كانت تقف خلف شباك النافذة، وتبتسم ابتسامة خفيفة
عيناها تمتدان الى ماوراء الزجاج، دون وعيها التقطت شيئاً ما بلسانها، كان مالحا وقطعاً كانت دمعة، رفعت ظهر كفها وهي
تثني اصابعها قرب شفتيها ومسحت مابقي عالقا هناك...
أدارت وجهها ناحية السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة، وارتمت عليه بعد ان تحررت من كل لباسها ،لمست جسدها بيديها
وهي تتساءل،هل سأكون آية تفتح ابواب الجحيم لي؟ أم أن هناك نفقاً في آخر الممر عليه تنهيدة ضوء يفرش دربي بلون ابيض ؟
حقا لا أعلم ...هكذا كانت تتساءل مع نفسها وهي تلمس جسدها العاري جدا..
فجأة ،تغيرت ملامحها وجلست على طرف السرير تواجه مرآة كبيرة على الحائط المقابل لها، تأملت نفسها جيدا
وهي تلاحظ بخوف تموجات جسدها تمسكت بحواف السرير واغمضت عينيها ...
نهضت بسرعة ،واخذت ملابسها، ارتدتها ..ثم نظرت نحو المرآة ..أدخلت اناملها عبر شعرها المنسدل ..وأخذت حقيبة يدها وخرجت،
نزلت الدرج بتأنٍ، فهي لازالت تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة ..اقتربت من عامل الاستقبال وناولته المفتاح الالكتروني لغرفتها
نظر اليها ب بٱبتسامة عريضة ،بادلته ا الٱبتسامة وخرجت من البوابة الكبيرة لبهو الفندق الجميل...
ثمانية أشهر وهي في هذا البلد البعيد عن موطنها بآلاف الكيلومترات...
استقلت سيارة أجرة ،وقفت امام قدميها ونزل السائق بأدب كبير يفتح لها الباب..منحته ٱبتسامة دليل شكر على نبله نحوها، وولجت
نحو المقعد الخلفي .. ٱنطلق بها في ٱتجاه المكان الذي طلبت منه ؛عبارة عن معبد في أطراف هذه المدينة التي يملأ الحنين شوارعها ..
دخلت المعبد وهي تتنفس طويلا وكثيرا..كانت تتمتم بصوت يسمعه قلبها فقط :ي يا إلهي يارب كل السماوات والأرض
أعرف بأن هذا المكان ليس مكان عبادتي ولا من في هذا المعبد يدينون بديني
لكني أعرف انك في كل مكان ، وأنك تستجيب لكل من يدعونك في سره او جهره
يارب كل الديانات وكل الانبياء وكل البشر..ظ±رحم قلبي الصغير فقد تهت و الخوف أبعدني عن نفسي وما عدت أعرف
الخطأ من الصواب ،أنت هنا وهناك وقربي أرشد خطوتي نحو الضياء..سالت أدمع غزيرة على وجنتيها ..وخرجت من المعبد ..
كانت ترى الوجوه حولها تكتسي الجدية والثبات ..كانت تحس بدقات قلوب حامليها تنبض بطمأنينة غابت عنها من مدة.
حملتها قدماها نحو مخارج المدينة ..هناك التقت بسيارة اجرة اعادتها الى الفندق الذي تنزل فيه.
دخلت غرفتها وقرأت كل البيانات التي أرفقت مع جواز سفرها،والفحوصات الطبية كلها ، نظرت الى كل هذا بتمعن كبير بعدها القت بهم على الأرض
لم تستيقظ إلا على دقات على الباب فتحت عينيها بصعوبة كبيرة ..ونهضت متثاقلة لكي ترى من يقتحم خلوتها في هذه الساعة ..
فتحت الباب واذا به موظف الاستقبالات يخبرها ان لها ٱتصال من المستشفى ويسألها هل يحول المكالمة الى غرفتها أجابته بالقبول وشكرته.
عادت قرب الهاتف وبعد رنتين منه حملت السماعة.:
ـ مرحبا دكتور كيف حالك ,سكتت برهة
ثم أردفت ردا على ماقيل في الطرف الآخر :
نعم بخير لا لاأحس بأي تعب
الحجز غدا نعم
لاتقلق سيكون كل شيء بخير
شكرا مرة ثانية دكتور على كل ماقدمته لي ..نعم رقم المستشفى معي وساوافيك بأي مستجد قد يحصل معي ..
مع السلامة.
انهت مكالمتها
وبقيت متسمرة تنظر للسماعة في يدها
وتمتمت قائلة :حقا سيكون كل شيء على مايرام ؟
حاولت ان تغوص في فراشها وأن تدفن رأسها في وسادتها ..
