المسافة والزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السروي
    • 26-07-2015
    • 9

    المسافة والزمن

    هذه الخاطرة الشعرية كتبتها في أوائل ماكتبت أي قبل 27 عاماً ، ولكن لفتتني خاطرة للأخت الفاضلة والأديبة الألمعية البتول العاذرية تتحدث فيها عن الغربة وشدني ذلك النص كثيراً مما جعلني أعود وأفتش في أوراقي حتى وجدت هذه لأن هناك أشياء متناغمة في كلا النصين ، وأنا لست ممن يجيد كتابة الخواطر ولكنها كانت محاولة ضمن محاولات قليلة وآمل أن تحوز على الرضا والله الموفق .

    كن سخياً لاتخف كثر العطاء
    إن من أعطى وأجزل سينال الأجر حتماً لامراء
    اعط مالاً
    أعط حباً
    أعط شوقـاً وصفاء
    أعط إن البخل ماكان سبيلاً للثراء
    كن سخياً لاتكن كالبخلاء
    وإذا لم تستطع ذلك …فكن خير صديق
    فاحتياجي لايضاهى .. لو ببعض من بريق
    ودلني إني ظليت الطريق
    دلني بل أسقني فأنا في البيداء أسير
    واروني ماءً فأظماني الهجير
    .. طال مشـوار العنـاء
    لم أرى قط هناء
    فسحاب التعس أمطر في سخـاء
    وأنا لازلت في البيداء أسير
    والتقيت الغول …والعنقاء
    إن هذا الغول أول مستحيل
    وكذا العنقاء ثاني مستحيل
    لم يعد بيني .. وبيني الذروة المشؤومة
    غير أخرى من ثلاثيات ضرب المستحيل
    إنه الخل الوفي .. هل سيأتيني الخليل
    أنا لازلت أراوح … أين هذاك الدليل ؟
    ثم هل أمطرت الغيمة في يوم بديل ؟
    فجأة بينا أنا أسأل تارة ، وكذا أصمت تارة
    عاد لي مايشبه الأشباح ... إنها أرواح !
    لاأظن البيد مسكون بها
    ياترى ماذا رأيت ، ولماذا اختفى ذاك الخيال ؟
    وتذكرت مقولة من نسيج الأولين .
    صاغها صاحب كرمٍ ، كان رمزاً للشحاح
    إذ أتاه سائل يرغب في عنقود كرمٍ
    أو تدرون جواب البخل ماهو حين ينزل ؟
    قال للسائل : عندما ينضج هذا الكرم أقبل
    فأنا أطعم منه في مسائي والصباح
    عد في الموعد ولكن … لاتخف مني وتخجل
    إنني أعطي ؛ لكى أُعطى في الكرم الصلاح
    ذهب السائل في حال سبيله
    وأتي بعد استواء الكرم عالوعد وصاح
    أنا قد جئتك قبلاً ، حينما قلت النصاح
    هاهو الكرم وقد أينع والتف الوشاح
    قال : إن الكرم ياسائل قد أينع وبـاح
    هل أنا حقاً أعيش الوضع ذاته ؟
    لا … فلا زال الأمل يدفعني
    عدت أحلم .. عدت اتخبط سعياً للرحيل
    بل وأتخيل عون المستحيل
    دلني ياأيها الغول على درب النجاة
    سر وفي أي اتجاه
    فأنا ماعدت أخشاك كما
    كنت أخشاك انا قبل المتيه
    سر وفي أي اتجاه
    ليس في بالي مكاناً ارقبه
    إنما أرغب أن أرحل إلى بر الأمان
    فاطلب العنقاء تحملنا سوياً
    إنني ماعدت كالماضي قويـاً
    أحبط التجوال في الصحراء عزمي
    أمش بي دون تردد
    واختصر لي في المسافة والزمن
    سر ولا تجعل روحي هذه المرة ثمن .
  • البتول العاذرية
    أديب وكاتب
    • 27-09-2012
    • 1129

    #2
    أديبنا الرائع السروي
    أنرت ملتقى نخبة الفكر والأدب فمرحباً بك في رواقه الفاخر تثريه بمدادك الذهبي السكب .
    سعدت بما قرأت هنا
    خاطرة شعرية جميلة تتأرجح بين الخاطرة وقصيدة النثر في تناغم أنيق
    مزجت بها الثقافة الواسعة والحكمة الراقية والنظرة الفلسفية العميقة بلغة فاخرة ومعاني محلقة في أسلوب بديع واستعارات خلاقة وصور
    بيانية متنوعة ومتجانسة ، نعم هناك تناغم عجيب بين النص ونص (اغتراب) رغم البون الزمني وتباين التناول للفكرة وكم
    أسعدني هذا ؛ فأزلت بسببه الغبار عن نصك الأنيق ليمتعنا بخروجه للنور ،وتوارد الخواطر أمر ماتع يخلقه تشابه
    ظروف كتابة النص أو لنقل أجواء الكتابة وطقوسها وحالة اللااتزان التي تعتري الكاتب ليتنفس بركانه حمم النص فيعاوده
    الهدؤ بعدها .
    مرحباً بك إضافة جميلة للملتقى ولقسم الخاطر
    لتحكي بصمتك بلغة الحرف
    لتترك أثرها على الأسوار
    على ذوب جليد الأنهار
    على الأغصان والأزهار
    لتكن بصمتك حرف يُسمع الأصم ويُري الأعمى

    تعليق

    • جلال داود
      نائب ملتقى فنون النثر
      • 06-02-2011
      • 3893

      #3
      الاديب السروري
      تحياتي وتقديري

      هذه ملحمة مترعة بالحكم والمواعظ.
      يستحق التثبيت

      سلمتْ يمناك

      تعليق

      • السروي
        • 26-07-2015
        • 9

        #4
        أديبتنا وملهمتنا المتألقة البتول العاذرية
        لقد سرني منك هذا الحضور ، فأنتِ كالسحابة الممطرة ، تخضر منها الأرض ، وترتوي الأنفس ، وتلطف الأجواء ، فقد كان لترحابك وقع جميل في نفسي ، وفي تعريجك على نصي إضافة له ولي ... كيف لا وأنتِ خزانة للأدب ورمز للعطاء .
        أتمنى أن تعذري تقصيري في الرد فأنا كنت مشغول بزواج ابنتي خارج المنطقة وعدت قبل ساعات ، وقد نظمت بعض الأبيات على استعجال آمل أن تبلغ رضاك رغم ضعفها .

        إن البتول العاذرية بيننا = مثل السحابة تروي الأفجاجا
        تسقي العقول بفيض ما امتلأت به = من ودقها وبمائها الثجاجا
        لله أنت أديبة وعيوننا = أخذت إلى ما تبدعي معراجا
        لك في ميادين المعارف صولة = زان العطاء وجودة الإنتاجا
        التعديل الأخير تم بواسطة السروي; الساعة 02-08-2015, 11:44.

        تعليق

        • السروي
          • 26-07-2015
          • 9

          #5
          أستاذنا الفاضل وأديبنا المبدع ونائب رئيس ملتقى الخواطر جلال داود
          والله إنني لا أجد من عبارات الشكر ما أعتقد أنه يبلغ قامتك السامقة ، فقد خلعت علي حلة ثمينة ، ومنحتني شرفاً مابعده شرف بمرورك أولاً وبتثبيت الموضوع ثانياً ، فلك مني صادق الوق وعظيم الثناء ، وإنني في غاية السرور أن أكون بين هذه الكوكبة الرائعة من المبدعين والأدباء .
          حفظك الله وبارك فيك .

          تعليق

          يعمل...
          X