانت الحبّة موجودة فعلا فلربما قامت قيامته قبل هلاكه لتعصب رجل مُتْعَب مُتْعِب، أنا دائما، لم يحسن القراءة ابتداءً فأحدث زوبعة في فنجان من خزف غير مستورد.

وأما عن أختنا الأديبة الأريبة والكاتبة اللبيبة منار فيكفيها كرما أنها تنير لنا المحل برجاحة عقلها ونبل خلقها.

أشكر لك أستاذنا المبجل الهويمل أبو فهد حضورك الطيب والذي يجعلني أستمتع فعلا بالقراءة لك والاستفادة من ملاحظاتك الذكية ومشاركاتك الزكية.

تحيتي إليك وتقديري لك ودعائي.

كنت أجيل البصر في بعض مواضيعي وأعيد النظر في أفكارها فخطر لي سؤال له صلة وثيقة، في تقديري الشخصي طبعا، بما كتبته هنا وهو: هل نحن نفكر، عندما نفكر، بشكل دائري أو بشكل مربع أو مستطيل أو ... متطاول؟ سمعت منذ مدة طويلة أن بعض الناس عقولهم "مربعة" فإن صح هذا، وهو غير صحيح طبعا، أن أصحاب تلك العقول، المربعة، سيفكرون تفكيرا مربعا حتما وإلا جاء تفكيرهم على غير شكل عقولهم وأحسب أن التفكير يأخذ شكل العقل، إن كان للعقل شكل طبعا، مثله مثل الماء فهو يأخذ شكلَ الإناء الذي يحتويه ولونَه، أليس كذلك؟ بلى^ا وألف بلى^ا، ونعوذ بالله تعالى من "البَلا" وأهل "البَلا" الغارقين في البِلى، نسأل الله السلامة والعافية!
كيف نفكر إذاً أبشكل مربع أم مدور أم مستطيل أم مستدير أم ... مكور؟ الله أعلم فهل من مجيب؟

أدام الله عليك السرور والحبور ووقاك الشرور والثبور أختي الكريمة منار وأشكر لك هذا الحضور.
إن نظريات التفكير، تفكير الإنسان، هذا الحيوان الناطق أي المفكر، كثيرة وقد سمعت مرة أن بعض الناس يفكرون بأقدامهم بدلا من أدمغتهم إن كان التفكير بالأدمغة صحيحا، وإلا فالبشر يفكرون، عموما، بقلوبهم أو بأفئدتهم، ولذا تجدين كثيرا من الناس كثيري الانفعال شديدي الاشتعال، وأظن فيما يخصنا نحن العرب أننا نفكر ببطوننا وليس بأدمغتنا أو قلوبنا، ألا يقال:"إن أقصر طريق إلى قلب الرجل يمر عبر بطنه" أليس كذلك؟ بلى^ا.
أما نظرية "الماء يأخذ شكل الإناء الذي يحتويه ولونه" فهي صحيحة جدا ويبقى علينا التحقق من شكل الدماغ ومن ثمة شكل تفكيره وعندها تحل المسألة.
ولك تحيتي وتقديري وسلام سُكَيْنَة التي تمر بفترة عصيبة جدا وهي فترة اختبارات شهادة الثانوية العامة فاعدي لها بالتوفيق.