رحم الله فيلسوف الشعر العربي / محمود درويش

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    رحم الله فيلسوف الشعر العربي / محمود درويش

    فى اليوم الذي لا يكتب خلاله قصيده ملتهبة , يعيش ساعاته تائها زائغ البصر , مرتبكا قلقا , ومرتجفا , يدير المذياع من جهة الى اخرى لعله يقترب من أمل يراوده بمحاكاة انسان عربي فى أحلامه الواسعة اتساع الوطن العربى كله …
    هذا هو "محمود" النحيل الجسم , الضيق الصدر والعينين , الذي يحترق مع الكلمة وبالكلمة , فيعشقها وتعشقه , ويحولها الى حبيبه تقطع وتوصل او يسافر اليها ومعها فى وطن غير مسموح التحرك داخله الا بالدبابة او الهوية او الاعتقال بسبب الدفاع عن القضية من خلال قصيدة شعرية
    وذات يوم من أيام "محمود" الشعرية وقف يتأمل ديوانه الشعري بعد ان انتهت طباعته , يقلب صفحاته ويستعيد كل كلمه من كلماته , باحثا داخل ذاته الوطنية , عن أمل ينير الطريق من خلال قصائده الشعرية , أو إضاءة تعكس الحقيقة فتوقظ النيام فى الذات القومية داخل الدائرة العربية ..
    - كان عاشقا بمعنى الكلمة , يعشق الوطن فى عيون فلسطينية , حسناء تداعب حلمه الشاعري من خلال تركيبة متينة تجعل المرأة فى ظله الغنى وطنا , وتجعل من الوطن إمرأة هى فى حقيقتها خريطة جغرافية تحتوي على كل المدن والقرى , بكل العادات والقيم , وبما تحتويه من ملابسات تفصيليه
    - رومانسي هو , حاد , وعصبي , ومتقزز من كل شىء حوله … حلمه الاكبر خارج حدود الوطن المحتل مرتين : مرة فى النكبة واخرى مع النكسة.
    - ومع انه لا يمارس سوى الحب والعشق بالكلمة احيانا وبالمرأة احيانا اخرى , شعروا بخطورته , فأمسكوا به وصادروا جسده , ووضعوه داخل زنزانة محكمة الاقفال , متهم بحب الوطن القضية , وحبه للمرأة الوطن .. وصادروا معه كل قصائده الشعرية , وكل حب يملأ قلبه ..
    - وكان الرحيل الاول من وطنه الاصلي الذي لم يهاجر منه الا اليه ..
    - وأصبح محمود داخل الدائرة العربية الحلم بالنسبة الى فلسطيني مثله فتح عينيه على الدنيا فلم يجد أمامه سوى بعض العصابات الصهيونية المرتزقة المسلحة تحتل مدينته وتحكم عليه بممارسة الاحلام دون التفاعل معها او السفر بها خارج ذاته وحدوده .
    ـ وحمل "محمود" كل هذه الهموم الى الدائرة العربية يخبرهم انه وأخوانه فى الوطن المحتل يأملون فى الوحدة العربية أن تعيد لهم كرامتهم وحريتهم التى أهدرت ووجد فى استقبال ابناء وطنه وأمته بعض العزاء , لكن هذا وذاك لم يصل الى درجة الحلم الذي كان يتوقع رؤيته فى الدائرة العربية الواسعة ..
    - وأصيب "محمود" بالاحباط وخيبة الامل , وخفت حدة العشق المتحفز للثأر من مغتصبيه داخله فى ابتعاده عن الوطن المغتصب , وهفت نفسه ترجو حبا فى داخل نفسه الحزينة المتأجة بنار الوجد والشوق والصدق لكنه لم يجد .
    - وأصبح الدخول فى الدائرة التى عاش طوال حياته يحلم بها أمرا احباطيا بالنسبة الى عقله وقلبه وكيانه الوطني والقومي كله , لان الواقع الذي اصطدم به لم يصل الى مستوى الحلم الذي عايشه عن الدائرة وبعيدا عنها , كما انه لم يكن فى مستوى عزيمته للدرجة التى تشعره بالتعويض الانساني عن البعد الوطنى …!
    - الى متى …؟ ؟ والى أين ..؟؟كان السؤال يتكرر كل يوم فى عقله الباطن , ولم يجد له اجابة شافية , فكل الاشياء حوله تتراجع وتنهزم ولا يكاد يجد التفسير الصحي المناسب لهذا كله لان المقومات الانسانية والمادية داخل الدائرة تشير ولا تزال الى امكانية التقدم لا التراجع المفجع الحزين ..
    - انه الوحيد بين اقرانه من الشعراء والادباء الذي عاش التجربة الانسانية داخل الدائرة وبعيدا عنها , وكان المؤلم بالنسبة اليه ان البعد عن الدائرة مثل الوجود بداخلها لا فرق , سوى العذاب الداخلي الذي يقهر الابداع ويقوقعه لان العذاب بعيدا عن الدائرة سببه واضح وجلي ومعروف تخلفه ظروف الصدام مع العدو مباشرة أما العذاب داخل الدائرة فهو مر كالعلقم , بل أشد وأقسى لان سببه غير واضح …
    - وأصبح "محمود" داخل الدائرة يمارس التكيف مع واقعها بعد أن شعر بعدم قدرته على تغيير هذا الواقع او تطويره ضمن لعبة الشك واليقين التى تحاصر "محمود" العاشق بكل قسوة قهرية لفنان شاعر يملك حساسية مرهفة وكانت ماساته
    الرحيل المتواصل
    كلما انشا لنفسه احبابا واصحابا وصنع معهم وطنه الذاتي يفقدهم مرة تلو الاخرى

