إذا كانت مسيرةُ المرء الفكريةُ تسيرعلى قدمين، قدمِ الفلسفة، وقدمِ الأدب، والشعرِ خاصة، فلا مناص من أن تقوده الخطوات إلى كتابة الشعر بمنظورٍ فلسفي، كما يَكتبُ مقالاتِه ودراساته الفلسفية، بما يحسبه نَفَساً شعريّا.
وإذا طُرِحَ السؤال، لماذا رَبْطُ الشعرِ بالفلسفة؟ فإن أحدَ الأجوبةِ الممكنة، هو أن الفلسفةَ تأمُّلُ الإنسان في الوجود، والشعرَ هو تأملُ الإنسان في ذاته.
إن الوَعْيَ مزدوجٌ، وفهمَ الوجود يُسهِّل فهمَ الذات، ويقود إليه. إنها عمليةُ ائتِلافٍ للإختلاف؛ أليس التعبيرُ بالشعر، وبحث النفس الإنسانية عن خلاصها، وتحقيق مطمحها موضوعا فلسفيّاً؟ ذلك هو موضوعُ الأرض الخراب لإليوت، والذي تأثر به جِيلُ رُوّادِ الحداثة.
الفلسفةُ بحثٌ في علة الوجود، أيِّ وجودٍ؛ والشعرُ تصوير جماليٌّ لانفعالاتِ الذات، وهما يلتقيان في البحث عن معنى حياةِ الإنسان، وعن المصير، وعن ما يُسعدُ ويُشقي، كلٌّ بطريقته، ويَدْعوان إلى تغيير الوضع الإنساني؛
فلا الفلسفةُ، ولا الشعرُ، يَرْضَيانِ بالأمر الواقع، ومن هنا يَفِدُ الخوفُ منهما، وتهميشُهما منذ نهضة الفلسفة اليونانية، وحتى قبلَها، إلى اليوم؛ وما علينا إلا مراجعةُ التغيراتِ البشرية الكبرى، في الواقع، أو في الفكر، حتى تبرزَ أسماءُ فلاسفةٍ وشعراءَ، يتصدرون التمرُّدَ في كل أصقاع الأرض.
غير أن هذه الحركية في الإستكشاف الجماليِّ والعقليِّ، للإنسان في ذاته، وللإنسان خارج ذاته، لا تَتأتَّى إلا بنوعٍ من الإنسحاب من تَجاذُبِ الأشياءِ، والظروفِ، والكائنات.
إنَّ الذواتِ الخلاقةَ التي تُوَلِّدُ طاقةً إيحائية، تعيشُ عزلةً مريرةً، وسعيدةً معا؛ تبتعد من الموضوعاتِ، بالمعنى الفلسفي، أي تبتعد عن كل ما هو خارجَ الذات، آملة أن تقترب من الحقائق.
ولكلِّ ذاتٍ هدفٌ، يتبلورُ في البحث عن المثال، عن ماهيَّة نسيجِها، وماهيَّةِ نسيج الكون، وعن سعادتِها، وبالتالي يتبلورُ الهدفُ في الدعوة إلى التغيير، ورَفْضِ الأمرِ الوجوديِّ الواقع.
وكلُّ ذاتٍ تعَبِّرُ بمستواها، عما تحس به وهي تستكشفُ، وعَمَّا تراه بعين العقل، إن لم يكن بالكلمات، فبأدوات أخرى، مِثْلَ الحجارة والصباغة والمعادن وغيرها من الأدوات التشكيلية. وحتى بالرقص والغناء والتمثيل.
غير أن الكلماتِ هي أكثرُ الأدوات طواعيةً لخلق الفن والجمال المثيرينِ للدهشة والإعجاب بامتياز، والشعرُ هو أسمى تصويرٍ متعالٍ بالكلمات. لماذا؟
لأن الأدواتِ الأخرى، ومن ضمنها الموسيقى، تضع الأشياء أمام الحواس، وهيّ بوابةُ المعرفة.
