فـى ذكـرى رحيل الـنـخلة الشماء الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. عبدالرحمن إبراهيم محمد
    أديب وكاتب
    • 29-12-2015
    • 22

    شعر عمودي فـى ذكـرى رحيل الـنـخلة الشماء الأستاذة سعاد إبراهيم أحمد


    يصادف اليوم يوما من أيام الحزن الإنسانى على إنسانة سودانية وهبت قلبها وعلمها وجهدها من أجل الوطن وأهله وخصت أهلها النوبيين الذين ظلمهم الجميع بقدر ليس بقليل من العطاء والتفانى.

    كانت لنا أختا كبرى علمتنا معنى التجرد والبذل وكانت لنا هاديا رغم عدم تطابق رؤانا فى المنحى الفكرى. ولكنها أمرأة جديرة بالإعزاز والتجلة.

    أستاذتنا سعاد إبراهيم أحمد، سيظل إسمها خالدا كرمز لدور المرأة السودانية الرائد وعطائها المتفرد الذى سبق كثيرا من أغلب المجتعمات العربية والإفريقية. ولزميلة نضالها أساتذتنا فاطمة أحمد أبراهيم، أطال الله بقاءها، نسوق حبنا، ولهن تنحنى الهامات إجلالا وتقديرا.

    وفى يوم الذكرى هذا أعيد نشر قصيدتى فى رثائها يوم فراقها لنا قبل عامين.


    أيقـونة الـنبل الـنـوبى الجـلـيـل

    رحـلـت ربـيــبةُ مـجـدكَ الأزلىّ يا وطــنى
    أختى نعـيتكُ بالتوجـع ِوالأسى فيا حَزنى
    ياصـلـيل الـنـورِ يارمـز نضـالنا الـمُضــنى
    يا ضـياء الفجـر فى غسـق الدُجى الأحِـن
    يارجــاء الخـير للكُـداح دوما وكل مـمتهَن
    جئناكِ نبتغى عونا لشعبٍ أنّ فى مـحن
    فألـفينا ديـار الأهل أحـزانا تـؤُز بالـشــجن
    فبكـيت بحـرقة ٍحـظا عـاثرا فـيه مُمتحنى
    وماحـزنى عـلـيك إلا أسـىً عـلى الوطــن
    غيابك الآن كارثةٌ على بلـد ٍ تمـور بالفتن
    نحـتاج فـكـرك حكـمة ثاقــب الـرأى مُـتزن
    فأنت التى رُدت القـيادة إبداعا من الفن
    وسموت أما للنضال وقدوةَ بذل ٍبلامنن
    يا أهـزوجة الـثـوار فى الأحـراش والمـدن
    ولـكم صفدوك بقـاع سجن ٍ مظلم ٍ درن
    فـشامخة صـمدت كنخـلة ٍشماء لم تهـن
    و حصـنا لأرض الـتبر مـن جـائرى الـزمـن
    إلى جنات خـلد فبذلك يغلو على الـثمن

    البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد
    بوسطن، الولايات المتحدة الأميريكية
    29 ديسمبر 2013
  • ناظم الصرخي
    أديب وكاتب
    • 03-04-2013
    • 1351

    #2
    مرثية نقية كنقاء روحك ويراعك
    رحم الله الفقيدة وأدخلها فسيح جناته
    بورك نبض الوفاء ومداد العطاء
    أعطر التحايا

    تعليق

    • د. عبدالرحمن إبراهيم محمد
      أديب وكاتب
      • 29-12-2015
      • 22

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
      مرثية نقية كنقاء روحك ويراعك
      رحم الله الفقيدة وأدخلها فسيح جناته
      بورك نبض الوفاء ومداد العطاء
      أعطر التحايا
      لك الشكر أيها الشاعر البليغ
      أستاذنا ناظم الصرخي
      منكم نستمد البلاغة وصدق
      العبارة والنبرة.
      فدمتم للشعر ركيزة ضياء

      تعليق

      • محمد ابوحفص السماحي
        نائب رئيس ملتقى الترجمة
        • 27-12-2008
        • 1678

        #4
        البروفيسور د.عبد الرحمن ابراهيم محمد
        تحياتي
        حللت أهلا و نزلت سهلا...و شرفت الملتقى بحضورك و بهذه التحفة ..التي تخلد بها ذكرى وفاة الاستاذة سعاد ابراهيم أحمد..رحمها الله و اسكنها فسيح جنانه..
        إنه الوفاء ينطق بأحلى العبارات و أصدق الكلمات... و الوفاء هو ذؤابة الأخلاق..و لا يستقر إلا في نفس أبية أصيلة..
        مع خالص المحبة و التقدير
        [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
        قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

        تعليق

        • د. عبدالرحمن إبراهيم محمد
          أديب وكاتب
          • 29-12-2015
          • 22

