ظلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    ظلام

    ظلام


    مُتحلِّـلًا من عُهودي مع الشمسِ ومع وردةٍ في الركنِ
    أَهجرُ ظِلـِّي لكي لا أَراني مُمدَّداً على التربةِ المالحة
    أَتخلَّى عن رائحةِ الأَرضِ لكي أُنقذَ أَشواكَها من دمي
    ولكي تظلَّ أَصابعي شاهدةً على حُسنِ السيرةِ والسلوك

    أَلجأُ إِلى عتمتي حين يَـخذلُني النهارُ وموتي الذي لا يجيء
    تدعوني الشمعةُ إِلى سهرةٍ فاخرةٍ في أَوَّلِ الليلِ
    أُقايضُ الضجيجَ بالزوايا ، وأَتبادلُ الصمتَ مع امرأَةٍ عاشقة

    اللوحاتُ التي تنافسُ ظهري على الجدارِ البعيدِ
    أَباحتْ أَلوانَـها للمكانِ ..
    فلم أَفهم ما قالت لقارئها الذي بكى ..
    في الممرِّ المؤَدِّي إِلى الساعاتِ الأَخيرة

    كأَنَّـني لستُ قطعةً من هذا الليلِ الغريب
    ولا مُـؤَقـتـًا كالسوادِ الذي تُـفسِدُهُ النوافذُ
    كنتُ أَبحثُ عن مزهريَّـةٍ تـتأَمَّـلُني ..
    لكي أَتـعرَّفَ على عُمري الذي راح
    وكنتُ سأُصدِّقُـها لو قالت : -
    إِنَّـني لم أَصل بعدُ إِلى الحفلةِ الراقصة
    وإِنَّ بقـيَّـتي المتروكةَ خلفَ أَسوارِ الحديقةِ ..
    قد علقتْ بعمودِ نورٍ ..
    فلم يأْذن لها الليلُ بالدخولِ إِلى الشمعةِ الباهتة

    هكذا كنتُ ..
    أُطلُّ على الليلِ من جميعِ الجهات
    لا أَفهم كيفَ تُـبرِّرُ المزهريةُ للساهرينَ جفافَ الورودِ
    ولا أَفهم بأَيَّـةِ لغةٍ تُـترجمُ القيثارةُ الهادئةُ بكاءَ العازفة

    أَعبرُ الليلَ غريـبـًا كالوميضِ المفاجئِ
    يـعبرني الليلُ كاملًا كعمرٍ طويلٍ
    لا أَكتملُ في السهراتِ الواسعة
    العتمةُ صورتي في الغيابِ .. ووسيلةُ الأَلوان للـتـخفِّي
    والعتمةُ التي عثرتْ عليَّ في آخرِ الليلِ قالتْ :

    لستَ مدعوًّا يا صديقي ..
    فلا تتعلمْ أُصولَ الرقصةِ الهادئةِ
    عَلِّمْ ظهرَكَ .. كيفَ يُـصادقُ الأَسوار
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2

    أنت بكاملك شهيد
    وباق على الطريق
    ترغمه على المثول
    و يرغمك على الرؤية
    أيها كان أقرب إليك
    المزهرية أم الورد
    أم ذاك التبرير الذي يتماوت على أصابعك
    و لا يلمسها رهبة
    فلا العين قرأت
    و لا العازفة ندت عن وعيها
    ليكون للقيثارة وهجها الغامض
    و الشمعة الهزيلة جسد النور المرصع بالعتمة
    تؤدي سخريتها في حزن شفيف
    تذوي و لكن ..
    بعد أن تعلن فضيحتها عارية ..
    فيبطش بها الليل
    ليس عن غضب
    وقلة حيلة
    لكنه الإرغام الذي يحمله وهنا وكيدا

    كان النور يختلي بفرائصه
    ثم يشهرها محبطا تواثب الظلام !

    سعيد بك أستاذي
    تقديري و محبتي
    sigpic

    تعليق

    • آمال محمد
      رئيس ملتقى قصيدة النثر
      • 19-08-2011
      • 4507

      #3
      .
      .


      ولا أَفهم بأَيَّـةِ لغةٍ تُـترجمُ القيثارةُ الهادئةُ بكاءَ العازفة


      تأتي المعاني ومن حيث ينبغي لها !
      تمسكها من طرفها المعلق على نية التكوين ..