أما الكلماتُ فتضع الأشياء وصوَّرَها أمام العقل، وما يتخيله العقل. إضافةً إلى أن الفنون التشكيلية تجليِّ الجمال في المكان، والموسيقى تُجَلِّي الجمالَ الفنيَّ في الزمان، أما الشعرُ فيصوّر الجمال المبدع في الزمان والمكان معا. كيف ؟
إن مصدرَ الصُّور الشعرية ما تَمَثّلتْهُ الذات، وما قامتْ بِتركيبه من مصدرين، الحواسِّ والخيالِ، والكلماتُ المستعملة في هذه العملية، لا تضع الأشياء مباشرة أمام الفهم، وإنما تضع رموزَها فحسب. الكلماتُ رموزٌ تقرِّبُ الأشياء والصورَ الشعريةَ للفهم.
هنا نصل إلى مرحلة حاسمة في كتابة الشعر، كيف نختار رموزنا؟ كيف نؤلف بينها؟ كيف نعبر عما نحس به؟ ظاهرا وخفيا، عن التناقض حولنا، وما يَلْتَبِسُ على فَهْمنا، وما يُعَمِّرُ أحلامَنا وخيالاتِنا، وهواجسَنا وأفراحَنا وحبَّنا وآلامِنا؟ كيف نستدعي كل ذلك فوق صفحة بيضاءَ، بأسلوب آسِر؟ ذلك هو دور الشعر، خلقُ الدهشة الجمالية، والإنبهارِ، والإرتياحِ، أو التوتُّرِ النفسي.
الشعر يحاول خلق التوازنِ بين الذات والعالم الخارجي، وهو سيرة ذاتية فنية، محايثة للسيرة الذاتية الواقعية، أيْ تتَماسُّ معها وتجاورُها.
الشاعر يقدم نفسه للعالم الخارجي، مع منظومةِ مبادئه الذاتية، عاريةً أو مرموزةً. وغالبا ما تَتلَبَّسُ رؤيَا الشعراء المقتدرينَ، بِبُعْدٍ ميتافيزيقي،
وقد يسأل سائل، هل ما تكتبه من مقطوعات شعرية موزونٌ ومقفَّى؟ أقول بأن الجواب عن السؤال ضمَّنْتُهُ قصيدةً توجد في مجموعتي الشعرية بعنوان : وحْدي أرقُصُ فوق جَمْرٍ مُتَنَغِّمَا،
ومع إمعانِ الإنصات إلى الرنين الخفيِّ الداخلي، سيُحَسُّ بالنّغَمِ ويُسْمَعُ.
ومما جاء فيها:
إنْ رُمْتَ الوَزْنَ في الأكفانِ
مَعَ الخليلِ مُنسجِمَا
عُدْ إلى الصِّبَا حيثُ دَفَنْتُهُ
نَبْراً وَدُوداً، خَجولاً، حالِمَا.
وفواصِلي مُبعثَرةً أطْمَرْتُها،
كَحَشْرَجاتٍ كانتْ
على أنفاسي تتلوَّى،
حين كَلّفتُها فَنَّ الكلامِ
نغْمَةً بلا رَفْرفاتٍ
بِلا فَحْوَى.
صنَّعتُها رَجْعَ صدىً
لاهِثاً
مُتَلاطِمَاً،
عارِيّاً من شَذى النّجْوَى،
رَتيباً، مُتَمَنّعاً مُتَلَعْثِمَا.
وحَضَنْتُ إيقاعاً خَفِيّاً من جَدولٍ
يَنْهَلُ الهَسيسَ من ذاتهِ
من جَذْوَتهِ
يُطْرِبُ السّامِعَ سَلْوَى،
لا يتصَنّعْ،
هو جدولٌ يمرَحُ نَحْوَ ساقيّةْ
كالسّلسبيلْ
مُتناغِماً مَعَ نبضهِ،
لِنبْضهِ مُسْتسْلِمَا.
في النورِ أنا كَما تَرانِي
وحْدي أرقُصُ على جَمْرٍ
مُتنَغّمَا.
أنازِلُ صَمْتاً في مَرْسَمي،
أنَاوِرُ الظّنّ والعَدَمَا.
