https://drive.google.com/file/d/0B3zbT3DqHIi6bTF2b3NGSXdfRnc/view?usp=sharing
دخل يَتَفَقَّدُ ، المكانَ تِلوَ المكانِ ، يُصعِّدُ من لهجَتِهِ تارةً ، ثُمَّ يَعودُ إلى جادّةِ الصَّوابِ ويَسْأَلُ بِبراءَةٍ جميع من يَعْتَرِضُهُ ،
دخل يَتَفَقَّدُ ، المكانَ تِلوَ المكانِ ، يُصعِّدُ من لهجَتِهِ تارةً ، ثُمَّ يَعودُ إلى جادّةِ الصَّوابِ ويَسْأَلُ بِبراءَةٍ جميع من يَعْتَرِضُهُ ،
فتَأخُذُ بِيَدِهِ إِحدَى المُمَرِّضَاتِ :
- " من هُنَا سَيِّدِي " ؛
يردُّ عليها :
- " جزآكِ اللهُ عَنِّي "
دَخَلَ صَالَةَ النِّساءِ رُفقَةَ ابنَتِهِ ، ولم تَكُن تَبلغُ عِندَها سَنَّ المُراهَقَةِ ، وبعد أن صال وجال ، وتَاهَ بين الأجنِحَةِ والأروِقَةِ ، يَجُوبُها طُولاً وعَرْضًا ، واشتُبِهَ فيه ، ولم يعد يُفَرِّقُ بين الأمكِنَةِ ، يبحثُ ويفتِّشُ عَنْها ، فيَتَجمَّدُ بَصَرُهُ عِندَ صُورَةِ إِنسانةٍ تَشْبِهُها، لم يَتَحَقَّق مِنها جيِّدًا ، إلاَّ بعد أن رآها نَائِمَةً كالطِّفلِ البريءِ في مَهْدِهِ ،تُراوِدُهُ الأحلامُ ، وتُعانِقُهُ الأطيافُ ، فانْهَالَ علي جبينِها يقبِّلُ ويَبْكِي ، بعد أن تَأَكَّدَ من ابتِسَامَةِ الشَّوْقِ التي تعوَّدَ عَلَيها ، وتُبَادِلُه بها عند كلِّ غَيَّابٍ ؛
- " طَهُورٌ إن شاءَ الله ، كيف حَالُكِ ؟ كَبَّرُوا لقَلْبِكِ عليَّ ، أُمِّي الحَبِيبَة " .
يَعتَذِرُ لها عن أيِّ تَقصِيرٍ بدَرَ مِنهُ ، محاوِلاً ، ذاتَ الوقتِ ، التَّنْدِيدِ بالنَّوَايَا السَيِّئَةِ لبعضِ الشَّيَاطِين ، والذين يُثِيرُون الفِتْنَة، ويَزرَعُون الكَراهِيَّةِ بينهُما حتَّى تُجَافِيه ، لتزيد على ظُرُوفِهِ السيِّئةِ ، التي تَحرِمُها مِنه ، والتي لا تَخفَى عليها ، من عِوَزٍ وحاجَةٍ ، وضَيْقِ ذاتِ اليَدِ ، تُنَكِّلُ بهِ منذ أن خرجَ من السَّجنِ ، ولَعَلَّ كلَّ ذلك يَشفَعُ له عندها .
تعليق