ظل منتصف العمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    ظل منتصف العمر

    من مجموعة الليل الهادي

    "ظل منتصف العمر "

    بقلمي " أحمد خيري "

    جلس في مقعده الوثير .. يرتشف فنجان من القهوة المركزة ، وهو فى كامل هيئته ولباسه ...
    وبدأ يطالع ملفاته المتناثرة .. بلا إكتراث , وكأنه مل من روتينه الذي أدمنه , و أصبح جزء من تكوينه الألي ..
    يـ تحرك في كسل صوب مرآة قريبة ... منذ فترة لم يطالع نفسه ، كان في الماضي يكثر من الوقوف " امام المرآة " تماماً كما كان "
    ناركسوس " يطالع إنعكاس صورته البهية عبـر البحيرة ..
    ألمه هذا الوزن الزائد ، وهذه الكيلوجرامات القليلة التي آحاطت به ... فـ تمتعض روحه هامسة "

    - تـرى .. هل كبرت في السـن .. حتى عجزت عن إزالة هذه الدهون ؟!

    ضحك لـتساؤله الداخلي الساذج ، وعاد يطالع وجهه .. وقد احاطت عينيه بعض ألـ هالات السوداء ، و هناك شعيرات بيضاء بدأت فى الغزو ... فـ تشائم , وأبتعد عن لقاء نفسـه
    عاد لـ قهوته ثانية ..وقبل أن يرفعها .. تذكر " رفيق قهوته المفضل "
    فـ يتوجه نحو حامل قريب .. عليه صندوق خشبى انيق ، محفور عليه إهداء خاص ، وحرفي أسمه .. يلتقط منه سيجارا ضخم ، و ينظر إليه بـ شىء من التوقير الساخر ،
    وتهمس الروح ثانية :

    " لماذا تحتفظ بـ هذا السيجار حتى الأن .. برغم ابتعادك عن التدخين ..


    - ولماذا ترتدي بذلة كاملة ، ورابطة عنق وانت لم تقرر او تخطط للخروج

    كاد ان يطلق سبة " ساخطة " على نفسه " لهذه الاسئلة السخيفة .. ويقول بصوت مسموع
    - من يطلق هذه الاسئلة .. هل جننت أو ماذا .. أاحاسب نفسي أو كأني آقاضيها ..
    - اللعنة على الغباء

    " ياله من ملل"

    بدأ يشعر به .. فى كل حركة ، أو لفتة .. يفعلها ، أو يمر بها ..


    عاد لـ يعبث فى الاوراق ثانية ... ثم يسقطها ، ويتجه إلى شاشة حاسوبه ... منذ فترة لم يطالع الا البورصات ، وقد اغلق جميع ايملاته " الأجتماعية "
    ،
    و
    " إتصال هاتفي "

    - من ؟!
    - هل نسيت صوتي .. أبوك
    - عفواً منك يا حاج .. كنت شارد الذهن ، و ..

    - أين انت ؟
    " فى الخارج ..


    - خارج البلاد , او خارج بيتك
    - خارج البلاد ... كـ المعتاد ... و لماذا

    - متى سـ تعود ؟
    - لا أعلم .. ولماذا ثانية ؟!
    - " ماذا تريد من نفسك .. أو عن ماذا تبحث .. هااا

    باغته هذا السؤال .. فـ لم يرد ، ولم يجد الأجابه ... فـ اعاد والده السؤال ..


    فـ يلتفت ثانية إلى مرآته ، ووزنه الزائد ، وسيجاره القديم ، وما تبقى من قهوة ..

    ،

    و يجيب

    " أبحث عن ظلي ..


    تمت .
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 31-10-2015, 22:09.
    https://www.facebook.com/TheCoster
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    #2

    من مجموعة " الليل الهادي

    عود ، و الـوااان


    بقلمي : أحمدخيري


    اقتربت عقارب الساعة من الخامسة مساءٍ .. فـ ابتسمت في هدوء، وهي تقول لـ نفسها :

    -أين لي بـ عود ريحان اضعه في الشاي .. قبل ان تـأتي الخامسة
    ضحكت في صمت ! من تقليدها الروتيني ، وعادت تلتفت إلى عملها .. كانت تجلس في ردهة الصالون تخلط بعض الألوان ، وتكمل لوحتها .. الألوان لا تتغير كثيرا هذه الايام ..
    لكنها لا تهضم الألوان الرمادية التي بدأت تغزو حاضرها ..
    توقفت لحظة ..
    ثم راحت تتأمل في زوايا المكان .. كانت هناك الوان تتناثر هنا ، وهناك ..
    ثمة الوان قديمة ، منذ ان كان الزمان وليداً ، والوان اخرى تحكي ، وتحكي ..
    شقاوة طفلة ، ومراهقة ضاحكة باكية ، ولمحات من كبرياء انثى ، وحنين اليه ، و غيرة عليه .
    تـ عاود خط اللوحة .. فقد نسيت زاوية .. فـ تتغير الألوان ثانية ، وتقترب من الرمادي ثانية .. فـ تبتسم مشفقة على لوحتها وهى تنظر مرآة جانبية .. لاتزال جميلة .. ربما علتها مسحة من ألـ حزن جعلت بعض الشعيرات البيضاء تتسلل إلى الصورة الحقيقية ، ولكنها هي ، و بـ الوانها الاساسية .. لم تبهت عليها الرمادية بعد ..
    وربما ..
    لن تفعل .

    تمت
    https://www.facebook.com/TheCoster

    تعليق

    يعمل...
    X