كان الخوف أكبر منها ،فلم تستطع ان تحبس فيضان عينيها وهي تتذكر والديها؛
كيف استطاعت ان تقوم بهذا دون ان يعلما ..دون ان يعرفا حتى وجهتها الحقيقية
كل مايعرفانه أنها تكمل دراستها في جامعة السوربون
غالبتها ضحكة ساخرة من نفسها وهي تعيد كلمة السوربون .. آه السوربون
لم تدر في أية ساعة غلبها النوم ..واستيقظت على دقات المنبه، كانت الساعة تشير الى السابعة صباحا
قامت من السرير، بتكاسل متعمد ،دخلت الحمام جمعت شعرها الذي اخذ لونا ذهبيا يشبه سنابل القمح على شكل ذيل فرس
وتأنقت جيدا احست بأنها جميلة ، لا بل ادركت انها اخيرا ، تحس بأنها كينونة تتحرك تتنفس، وأنها لاتخجل وأبدا لن تختبئ من جديد
بمقاسات أخرى ستكون هي وفقط ، نظرت بإعجاب الى نفسها ورسمت ملامح مطمئنة
وغادرت بعد ان تناولت فطورا شهياً في مطعم الفندق..
طول طريق عودتها وهي تسترجع تفاصيل رحلتها من البلد الذي اقامت فيه اكثر من ثمانية أشهر بعيدة عن ذويها واصحابها والمدينة
التي كبرت فيها ..هاهي الآن تقترب من مسقط رأسها والخوف يكبر داخلها لم تعد تسمع شيئا سوى دقات قلبها التي طغت على محرك السيارة
وصلت الى الحي التي تقطن فيه ؛ترجلت وحاسبت السائق ..كان بعض الجيران يتهامسون وقت نزولها انحت لهم بٱبتسامة مشرقة
وٱبتسموا في وجهها ادارت المفتاح الذي تملكه في ثقب باب منزلها ودخلت اليه، كان والداها يشاهدان التلفاز
دوران المفتاح جعلهما يلتفتان نحو القادم
كانت الدهشة والاستغراب والتساؤل يقف على قيد الشفتين
من أنت؟
وكيف لك بمفتاح منزلنا؟
أجابت بتوتر وخوف بدى ظاهرا على ملامحها الجميلة :
أنا فؤاد بابا
ٱبنك ماما الحبيبة
كيف حالكم ؟
لم تنهِ كلامها وسقط والدها جثة هامدة..
عيناها تمتدان الى ماوراء الزجاج، دون وعيها التقطت شيئاً ما بلسانها، كان مالحا وقطعاً كانت دمعة، رفعت ظهر كفها وهي
تثني اصابعها قرب شفتيها ومسحت مابقي عالقا هناك...
أدارت وجهها ناحية السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة، وارتمت عليه بعد ان تحررت من كل لباسها ،لمست جسدها بيديها
وهي تتساءل،هل سأكون آية تفتح ابواب الجحيم لي؟ أم أن هناك نفقاً في آخر الممر عليه تنهيدة ضوء يفرش دربي بلون ابيض ؟
حقا لا أعلم ...هكذا كانت تتساءل مع نفسها وهي تلمس جسدها العاري جدا..
فجأة ،تغيرت ملامحها وجلست على طرف السرير تواجه مرآة كبيرة على الحائط المقابل لها، تأملت نفسها جيدا
وهي تلاحظ بخوف تموجات جسدها تمسكت بحواف السرير واغمضت عينيها ...
نهضت بسرعة ،واخذت ملابسها، ارتدتها ..ثم نظرت نحو المرآة ..أدخلت اناملها عبر شعرها المنسدل ..وأخذت حقيبة يدها وخرجت،
نزلت الدرج بتأنٍ، فهي لازالت تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة ..اقتربت من عامل الاستقبال وناولته المفتاح الالكتروني لغرفتها
نظر اليها ب بٱبتسامة عريضة ،بادلته ا الٱبتسامة وخرجت من البوابة الكبيرة لبهو الفندق الجميل...
ثمانية أشهر وهي في هذا البلد البعيد عن موطنها بآلاف الكيلومترات...
استقلت سيارة أجرة ،وقفت امام قدميها ونزل السائق بأدب كبير يفتح لها الباب..منحته ٱبتسامة دليل شكر على نبله نحوها، وولجت
نحو المقعد الخلفي .. ٱنطلق بها في ٱتجاه المكان الذي طلبت منه ؛عبارة عن معبد في أطراف هذه المدينة التي يملأ الحنين شوارعها ..
