من مجموعة الليل الهادي
"ظل منتصف العمر "
بقلمي " أحمد خيري "
جلس في مقعده الوثير .. يرتشف فنجان من القهوة المركزة ، وهو فى كامل هيئته ولباسه ...
وبدأ يطالع ملفاته المتناثرة .. بلا إكتراث , وكأنه مل من روتينه الذي أدمنه , و أصبح جزء من تكوينه الألي ..
يـ تحرك في كسل صوب مرآة قريبة ... منذ فترة لم يطالع نفسه ، كان في الماضي يكثر من الوقوف " امام المرآة " تماماً كما كان " ناركسوس " يطالع إنعكاس صورته البهية عبـر البحيرة ..
ألمه هذا الوزن الزائد ، وهذه الكيلوجرامات القليلة التي آحاطت به ... فـ تمتعض روحه هامسة "
- تـرى .. هل كبرت في السـن .. حتى عجزت عن إزالة هذه الدهون ؟!
ضحك لـتساؤله الداخلي الساذج ، وعاد يطالع وجهه .. وقد احاطت عينيه بعض ألـ هالات السوداء ، و هناك شعيرات بيضاء بدأت فى الغزو ... فـ تشائم , وأبتعد عن لقاء نفسـه
عاد لـ قهوته ثانية ..وقبل أن يرفعها .. تذكر " رفيق قهوته المفضل "
فـ يتوجه نحو حامل قريب .. عليه صندوق خشبى انيق ، محفور عليه إهداء خاص ، وحرفي أسمه .. يلتقط منه سيجارا ضخم ، و ينظر إليه بـ شىء من التوقير الساخر ،
وتهمس الروح ثانية :
" لماذا تحتفظ بـ هذا السيجار حتى الأن .. برغم ابتعادك عن التدخين ..
- ولماذا ترتدي بذلة كاملة ، ورابطة عنق وانت لم تقرر او تخطط للخروج
كاد ان يطلق سبة " ساخطة " على نفسه " لهذه الاسئلة السخيفة .. ويقول بصوت مسموع
- من يطلق هذه الاسئلة .. هل جننت أو ماذا .. أاحاسب نفسي أو كأني آقاضيها ..
- اللعنة على الغباء
" ياله من ملل"
بدأ يشعر به .. فى كل حركة ، أو لفتة .. يفعلها ، أو يمر بها ..
عاد لـ يعبث فى الاوراق ثانية ... ثم يسقطها ، ويتجه إلى شاشة حاسوبه ... منذ فترة لم يطالع الا البورصات ، وقد اغلق جميع ايملاته " الأجتماعية "
،
و
" إتصال هاتفي "
- من ؟!
- هل نسيت صوتي .. أبوك
- عفواً منك يا حاج .. كنت شارد الذهن ، و ..
- أين انت ؟
" فى الخارج ..
- خارج البلاد , او خارج بيتك
- خارج البلاد ... كـ المعتاد ... و لماذا
- متى سـ تعود ؟
- لا أعلم .. ولماذا ثانية ؟!
- " ماذا تريد من نفسك .. أو عن ماذا تبحث .. هااا
باغته هذا السؤال .. فـ لم يرد ، ولم يجد الأجابه ... فـ اعاد والده السؤال ..
فـ يلتفت ثانية إلى مرآته ، ووزنه الزائد ، وسيجاره القديم ، وما تبقى من قهوة ..
،
و يجيب
" أبحث عن ظلي ..
تمت .
"ظل منتصف العمر "
بقلمي " أحمد خيري "
جلس في مقعده الوثير .. يرتشف فنجان من القهوة المركزة ، وهو فى كامل هيئته ولباسه ...
وبدأ يطالع ملفاته المتناثرة .. بلا إكتراث , وكأنه مل من روتينه الذي أدمنه , و أصبح جزء من تكوينه الألي ..
يـ تحرك في كسل صوب مرآة قريبة ... منذ فترة لم يطالع نفسه ، كان في الماضي يكثر من الوقوف " امام المرآة " تماماً كما كان " ناركسوس " يطالع إنعكاس صورته البهية عبـر البحيرة ..
ألمه هذا الوزن الزائد ، وهذه الكيلوجرامات القليلة التي آحاطت به ... فـ تمتعض روحه هامسة "
- تـرى .. هل كبرت في السـن .. حتى عجزت عن إزالة هذه الدهون ؟!
ضحك لـتساؤله الداخلي الساذج ، وعاد يطالع وجهه .. وقد احاطت عينيه بعض ألـ هالات السوداء ، و هناك شعيرات بيضاء بدأت فى الغزو ... فـ تشائم , وأبتعد عن لقاء نفسـه
عاد لـ قهوته ثانية ..وقبل أن يرفعها .. تذكر " رفيق قهوته المفضل "
فـ يتوجه نحو حامل قريب .. عليه صندوق خشبى انيق ، محفور عليه إهداء خاص ، وحرفي أسمه .. يلتقط منه سيجارا ضخم ، و ينظر إليه بـ شىء من التوقير الساخر ،
وتهمس الروح ثانية :
" لماذا تحتفظ بـ هذا السيجار حتى الأن .. برغم ابتعادك عن التدخين ..
- ولماذا ترتدي بذلة كاملة ، ورابطة عنق وانت لم تقرر او تخطط للخروج
كاد ان يطلق سبة " ساخطة " على نفسه " لهذه الاسئلة السخيفة .. ويقول بصوت مسموع
- من يطلق هذه الاسئلة .. هل جننت أو ماذا .. أاحاسب نفسي أو كأني آقاضيها ..
- اللعنة على الغباء
" ياله من ملل"
بدأ يشعر به .. فى كل حركة ، أو لفتة .. يفعلها ، أو يمر بها ..
عاد لـ يعبث فى الاوراق ثانية ... ثم يسقطها ، ويتجه إلى شاشة حاسوبه ... منذ فترة لم يطالع الا البورصات ، وقد اغلق جميع ايملاته " الأجتماعية "
،
و
" إتصال هاتفي "
- من ؟!
- هل نسيت صوتي .. أبوك
- عفواً منك يا حاج .. كنت شارد الذهن ، و ..
- أين انت ؟
" فى الخارج ..
- خارج البلاد , او خارج بيتك
- خارج البلاد ... كـ المعتاد ... و لماذا
- متى سـ تعود ؟
- لا أعلم .. ولماذا ثانية ؟!
- " ماذا تريد من نفسك .. أو عن ماذا تبحث .. هااا
باغته هذا السؤال .. فـ لم يرد ، ولم يجد الأجابه ... فـ اعاد والده السؤال ..
فـ يلتفت ثانية إلى مرآته ، ووزنه الزائد ، وسيجاره القديم ، وما تبقى من قهوة ..
،
و يجيب
" أبحث عن ظلي ..
تمت .
تعليق