مكسورة الجناحِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    مكسورة الجناحِ

    https://drive.google.com/file/d/0B3z...ew?usp=sharing
    مكسورة الجناحِ ، هكذا
    كانت
    دائمًا تقول عن نفسِها، وبعد أن كبُرت ، وصارت تعلمُ أنَّ الاسم الذي تحمِلُه ، هو لطائرٍ أسيرٍ ، ورِثت منه ، ليس فقط الأناقة ، أو الرشاقة والجمال ، بل حتى الحزن والكآبة ، وكلَّما تفقَّد مُحيَّاها يرى في عينيها الشَّاحِبتين ملامِحَ التوسُّلِ والرَّجاءِ ، فتيقّن بمرور الزمن ، أن حجم الدَّمار الذي بداخِلها ، وكان هائلاً ، سببُهُ صروف الدَّهرِ وظُلمِ الأنامِ


    ***
    تَعَطَّلَ لوحُ الكتابةِ ، وغابت المعاني ، فتغيّر لونّه وصار شاحبًا كالنص الذي ينوي الإفراج عنه ، والظروفِ القاسية التي تقِف أمامه كي تمنعَهُ من الكتابة : وفجأةً

    تنقطعُ الكهرَباءُ :
    - " إنا لله وإنا إليه راجعون "
    فيَستَرْجِعُ مخَافَةً أن يَفقِدَ أعصابَهُ .

    يُقُرعُ البابُ بعدها ، فيستنفِر من مكانِه :
    - " منْ ؟ "
    يتبعُهُ رَدٌّ مُفَاجِئٌ :
    - " ليس هذا مكانُهُ ؟ "
    تُباغِتهُ زوجتُه التيجاءت لتثبيطِه ، وحتى تُفسِدَ عليه خَلوَتَهُ ،تُلِحُّ على غير عادتِها ، وتُشِيرُ إلى السِّتَارِ المُعَلَّقِ ، وتَعلَمُ جَيِّدًا أَنَّهُ لا يَرغَبُ في الكلامِ ؟

    فينتَفِضُ غاضِبًا :
    - " مكانُ من ؟ ، و ماذا أيضًا ؟ ".
    خطرَ بِبَالِهِ تغيير المكانِ ، وراح يتساءلُ ؛أيُّ مكانٍ سيكون أفضلَ من الذي هو فيه ؟ ، ليس هناك سوى غرفةُ النوم ِالمريحةِ ؟قرَّرَ أن يرتحِل ، وقام بجمعِ أغراضِهِ ، بدءًا بِالجهازِ ( الكومبيوتر ) وما تبِعَه ، ولم ينتَبِه إلى الأسْلاَكِ المتَنَاثَرة حولَه ، فتعَثَّرَ بها

    وكادَ يَسقُط :
    - " اللّعنة ؟ ".
    لن يجِد أفضل من اللَّعن والسبِّ وسيلةً للتعبيرِ عن شدّةِ امتعاضِه .
    لكنَّه يُواصِِلُ خُطواتَه بحذرٍ ،

    جميع من في البيتِ يراقِبه ،

    إنَّهُ يثيرُ الشَّفَقَة ،

    لا أحدٌ يَعلمُ ما قد جَري لَه ؟

    ما سرُّالإصرارِ ؟

    والبحثِ عن الشيءٍ الغائبِ ؟

    عن الحلٍّ المفقودِ ؟

    ، عن مكانٍ مناسبٍ ، ربَّما ، عن سُبُلِ الخروجِ من الوَرْطَةِ ؛

    لا يبرحُ يعيد الذّاكِرة إلى الوراء ، إلى زمنٍ ولَّى ولن يعود ،

    يقاوِمُ النسيان رغم كل الجحود .

    سيحاوِل التملُّص بكلِّ جُهدٍ ، من الهَواجِسِ المنغِّصة ، ليتخلَّص من الشعورِ بالذنبِ ، ومن النَّدَمِ على ما فرّط وضيَّع .

    ويَنتَقِمَ لها ،

    ِمن الأيَّامِ ،

    من الظروف ،

    من الناسوالأعداء .

    وسيَأخُذُ بِالثَّأْرِ المغيَّب ،

    ليهوّن الموت ، ويخفِّف من حِدَّةِ الجفاء ِ،

    فتهدأ ، وتسلم ، وتسكُن روحُها تحت الثرى .

    ويقول للذين لا يُحِبُّونَها ، ولا يَرغَبُون حتَّى في سَمَاعِ ذِكْرِها ،

    :

    - " مُوتُوا بِغَيظِكُم "

    في حين لم يَبقَ من عُمرِهِ ما يُطَمئنُ الفُؤادَ
    كونها الحقيقة ، وليست وهمًا ، كصورة الإنسانة التي رَهَنَت حَيَاتَها بين نقِيضِيْ :