    - هذا الشاعر المرهف الاحاسيس تم ترحيله من عكا حبث الاهل والاقارب والاحباب وفي مصر وجد حضن الاستاذ / هيكل الذي وضعه جنبا الى جنب في مكتب مجاور لمكاتب / الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس في ظروف النكسة اعوام 1969- 1971م
    ثم تركهم وانضم الى قافلة مبدعي وادباء الثورة الفلسطينيه في لبنان وهناك كون وطنا ثالثا من الزملاء والاصحاب وقسريا هجروه وهجرهم في العام 1982م
    مرحلا الى تونس مع كافة دوائر منظمة التحرير الفلسطينيه
    ولم يجد في تونس البعيده عن موطنه الاصلي ما يكفي من زاد لبناء وطن جديد فيها
    فسافر الى فرنسا قبل اتفاق اوسلو ليعيش حلمه الوطني والقومي في اطار كوني عالمي
    ورغم حاجته الشديده للعوده فضل ان يتاى بتفسه عن الخلاف والجدل حول مشروعية الوطن والدوله في ظل اتفاق اوسلو
    عاش وحيدا
    الوحده ذاتها عالمه وحياته
    لكن العالم تغير
    لم يعد عالمه
    عالم الخطيئة والذبح المشروع
    والخلاف المشروع
    ليس عالمه
    هكذا ترك العالم
    هكذا كان ابن العالم وغريبا عن العالم
    هكذا رحل محمود درويش
    نسال له الرحمة والمغفره
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    أرجو أن تكون هذه القراءة صحيحة
    مع احترامي لك هناك حقائق غائبة
    فهل أبعد الرجل قسرا ؟
    ام اتفاقا ؟؟
    أنا لي موقف مغاير لن أكتبه
    ولكنني اتفق مع الكاتب الفلسطيني عادل
    سماره فيما رآى .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      [align=center]السلام عليكم