جِسْمٌ مرْتَجِفٌ
يُقاومُ مُضْطَرِمَا؛
وَروحِي لا تقَدّسُ الأبْقارَ
فَما عَبَدَتْ يوماً صَنَمَا.
ليس في نيتي أن أقدمَ بحثا في موضوع كتابة الشعر، وإنما أتقاسم مع القارئات والقراء، في هذا المنتدى الرفيع المستوى، بعضاً من عَفْوِ الخاطرِ في موضوع : شعر الرنين المتوازن، الداخلي، كما أسميه.
لقد حَصَرَ عبدُ القاهِر الجرجاني، كتابة الشعر، في ثمانية اجتهادات هي : (نظم وترتيب)، (تأليف وتركيب)،(صياغة وتصوير)، (نسج وتحبير). وقد صاغ هذه الإجتهاداتِ على غرارٍ محسوسٍ يَظْهر في صناعة الحِرَفِ. وكما ترون، فقد وضع لكتابة الشعر مراتبَ، أولُها وأبسطُها في الرتبة هي النظم، وهو الإطار الشكليُّ لبناء الشعر، بينما التصويرُ والنسجُ، يوجدان في أعلى مراتب كتابة الشعر، أما التحبير، كما تعلمون، هو الصياغة النهائية للقصيدة، مع التزيين والتحسين البلاغِييْن،
وألحَّ على أن الشكل تابعٌ للمعنى.
ومع كل ما سبق، ما يزال يَطْرِقُ سمعنا حتى اليوم، سؤالُ الوزن، الذي لا أقلل من قيمته، ولكن ليس إلى حد اعتبارِ أن أتقان بحور الخليل ابن أحمد الفراهيدي بالدرجة الأولى، وصياغةَ الكلامِ في بوتقتها يُعتبر شعرا.
فكمْ من الكلام الموزون لا تَقبَلُهُ أفْهامٌ لا تتساهل في استساغة المعاني، إلا إذا كانت تفجّر الإحساس، وتتحدَّى المألوف والمستَهْلَكَ، وتتناثر مقذوفةً كالحُمَمِ في مملكة المعاني، كما تتناثر، وتنصهرُ، وتتكاثفُ ذرَّاتُ الضَّوْءِ، تُغالبُ كلَّ خيالٍ؛ وإلاّ فلاَ شعرَ.
إن كل من ابتُلِيَّ بكتابة الشعر، يعلم أنه عندما يشاء أن يُدخل إبداعَه الشعريَّ في قوالبَ، أو في بحور الخليل الخمسةَ عشر، ومعها بحر المتدارَك، الذي أضافه الأخفش، فإنه يضطر إلى تحوير المعنى، واستبدال تسلسل الكلمات في انطلاقها وجموحها، قهْراً، وفي ذلك تكلُّفٌ لا تستسيغُه النفس.
وللعلم، فلا توجد قصيدةٌ عربية واحدة، موزونةٌ على بحور الخليل، صافية من العِلَلِ، والزحافاتِ؛ ناهيك عن الخبن والطي والقبض والعصب والوقص والخرم، والترفيل، وتطول اللائحة ...
قال الزمخشري :
النظم على وزنٍ مُخْتَرَعٍ، خارجَ أوزان الخليل، لا يُقدَحُ في كونه شعرا، ولا يُخرجه عن كونه شعرا، إنتهى قول الزمخشري. متوفى سنة 532 ه
وقال ابن سِنان الخفاجي " والذوقُ مقدَّمٌ على العَروض . فكل ما صحَّ فيه (أي في الذوق) لمْ يلتفتْ إلى العَروض في جوازه" أي كلُّ ما صح في الذوق فهو جائزٌ.
وهنا مربِطُ الفَرَسِ ، فلا يظننَّ ظانٌّ بأنني أتوخى السهولة، والإنعتاقَ من الإيقاع في كتابة الشعر، أو أدعو لذلك، علما بأن كتابة الشعر في نهجي، أصعبُ من كتابة القصيدة العمودية. وعليه، فإنني أطرح سؤالاً، وأقدم اجتهادا سَمّيْتُهُ : شعر الرنين المتوازن، الداخلي، وطبقته فيما أكتب.
