لعبة الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #16
    وبختُ نفسي وتساءلتُ لماذا طاوعته وأتيتُ إلى هنا وليس لي في الكرة ناقة ولا جمل ولا معزة ولا جدي!...
    أعجبني كيفية دخول عنصر التشويق ، الذي شدك حتى النهاية.
    حيث تطرح قضيتان: قضية الجمهور ومتابعته الحارة، والنهاية غير المتوقعة.
    ( يمكن استبدال كلمة -طاوعته-بكلمة أكثر منها فصاحة).
    سرد موفق.

    تعليق

    • محمود خليفة
      عضو الملتقى
      • 21-05-2015
      • 298

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
      أعجبني كيفية دخول عنصر التشويق ، الذي شدك حتى النهاية.
      حيث تطرح قضيتان: قضية الجمهور ومتابعته الحارة، والنهاية غير المتوقعة.
      ( يمكن استبدال كلمة -طاوعته-بكلمة أكثر منها فصاحة).
      سرد موفق.
      شكرا جزيلا ووفيرا لأستاذتنا الشاعرة والأديبة ريمة الخاني لمرورها الطيب ولهذه الإضافة القيمة.
      وبالنسبة لكلمة (طاوعته)، فأتفقُ معك بأنها (ربما تكون أقل فصاحة)، والأفضل (أطعته)، ولكني وجدتها (فصيحة) في لسان العرب.

      طوع
      • " الطَّوْعُ : نَقِيضُ الكَرْهِ .
        طاعَه يَطُوعُه و(طاوَعَه)، والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ .
        ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ .
        ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب ، كلاهما : مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ ، ولا فِعْل لطاعٍ ؛ قال : حَلَفْتُ بالبَيْتِ ، وما حَوْلَه من عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طاعِ وكذلك مِطْواعٌ ومِطْواعةٌ ؛ قال المتنخل الهذلي : إِذا سُدْتَه سُدْت مِطْواعةً ، ومَهْما وكَلْتَ إِليه كَفاه الليحاني : أَطَعْتُه وأَطَعْتُ له .
        ويقال أَيضاً : طِعْتُ له وأَنا أَطِيعُ طاعةً .
        ولَتَفْعَلَنَّه طَ...
        المزيد

      المعجم: لسان العرب
      تقبلي وافر تحياتي...
      التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 06-11-2017, 03:25.

      تعليق

      • زحل بن شمسين
        محظور
        • 07-05-2009
        • 2139

        #18
        وبالنسبة لحرب يونيه 1967:
        فالهزيمة فيها ساحقة ماحقة، ولم ينسحب جيش بظهره في تاريخ الحروب مثلما انسحب الجيش المصري فيها!
        فحكامنا العسكريون قد أتوا بالهزائم وضياع أراضينا وحتى مقدساتنا، ولم تدخل أمريكا بغداد إلا بسبب ديكتاتورية صدام حسين، ولم ينهزم الجيش العراقي إلا بسبب خيانة بعض القادة العسكريين في الجيش العراقي بعدما رشاهم جورج بوش الابن، أما صدام فقد حارب ولم يستسلم، وأنا أعتبره أسير حرب وشهيدا.
        والأمة الآن في مخاض. والوعي قد عاد إليها نسبيا بعد الثورات العربية. وعسى أن يكون جيل النصر المنشود على وشك الظهور.
        تقبلوا وافر تحياتي يا أستاذنا البابلي...
        عزيزي الدكتور خليفة سلام والف تحية

        اخي محمود ...
        لنكن موضوعيين بتحليلينا لسبب هزائمنا..؟!
        اولا = نحن بلاد متخلفة بالوعي وبالتكنولوجيا وبالفكر... لا نملك شيء حتى اساس الدولة العصرية؟!
        نجابه الغرب وليس اسرائيل ...والغرب هو من صنع من اقطارنا دول ،،
        بعدما كنا على ايام بني عثمان قطعان من المواشي ملحقة بالاستانة مركز الخلافة ؟!
        الغرب لم يصنع لنا دول ... بل صنع جمعيات خيرية او عصابات من المافيات بشكل دول ؟؟؟!!!!!!!
        وهذه الجمعيات او العصابات دائما تحرك من الغرب ؟!

