اليوم الثالث من الصيام والجوع ينهش بطون شعبي ,والحر يسوي ما بقي من أجسادهم النحيلة ,والأطفال يطاردون السراب يظنونه قطعة حلوى أو فاكهة ناضجة سوتها الشمس التي شوهت أجسادهم الطرية بشيء من السواد .
وأنت يا من تدعي الكرم أين أنت منهم نعم أعلم أن كرمك المزيف لايسمح أن تطعم هؤلاء أو توفر لهم شيء فأنت تلملم على مائدتك الطويلة العريضة ثلة من المنافقين أمثالك.تدعي الكرم والسخاء وأنت مغلول اليدين حد القيد ,هل فكرت أين سيذهب مايبقى من تلك المائدة المزخرفة بكل طيب وشهي بالتأكيد أما للحاوية التي داخلها أطهر من باطنك أو بجوار حائط أصم لا ينطقه سوى منظر التبذير والسخرية من نعم الله عز وجل عليك وأنت بغفلة من نفسك.
لا تدعي بعد اليوم أنك كريم وأنت تعرف في قرارة نفسك أنك لم تطعم محتاج أو جائع جارت عليه الظروف ,والذين من حولك يشجعونك ويشدون على يديك المغلولة إنهم مثلك بالتأكيد فهم من ساعدوك وسعوا في نفخ نفاقك وريائك حد الانفجار .
فعذراً يا فقراء وطني
الحرب زادت من هؤلاء ولم تنقص أو تقتص منهم

هدير الجميلي

اليوم الرابع من الصيام اليوم تذكرت مقولة لم تعجبني وهي (أن طبول الحرب بدأت تدق فوق رؤوس الفاسدين)كيف ذلك وهم كل يوم ترتفع مناصبهم وتملأ جيوبهم أموالاً ,يستغلون مناصبهم الرفيعة لابتزاز الناس وتلقي الرشاوى ويستحوذون على الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي من شأنها مساعدة الفقراء والمحتاجين والمتضررين,الحرب هي من تخلق سماسرة أسميناهم (سماسرة الحرب )ما يحصلون عليه يستطيع أن يجعل المشردين والمهجرين والجوعى يعيشون حياة كريمة رغيدة ,لكنهم فظلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة هؤلاء الشعب المنكوب .
متى سيصحو ضمير المسئولين في بلدنا ويبدأو بفتح ملفات الفساد لمحاسبة المتورطين والمشبوهين ..القانون أصبح غير موجود في ظل حكوماتنا الرشيدة .
عذراً يا فقراء العراق لا وطن لكم عند هؤلاء الجشعين


هدير الجميلي