وفاة الشاعر عبدالله رضوان
رثاء عبدالله رضـون
للشاعر محمد سمحان
بعد شهر ونصف قضاها في غيبوبة
===================
سَلاماً أيُّــها الطَّيْـــفُ الجَمِيـــــلُ
رَحَلْــتَ كَمـَـا يَلِيــقُ بِكَ الرَّحيــلُ
قويَّـــــاً شَــامِخاً جَلْــداً صَبـُـــوراً
تَمِيـــلُ الرَّاسِيَـــاتُ وَلا تَمِيــــــلُ
حِصَـــاناً لَمْ تُرَوِّضْــــهُ الْمَــــآسِي
لَـهُ فِي كُـــلِّ مُعْــــتَرَكٍ صَهِيــــلُ
تَقَحَّمْـــتَ الصِّعَــابَ وأنْـــتَ مُهْــرٌ
وَلَمْ يَغْـــدُرْ بِكَ الْجَسَدُ النَّحِيـــــلُ
وَلَـــــمْ تَجْــزَعْ لِغَــاراتِ اللَّيَــــالي
وَلا أوْدَى بِكَ الْخَطْــبُ الْجَلِيــــــلُ
وَكَـانَ أبُـــوكَ صِنْوَ الصَّخْـــرِ صَلْـــبا
يُدَبِّــــــر بِالْمَهَــــــارَةِ مَنْ يُعِيــــلُ
وَلَمْ يَـرْكَـعْ لِغُــولِ الجُـوعِ يَــوْمَـاً
وَلَمْ يَعْصِـــفْ بِهِ الزَّمَنُ الْبَخِيـــلُ
وَفِـــي غَـــوْرِ الْكــرَامَةٍ أوْ أرِيـــحا
لَهُ فِي كُـــلِّ نَاصِيَـــةٍ دَلِيــــــــــلُ
وَكُنْــــتَ ذِراعَـــهُ الْيُمْــــنى فَتِيَّـاً
تُقِيـــلُ مِنَ الْفَوَاجِــعِ مَا تُقِيـــــــلُ
وَكَـــــانَ الْعِلْــمُ نَهْجَـكَ لِلْمَعَـالي
لَهُ فِي زِنْــدِكَ الوَاري صَقِيــــــلُ
بَلَغْـتَ مِنَ السَّجـايا السَّبْـق شَأْوَاً
وَكَلَّـــلَ سَعْيَــكَ الْخُلُــقُ النَّبِيـــــلُ
ذَرَعْـتَ الْعُمْــر جَـــدَّاً وَاجْتِهَـــــــاداً
فَلا الْوَسَــنُ اعْتَرَاكَ وَلا الْمَقِيـــلُ
وَكُنْـــت لِأهْـل بَيْــــتِكَ مُسْتَقَـــرَّاً
كَأنَّـــــكَ فِيهُمُ الظِّــــلُّ الظَّلِيــــلُ
أعَبْـــدَ اللهِ فِيــــمَ رَحَلْـــــتَ عَنَّــا
وَكَيْـفَ تَرَكْــتَ صَحْـــبَكَ يَا أصِيــلُ
عَرَفْــتُكَ فَـارِسَــاً شَهْـــمَاً وَفِيّـــاً
تَجَلَّـــــى فِيــكَ مَعْــدِنُكَ النَّبِيـــلُ
هُوَ الْمَــوتُ الَّــذِي يَعْــــدُو عَلَيْــنَا
إذا حُـــمَّ الْقَضَــــاءُ فَلا بَدِيــــــــلُ
وَكَيْـــفَ نَفِـــــرُّ مِنْــــــهُ وَلا فَــــرَارٌ
فَـــذَاكَ هُوَ الْمُحَــالُ الْمُسْتَحِــيلُ
فَإنَّ الْبَــــــدْرَ يُدْرِكُــــــهُ أفـُــــــولٌ
وَإنَّ الشَّمْـــسِ يُدْرِكُــــها أصِيــــلُ
جَرَتْ فِي (بَيْـتِ مَحْسِيرِ) الْبَـواكِي
لِفَقْــدِكَ أنْــــهُراً حَـرّى تَسِــــيلُ
فَمَـــا زَالَـتْ فِلِسْــــطِينُ الضَّحــايا
يَعِيـــثُ بِقُدْسِـهَا الْبــاغِي الدَّخِيـلُ
وَقَــوْمُـــكَ لا رَجَـــــاءَ الْيَــــوْمَ فِيـهِمْ
وَلَـمْ تَعُـدِ السُّيُــوفُ لَهَا صَلِيـــــــلُ
يُقَتِّـــل بَعْضُهُــــم بَعْضَـــاً وَيَنْجــــو
مِنَ الْمَــــوْتِ الْمُهَـــاجِرُ وَالذَّلِيــلُ
قَضَيْـــــنَا الْعُمْـــرَ نَنْتَظِر انْتِصَــارا
وَهَـــا مُتْــنَا وَلَمْ يُشْـــفَ الْغَلِيــــلُ
كَأَنَّــــــكَ مُـــتَّ مِنْ غَيْـظٍ وَقَهْــرٍ
وَقَـدْ فَـــازَ الْمُنَــــافِقُ وَالْدّخِــــــيلُ
سَــلامَاً فَالْحَيَــــاةُ غَدَتْ جَفـــــاءً
وَإنَّ الْلَّـــحْدَ يَا صَــــــاحِ الْخَمِيــــلُ
لَئِنْ غَادَرْتَنــــــا والْمَــــــوتُ حَـــقٌ
فَإنَّـــــكَ فِي جَواَرِحِنـــــــا نَزِيـــــلُ