        حاول المرحوم ناصر بناء دولة ومجابهة العدو الغاصب ...
        ولكن يا عزيزي ناصر لم يتأخذ الطريق الجذري بالبناء والتنظيم كما فعل ماوتسي تنغ ،،،
        ففشل فشلا زريعاً ، وهذا يعود لوضعنا المتأزم بالدين نحاول العودة الى الوراء 1400 سنة،،
        لنستنسخ تجربة الخلفاء الراشدين ، ولكن لكل زمان دولة ورجال وفكر وحال تختلف عن ما قبلها ؟!

        اما تجربة العراق ...العراق خاض حرب عالمية ضد الغرب وكان الاشقاء هم ممولين حروب الغرب على العراق وهم دول الحصار والتجويع ... لنا ؟!
        وهذه الامور دائما تقفزون عنها،، الان اتى دور الجميع اي اتى دوركم بعد ذبح العراق....
        الى حد الان 5 دول عربية دمرت على يد الغرب ،، بواسطة ثورات ركبتها الاجهزة الغربية وجيرتها لمصالحها ،،،
        اي سُرقت من ايدي الشعب، لانه لايوجد قوى طليعية واحزاب ثورية تقود الجماهير ،،
        بل المتوفر الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني المتحالف مع الصهيونية والامريكان؟!
        وهذا الاسلام السياسي حارب مع الامريكان لاحتلال العراق والان يحارب مع التحالف الغربي ال 60 ،، لعودة الامريكان بعد خروجهم مهزومين من العراق ؟!
        ومع ذلك قامت المقاومة العراقية التي قادها الجيش العراقي وحطمت امريكا وخرجت امريكا مهزومة...
        ولكن الجوار والاشقاء لم يروق لهم انتصار المقاومة ،،
        فوضعوا كل مالهم وخلقوا داعش وكونوا التحالف الدولي 60 دولة بطيرانها مع امريكا و حاربت المقاومة ولكن الغرب ودول الجوار يقولون داعش ...
        داعش انتهت ................ ولكن المقاومة بالعراق ما زالت تحارب والحرب لم تنتهي والنصر لنا باذن الله ؟؟!



        البابلي يقرؤكم السلام
        التعديل الأخير تم بواسطة زحل بن شمسين; الساعة 30-12-2017, 21:03.

        تعليق

        • محمود خليفة
          عضو الملتقى
          • 21-05-2015
          • 298

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
          عزيزي الدكتور خليفة سلام والف تحية

          اخي محمود ...
          لنكن موضوعيين بتحليلينا لسبب هزائمنا..؟!
          اولا = نحن بلاد متخلفة بالوعي وبالتكنولوجيا وبالفكر... لا نملك شيء حتى اساس الدولة العصرية؟!
          نجابه الغرب وليس اسرائيل ...والغرب هو من صنع من اقطارنا دول ،،
          بعدما كنا على ايام بني عثمان قطعان من المواشي ملحقة بالاستانة مركز الخلافة ؟!
          الغرب لم يصنع لنا دول ... بل صنع جمعيات خيرية او عصابات من المافيات بشكل دول ؟؟؟!!!!!!!
          وهذه الجمعيات او العصابات دائما تحرك من الغرب ؟!

          حاول المرحوم ناصر بناء دولة ومجابهة العدو الغاصب ...
          ولكن يا عزيزي ناصر لم يتأخذ الطريق الجذري بالبناء والتنظيم كما فعل ماوتسي تنغ ،،،
          ففشل فشلا زريعاً ، وهذا يعود لوضعنا المتأزم بالدين نحاول العودة الى الوراء 1400 سنة،،
          لنستنسخ تجربة الخلفاء الراشدين ، ولكن لكل زمان دولة ورجال وفكر وحال تختلف عن ما قبلها ؟!

