لحظات حرجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رقية عبد الرحمن
    أديب وكاتب
    • 07-02-2016
    • 145

    لحظات حرجة

    كانت تقف خلف شباك النافذة، وتبتسم ابتسامة خفيفة
    عيناها تمتدان الى ماوراء الزجاج، دون وعيها التقطت شيئاً ما بلسانها، كان مالحا وقطعاً كانت دمعة، رفعت ظهر كفها وهي
    تثني اصابعها قرب شفتيها ومسحت مابقي عالقا هناك...
    أدارت وجهها ناحية السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة، وارتمت عليه بعد ان تحررت من كل لباسها ،لمست جسدها بيديها
    وهي تتساءل،هل سأكون آية تفتح ابواب الجحيم لي؟ أم أن هناك نفقاً في آخر الممر عليه تنهيدة ضوء يفرش دربي بلون ابيض ؟
    حقا لا أعلم ...هكذا كانت تتساءل مع نفسها وهي تلمس جسدها العاري جدا..
    فجأة ،تغيرت ملامحها وجلست على طرف السرير تواجه مرآة كبيرة على الحائط المقابل لها، تأملت نفسها جيدا
    وهي تلاحظ بخوف تموجات جسدها تمسكت بحواف السرير واغمضت عينيها ...
    نهضت بسرعة ،واخذت ملابسها، ارتدتها ..ثم نظرت نحو المرآة ..أدخلت اناملها عبر شعرها المنسدل ..وأخذت حقيبة يدها وخرجت،
    نزلت الدرج بتأنٍ، فهي لازالت تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة ..اقتربت من عامل الاستقبال وناولته المفتاح الالكتروني لغرفتها
    نظر اليها ب بٱبتسامة عريضة ،بادلته ا الٱبتسامة وخرجت من البوابة الكبيرة لبهو الفندق الجميل...
    ثمانية أشهر وهي في هذا البلد البعيد عن موطنها بآلاف الكيلومترات...
    استقلت سيارة أجرة ،وقفت امام قدميها ونزل السائق بأدب كبير يفتح لها الباب..منحته ٱبتسامة دليل شكر على نبله نحوها، وولجت
    نحو المقعد الخلفي .. ٱنطلق بها في ٱتجاه المكان الذي طلبت منه ؛عبارة عن معبد في أطراف هذه المدينة التي يملأ الحنين شوارعها ..
    دخلت المعبد وهي تتنفس طويلا وكثيرا..كانت تتمتم بصوت يسمعه قلبها فقط :ي يا إلهي يارب كل السماوات والأرض
    أعرف بأن هذا المكان ليس مكان عبادتي ولا من في هذا المعبد يدينون بديني
    لكني أعرف انك في كل مكان ، وأنك تستجيب لكل من يدعونك في سره او جهره
    يارب كل الديانات وكل الانبياء وكل البشر..ظ±رحم قلبي الصغير فقد تهت و الخوف أبعدني عن نفسي وما عدت أعرف
    الخطأ من الصواب ،أنت هنا وهناك وقربي أرشد خطوتي نحو الضياء..سالت أدمع غزيرة على وجنتيها ..وخرجت من المعبد ..
    كانت ترى الوجوه حولها تكتسي الجدية والثبات ..كانت تحس بدقات قلوب حامليها تنبض بطمأنينة غابت عنها من مدة.
    حملتها قدماها نحو مخارج المدينة ..هناك التقت بسيارة اجرة اعادتها الى الفندق الذي تنزل فيه.
    دخلت غرفتها وقرأت كل البيانات التي أرفقت مع جواز سفرها،والفحوصات الطبية كلها ، نظرت الى كل هذا بتمعن كبير بعدها القت بهم على الأرض
    لم تستيقظ إلا على دقات على الباب فتحت عينيها بصعوبة كبيرة ..ونهضت متثاقلة لكي ترى من يقتحم خلوتها في هذه الساعة ..
    فتحت الباب واذا به موظف الاستقبالات يخبرها ان لها ٱتصال من المستشفى ويسألها هل يحول المكالمة الى غرفتها أجابته بالقبول وشكرته.
    عادت قرب الهاتف وبعد رنتين منه حملت السماعة.:
    ـ مرحبا دكتور كيف حالك ,سكتت برهة
    ثم أردفت ردا على ماقيل في الطرف الآخر :
    نعم بخير لا لاأحس بأي تعب
    الحجز غدا نعم
    لاتقلق سيكون كل شيء بخير
    شكرا مرة ثانية دكتور على كل ماقدمته لي ..نعم رقم المستشفى معي وساوافيك بأي مستجد قد يحصل معي ..
    مع السلامة.
    انهت مكالمتها
    وبقيت متسمرة تنظر للسماعة في يدها
    وتمتمت قائلة :حقا سيكون كل شيء على مايرام ؟


