https://drive.google.com/file/d/0B3z...ew?usp=sharing
مكسورة الجناحِ ، هكذا كانت دائمًا تقول عن نفسِها، وبعد أن كبُرت ، وصارت تعلمُ أنَّ الاسم الذي تحمِلُه ، هو لطائرٍ أسيرٍ ، ورِثت منه ، ليس فقط الأناقة ، أو الرشاقة والجمال ، بل حتى الحزن والكآبة ، وكلَّما تفقَّد مُحيَّاها يرى في عينيها الشَّاحِبتين ملامِحَ التوسُّلِ والرَّجاءِ ، فتيقّن بمرور الزمن ، أن حجم الدَّمار الذي بداخِلها ، وكان هائلاً ، سببُهُ صروف الدَّهرِ وظُلمِ الأنامِ
***
مكسورة الجناحِ ، هكذا كانت دائمًا تقول عن نفسِها، وبعد أن كبُرت ، وصارت تعلمُ أنَّ الاسم الذي تحمِلُه ، هو لطائرٍ أسيرٍ ، ورِثت منه ، ليس فقط الأناقة ، أو الرشاقة والجمال ، بل حتى الحزن والكآبة ، وكلَّما تفقَّد مُحيَّاها يرى في عينيها الشَّاحِبتين ملامِحَ التوسُّلِ والرَّجاءِ ، فتيقّن بمرور الزمن ، أن حجم الدَّمار الذي بداخِلها ، وكان هائلاً ، سببُهُ صروف الدَّهرِ وظُلمِ الأنامِ
***
تَعَطَّلَ لوحُ الكتابةِ ، وغابت المعاني ، فتغيّر لونّه وصار شاحبًا كالنص الذي ينوي الإفراج عنه ، والظروفِ القاسية التي تقِف أمامه كي تمنعَهُ من الكتابة : وفجأةً
تنقطعُ الكهرَباءُ :
تنقطعُ الكهرَباءُ :
- " إنا لله وإنا إليه راجعون "
فيَستَرْجِعُ مخَافَةً أن يَفقِدَ أعصابَهُ .
يُقُرعُ البابُ بعدها ، فيستنفِر من مكانِه :
يُقُرعُ البابُ بعدها ، فيستنفِر من مكانِه :
- " منْ ؟ "
يتبعُهُ رَدٌّ مُفَاجِئٌ :
- " ليس هذا مكانُهُ ؟ "
تُباغِتهُ زوجتُه التيجاءت لتثبيطِه ، وحتى تُفسِدَ عليه خَلوَتَهُ ،تُلِحُّ على غير عادتِها ، وتُشِيرُ إلى السِّتَارِ المُعَلَّقِ ، وتَعلَمُ جَيِّدًا أَنَّهُ لا يَرغَبُ في الكلامِ ؟
فينتَفِضُ غاضِبًا :
فينتَفِضُ غاضِبًا :
- " مكانُ من ؟ ، و ماذا أيضًا ؟ ".
خطرَ بِبَالِهِ تغيير المكانِ ، وراح يتساءلُ ؛أيُّ مكانٍ سيكون أفضلَ من الذي هو فيه ؟ ، ليس هناك سوى غرفةُ النوم ِالمريحةِ ؟قرَّرَ أن يرتحِل ، وقام بجمعِ أغراضِهِ ، بدءًا بِالجهازِ ( الكومبيوتر ) وما تبِعَه ، ولم ينتَبِه إلى الأسْلاَكِ المتَنَاثَرة حولَه ، فتعَثَّرَ بها
وكادَ يَسقُط :
وكادَ يَسقُط :
- " اللّعنة ؟ ".
لن يجِد أفضل من اللَّعن والسبِّ وسيلةً للتعبيرِ عن شدّةِ امتعاضِه .
لكنَّه يُواصِِلُ خُطواتَه بحذرٍ ،
جميع من في البيتِ يراقِبه ،
إنَّهُ يثيرُ الشَّفَقَة ،
لا أحدٌ يَعلمُ ما قد جَري لَه ؟
ما سرُّالإصرارِ ؟
والبحثِ عن الشيءٍ الغائبِ ؟
عن الحلٍّ المفقودِ ؟
، عن مكانٍ مناسبٍ ، ربَّما ، عن سُبُلِ الخروجِ من الوَرْطَةِ ؛
لا يبرحُ يعيد الذّاكِرة إلى الوراء ، إلى زمنٍ ولَّى ولن يعود ،
يقاوِمُ النسيان رغم كل الجحود .
سيحاوِل التملُّص بكلِّ جُهدٍ ، من الهَواجِسِ المنغِّصة ، ليتخلَّص من الشعورِ بالذنبِ ، ومن النَّدَمِ على ما فرّط وضيَّع .
ويَنتَقِمَ لها ،
ِمن الأيَّامِ ،
من الظروف ،
من الناسوالأعداء .
وسيَأخُذُ بِالثَّأْرِ المغيَّب ،
ليهوّن الموت ، ويخفِّف من حِدَّةِ الجفاء ِ،
فتهدأ ، وتسلم ، وتسكُن روحُها تحت الثرى .