دخلت المعبد وهي تتنفس طويلا وكثيرا..كانت تتمتم بصوت يسمعه قلبها فقط :ي يا إلهي يارب كل السماوات والأرض
أعرف بأن هذا المكان ليس مكان عبادتي ولا من في هذا المعبد يدينون بديني
لكني أعرف انك في كل مكان ، وأنك تستجيب لكل من يدعونك في سره او جهره
يارب كل الديانات وكل الانبياء وكل البشر..ظ±رحم قلبي الصغير فقد تهت و الخوف أبعدني عن نفسي وما عدت أعرف
الخطأ من الصواب ،أنت هنا وهناك وقربي أرشد خطوتي نحو الضياء..سالت أدمع غزيرة على وجنتيها ..وخرجت من المعبد ..
كانت ترى الوجوه حولها تكتسي الجدية والثبات ..كانت تحس بدقات قلوب حامليها تنبض بطمأنينة غابت عنها من مدة.
حملتها قدماها نحو مخارج المدينة ..هناك التقت بسيارة اجرة اعادتها الى الفندق الذي تنزل فيه.
دخلت غرفتها وقرأت كل البيانات التي أرفقت مع جواز سفرها،والفحوصات الطبية كلها ، نظرت الى كل هذا بتمعن كبير بعدها القت بهم على الأرض
لم تستيقظ إلا على دقات على الباب فتحت عينيها بصعوبة كبيرة ..ونهضت متثاقلة لكي ترى من يقتحم خلوتها في هذه الساعة ..
فتحت الباب واذا به موظف الاستقبالات يخبرها ان لها ٱتصال من المستشفى ويسألها هل يحول المكالمة الى غرفتها أجابته بالقبول وشكرته.
عادت قرب الهاتف وبعد رنتين منه حملت السماعة.:
ـ مرحبا دكتور كيف حالك ,سكتت برهة
ثم أردفت ردا على ماقيل في الطرف الآخر :
نعم بخير لا لاأحس بأي تعب
الحجز غدا نعم
لاتقلق سيكون كل شيء بخير
شكرا مرة ثانية دكتور على كل ماقدمته لي ..نعم رقم المستشفى معي وساوافيك بأي مستجد قد يحصل معي ..
مع السلامة.
انهت مكالمتها
وبقيت متسمرة تنظر للسماعة في يدها
وتمتمت قائلة :حقا سيكون كل شيء على مايرام ؟
حاولت ان تغوص في فراشها وأن تدفن رأسها في وسادتها ..
كان الخوف أكبر منها ،فلم تستطع ان تحبس فيضان عينيها وهي تتذكر والديها؛
كيف استطاعت ان تقوم بهذا دون ان يعلما ..دون ان يعرفا حتى وجهتها الحقيقية
كل مايعرفانه أنها تكمل دراستها في جامعة السوربون
غالبتها ضحكة ساخرة من نفسها وهي تعيد كلمة السوربون .. آه السوربون
لم تدر في أية ساعة غلبها النوم ..واستيقظت على دقات المنبه، كانت الساعة تشير الى السابعة صباحا
قامت من السرير، بتكاسل متعمد ،دخلت الحمام جمعت شعرها الذي اخذ لونا ذهبيا يشبه سنابل القمح على شكل ذيل فرس
وتأنقت جيدا احست بأنها جميلة ، لا بل ادركت انها اخيرا ، تحس بأنها كينونة تتحرك تتنفس، وأنها لاتخجل وأبدا لن تختبئ من جديد
بمقاسات أخرى ستكون هي وفقط ، نظرت بإعجاب الى نفسها ورسمت ملامح مطمئنة
وغادرت بعد ان تناولت فطورا شهياً في مطعم الفندق..
طول طريق عودتها وهي تسترجع تفاصيل رحلتها من البلد الذي اقامت فيه اكثر من ثمانية أشهر بعيدة عن ذويها واصحابها والمدينة
التي كبرت فيها ..هاهي الآن تقترب من مسقط رأسها والخوف يكبر داخلها لم تعد تسمع شيئا سوى دقات قلبها التي طغت على محرك السيارة
وصلت الى الحي التي تقطن فيه ؛ترجلت وحاسبت السائق ..كان بعض الجيران يتهامسون وقت نزولها انحت لهم بٱبتسامة مشرقة
وٱبتسموا في وجهها ادارت المفتاح الذي تملكه في ثقب باب منزلها ودخلت اليه، كان والداها يشاهدان التلفاز
دوران المفتاح جعلهما يلتفتان نحو القادم
كانت الدهشة والاستغراب والتساؤل يقف على قيد الشفتين
من أنت؟
وكيف لك بمفتاح منزلنا؟
أجابت بتوتر وخوف بدى ظاهرا على ملامحها الجميلة :
أنا فؤاد بابا
ٱبنك ماما الحبيبة
كيف حالكم ؟
لم تنهِ كلامها وسقط والدها جثة هامدة..
تعليق