          اما تجربة العراق ...العراق خاض حرب عالمية ضد الغرب وكان الاشقاء هم ممولين حروب الغرب على العراق وهم دول الحصار والتجويع ... لنا ؟!
          وهذه الامور دائما تقفزون عنها،، الان اتى دور الجميع اي اتى دوركم بعد ذبح العراق....
          الى حد الان 5 دول عربية دمرت على يد الغرب ،، بواسطة ثورات ركبتها الاجهزة الغربية وجيرتها لمصالحها ،،،
          اي سُرقت من ايدي الشعب، لانه لايوجد قوى طليعية واحزاب ثورية تقود الجماهير ،،
          بل المتوفر الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني المتحالف مع الصهيونية والامريكان؟!
          وهذا الاسلام السياسي حارب مع الامريكان لاحتلال العراق والان يحارب مع التحالف الغربي ال 60 ،، لعودة الامريكان بعد خروجهم مهزومين من العراق ؟!
          ومع ذلك قامت المقاومة العراقية التي قادها الجيش العراقي وحطمت امريكا وخرجت امريكا مهزومة...
          ولكن الجوار والاشقاء لم يروق لهم انتصار المقاومة ،،
          فوضعوا كل مالهم وخلقوا داعش وكونوا التحالف الدولي 60 دولة بطيرانها مع امريكا و حاربت المقاومة ولكن الغرب ودول الجوار يقولون داعش ...
          داعش انتهت ................ ولكن المقاومة بالعراق ما زالت تحارب والحرب لم تنتهي والنصر لنا باذن الله ؟؟!



          البابلي يقرؤكم السلام
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أستاذنا البابلي
          شكرا موفورا لهذا التوضيح الدقيق لموقف العراق ومقاومته الباسلة. وأنا أوافقكم في أن الأمريكان لم يدخلوا العراق إلا بمباركة الإسلام السياسي الشيعي، ولكن السيد مقتدى الصدر وجماعته كانوا ضد هذا الإحتلال الصليبي البغيض، أما السيستاني وباقي الإسلام السياسي الشيعي ومن وراءه إيران ونظامها الصفوي فكانوا يباركون هذا الإحتلال بكل صور (النذالة).
          وبالنسبة للإسلام السياسي السني (المعتدل والمتطرف) ومعه المقاومة العراقية الوطنية (ومنهم بقايا حزب البعث) فكانوا يقاومون ذلك الإحتلال الأمريكي المقيت.
          والثورات العربية أجهضت بالثورات المضادة لكي تعيش الدول العربية تحت نير أذناب الاستعمار والذين يحكموننا منذ عدة عقود سواء كان نظام الحكم ملكيا أو جمهوريا؛ ومن المتوقع أن اذناب الاستعمار سيجهضوا أي بادرة لتكون بلادنا بها ثمة أسباب للتقدم والتكنولوجيا وكل صور الحضارة!
          وعلى فكرة ، الصين لم تتقدم إلا بوفاة ماو تسي تونغ، واعتقال أقرب مؤيديه، وبعدها أصبح المسرح خاليا أمام "فرقة التحديث" بقيادة دينج زياو بنج لفرض سيطرتهم على الطبقة الحاكمة ككل.
          "وبحلول عام 1978 كان دينج قد أزال المعارضة الفعالة المتبقية وبدأ بطريقة منظمة في هدم إستراتيجية ماو الاقتصادية. وقد تم التخلي عن اقتصاد الحصار في مصلحة الانفتاح على الرأسمالية الغربية واليابانية وتطوير (اشتراكية السوق) كالطريق الوحيد لجذب الصين خارج الركود والفقر الذين خلفهما ماو"[1]...
          وفقكم الله وزادكم إبداعا وتألقا.
          وتقبلوا وافر تحياتي...

          [1] انظر إلى مقال "يكاد الصنم أن يتهاوى( الجزء الثاني)" بالملتقى في هذا الباب.
          التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 01-01-2018, 09:28.

