ورم التيه*
بقلم: عثمان علوشي
هن سنوات عشر
وثلاث،
فيهن تُهتَ
وتُهْتُ.
لم أجد لك في صحراء التائهين مكان،
فأي تيه اخترت ملاذا؟
لا تسألني عن حالي
فليس من لا يستحق الرثاء
بأجدر بالسؤال.
هل مت تيها في "الصحراء" يا أبا المكارم(1) ؟
ـ سؤال يبددني ـ
بما أنني لا أعرف في أي صحراء أتيه.
تائه ـ أنا ـ بين ذكريات الماضي الدفين
وآهات الحاضر الحزين.
لا الأحضان الدافئة بقيت على حالها
ـ صارت آسنة ـ
ولا النسائم الصيفية احتفظت بروحها.
وحتى الأحلام أبت أن تتحقق.
تائه أنا،
أهيم في أرض أفكاري
وحيدا بلا مؤنس.
أعيث في مخيلتي ركضا
إلى تيه..
لا شيء يسر
ولا شيء يستحق أن ينعت بشيء.
ألمي صمت في صمت
لا يعلمه إلا العلي القدير.
أنا صندوق أسود مغموم في كنهه
أبيض ـ مبتسم ـ في مظهره.
تيهي ورم يكبر
كل لحظة، كل يوم، كل شهر
وكل عام.
تائه ـ أنا ـ في أحضان وطن
منح عذريته للسكارى
وآكلي لحوم البشر..!!!
وطن استرخص قيمه
وبددها في حانات
الخمر والعرايا.
وطن.. وطن.. لم يعد وطنا..!!!
سأزيد تيها على تيه، يا أبا المكارم،
كما تهت.
لعلني أبلغ المنى
وأجد للتيه،
ولورمه،
أنجع الدواء...
ــــــ
[align=justify]* مقتبس من رواية "ورم التيه" للأستاذ والروائي المغربي عبد النبي كوارة، وقصيدتي تكريم لكل ما جمع بين تلميذ وأستاذه من محبة داخل حصص اللغة الفرنسية...
(1) أبو المكارم: الشخصية الرئيسة في رواية "ورم التيه". وهو هنا كناية عن الأستاذ عبد النبي كوارة لأنني لم أره بعدما انتقلت إلى السلك الثانوي سوى مرتين... أعتقد أنه تائه بين أحضان كون شاسع... !!!![/align]
بقلم: عثمان علوشي
هن سنوات عشر
وثلاث،
فيهن تُهتَ
وتُهْتُ.
لم أجد لك في صحراء التائهين مكان،
فأي تيه اخترت ملاذا؟
لا تسألني عن حالي
فليس من لا يستحق الرثاء
بأجدر بالسؤال.
هل مت تيها في "الصحراء" يا أبا المكارم(1) ؟
ـ سؤال يبددني ـ
بما أنني لا أعرف في أي صحراء أتيه.
تائه ـ أنا ـ بين ذكريات الماضي الدفين
وآهات الحاضر الحزين.
لا الأحضان الدافئة بقيت على حالها
ـ صارت آسنة ـ
ولا النسائم الصيفية احتفظت بروحها.
وحتى الأحلام أبت أن تتحقق.
تائه أنا،
أهيم في أرض أفكاري
وحيدا بلا مؤنس.
أعيث في مخيلتي ركضا
إلى تيه..
لا شيء يسر
ولا شيء يستحق أن ينعت بشيء.
ألمي صمت في صمت
لا يعلمه إلا العلي القدير.
أنا صندوق أسود مغموم في كنهه
أبيض ـ مبتسم ـ في مظهره.
تيهي ورم يكبر
كل لحظة، كل يوم، كل شهر
وكل عام.
تائه ـ أنا ـ في أحضان وطن
منح عذريته للسكارى
وآكلي لحوم البشر..!!!
وطن استرخص قيمه
وبددها في حانات
الخمر والعرايا.
وطن.. وطن.. لم يعد وطنا..!!!
سأزيد تيها على تيه، يا أبا المكارم،
كما تهت.
لعلني أبلغ المنى
وأجد للتيه،
ولورمه،
أنجع الدواء...
ــــــ
[align=justify]* مقتبس من رواية "ورم التيه" للأستاذ والروائي المغربي عبد النبي كوارة، وقصيدتي تكريم لكل ما جمع بين تلميذ وأستاذه من محبة داخل حصص اللغة الفرنسية...
(1) أبو المكارم: الشخصية الرئيسة في رواية "ورم التيه". وهو هنا كناية عن الأستاذ عبد النبي كوارة لأنني لم أره بعدما انتقلت إلى السلك الثانوي سوى مرتين... أعتقد أنه تائه بين أحضان كون شاسع... !!!![/align]
تعليق