    مُجْتَمَعٍ جاهِلٍ ، لا يقدِّرُ الحياة ، ولا يُراعي أسباب السَّعَادَةِ ، وتقاليدٍ عَمْياءٍ ، تُكرِّسُ النَظْرَة العِدائَيَّة، ولا تَرَى في الأُنْثَى سِوى النُّقْصَ والعيبَ ، بأنَّ مَصِيرَها ليس في عُذوبتِها ، بل مَرْهُونٌ بعُذريَّتِها ، وبمدى استسلامِها للعاداتِ البغيَّةِ ، والممارساتِ الشنيعة التي تُروِّج لتفضَح نفسَها ، تلك النَظْرَةُالمنكَرةُ وتدلُّ على مرَضٍ اعتَرَى مجتمع " الذُكُورَيّة " ومُبالغتَه ، بِإدخالِ الخَوْفِ والرَّيْبِ في نَفْسِ الأُنْثَى ، والتي انْتَظَرَت كثيرًاإلى أن تَمَرَّدَت ، وصارَ لا فَرْقَ بَيْنَها وبين الرَّجُلِ ، فتحجَّجت بالمحظورِ والمباحِ ، وكثر اللّوم عليها ، فأشهرت سلاحَها في وجه التقاليد البريئة .


    لم تعُد تلك ، المرأةُ التي تمنَحُ الكثير ولا تأخُذ إلاَّ اليسيرَ ، و ما تَسُدُّ به الرًّمَقَ .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 29-02-2016, 11:40.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    أهلا ومرحبا بك الفاضل مصباح فوزي رشيد وبقصصك
    أسلوب جميل ومعنى رهيف ربما هناك تنقل بين الأفكار.. قلم نتمنى له مشاركتنا والنجاح والتوفيق
    وأشكرك للاهتمام بكتابتها..
    لكن إدراج خمس قصص دفعة واحدة كثير على القارئ .. الرجاء التريث، أبقيت على ثلاث منها و هذا العدد كثير أيضا
    تقديري لك والتحية

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
      أهلا ومرحبا بك الفاضل مصباح فوزي رشيد وبقصصك
      أسلوب جميل ومعنى رهيف ربما هناك تنقل بين الأفكار.. قلم نتمنى له مشاركتنا والنجاح والتوفيق
      وأشكرك للاهتمام بكتابتها..
      لكن إدراج خمس قصص دفعة واحدة كثير على القارئ .. الرجاء التريث، أبقيت على ثلاث منها و هذا العدد كثير أيضا
      تقديري لك والتحية


      تشرّفتُ بمروركِ الكريمِ
      نعم
      لقد بلغ بنا الشَّغفُ أن نرتمي بكل عفوية وسذاجة بين أحضانِ هذا الركن المبدِع الذي نكن له كل الاحترام لما يقدِّمه لنا من صورٍ بلاغيةٍ جميلةٍ ، تحيي فينا الشعور وتقتل الملل ، ونجد فيه الرّاحة التي نفتقدها في بعض الفضاءات التي لا تعترف بالمشاعر ولا تقدّر المواقف .
      دمتم أوفياء لنا
      تحياتي لَكِ سيدتي ولكلِّ الأُدباء والمتابعين
      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 02-02-2016, 06:25.
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        سلاما حارا أستاذ مصباح/
        كُتبت بشغف مما لا شكّ فيه. فجاءت مُفعمة بما يُؤنس. لعلّه ليس السّبب الوحيد، فقد حضرت الأريحيّة و الصّدق و غاب التكلّف و التركيب.
        الرّوح واحدة من أوّل النصّ حتّى آخره، لكنّي رغم ذلك سجّلت تداخلا في البناء المنهجيّ للقصّة. ما جعلني - و هذا يُلزمني وحيدي - أفقد الخيط الناظم و تهت قليلا و لم تساعدني إعادة القراءة في تبديد الّلبس. لا أخفيك أخي، لم أتمكّن من فهم القصّة كما أردتَ لها أن تُفهم ربّما. ضاع الأثر بسبب انحيازك للإغماض عوضا عن التّلميح أو ربّما في نيّة التلميح.
        تقديري و خالص شكري لك على سعة الصّدر.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
          سلاما حارا أستاذ مصباح/
          كُتبت بشغف مما لا شكّ فيه. فجاءت مُفعمة بما يُؤنس. لعلّه ليس السّبب الوحيد، فقد حضرت الأريحيّة و الصّدق و غاب التكلّف و التركيب.
          الرّوح واحدة من أوّل النصّ حتّى آخره، لكنّي رغم ذلك سجّلت تداخلا في البناء المنهجيّ للقصّة. ما جعلني - و هذا يُلزمني وحيدي - أفقد الخيط الناظم و تهت قليلا و لم تساعدني إعادة القراءة في تبديد الّلبس. لا أخفيك أخي، لم أتمكّن من فهم القصّة كما أردتَ لها أن تُفهم ربّما. ضاع الأثر بسبب انحيازك للإغماض عوضا عن التّلميح أو ربّما في نيّة التلميح.
          تقديري و خالص شكري لك على سعة الصّدر.

          سامحني أخي محمد على الغموض غير المتعمّد والسبب قد أشرتُ إليه آنِفًا
          وأشكرك كثيرا على الكلمات الجميلة التي استطعت من خلالها التوغّل فتحتلّ الصدارة العميقة وتثير المشاعر وكأنِّي بك ، أيُّها النبيل تسكب المزيد منها لتؤجِّج النيران التي بداخلي
          تحيَّاتي الخالِصة
          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-02-2016, 06:03.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X