          تعليق

          • زحل بن شمسين
            محظور
            • 07-05-2009
            • 2139

            #20
            عزيزي الدكتور خليفة سلاما واحتراما
            بموضوع هدهد سليمان كنت مبدعا وحتى محايداً بالنقاش لا تنتمي لطرف ؟!
            لان الانسان عندما يصطف لجهة او ينحاز يبتعد عن الموضوعية ...؟؟!!
            الحقيقة لا نقدر الوصول اليها إلاّ بالخروج من الدائرة والنظر اليها من الخارج ،، بتجرد من الاهواء ..؟!
            هذه ملاحظة احببت ان اضيفها .... تجعلك تستمر بابداعك وليس ترديد ما قاله الاولين .؟!
            البابلي يقرؤكم السلام

            تعليق

            • محمود خليفة
              عضو الملتقى
              • 21-05-2015
              • 298

              #21
              جزالكم الله كل خير يا أستاذنا زحل بن شمسين لجهدكم الدؤوب في شتى المواضيع في ملتقانا الأدبي.
              حقيقة لا نستطيع أن نوفيكم -ولو بالشكر- لجهدكم وإثراءكم وإضافتكم المتميزة...
              وبالنسبة لموضوع هدهد سليمان -عليه السلام- أنا عند رأي المتواضع طبقا ما تمليه علينا اللغة العربية وما هو متوقع من هدف ورسالة الأنبياء عليهم السلام، أما التخاريف والخزعبلات الإسرائيلية، فهي قد امتلئت بها كثير من كتب التفسير.
              تقبلوا وافر تحياتي ومودتي القلبية...
              ولكم وافر السلام والتحية يا أستاذنا البابلي...
              التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 06-01-2018, 02:39.

              تعليق

              • ناريمان الشريف
                مشرف قسم أدب الفنون
                • 11-12-2008
                • 3454

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمود خليفة مشاهدة المشاركة
                لعبة الموت
                بقلم: محمود خليفة