ويقول للذين لا يُحِبُّونَها ، ولا يَرغَبُون حتَّى في سَمَاعِ ذِكْرِها ،
:
- " مُوتُوا بِغَيظِكُم "
في حين لم يَبقَ من عُمرِهِ ما يُطَمئنُ الفُؤادَ
جميع من في البيتِ يراقِبه ،
إنَّهُ يثيرُ الشَّفَقَة ،
لا أحدٌ يَعلمُ ما قد جَري لَه ؟
ما سرُّالإصرارِ ؟
والبحثِ عن الشيءٍ الغائبِ ؟
عن الحلٍّ المفقودِ ؟
، عن مكانٍ مناسبٍ ، ربَّما ، عن سُبُلِ الخروجِ من الوَرْطَةِ ؛
لا يبرحُ يعيد الذّاكِرة إلى الوراء ، إلى زمنٍ ولَّى ولن يعود ،
يقاوِمُ النسيان رغم كل الجحود .
سيحاوِل التملُّص بكلِّ جُهدٍ ، من الهَواجِسِ المنغِّصة ، ليتخلَّص من الشعورِ بالذنبِ ، ومن النَّدَمِ على ما فرّط وضيَّع .
ويَنتَقِمَ لها ،
ِمن الأيَّامِ ،
من الظروف ،
من الناسوالأعداء .
وسيَأخُذُ بِالثَّأْرِ المغيَّب ،
ليهوّن الموت ، ويخفِّف من حِدَّةِ الجفاء ِ،
فتهدأ ، وتسلم ، وتسكُن روحُها تحت الثرى .
ويقول للذين لا يُحِبُّونَها ، ولا يَرغَبُون حتَّى في سَمَاعِ ذِكْرِها ،
:
- " مُوتُوا بِغَيظِكُم "
في حين لم يَبقَ من عُمرِهِ ما يُطَمئنُ الفُؤادَ
كونها الحقيقة ، وليست وهمًا ، كصورة الإنسانة التي رَهَنَت حَيَاتَها بين نقِيضِيْ :
مُجْتَمَعٍ جاهِلٍ ، لا يقدِّرُ الحياة ، ولا يُراعي أسباب السَّعَادَةِ ، وتقاليدٍ عَمْياءٍ ، تُكرِّسُ النَظْرَة العِدائَيَّة، ولا تَرَى في الأُنْثَى سِوى النُّقْصَ والعيبَ ، بأنَّ مَصِيرَها ليس في عُذوبتِها ، بل مَرْهُونٌ بعُذريَّتِها ، وبمدى استسلامِها للعاداتِ البغيَّةِ ، والممارساتِ الشنيعة التي تُروِّج لتفضَح نفسَها ، تلك النَظْرَةُالمنكَرةُ وتدلُّ على مرَضٍ اعتَرَى مجتمع " الذُكُورَيّة " ومُبالغتَه ، بِإدخالِ الخَوْفِ والرَّيْبِ في نَفْسِ الأُنْثَى ، والتي انْتَظَرَت كثيرًاإلى أن تَمَرَّدَت ، وصارَ لا فَرْقَ بَيْنَها وبين الرَّجُلِ ، فتحجَّجت بالمحظورِ والمباحِ ، وكثر اللّوم عليها ، فأشهرت سلاحَها في وجه التقاليد البريئة .
لم تعُد تلك ، المرأةُ التي تمنَحُ الكثير ولا تأخُذ إلاَّ اليسيرَ ، و ما تَسُدُّ به الرًّمَقَ .
مُجْتَمَعٍ جاهِلٍ ، لا يقدِّرُ الحياة ، ولا يُراعي أسباب السَّعَادَةِ ، وتقاليدٍ عَمْياءٍ ، تُكرِّسُ النَظْرَة العِدائَيَّة، ولا تَرَى في الأُنْثَى سِوى النُّقْصَ والعيبَ ، بأنَّ مَصِيرَها ليس في عُذوبتِها ، بل مَرْهُونٌ بعُذريَّتِها ، وبمدى استسلامِها للعاداتِ البغيَّةِ ، والممارساتِ الشنيعة التي تُروِّج لتفضَح نفسَها ، تلك النَظْرَةُالمنكَرةُ وتدلُّ على مرَضٍ اعتَرَى مجتمع " الذُكُورَيّة " ومُبالغتَه ، بِإدخالِ الخَوْفِ والرَّيْبِ في نَفْسِ الأُنْثَى ، والتي انْتَظَرَت كثيرًاإلى أن تَمَرَّدَت ، وصارَ لا فَرْقَ بَيْنَها وبين الرَّجُلِ ، فتحجَّجت بالمحظورِ والمباحِ ، وكثر اللّوم عليها ، فأشهرت سلاحَها في وجه التقاليد البريئة .
لم تعُد تلك ، المرأةُ التي تمنَحُ الكثير ولا تأخُذ إلاَّ اليسيرَ ، و ما تَسُدُّ به الرًّمَقَ .
تعليق