إلى.... بياتريس
...............
من الشعر الفرنسى
......................
ألفونس دو لامارتين
وقصيدته العملاقة "روحى حزينة حتى الموت"
Mon âme est triste jusqu'à la mort
سأختار منها مقطعًا ،ففى هذه القصيدة تبدو المعاناة الإنسانية فى أوضح صورها ،
فها هو لامارتين يتأمل رحلة الحياة التى قاربت على الانتهاء ،ويستعيد أحاسيسه الشابة والتى شاخت مع مرور الأعوام ،فينتهى بإدراك حكمة الحياة الوحيدة "لقد خلقتم لتموتوا"وينتظر الموت بل يشتاق إليه ويتطلع للسماء تطلعًا للراحة الأبدية .
ويؤكد... أن إدراكنا للألم وتوقعنا للموت لهو إدراكنا للحياة .
.................
"حزينة كالموت ،والموت :أيعرف المعاناة ذلك الموت ؟
أيشكو العدم إلى الليل الأبدى ؟
آهِِِ !أكثر حزنًا مئة مرة من ذلك العدم السعيد
الذى لاينتظر الموت ولايموت خلال الحياة
روحى تلك الميتة التى تحس وتتألم
آلأمًا لاتموت كحفرة عميقة
يحاول الفكر منها الخروج عبثًا
حلم بلاصحو ،ليل دون فجر
نار لاشىء يوقدها تحترق تحرق
تترك رمادًا حارقًا ولاضوء
تهلك كل ماتمتد إليه .
***
روحى الخائفة تنظر إلى الخلف
لترى أيامها تمضى المتبقية وهى تمضى باردة
كأوراق شجر جافة تتدلى من جذع جاف
وغابات تغطى معالم الطريق .
***
نفسى مع كل نفس تزفر بعضًا منى
كنت أنا المتألم حتى أنا لم أعد أنا
كل كلماتى تحمل أجزاءًا من حياتى
الإنسان هكذا يمضى ويتبخر .
***
حينما أُدرك حقيقة ذلك المخلوق الزائل
وعذابه المماثل للعدم .
عندما أُدرك حقيقتى أنا ذلك الطريد
الذى ماعاد يعرف نفسه بل يتشكك فى ذاته
حشرة الشمس نتاج أحد إشعاعاتها
المنتظر للفجر بينما يمضى به الليل.
......................
ديوان الهارمونيات
ترجمة دكتور رائف بهجت
...............
من الشعر الفرنسى
......................
ألفونس دو لامارتين
وقصيدته العملاقة "روحى حزينة حتى الموت"
Mon âme est triste jusqu'à la mort
سأختار منها مقطعًا ،ففى هذه القصيدة تبدو المعاناة الإنسانية فى أوضح صورها ،
فها هو لامارتين يتأمل رحلة الحياة التى قاربت على الانتهاء ،ويستعيد أحاسيسه الشابة والتى شاخت مع مرور الأعوام ،فينتهى بإدراك حكمة الحياة الوحيدة "لقد خلقتم لتموتوا"وينتظر الموت بل يشتاق إليه ويتطلع للسماء تطلعًا للراحة الأبدية .
ويؤكد... أن إدراكنا للألم وتوقعنا للموت لهو إدراكنا للحياة .
.................
"حزينة كالموت ،والموت :أيعرف المعاناة ذلك الموت ؟
أيشكو العدم إلى الليل الأبدى ؟
آهِِِ !أكثر حزنًا مئة مرة من ذلك العدم السعيد
الذى لاينتظر الموت ولايموت خلال الحياة
روحى تلك الميتة التى تحس وتتألم
آلأمًا لاتموت كحفرة عميقة
يحاول الفكر منها الخروج عبثًا
حلم بلاصحو ،ليل دون فجر
نار لاشىء يوقدها تحترق تحرق
تترك رمادًا حارقًا ولاضوء
تهلك كل ماتمتد إليه .
***
روحى الخائفة تنظر إلى الخلف
لترى أيامها تمضى المتبقية وهى تمضى باردة
كأوراق شجر جافة تتدلى من جذع جاف
وغابات تغطى معالم الطريق .
***
نفسى مع كل نفس تزفر بعضًا منى
كنت أنا المتألم حتى أنا لم أعد أنا
كل كلماتى تحمل أجزاءًا من حياتى
الإنسان هكذا يمضى ويتبخر .
***
حينما أُدرك حقيقة ذلك المخلوق الزائل
وعذابه المماثل للعدم .
عندما أُدرك حقيقتى أنا ذلك الطريد
الذى ماعاد يعرف نفسه بل يتشكك فى ذاته
حشرة الشمس نتاج أحد إشعاعاتها
المنتظر للفجر بينما يمضى به الليل.
......................
ديوان الهارمونيات
ترجمة دكتور رائف بهجت
تعليق