                صياحٌ يشق السحاب، أصواتٌ تتلاطم كموج البحار، وتهدر كهدير الرعد في السماء... وجوهٌ ملطخةٌ بألوان غريبة. عيونٌ تكاد أن تنخلع لتنغرز في الساحة الفيحاء. قلوبٌ تتفطر لما يحدث في الأرض الخضراء. عقولٌ تكاد أن تطيش. رؤوسٌ تتمايل إلى اليمين ثم سرعان ما تتمايل إلى الشمال أو إلى (الشمين)!... أجسادٌ تتبع الرؤوس. حناجر تهدر. أيادٍ تصفق. أعلام ترفرف. ألعاب نارية... مشاعر من الخوف تتدفق، وأخرى من الفرح تتفجر...
                إنه لقاء القمة الذي يجمع قطبي كرة القدم.
                قلتُ لصاحبي:
                -ارفع ساقك عنّي، فلم يسمعْ و لم يردْ!
                وبختُ نفسي وتساءلتُ لماذا طاوعته وأتيتُ إلى هنا وليس لي في الكرة ناقة ولا جمل ولا معزة ولا جدي!...
                توقفت المباراة لبرهة مع الكارت الأصفر.
                سباب ضد الحكم!
                لاعب مصاب فوق سيارة صغيرة للإسعاف.
                مازلتُ أتلقى ضربات ساق صاحبي وقدم المشاهد الذي عن يميني.
                فلتت كرة بجوار الشباك؛ فصاح الجمهور صياحاً كاد أن يمزق الأفاق...
                دخل هدف في مرمى فريق صاحبي فتحولتْ نصف المدرجات إلى حيوان أسطوري رهيب يصفق ويصيح ويلعب الألعاب النارية. تعجبتُ من هذا الحماس الرهيب. بيد أن شعبية النادييٍن الكبيرين أكبر من شعبية كلï±¢ الأحزاب إن كان لها شعبية، أما صاحبي فقد وجم وابتئس ولفته ونصف المدرجات عباءة من الحزن. خشيتُ أن تنتهي المباراة بهزيمة فريقه؛ حتى لا يرتفع ضغطه وتحترق أعصابه...
                شردتُ عن المباراة، وتذكرت أحد الدعاة- وهو في خطبة الجمعة- يقول: إن إسرائيل هزمتنا في عام 1967 خمسة صفر!...
                تلاقح صياح الجماهير حولي مع صياح الجماهير الغفيرة التي خرجت هاتفةً ببقاء الزعيم الذي صرح بمسئوليته عن هذه الكارثة!...
                سبحانك يا ربي، في عالم كرة القدم إذا انهزم فريق 5/صفر فإنهم يغيرون المدرب في التو!
                انتهى الشوط الأول والحمد لله، (وعقبى للثاني).
                قلتُ لصاحبي:
                -هون عليك.
                فقال والحزن يحتويه:
                -إن الدفاع فيه خلل شديد، وتوجد مساحات خالية بين خط الوسط والهجوم.
                أومأتُ إليه برأسي مؤكداً لكلامه كأني شاهدتُ المباراة وأفهمُ ما يفهم!
                ثم قال:
                -إن طريقة اللعب 4/4/2 غير مناسبة أمام هجوم الخصم الصاروخي، والأفضل اللعب بطريقة 5/4/1 أو 4/5/1.
                كدتُ أن أنفجر ضحكاً على هذه (اللوغريتمات)، ولكني كبتُ نفسي مراعاةَ لحزنه لخسارة فريقه حتى الآن.
                -يا أخي، إن الكرة (تتنطط) في لحظة واحدة عدة مرات ونتيجة المباراة في النهاية حظ في حظ!...
                -إن اللاعبين ينسفون بخطط المدرب وتعليماته.
                فقلتُ في سذاجة:
                -حتى لو انتهت المباراة بفائز ومهزوم، فاللاعبون من الفريقين يتنزهون ويتعشون معاً في الوقت الذي تبات الجماهير في تعاسة وحزن شديدين لا داعي لهما، أو في سعادة وفرح بالغين لا ضرورة لهما.
                وفي حماس بالغ أردفتُ:
                -يا أخي، إن مُرتب حارس المرمى في عام نتسلمه في خمسة آلاف عام من مصلحتنا الحكومية!
                وهمست في امتعاض:
                -وماذا ستأخذ الجماهير من الدوري أو الكأس؟...

                بدأ الشوط الثاني والجماهير تهتف لفريقها من داخل أعماق أعماقها... تشجيع؟ أم حب جارف؟ أم ماذا؟...
                كنتُ كثيراً ما أناقش صاحبي عن سر الجهد والأموال اللذين يبذلهما في تشجيع فريقه دون أن يعود عليه بشيء، فكان يقول:
                -التشجيع للأندية صحي من الناحية النفسية.
                فأسأله:
                -لماذا شجعتَ هذا الفريق دون ذلك؟ هل هو حب من أول نظرة؟!
                فيجيبني:
                -اسأل علماء النفس...
                أفقتُ على صياح الجماهير مع دخول الهدف الثاني.
                احمر وجه صاحبي، وانتفخت أوداجه، وامتلأ حزناً وكآبة...
                وامتلأتُ تقززاَ وغثياناَ مع صياح الجماهير حولي وهو يتدفق في أعماق التاريخ ثم يعانق صياح الإمبراطور الروماني وحاشيته وهم يشاهدون بسعادة بالغة الأسود وهي تلعب لعبة الموت مع المغضوب عليهم!...

                تصبغ وجه صاحبي باللون القرمزي مع دخول الهدف الثالث. وأظنُ أن دمه الآن قد احترق واسْود...
                كان الله في عونه...
                كثيراَ ما قلتُ له:
                -شجع الفريق الذي يلعب جيداً، ولا داعي للتعصب لفريق دون الآخر.
                فيرد في استغراب:
                -هل هذا تشجيع؟!

