( الساناتوريوم )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    ( الساناتوريوم )

    https://drive.google.com/file/d/0B3zbT3DqHIi6bTF2b3NGSXdfRnc/view?usp=sharing

    دخل يَتَفَقَّدُ ، المكانَ تِلوَ المكانِ ، يُصعِّدُ من لهجَتِهِ تارةً ، ثُمَّ يَعودُ إلى جادّةِ الصَّوابِ ويَسْأَلُ بِبراءَةٍ جميع من يَعْتَرِضُهُ ،
    فتَأخُذُ بِيَدِهِ إِحدَى المُمَرِّضَاتِ :
    - " من هُنَا سَيِّدِي " ؛
    يردُّ عليها :
    - " جزآكِ اللهُ عَنِّي "
    دَخَلَ صَالَةَ النِّساءِ رُفقَةَ ابنَتِهِ ، ولم تَكُن تَبلغُ عِندَها سَنَّ المُراهَقَةِ ، وبعد أن صال وجال ، وتَاهَ بين الأجنِحَةِ والأروِقَةِ ، يَجُوبُها طُولاً وعَرْضًا ، واشتُبِهَ فيه ، ولم يعد يُفَرِّقُ بين الأمكِنَةِ ، يبحثُ ويفتِّشُ عَنْها ، فيَتَجمَّدُ بَصَرُهُ عِندَ صُورَةِ إِنسانةٍ تَشْبِهُها، لم يَتَحَقَّق مِنها جيِّدًا ، إلاَّ بعد أن رآها نَائِمَةً كالطِّفلِ البريءِ في مَهْدِهِ ،تُراوِدُهُ الأحلامُ ، وتُعانِقُهُ الأطيافُ ، فانْهَالَ علي جبينِها يقبِّلُ ويَبْكِي ، بعد أن تَأَكَّدَ من ابتِسَامَةِ الشَّوْقِ التي تعوَّدَ عَلَيها ، وتُبَادِلُه بها عند كلِّ غَيَّابٍ ؛
    - " طَهُورٌ إن شاءَ الله ، كيف حَالُكِ ؟ كَبَّرُوا لقَلْبِكِ عليَّ ، أُمِّي الحَبِيبَة " .
    يَعتَذِرُ لها عن أيِّ تَقصِيرٍ بدَرَ مِنهُ ، محاوِلاً ، ذاتَ الوقتِ ، التَّنْدِيدِ بالنَّوَايَا السَيِّئَةِ لبعضِ الشَّيَاطِين ، والذين يُثِيرُون الفِتْنَة، ويَزرَعُون الكَراهِيَّةِ بينهُما حتَّى تُجَافِيه ، لتزيد على ظُرُوفِهِ السيِّئةِ ، التي تَحرِمُها مِنه ، والتي لا تَخفَى عليها ، من عِوَزٍ وحاجَةٍ ، وضَيْقِ ذاتِ اليَدِ ، تُنَكِّلُ بهِ منذ أن خرجَ من السَّجنِ ، ولَعَلَّ كلَّ ذلك يَشفَعُ له عندها .

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 10-02-2016, 15:23.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    تحيّة مُتجدّدة أستاذ مصباح.
    أسلوبك جذّاب يستحقّ الثناء. لكن أخي لو تدبّرت قليلا الفرق بين مسألة التّلميح الضّروريّة للقصّة و بين الإخفاء و الإغماض، في رأيي ينبغي على الكاتب أن يُوفّر للقارىء العناصر الضّروريّة الدّنيا التي ستمكّنه من تأويل القصّة و إعمال عقله فيها و إصابة الأثر المرجو من كتابتها لا أن نحجب عنه الأساسيّات بدعوى الترميز أو الانفتاح على الفهم و استنباط المعاني.
    في هذا النصّ أيضا لم أتمكّن صراحة من تكوين فكرة عمّا حدث.
    أعتقد أخي أنّ الخلل يكمن في احتفاظك بما يساعد على جعل القصّة تمتلك خاصيّة التعدّي إلى قارىء.
    تقديري و خالص الودّ.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • مصباح فوزي رشيد
      يكتب
      • 08-06-2015
      • 1272

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
      تحيّة مُتجدّدة أستاذ مصباح.
      أسلوبك جذّاب يستحقّ الثناء. لكن أخي لو تدبّرت قليلا الفرق بين مسألة التّلميح الضّروريّة للقصّة و بين الإخفاء و الإغماض، في رأيي ينبغي على الكاتب أن يُوفّر للقارىء العناصر الضّروريّة الدّنيا التي ستمكّنه من تأويل القصّة و إعمال عقله فيها و إصابة الأثر المرجو من كتابتها لا أن نحجب عنه الأساسيّات بدعوى الترميز أو الانفتاح على الفهم و استنباط المعاني.
      في هذا النصّ أيضا لم أتمكّن صراحة من تكوين فكرة عمّا حدث.
      أعتقد أخي أنّ الخلل يكمن في احتفاظك بما يساعد على جعل القصّة تمتلك خاصيّة التعدّي إلى قارىء.
      تقديري و خالص الودّ.
      بدايةً أشكر لك هذا التواضع غير المستبعد
      كما أثمِّن تدخلك وأحاول اجعل من ملاحظاتك هذه بلسمًا أضعه مكان كل الخلل الذي أشرتم عليه
      ربَّما أكون مخطئً ، إن قلت لك إنني تعمّدت تجزِئة مشروعٍ نصٍّ بأكمله إلى ما هو عليه ليصير عبارة عن خلايا متقطّعة تستوجب ربط المحاورِ بعضِها وهو غير وارِدٍ البتَّة ، لأن الأمر يستجدي مساندة ومآزره وإرادة كبيرة من القارئ المتابع المخلص وهذا ما جعلني اطمح إليه بعد انتظار دفع بي إلى الانتحار
      إما بخصوص " خاصية التعدّي إلى قارئ " فصراحةً لم افهم قصدك ، وأرجو من سيادتك النبيلة شرحها أكثر لتعميم الفائدة
      تحياتٌ صادرةٌ من القلبِ للقلبِ ، قد لا ترقى إلى مستوى تواضُعِك والنصائح القيِّمة التي لم تبخل بها علينا ، لكنها صادقة ، ومن كلِّ ما يشوب هي خالِصة لك .
      مودّتي وتقديري
      التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-02-2016, 05:38.
      لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        سلامتك أخي مصباح،
        ما قصدته بالقصّة المُتعدّية للقارىء و هي تمسية لحظيّة راودتني عند كتابة التعقيب، هي القصّة المُزوّدة بدلالات واضحة زمان مكان شخوص علاقات إلى غير ذلك.
        من العناصر التي ستخوّل للقارىء اعتمادها في تكوين فكرة عما يحدث، و هذا طبعا لا يعني الشرح أو الإفضاء بأسرار النهاية.
        سأضرب لك مثلا على سبيل تقريب الفكرة: خذ مثلا برنامجا تعليميّا للغة ما. أعتقد - و هذا ينسحب على كتابة القصة أيضا ما دام هناك متلقّي في كلا الحالتين - أعتقد أن أفضل البرامج هي التي تمدّ المتلقّي بوضوح و دقّة و درس بالأدوات الضّروريّة ليهتدي إلى تكوين الجملة الشّهيرة: "ما اسمك؟" عوض أن تقدّمها له جاهزة في أوّل درس.
        أخجلني أدبك سيّدي.
        تقديري لك.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • مصباح فوزي رشيد
          يكتب
          • 08-06-2015
          • 1272

          #5


          التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 04-02-2016, 17:26.
          لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

          تعليق

          يعمل...
          X