....و أفسح من وطن !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    ....و أفسح من وطن !

    مضى عام فعام
    وثياب الجرح لم تزل تتنفس برئة المنسج
    رغم أنه لم يغيرها
    لم يضبط عاريا
    وهي على حبل غسيل تتمطى
    تدوخ الهواء عشقا
    ليخلصها من البلل
    وتخلصه من سخونته
    لم ينكفئ على عريه
    حتى تعبر فتاتي دون أن ترى قلبي الأسود
    وكيف أنه لا يعرف التسامح
    لا تقنعه كلمات يسوع عن الخد الأيمن ..
    و الأيسر
    لم يختبئ في دورة الوقت
    ليفسح الطريق أمام الجوارح
    كي تحول المدينة إلي جراحات
    و أنصاف رجال
    يعجزهم القبح
    سرقة الأحلام
    و انتشاء البهاليل على نواصي الميادين الذكية !


    مضى عام فعام
    وخجلي يقطع الطريق
    بيني و أصدقائي القدامى
    كلما أعطيته وردة
    ليخرجهم عن صمتهم
    تزمل بالحزن
    توارى خلف ما أدعي من تماسك
    وكقط أليف يذب الغبار عن شاهد
    بعد آخر
    ثم يتمسح في ترددي
    يغمز لي : أن تقدم دون إبطاء
    الدمعة التي حاصرتها الزفرة الأخيرة قبل أن تغادر
    لم تزل معلقة
    بين العيون
    والهواء المشرد أسفل الروح
    و أعلى الضريح
    على رخام الشواهد تساقط الأحلام
    مفخخة الأجنحة
    والفئران التي عبئت في ثياب الكواسر
    تلعق بلهاثها دماء الطيور
    وغناؤها المشغول بوهم الترفع
    و الاخضرار .. يعلو
    يعلو بفوضى الحياة
    و اغتيال الربيع القادم من مسبك خلف الضمير

    مضى عام فعام
    وجرحي أعمق
    من مقبرة جماعية في زمن الحرب
    و أفسح من وطن لا ينام في ضلوعي
    إلا متوسدا دمي
    كأبي حين يكيد لي
    كأمي حين يطول بها الليل
    فتفتقد الملائكة
    و لا يأتيها الفجر إلا مترنحا

    على سيوف المآذن
    كأصدقائي الصابرين
    والذين خاب سعيهم
    و الذين يحسبون أنهم ....
    و الكاظمين الذل
    و الراحلين إلي الجحيم بتعاساتهم
    ما أشق تلك الواو !
    لا وطن لها إلا حين يجاهر العشاق بالطريق !


    sigpic
  • صهيب خليل العوضات
    أديب وكاتب
    • 21-11-2012
    • 1424

    #2

    بل أفسح من كُلّ الأزمان
    تُسبّح بصوتٍ عال فوق جناح حمامة
    هذي الدروب أسامينا
    بحّات أمل فتحت لها صدرك الواسع
    فوق الإشارة أنت يا شاعري
    لغة مسموعة


    تقديري الكبير



    التعديل الأخير تم بواسطة صهيب خليل العوضات; الساعة 06-07-2015, 23:29.
    كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .
      لم يختبئ في دورة الوقت
      ليفسح الطريق أمام الجوارح
      كي تحول المدينة إلي جراحات



      ما أشق تلك الواو
      تجر ما قبلها مفطورا على ما بعده
      لتتكسر القواعد على سيوف المآذن

      ثمة شيء خاطئ يعيق اختباءنا خلف دورة الوقت
      وهذه الزلازل تفصح عن كذب الكتب
      وهذا الشعر خصلة من نور تفسر نفسها على المارين
      فتكون كالجسد الواحد وقارئ ""وجد قصته فيها

      بورك النبض
      ولك التقدير

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        نص من " الصنف " الذي يدوّخ متعاطيه . عفوا .


        الرئة التي لم تزل تتنفس
        دون أن ترى القلب الأسود الذي تحتضنه
        تعبر بصاحبها إلى عالم الدينونة المُنتَظرة


        مضى عام ٌ فعام
        وعتمة الأمس لا تلد سوى الظلام
        عتمة لا وطن لها إلاّ حين تجاهر الخفافيش
        بعشقها للدماء .


        أحيّي فيك أخي ربيع إصرارك الدائم على تمهيد طريق العشّاق
        تحياتي
        فوزي بيترو

        تعليق

        • محمد مثقال الخضور
          مشرف
          مستشار قصيدة النثر
          • 24-08-2010
          • 5517

          #5
          ولا وطنَ لنا ..
          إلا حين يُجاهرُ الموتُ بحاجته إِلى مقبرة
          كانوا يموتون بعد أن يعيشوا
          نحن نعيش بعد أن نموت
          لا وقت لنا .. ولا مكان
          الوطنُ أبٌ فقيرٌ وأمٌّ مريضة
          وبيتٌ آيلٌ للغموض
          كل شيءٍ يكبر مع الوقت .. سوى النافذة
          وكل شيء يصغر مع الموت .. سوى مساحات الجفاف
          فليتمدد على صدرك الانتظارُ إلى أن يغفو أحدكما ..
          ولتسكن إلى نقطةٍ في السقف عيناك
          إلى أن تفهمَ الجدرانُ حولك سرَّ النظرة
          وضيقَ المسافات

          كان الميدانُ أكبر من كل البلاد
          وكان الحلمُ أكبر من كل الميادين
          ولكن الشوارع التي تؤدي إلى قلوب الأمهات .. مليئة بالإشارات
          ومذبوحة .. بالغبار

          محبتي لك أستاذي الكريم
          وتقديري الكبير

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6

            تعليق

            يعمل...
            X