                تشابك صياح الجماهير مع الهدف الرابع وصياح الجماهير الغفيرة وهي تطالب بٍيٍلاطُسَ[1] بصلب المسيح!...
                وكان بٍيٍلاطُسُ يعلم أنهم سلموا يسوع عن حسد، فيعود يسألهم :
                -منْ تريدون أن أطلق لكم : بَارابَاس[2]، أم يسوع الذي يُدعى المسيح؟
                فيجيبوا جميعا في حماس بالغ رهيب:
                -يسوع يسوع يسوع!...
                فيسألهم:
                -وأيٍّ شرِّ فعل هذا الرجل الطيب؟
                فيزدادوا صراخاً:
                -ليُصلب ليُصلب ليُصلب!...
                ومازال هتاف جماهير الصلب وصداه يطن في رأسي حتى ألفيتُ الصراخ حولي فوق صاحبي الذي وقع مغشياَ عليه مع الهدف الخامس في الدقيقة الأخيرة من المباراة؛ فصرختُ معهم:
                -ليأتِ الطبيب. ليأتِ الطبيب. ليأتِ الطبيب...
                وتبخرت صرخاتنا في الهواء!...
                وأين ذلك الطبيب المخصص للجماهير؟!...
                رحم الله صاحبي فقد مات بالسكتة القلبية!...

                محمود خليفة
                الطائف في الجمعة 11/8/1428
                24/8/2007


                [1] الحاكم الروماني في فلسطين في زمن المسيح (عليه السلام), وكان يطلق لليهود أحد المحكوم عليه بالإعدام في عيد الفصح

                [2] لص وقاتل
                أسعد الله أوقاتك وسلام الله عليك
                أرفع تعليقي هذا وأنا أشاهد لقاء القمة .. و من على المدرجات التي تعج بالجماهير الغبية التي تشرئبّ عروقها وتنتفخ أوداجها وتهتف بكل ما أتاها الله من صوت كله مروءة
                مرددين : المجد للفريق ( .. ) والموت للفريق ( .. )
                تباً .. لماذا تُطيحُ الجماهير وإدارة النوادي ..بالمدرب إذا انهزم الفريق مع الخصم ؟!
                ولا تطيح الجماهيرُ الصارخة ..بالحاكم إن خسر الحرب مع العدو اللدود ؟!
                هذه المباراة التي كانت نتيجتها ( 1-5 ) ستظل عالقة بذهني ولن أنساها
                نصك أكثر من رائع بل ( ماركة مسجلة )
                أهنئك ...
                ولا بد من الإشارة إلى خطأين طباعيين :
                - الأفاق - الآفاق
                - وابتئس - صوابها ( وابتأس )
                تقبلني مع فائق التقدير والاحترام
                sigpic

                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                تعليق

                • محمود خليفة
                  عضو الملتقى
                  • 21-05-2015
                  • 298

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                  أسعد الله أوقاتك وسلام الله عليك
                  أرفع تعليقي هذا وأنا أشاهد لقاء القمة .. و من على المدرجات التي تعج بالجماهير الغبية التي تشرئبّ عروقها وتنتفخ أوداجها وتهتف بكل ما أتاها الله من صوت كله مروءة
                  مرددين : المجد للفريق ( .. ) والموت للفريق ( .. )
                  تباً .. لماذا تُطيحُ الجماهير وإدارة النوادي ..بالمدرب إذا انهزم الفريق مع الخصم ؟!
                  ولا تطيح الجماهيرُ الصارخة ..بالحاكم إن خسر الحرب مع العدو اللدود ؟!
                  هذه المباراة التي كانت نتيجتها ( 1-5 ) ستظل عالقة بذهني ولن أنساها
                  نصك أكثر من رائع بل ( ماركة مسجلة )
                  أهنئك ...
                  ولا بد من الإشارة إلى خطأين طباعيين :
                  - الأفاق - الآفاق
                  - وابتئس - صوابها ( وابتأس )
                  تقبلني مع فائق التقدير والاحترام
                  أستادتنا الأديبة المبدعة/ ناريمان الشريف
                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  شكرا جزيلا لمرورك الطيب ولإضافتك المتميزة المثمرة لهذه القصة.
                  وأتفق معك بأنه من الوعي المغيب لجماهيرنا العربية أن تهتف للزعماء الذين لم يأتوا لنا إلا بكل الهزائم والخسائر على كل الأصعدة!
                  والشكر الخاص والموفور لتصحيح الخطأ الإملائي لكلمتي (الأفاق و ابتئس)، وقد صححتهما.
                  تقبلي وافر تحياتي.
                  زادك الله إبداعا وتألقا.
                  وأسعد الله كل أوقاتك...
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 24-01-2018, 10:18.