    حاولت ان تغوص في فراشها وأن تدفن رأسها في وسادتها ..
    كان الخوف أكبر منها ،فلم تستطع ان تحبس فيضان عينيها وهي تتذكر والديها؛
    كيف استطاعت ان تقوم بهذا دون ان يعلما ..دون ان يعرفا حتى وجهتها الحقيقية
    كل مايعرفانه أنها تكمل دراستها في جامعة السوربون
    غالبتها ضحكة ساخرة من نفسها وهي تعيد كلمة السوربون .. آه السوربون
    لم تدر في أية ساعة غلبها النوم ..واستيقظت على دقات المنبه، كانت الساعة تشير الى السابعة صباحا
    قامت من السرير، بتكاسل متعمد ،دخلت الحمام جمعت شعرها الذي اخذ لونا ذهبيا يشبه سنابل القمح على شكل ذيل فرس
    وتأنقت جيدا احست بأنها جميلة ، لا بل ادركت انها اخيرا ، تحس بأنها كينونة تتحرك تتنفس، وأنها لاتخجل وأبدا لن تختبئ من جديد
    بمقاسات أخرى ستكون هي وفقط ، نظرت بإعجاب الى نفسها ورسمت ملامح مطمئنة
    وغادرت بعد ان تناولت فطورا شهياً في مطعم الفندق..
    طول طريق عودتها وهي تسترجع تفاصيل رحلتها من البلد الذي اقامت فيه اكثر من ثمانية أشهر بعيدة عن ذويها واصحابها والمدينة
    التي كبرت فيها ..هاهي الآن تقترب من مسقط رأسها والخوف يكبر داخلها لم تعد تسمع شيئا سوى دقات قلبها التي طغت على محرك السيارة
    وصلت الى الحي التي تقطن فيه ؛ترجلت وحاسبت السائق ..كان بعض الجيران يتهامسون وقت نزولها انحت لهم بٱبتسامة مشرقة
    وٱبتسموا في وجهها ادارت المفتاح الذي تملكه في ثقب باب منزلها ودخلت اليه، كان والداها يشاهدان التلفاز
    دوران المفتاح جعلهما يلتفتان نحو القادم
    كانت الدهشة والاستغراب والتساؤل يقف على قيد الشفتين
    من أنت؟
    وكيف لك بمفتاح منزلنا؟
    أجابت بتوتر وخوف بدى ظاهرا على ملامحها الجميلة :
    أنا فؤاد بابا
    ٱبنك ماما الحبيبة
    كيف حالكم ؟
    لم تنهِ كلامها وسقط والدها جثة هامدة..
    التعديل الأخير تم بواسطة رقية عبد الرحمن; الساعة 28-02-2016, 16:03.
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    يا آلهي رقية هل قصدت أنها تحولت . تساءلت عن ملابسات كتابتها، ألمشاهدة أم الافتراض؟.رغم كون التحول تقليعة الغرب إلا إنه ليس القضية الشاغلة هنا وآخر ما نتمنى أن نحارب هما جديدا يضاف لهمومنا التي لا تنتهي.. لم يسعني التعاطف مع البطلة المسكينة ولا مع دموعها ولا تعبدها المزعوم.. وقعت ضحية رثوت لحالها وحال عقوقها وشذوذ وصلت له
    القادم أجمل عزيزتي وأهلا.

    تعليق

    • رقية عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 07-02-2016
      • 145

      #3
      اختي اميمة
      مهما شكرت فلن أوفي حق تشجيعك
      حق ردك
      فشكرا من القلب
      وان شاء الله اكون عند حسن الظن
      ممتنة

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        مشكلة كبيرة باتت ظاهرة مع الأسف
        بدأت النص نمطيا وانتهى أيضا نمطي لأنك لم تعط لمخيلتك المساحة التي يحتاجها مثل هذه النصوص المركبة
        رأيت لو أنك بدأت ( منذ ثمانية شهور ) وتكملين
        النص تحتمل التكثيف جدا حيث أسهبت مثلا بوصف كيف ترجلت أو وصول سيارة الأجرة ومن هذ الكلمات التي لاتعطي النص وتأخذ منه
        ومضة النهاية بالرغم من فجائعيتها إلا أنها جاءت كأنها محشورة وفضلت لو أنك أدهشتهما وسكون شامل
        المهم ماأطبه منك هو القراءة الكثيرة لأنها ستفتح أمامك آفاقا جيدية
        وسعيدة أني تعرفت عليك من خلال نصك
        تحياتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • بسباس عبدالرزاق
          أديب وكاتب
          • 01-09-2012
          • 2008

          #5
          أضم صوتي لصوت الكاتبة والصديقة الرائعة عائدة

          لأن انطلاقك من النقطة التي تحدثت عنها الأستاذة هي نقطة مشوقة وبداية مثيرة للسؤال

          أما عن مضمون النص

          أود طرح سؤال بهذا الشان
          لما نسمع دوما عن تغيير الجنس نحو الأنوثة؟
          السؤال يفرض ثقافة ووعيا اكبر
          وربما يفرض علينا بتوسيع دائرة النقاش