لماذا ينظرُ بعضنا إلى الأوزان الخليليةِ اليومَ وكأنَّها المُقَوّمُ الوحيدُ والأساسيُّ للشعر؟ لاشك أنها تنظم الإيقاع، غير أن هذا الأخير قد يصدر من انتقاء الكلمات التي توصل المعنى المراد، ومن تناسل المعاني، داخل إطار منتظمٍ مَّا، والإيقاع أعمُّ من الوزن، إنه يُغني الوزن ويُضفي عليه انفعالاتٍ، وإيحاءاتٍ دلالية، متناغمة مع حركة النفس، وأعتبرُ الإيقاعَ النفسيَّ الموسيقيَّ روحَ الوزن.
وإذا سلمنا بأن الألفاظ أوعيةٌ للمعاني، فقد اخترتُ أن أجعل الألفاظَ والمعاني، أوعيةً للإيقاع والوزن.
إن موسيقى الشعر توجد في الرنين الداخليِّ الخفِي، في الذبذبات التي تصل الأذن، والقلبَ، بعد نقْر الكلمات المركبةِ التي يؤلف الشاعر بينها بعناية مِلْحاحَة، ومن هذه الموسيقى، ومن المعاني التي تصاحبها، والخيالاتِ التي تفجِّرها، ينبثقُ الإبداع الجمالي. عندئذ تتْبَعُ التفاعيلُ رنينَ المعاني، ولا يمكن للتفاعيل أن تتْبعَ فَيْضَ السياق، إلا إذا تم اختصارُها إلى أصولها الأولى، لتذوبَ بسهولة في موسيقى الشعر، وليس العكس. فلا ينبغي أن ينصهرَ رنينُ الكلمات في بوتقةٍ موضوعة قَبْليّاً، في المختبر الشعري.
لنتصور القصيدة وكأنها قطعةٌ موسيقية، فبالطريقة المذكورة يمكن التعبير عن الإرتفاع والإنخفاص، وتغَيُّرِ الشدةِ والحدة في الإنفعالات، من الفرَح إلى الأسى، ومن الغضب أو الحزن إلى الفرح، ومن الكآبة إلى السعادة، كأنها سمفونية.
وذلك لا يتأتَّى باستعمال تفعيلة واحدة رتيبة من أول القطعة إلى آخرها.(مثال ابن الرومي في رثاء ابنه)
إن الدفقةَ الشعورية عاصيةٌ ومتمردة، لاتملك المجال لتُطيعَ تفعيلةً رتيبة من أول النَّفَسِ إلى آخره.
وعليه، فإنني أكتب الشعر، من حيث الشكلُ، بناءً على تفعيلة واحدة حوَّرْتُها من تفعيلة البحر الكامل متفاعلن وجعلتها مُتَفاعِلَاتُنْ، مع الجواز باستعمال جميع التغييرات المسموح بها، وفي هذه التفعيلة توجدُ الأسبابُ والأوتادُ والفواصل،وتضمُّ المُتَحَرِّكاتِ والسواكنَ في قالب لا يتعدى ثلاثَ حركات يتبعها ساكن، لأن أربعةَ حروف متحركةٍ في الشعر تقرِّبُه من النثر، أما خمسُ حركاتٍ متتابعةٍ، فهي نثرٌ محض من حيث الشَّكْلُ في الكتابة الإبداعية. ولن أطيل في تفصيل هذا النهج الذي ابتكرته لإكتساب وصياغةِ البناء الموسيقي، والمحافظة على تناسُب الزمان، وتوزيعه بطريقة منتظمةٍ، ومتجددةٍ باستمرار.
إن رنين الكلمات يُصْدِرُ ذبذباتٍ حَسَبَ نَغَماتِ الكلماتِ والحروفِ التي تتركبُ منها، وطولِها وقصرِها، وفي تلك الذبذبات تَحْدُثُ موسيقى الشعر، في ذلك الرنين الخفي.