رثاء عبدالله رضـون
للشاعر محمد سمحان
بعد شهر ونصف قضاها في غيبوبة
===================
سَلاماً أيُّــها الطَّيْـــفُ الجَمِيـــــلُ
رَحَلْــتَ كَمـَـا يَلِيــقُ بِكَ الرَّحيــلُ
قويَّـــــاً شَــامِخاً جَلْــداً صَبـُـــوراً
تَمِيـــلُ الرَّاسِيَـــاتُ وَلا تَمِيــــــلُ
حِصَـــاناً لَمْ تُرَوِّضْــــهُ الْمَــــآسِي
لَـهُ فِي كُـــلِّ مُعْــــتَرَكٍ صَهِيــــلُ
تَقَحَّمْـــتَ الصِّعَــابَ وأنْـــتَ مُهْــرٌ
وَلَمْ يَغْـــدُرْ بِكَ الْجَسَدُ النَّحِيـــــلُ
وَلَـــــمْ تَجْــزَعْ لِغَــاراتِ اللَّيَــــالي
وَلا أوْدَى بِكَ الْخَطْــبُ الْجَلِيــــــلُ
وَكَـانَ أبُـــوكَ صِنْوَ الصَّخْـــرِ صَلْـــبا
يُدَبِّــــــر بِالْمَهَــــــارَةِ مَنْ يُعِيــــلُ
وَلَمْ يَـرْكَـعْ لِغُــولِ الجُـوعِ يَــوْمَـاً
وَلَمْ يَعْصِـــفْ بِهِ الزَّمَنُ الْبَخِيـــلُ
وَفِـــي غَـــوْرِ الْكــرَامَةٍ أوْ أرِيـــحا
لَهُ فِي كُـــلِّ نَاصِيَـــةٍ دَلِيــــــــــلُ
وَكُنْــــتَ ذِراعَـــهُ الْيُمْــــنى فَتِيَّـاً
تُقِيـــلُ مِنَ الْفَوَاجِــعِ مَا تُقِيـــــــلُ
وَكَـــــانَ الْعِلْــمُ نَهْجَـكَ لِلْمَعَـالي
لَهُ فِي زِنْــدِكَ الوَاري صَقِيــــــلُ
بَلَغْـتَ مِنَ السَّجـايا السَّبْـق شَأْوَاً
وَكَلَّـــلَ سَعْيَــكَ الْخُلُــقُ النَّبِيـــــلُ
ذَرَعْـتَ الْعُمْــر جَـــدَّاً وَاجْتِهَـــــــاداً
فَلا الْوَسَــنُ اعْتَرَاكَ وَلا الْمَقِيـــلُ
وَكُنْـــت لِأهْـل بَيْــــتِكَ مُسْتَقَـــرَّاً
كَأنَّـــــكَ فِيهُمُ الظِّــــلُّ الظَّلِيــــلُ
أعَبْـــدَ اللهِ فِيــــمَ رَحَلْـــــتَ عَنَّــا
وَكَيْـفَ تَرَكْــتَ صَحْـــبَكَ يَا أصِيــلُ
عَرَفْــتُكَ فَـارِسَــاً شَهْـــمَاً وَفِيّـــاً
تَجَلَّـــــى فِيــكَ مَعْــدِنُكَ النَّبِيـــلُ
هُوَ الْمَــوتُ الَّــذِي يَعْــــدُو عَلَيْــنَا
إذا حُـــمَّ الْقَضَــــاءُ فَلا بَدِيــــــــلُ
وَكَيْـــفَ نَفِـــــرُّ مِنْــــــهُ وَلا فَــــرَارٌ
فَـــذَاكَ هُوَ الْمُحَــالُ الْمُسْتَحِــيلُ
فَإنَّ الْبَــــــدْرَ يُدْرِكُــــــهُ أفـُــــــولٌ
وَإنَّ الشَّمْـــسِ يُدْرِكُــــها أصِيــــلُ
جَرَتْ فِي (بَيْـتِ مَحْسِيرِ) الْبَـواكِي
لِفَقْــدِكَ أنْــــهُراً حَـرّى تَسِــــيلُ
فَمَـــا زَالَـتْ فِلِسْــــطِينُ الضَّحــايا
يَعِيـــثُ بِقُدْسِـهَا الْبــاغِي الدَّخِيـلُ
وَقَــوْمُـــكَ لا رَجَـــــاءَ الْيَــــوْمَ فِيـهِمْ
وَلَـمْ تَعُـدِ السُّيُــوفُ لَهَا صَلِيـــــــلُ
يُقَتِّـــل بَعْضُهُــــم بَعْضَـــاً وَيَنْجــــو
مِنَ الْمَــــوْتِ الْمُهَـــاجِرُ وَالذَّلِيــلُ
قَضَيْـــــنَا الْعُمْـــرَ نَنْتَظِر انْتِصَــارا
وَهَـــا مُتْــنَا وَلَمْ يُشْـــفَ الْغَلِيــــلُ
كَأَنَّــــــكَ مُـــتَّ مِنْ غَيْـظٍ وَقَهْــرٍ
وَقَـدْ فَـــازَ الْمُنَــــافِقُ وَالْدّخِــــــيلُ
سَــلامَاً فَالْحَيَــــاةُ غَدَتْ جَفـــــاءً
وَإنَّ الْلَّـــحْدَ يَا صَــــــاحِ الْخَمِيــــلُ
لَئِنْ غَادَرْتَنــــــا والْمَــــــوتُ حَـــقٌ
فَإنَّـــــكَ فِي جَواَرِحِنـــــــا نَزِيـــــلُ
تعليق