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوحفص السماحي مشاهدة المشاركة
          البروفيسور د.عبد الرحمن ابراهيم محمد
          تحياتي
          حللت أهلا و نزلت سهلا...و شرفت الملتقى بحضورك و بهذه التحفة ..التي تخلد بها ذكرى وفاة الاستاذة سعاد ابراهيم أحمد..رحمها الله و اسكنها فسيح جنانه..
          إنه الوفاء ينطق بأحلى العبارات و أصدق الكلمات... و الوفاء هو ذؤابة الأخلاق..و لا يستقر إلا في نفس أبية أصيلة..
          مع خالص المحبة و التقدير
          شاعرنا محمد أبو حفص السماحى
          الذى ينظم الشعر فيوقد فى النفس توقا، تماما كما غمرنى إحساس جياش وأنا أتوه فى سحر وصفك لـ"فاس" التى كنا نحلم بها ونحن أطفالا حينما يحل علينا "الشناقيط" كما كان السودانيون يسمون كل قادم من أهل المغرب فى طريقهم إلى بيت الله حجا. ونضيف عبارتنا المحببة: "فاس الما وراها ناس". وظللنا نعشقها كما وصفت لنا فى مقررات الجغرافيا والتاريخ. فتطابق وصفك على مافى المخيلة من صور ومشاعر.

          وشكرا لك على كريم ترحيبك أيها الأديب الأصيل.

          أما أستاذتنا سعاد فهى إمراة تزن أمة فى صدقها وتجردها وعطائها وشجاعتها فى أقسى ظروف البطش وفى مواجهة أعتى جلادى أنظمة القهر والإستبداد. وكمثال واحد على شجاعتها التى تحدث عنها الناس ونحن أطفالا موقفها أمام قيادة الدكتاتورية العسكرية عام 1964 وهم يحتفون فى عاصمة الأقليم التاريخى الذى إتفقوا مع مصر على إغراقةوالناس حزينة مستكينة. فإذا بها تتقدم صفوف الرجال والنساء وتهتف من أعماق قلبها بكل الشجاعة والفروسية والقوة. فأندهش الجميع من وقع المفاجأة وجرأتها؛ فصمت المكان لوهلة، إلا من صوتها القوى، وفجأة تملكت الناس الجرأة لمجارتها فى عنفوان رفض شعبى صارم، إضطر معه قادة الأمن إلى الإستعجال بإخلاء كل القيادات من مكان الإحتفال. وقس على ذلك كل حياتها. وحينما زاملناها أستاذة فى جامعة الخرطوم كانت تذهلنا بدقة تقيمها وصرامة تنظيم أفكارها.

          فلها الرحمة والخلود ولك الشكر أيها الرجل النبيل.

          تعليق

          • د. عبدالرحمن إبراهيم محمد
            أديب وكاتب
            • 29-12-2015
            • 22

            #6
            رأيت أنه من الأوفق أن ألقى الضوء على شخصية "النخلة الشماء".
            والنخلة عند أهلنا النوبيين، يشار إليها بـ"أمــنا". لأهميتها؛ فهى مصدر
            للمأكل والمشرب والمسكن والمقعد والمتكأ والمهجع وأدوات البيت
            والحقل. فبدونها لما تركزت أو إستدامت الحضارة النوبية العريقة،
            فهى جذر الثبات ومرتكز الوجود. ومن هذه الخلفية كان إختيارى لإسم
            المناداة لأستاذتنا؛ فقد كانت حقا نخلة أما وشماء فى جلال الكبرياء.

            فقد كانت فقيدة الوطن والضمير، رغم إهتمامها بأهل بيتها النوبيين، تحمل
            الوطن الكبير فى حدقات عيونها وكل خفقة من قلبها الكبير. فهى تجسيد
            لما ظللت أسميه "النبل النوبى الجليل". وهو تعبير اشير به دوما إلى
            تجرد النوبيين وإخلاصهم وتفانيهم فى خدمة القضايا الوطنية والمواطنين
            فى كل المرافق العامة للدولة والمهن فى جميع أرجاء السودان والعالمين
            العربى والإفريقى والعالمى دون أى إعتبار للمكان والسكان والزمان. وفى
            هذا نسوا أنفسهم من أجل الوطن الكبير والمبادئ السامية رغم مواجعهم
            وتهجيرهم القسرى المتكرر خمسة مرات وتدمير تراثهم وأرضهم منذ العام
            1890 حين أعلن الخديوى توفيق بناء سد أسوان ليستمر العذاب إلى يومنا
            هذا، كأطول معاناة لأمةفى التاريخ. وظل نكران الذات هذا حتى لاح شبح
            محو كل ماهو نوبى من أرض وبشر وحضارة وتاريخ لأول مهد لكل حضارات
            العالم، كما أثبتت كل الدرسات والحفريات الحديثة. فكان التحرك وكانت
            أستاذتنا فى الطليعة كعهدها دوما فى كل قضايا الضمير والمبدأ الإنسانى.


            فليجعل الله الجنة مثواها ويثيبها على كل قولة حق -- وهن كثر؛ وكل بسمة
            رسمتها على وجوه الألوف الذين أسعدتهم أو كفلتهم أو ناصرتهم أو علمتهم
            أو كانت صوتهم وكل الملايين الذين عاشت من أجلهم بكل وجدانها وعطائها
            وعلمها وفكرها.

            وليمكننا الله من رد أفضالها وجمائلها بنهج طريقها فى البذل والعطاء والتجرد.


            تعليق

            يعمل...
            X