وأعود إلى ما يُشَكِّلُ بقيّةَ عناصرِ الشعر، بعد الشكل والإيقاع والأوزان.
إن الشاعر المبدع في نظري، لابد أن يتحلّى بصفات الماهية، وطُرُقِ الكتابة التالية:
أولا : المحافظة على الإيقاع، وليس بالضرورة الإيقاعَ التناظريَّ symmetric
أو التجانسيَّ، أو المتشابهَ والمتماثلَ، كما في صدر البيت التقليدي وعَجُزِهِ، أو في تطابق التفعيلات تطابقا مطلقا.
ثانيا : لابد من وزن مَّا، فلا فنَّ ولا إبداعَ بدون قيود، وقد ابتكرتُ قيودي في كتابة الشعر. وسأفصلها أكثر مما فعلت أعلاه، في يوم ما، إذا تيسرت الظروف، وليس في قصيدة النثر قيود الوزن ولا القافية.
ثالثا : توليد المعاني المبتكرة والإبداع في صياغة الخيال.
رابعا : استخراج الصور الشعرية من تآلف الكلمات وترابطها بطريقة غير مألوفة، مؤسسة على تجربة جمالية.
ومفهومُ التجربةِ الشعرية والفلسفية، بكلمات صلاح عبد الصبور :
(قد تعني كلَّ فكرةٍ عقلية أثّرتْ في رؤية الإنسان للكون والكائنات، فضلا عن الأحداث المُعايَنَة التي قد تدفع الشاعر إلى التفكير، وهي بهذا المعنى أكبرُ وجودا، وأوسعُ عالَما من الذوات، وأن كلَّ مجالِ عملِها هي هذه الذوات. وقد تتجاوز مظاهر الحياة المادية كما نعيشها، لتشمل الأحداث الوجدانية والفكرية التي تواجهها عقولنا وأذواقنا.)
خامسا : التحكمُ شبهُ المطلق في اللغة العربية، نحوا وصرفا وإعرابا، وإلا التبست المعاني، وغاص المقصود في الإبهام، وفقد البوصلة الشعرية.
سادسا : كتابة الشعر ببلاغة جديدة تلائم العصر، واستبدالُ المجازات والتشبيهات والكنايات بحساسية مختلفة ومفارقة ومباينة عن المتداول. القصيدة من أولها إلى أخرها وحدة شعورية، تنزاح مجازاتها، أى تبتعد عن المِحْور، ولكنها ترتبط به، مثلَ الدوائر، أو الموّيْجاتِ المائية، في بِرْكة سقط فيها حَجَرٌ. فكرة القصيدة هي المحور، وما انبثق عن المحور هو تطوير وتنمية للفكرة، ولا خوفَ من استعمال الرموز، فليست الحياةُ بالنسبة للشاعر، كالفيلسوف، إلا حلما في اليقظة، وإلا من يثق في الحواس وهي لا تستقر على حال؟
سابعا : التسلح بثقافة عليا، وإتقان لغة أخرى غير العربية على الأقل، أو أكثر من لغة.
ثامنا : استخراج الدُّرَرِ الجمالية المتفردة، من تجارب الحياة الفردية والمجتمعية والإنسانية عامة، بهدف أن يجد القارئ، ــ أو القارئة ــ نفسه أو بعضا مما يؤرقه، لكي ينفعل ويتفاعل مع الشعر الذي يقرأه.
تاسعا : التكثيف في الصياغة والتعبير، وقتلُ الكلمات الحبيبة، إذا كانت في غير موضعها. فقد ذهب عصر المعلقات والملاحم والأساطير، وبقيّتِ الرموزُ الموحية رفيقةً حميمة للشاعرات والشعراء.
عاشرا : المعاني ينبغي أن تكون قابلة للتأويل، وللفهم. لأن الفهم، كما يقول ميخائيل نعيمه، هو الروح الذي يحيي الكلمة، ويُمَكِّنُ الصلة بينها وبين الضمير الناطقِ بها،
ودمتم عشاقا وعاشقات للإبداع الجمالي.
محمد الشوفاني
تعليق