      رحم الله شاعرنا الكبير

      كان وسيبقى رمز من رموز المقاومة

      في مرحلة الأبتدائية من دراستي وتحديداً في الصف الثالث

      شاركت في مهرجان للأطفال وكانت مشاركتي عبارة عن قصيدة للشاعر المرحوم محمود درويش

      وكانت تحمل

      بطاقة هوية

      سوف تكون هنا في ردي هذا



      بطاقة هوية...سجل... انا عربي
      ورقم بطاقتي خمسون ألف
      واطفالي ثمانية
      وتاسعهم سيأتي بعد صيف
      فهل تغضب

      سجل... انا عربي
      ... واعمل مع رفاق الكدح في محجر
      واطفالي ثمانية
      اسلّ لهم رغيف الخبز والأثواب والدفتر
      من الصخر
      ولا اتوسل الصدقات من بابك
      ولا اصغر امام بلاط اعتابك
      فهل تغضب

      ... سجل
      ... انا عربي
      انا اسم بلا لقب
      صبور في بلاد كل ما فيها
      يعيش بقورة الغضب
      جذوري
      قبل ميلاد الزمان رست
      وقبل تفتح الحقب
      وقبل السرو الزيتون
      وقبل ترعرع العشب
      ابي من اسرة المحراث لا من سادة نجب
      وجدي كان فلاحا بلا حسب... ولا نسب
      يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
      ويبتي كوخ باطور من الأعواد والقصب
      فلا ترضيك منزلتي؟
      !انا اسم بلا لقب

      ... سجل... انا عربي
      ولون الشعر فحمي ولون العين بني
      وميزاتي: على رأسي عقال فوق كوفية
      وكفي صلبة كالصخر... تخمش من يلامسها
      وعنواني: انا من خربة عزلاء... منسية
      شوارعها بلا اسماء
      وكل رجالها... في الحقل والمحجر
      فهل تغضب؟

      ... سجل... انا عربي
      سلبت كروم اجدادي وارضا كنت افلحها
      انا جميع اولادي
      فلم تترك لنا ولكل احفادي
      ... سوى هذي الصخور
      فهل ستأخذها حكومتكم... كما قيلا
      !اذن
      ... سجل
      برأس الصفحة الاولى
      انا لا اكره الناس، ولا اسطو على احد
      ولكني... اذا ما جعت، آكل لحم مغتصبي
      حذار... حذار... من جوعي ومن غضبي[/align]
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      • حياة سرور
        أديب وكاتب
        • 16-02-2008
        • 2102

        #4
        رحمك الله يا شاعر القضية الفلسطينية

        رحمك الله يا من قلت يوماً شعري لا يفقهه سوى الأحرار

        ستبكيك شجرات الزيتون والتين والرمان

        وستفتقدك عصافير السماء

        ويفتقدك الحجر الرابض في جبال بلادي

        ألهمنا الله و إياك أخي يسري شراب

        فــ درويش شاعر كل العرب ... شاعر الحرية التي ننشدها في كل أوان مهما اختلفت أشكالها و ألوانها

        إنا لله و إنا إليه راجعون

        لك التحية والتقدير


        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          هو من علمني كيف اكتب الشعر زالنثر
          هو من قال لي ان جبل الزيتون فلسطيني
          هو من جعلني احب في المراة الوطنا
          هو استاذ اجيال اتت بعده واجيال عاشت قبله
          احتضنه زعيم الثوار العرب وناصرهم في الاهرام
          وخصه ابوعمار بالتبجيل والاحترام
          وكافاته كل بلدان العرب من صدام الى القذافي وهواري
          ورؤساء تونس ولبنان وسوريا والسودان
          ان لم يكن هو العاشق وفلسطين معشوقته
          فمن في مثل قامته يكون ؟؟؟؟؟