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمود خليفة مشاهدة المشاركة
                    أستادتنا الأديبة المبدعة/ ناريمان الشريف
                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    شكرا جزيلا لمرورك الطيب ولإضافتك المتميزة المثمرة لهذه القصة.
                    وأتفق معك بأنه من الوعي المغيب لجماهيرنا العربية أن تهتف للزعماء الذين لم يأتوا لنا إلا بكل الهزائم والخسائر على كل الأصعدة!
                    والشكر الخاص والموفور لتصحيح الخطأ الإملائي لكلمتي (الأفاق و ابتئس)، وقد صححتهما.
                    تقبلي وافر تحياتي.
                    زادك الله إبداعا وتألقا.
                    وأسعد الله كل أوقاتك...
                    سلام عليك حيث أنت
                    أردتُ الردَّ على ردِّك
                    لا لأزيد عدد مشاركاتي
                    ولا لأشكرك على سعة صدرك
                    بل لأرفع الموضوع إلى أعلى ليستنى للجميع قراءته لأنه نص يستحق وبجدارة
                    بوركت
                    التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 24-01-2018, 16:31.
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • محمود خليفة
                      عضو الملتقى
                      • 21-05-2015
                      • 298

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                      سلام عليك حيث أنت
                      أردتُ الردَّ على ردِّك
                      لا لأزيد عدد مشاركاتي
                      ولا لأشكرك على سعة صدرك
                      بل لأرفع الموضوع إلى أعلى ليستنى للجميع قراءته لأنه نص يستحق وبجدارة
                      بوركت
                      أستاذتنا الأديبة المبدعة/ ناريمان الشريف
                      الشكر الموصول على هذه اللفتة الطيبة لهذه القصة البسيطة.
                      بارك الله فيك وفي قلمك المتميز.
                      تقبلي وافر تحياتي وسلامي.
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمود خليفة; الساعة 25-01-2018, 10:31.

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #26
                        قصة مدهشة، أحببتها كما هي،
                        سرّني مصافحة قاص مميز هنا.

                        تقديري واحترامي.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        • نورالدين لعوطار
                          أديب وكاتب
                          • 06-04-2016
                          • 712

                          #27
                          أهلا بك أستاذي الكريم

                          يعالج النص منطق الجماعة كما يظهر عزلة المثقف
                          منذ القدم وظف هذا التقسيم الخاصة والعامة
                          ويستعمل لفظ قدحي للعامة "الغوغاء" لكن المعقول أن قابلية الغوغاء للتصرف كغوغاء هو الذي يجعل التاريخ يتحرك والتغيير يقع.
                          فتصور معي أستاذي أن كلّ فرد يفكر بمنطق الفرد فيصعب أن تجمع الناس على شيء. فشرط الاجتماعية قابع في سلوك الغوغائية.
                          كرة القدم، ليست مجرد تسلية أو مجرّد وهم بل هي عالم متحقّق مشاهد وملموس، فهي رغم تفاهتها كأصل فلابد تستجيب لشيء لم تستطع الأشياء التافهة ولا الجادّة أن تؤسس لرابطة بينها وبين الجمهور كما فعلت كرة القدم.
                          إنها قضية الانتماء، الانتماء إلى شيء، الأمن الذي تعطيه الجماعة للفرد، الانتماء لعالم اليوم، الانخراط في سلوكيات الأغلبية، "اللعبة الأكثر شعبية في العالم"
                          ليس الأمر متعلقا بمن يفوز أو يخسر بل بالمشاركة في منظومة اجتماعية و ثقافة اجتماعية و فن من فنون عالم اليوم.