          الماسونية تنخر فينا حتى اصبح الرجل يتزوج بالرجل
          وهذه مثل تلك

          لست ضد ما أتى به النص ولكن عزفنا فيه يجعله (موضوع فيه إن وكل أخواتها وبنات عمها)
          ربما لأن الرشقي يكره أن يتحول من يرى فيه رجولة أنثى تتفجر جمالا

          الموضوع أعقد مما يمكننا تناوله في قصة حسب رأيي لأنه بحاجة لخبير نفسي ومعالجات عدة

          بمعنى ان الرجل العادي استطاع البعض تحويله لامرأة في جسد رجل
          فما بالنا فيمن تختلط فيه ملامح الرجولة والأنوثة
          إنه صعب أن نقنع عربيا به

          قصدي أن الموضوع صعب التقبل حتى من أكثر ثقافة فمابالك برجل عادي

          وسأعطيك ربما هنا بابا لتجدي قفلة أفضل
          فرضا لو تقدم شاب لخطبتها ثم يعلم بشأن تحولها
          ما موقفه وكيف يكون تصرفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          هنا ستفجرين النص

          لست اطالبك بشئ بقدر ما أنا اتساءل مع نفسي

          وأعود وأقول النص نجح في إثارة بعض الاسئلة وبإمكانه تحويله لنقطة أكثر إضاءة
          والنص الجيد هو الذي لا يشبه غيره ويترك اثره في نفس القارئ
          نجحت في الثانية تبقى الأولى


          تقديري استاذتي وبانتظار إبداعتك القادمة بإذن الله
          السؤال مصباح عنيد
          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

          تعليق

          • رقية عبد الرحمن
            أديب وكاتب
            • 07-02-2016
            • 145

            #6
            استاذتنا وكاتبتنا عائدة محمد نادر:
            مرحبا بك
            وشكرا لك للتعقيب على هذا النص المتواضع
            فقط احببت ان اقول ان الاسراف في الوصف
            اردته اردت ان اتعمق في احاسيس شاب تحول برغبته
            فكانت البدايات ان يترجل بطريقة الانثى يتحرك ينزل الدرج
            وهكذا ..
            ومعك في النهاية احسني انا ايضا اني تسرعت فيها او انه اصابني الملل فاردت ان انهيه بسرعة
            فلم تكن بالشكل الذي يخدم النص
            شكرا لملاحظاتك التي سآخذ بها افي نص مقبل
            وشكرا من القلب لهطولك الجميل
            محبتي

            تعليق

            • رقية عبد الرحمن
              أديب وكاتب
              • 07-02-2016
              • 145

              #7
              مرحبا بالاستاذ بسباس عبد الرزاق
              اولا شكرا لاتكفيك لمنحك وقتا لقراءة نصي
              ثم الهطول بهكذا رد كبير
              ممتنة
              ثم قلتم بأن التحول الجنسي فقط من الذكر نحو الانثى
              أظن انه يشمل التحول نحو الجنسين معا

              وقلت ان الشرقي لايمكنه ان يتقبل هذا الامر
              استاذي في بلداننا العربية ودون ان ندخل في تحديد البلد
              فقد قرأت في وقت سابق انه تم تغيير جنس شخص في بلد عربي من زمان !!

              المسألة ليست وليدة اللحظة او الوقت الراهن
              اختلف توصيل الخبر ومعرفته وتحديد هويته وشكله
              من ايام وشهور الى اللحظة الى لحظة وقوع الخبر
              فياتينا سريعا ومهولا
              ولزواج المثلي من زمان كذلك وليس وليد الوقت
              وانا معك الموضوع متشعب ودقيق وحساس خاصة في نظرتنا الغير القابلة
              لاي نقاش الا بتواجد ناس اكفاء اخصاء
              اتمنى هذا ان يسلط الضوء بقوة على هذا الجانب
              الفكرة برمتها
              كانت عبارة عن ربورتاج لمسار شاب تحمل والداه عبء كافة الامور ليدرس خارج البلد في جامعه لها صيتها وشهرتها
              لكن لانه كان يرفض تقبل جسده وكان يشعر بانه انثى في جسد ذكر اخذ كل النقود ليقوم بهذه العملية
              وانا حاولت ان اجعل من هذا الروبرتاج قصة...
              ومعك ايضا ومع الاستاذة ان النهاية اتت فقط سريعة
              ساحاول في نص آخر ان اكون عند حسن ظنكم
              سعيدة بولوجك هنا
              وردك السخي جدا
              باقة امتنان استاذي

              تعليق

              • نورالدين لعوطار
                أديب وكاتب
                • 06-04-2016
                • 712

                #8
                الأستاذة رقية عبد الرحمن
                كنت هنا و جدت قصة تمتلك من مقومات النجاح الكثير
                وجدت أرضية لموضوع كبير لازم الإنسان منذ القدم
                وجدت جرحا إنسانيا تتجاذبه المادة والروح
                وجدت كاتبة واعدة استطاعت نقل الحدث بكثير من التجرد .
                تحية .

                تعليق

                يعمل...
                X