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            يبدأ الشاعر القصيدة الطويلة الملحمية الاحزان بقوله متسائلا
            "من انا لاقول لكم (ما اقول لكم ؟) وانا لم اكن حجرا صقلته المياه/ فاصبح وجها/ ولا قصبا ثقبته الرياح/ فاصبح نايا.../انا لاعب النرد (اربح حينا واخسر حينا) انا مثلكم او اقل قليلا.../ وانتميت الى عائلة مصادفة..../ ولدت بلا زفّة وبلا قابلة/ وسميت باسمي مصادفة (وانتميت الى عائلة مصادفة) ورثت ملامحها والصفات/ وامراضها.../ ليس لي دور بما كنت (كانت مصادفة ان اكون )ذكرا.../كان يمكن الا اكون (كان يمكن ان لا يكون ابي) قد تزوج امي مصادفة (او اكون) مثل اختي التي صرخت ثم ماتت/ ولم تنتبه/ الى انها ولدت ساعة واحدة..."
            يضيف "كان يمكن الا اكون مصابا/ بجنّ المعلقة الجاهلية/ لو ان بوابة البيت كانت شمالية/ لا تطل على البحر.../ نجوت مصادفة: كنت اصغر من هدف عسكري (واكبر من نحلة تتنقل بين زهور السياج...) لادور لي في حياتي سوى انني (عندما علّمتني تراتيلها) قلت هل من مزيد...؟/ لا دور لي في القصيدة (غير امتثالي لايقاعها...) من انا لاقول لكم (ما اقول لكم ) كان يمكن الا اكون انا من انا/ كان يمكن الا اكون هنا ..."

            في قصيدة "سيناريو جاهز" يصف محنته كفلسطيني مع "الاخر" في وطنه فيقول "لنفترض الان انّا سقطنا/ انا والعدوّ/ سقطنا من الجو/ في حفرة.../ فماذا سيحدث...؟/ انا وهو/ شريكان في شرك واحد (وشريكان في لعبة الاحتمالات ننتظر الحبل..حبل النجاة (لنمضي على حدة) وعلى حافة الحفرة - الهاوية/ الى ما تبقى لنا من حياة/ وحرب../ اذا ما استطعنا النجاة/ انا وهو/ خائفان معا/ ولا نتبادل اي حديث (عن الخوف...او غيره) نحن عدوان ... " قال لي: هل تفاوضني الان ؟/ قلت على اي شيء تفاوضني الان (في هذه الحفرة القبر) قال :على حصتي وعلى حصتك (من سدانا ومن قبرنا المشترك) قلت :ما الفائدة/ هرب الوقت منا/ وشذ المصير عن القاعدة/ ههنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة واحدة ..."

            اما قصيدة "في بيت نزار قباني" ففيها يتحدث عن موته الذي اجّله "قلت له حين متنا معا (وعلى حدة: انت في حاجة لهواء دمشق) فقال ساقفز بعد قليل لارقد في (حفرة من سماء دمشق. فقلت: انتظر) ريثما اتعافى لاحمل عنك الكلام (الاخير انتظرني ولا تذهب الان...) قال انتظر انت عش انت بعدي لا بد من/ شاعر ينتظر/ فانتظرت ! وارجأت موتي."

            في قصيدة "لو ولدت" اختصار لوضع "الفلطسيني التائه" ينقله بمأسوية "عملية" هي بنت الواقع لا الخيال. يقول "لو ولدت من امرأة استرالية/ واب ارمني/ ومسقط راسك كان فرنسا/ ماذا تكون هويتك اليوم ؟/-طبعا ثلاثية/ وجنسيتي (فرنسية) وحقوقي ( فرنسي)والى آخره .../ " - وان كانت الام مصرية (وجدّتك من حلب)ومكان الولادة في يثرب/ واما ابوك فمن غزة/ فماذا تكون هويتك اليوم ؟..../ - طبعا رباعية مثل الوان رايتنا العربية/سوداء, خضراء, حمراء, بيضاء (ولكن جنسيتي تتخمر في المختبر) واما جواز السفر (فما زال مثل فلسطين مسألة كان فيها نظر)ومازال فيها نظر! والى آخره ..."

            </i>

            تعليق

            يعمل...
            X