                          انطلق النص بمقطع وصفي رائع يصف الأجواء العامة داخل الملعب وركّز على السماع والرؤية والشعور
                          أول جملة تقريرية في النص، كانت غير موفقة و يمكن حذفها دون أن تلحق ضررا بالنص فيكون المقطع الوصفي ملاصقا للحوار وبناء الشخصيات.
                          التناوب بين الجمل القصيرة والحوار جيد، جمل فعلية تنقل أحداثا لكن التماسك السردي غائب، وأقصد الربط بين الجمل لكي لا تتحول القراءة إلى نوع من القفز من جزيرة إلى أخرى.

                          فلتت كرة بجوار الشباك ، أظن أنك تقصد فلتت الكرة واستقرت داخل الشباك.
                          ويمكن الإشارة هنا لبعض الأخطاء
                          لم يردّ، تحول نصف المدرجات، "خمسة مقابل صفر" كأنّني منهمك في تفاصيل المباراة" اصطبغ وجه صاحبي

                          الفلاش باك، المماثلة أو الحجاج، أو صنع المفارقة "خطبة داعية، استقالة عبد لناصر، صلب المسيح."
                          أسلوب هذه المحطات تقريري وفيه تدخل مباشر من الكاتب الشيء الذي كسر الحيادية، التي تجعل النّص والحدث هو من يحكي ويقدّم المفارقة، لا تقييم الكاتب للظاهرة.

                          الخاتمة جيدة لكن تمنيت لو توقفت عند و تبخرت صرخاتنا في الهواء

                          الخلاصة نص موفق
                          مقدمة رائعة وخاتمة أروع
                          العرض فيه بعض ارتباك وفيه بعض محطات جميلة

                          اقبل رأيي

                          احترامي وتقديري

                          النص

                          تعليق

                          • عمار عموري
                            أديب ومترجم
                            • 17-05-2017
                            • 1299

                            #28
                            شكرا لكل الأساتاذة الأفاضل والأدباء الكرام الذين تركوا بصمتهم الأدبية والنقدية
                            حول نص أديبنا الكبير الدكتور محمود خليفة
                            أنتم تساهمون بحق في دفع عجلة النقد إلى الأمام
                            شكرا مرة ثانية.

                            تعليق

                            • ناريمان الشريف
                              مشرف قسم أدب الفنون
                              • 11-12-2008
                              • 3454

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة نورالدين لعوطار مشاهدة المشاركة
                              ويمكن الإشارة هنا لبعض الأخطاء
                              لم يردّ، تحول نصف المدرجات، "خمسة مقابل صفر" كأنّني منهمك في تفاصيل المباراة" اصطبغ وجه صاحبي
                              أخي نور ..
                              بعد السلام عليك ..
                              أهنئك على هذا التحليل الجلي والنقد الذكي للقصة ..
                              وأنا شخصياً استفدت كثيراً ..
                              ولكن .. أشرت إلى بعض الأخطاء .. لا أعرف ما الخطأ فيها ..
                              مع الاعتذار لصاحب المتصفح فربما ليس من حقي هذه المداخلة ولكنني .. بصدق أود أن أعرف منك أخي نور .. أين الخطأ وما الصواب ؟ حتى يكتمل النقد كما بدأ بصورة جميلة جداً
                              تقبلوني .. مع الاحترام

                              تحية ... ناريمان
                              sigpic

                              الشـــهد في عنــب الخليــــل


                              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                              تعليق

                              • محمود خليفة
                                عضو الملتقى
                                • 21-05-2015
                                • 298

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                                قصة مدهشة، أحببتها كما هي،
                                سرّني مصافحة قاص مميز هنا.

                                تقديري واحترامي.
                                الأستاذة الأديبة المبدعة/ ريما ريماوي
                                شكرا جزيلا ووفيرا لهذه التحية الطيبة واللفتة النبيلة.
                                تقبلي وافر احترامي وتقديري.
                                وزادكِ الله إبداعا و توفيقا و تألقا...

                                تعليق

                                يعمل...
                                X