      تفتح بابها وعرشها
      فتسمعك

      وقد أدركت بكاء القيثارة
      أدركت دمعتها التي نزلت في الظلام على وترها السابع
      على جنينها الضوئي الهامس البعيد

      عليك صلوات النور
      ورحمة التراب وأدمعه

      لي عودة

      تعليق

      • رجب عيسى
        مشرف
        • 02-10-2011
        • 1904

        #4
        كنت تستفز الليلي من الوقت بنور الكلمة .وكان الليل مضاء بما سطر هنا
        لن يأبه النهار لما آلت إليه الحالة .الشمعة تبدد مساحات شاسعة من الليل
        فكيف وهذه الشمعة وعد منك بأنكَ باقِ ..........

        الشاعر القدير محمد الخضور.......كنا نسهر هنا بمتعة ما تحدثنا .محبتي وتقديري

        تعليق

        • أبوقصي الشافعي
          رئيس ملتقى الخاطرة
          • 13-06-2011
          • 34905

          #5
          هكذا أنت..
          تيهٌ فلسفي و ضياءٌ حكيم
          تطل علينا بكامل خضرتك
          تقايض صخبنا بوعود الشمس
          تبزغ كحلول ٍ مخلصة
          مركزٌ بطموح
          متميز ٌ بدهشة
          على نحو ٍ واثق
          تربي أجمل احلامنا
          شهيٌ و ممتع
          متواضع و رزيا
          رعايتك لكل ما يحيط بنا
          فطنة ٌ ربيعة
          في استعارات العتمة
          تسيطر على خيرات الضوء بجدارة ..

          عبقري البيان
          الفذ محمد الخضور
          كم تبهجني و تلهمني القراءة لك يا بهي
          لا عدمنا سطوة إبداعك
          و سطورك المترعة بالبهاء
          حماك الله و رعاك..

          محبتي و كل التقدير .



          كم روضت لوعدها الربما
          كلما شروقٌ بخدها ارتمى
          كم أحلت المساء لكحلها
          و أقمت بشامتها للبين مأتما
          كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
          و تقاسمنا سوياً ذات العمى



          https://www.facebook.com/mrmfq

          تعليق

          • آمال محمد
            رئيس ملتقى قصيدة النثر
            • 19-08-2011
            • 4507

            #6
            .
            .

            علِّمْ ظهرَكَ .. كيفَ يُـصادقُ الأَسوار..

            علمة كيف يجني برعم السكون
            كيف يسقيه وكيف يكفيه , واطعمه النظرة والسكرات

            ..في عباراتك حكمة وتحت سطورها, مفاتيح الماء والحياة
            طوبى لمن لمس رحيقها واستظل سقفها


            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #7
              أَعبرُ الليلَ غريـبـًا كالوميضِ المفاجئِ
              يـعبرني الليلُ كاملًا كعمرٍ طويلٍ
              لا أَكتملُ في السهراتِ الواسعة
              العتمةُ صورتي في الغيابِ .. ووسيلةُ الأَلوان للـتـخفِّي


              عبر الليل ...تاركا للوهم جدارا
              يتوكأ عليه كلما صفعته اليقظة
              على افق الحلم
              المرصع بالزجاج المكسور
              يرسم خيبته القادمة

              دمت مبدعا كما دائما استاذ محمد
              لا حرمنا هذه المتعة

              تعليق

              • بسباس عبدالرزاق
                أديب وكاتب
                • 01-09-2012
                • 2008

                #8
                لستَ مدعوًّا يا صديقي ..
                فلا تتعلمْ أُصولَ الرقصةِ الهادئةِ
                عَلِّمْ ظهرَكَ .. كيفَ يُـصادقُ الأَسوار

                لفلسفة معانيك منطق يخلع عن الأشياء مسمياتها و يدوّر المعنى نحو عالم آخر

                نص رائع

                تقديري الكبير أستاذي محمد مثقال الخضور
                و عيدكم مبارك
                التعديل الأخير تم بواسطة بسباس عبدالرزاق; الساعة 26-09-2015, 11:53.
                السؤال مصباح عنيد
                لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                تعليق

                يعمل...
                X