أوان الصمت...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سميرة سلمان
    عصفورة لاتجيد الزقزقة
    • 13-07-2012
    • 1326

    نبوءة كتابة
    هاربا من زحام الصباح هذا اليوم أخذ سائق السيارة الأجرة طريقا جانبا
    طريق فيه تعرجات ليست بالسهلة ولا بالصعبة..
    فيه مدرستي الابتدائية
    مدرستي اليوم بناية عادية من طابق واحد
    الغرف المطلية بالأبيض كافٍ لإنارتها الشباك العريض المغلف بالزجاج الشفاف
    في أيامنا كان المصباح الأصفر مع فتحة الكوة لا بأس بهما للإنارة
    مدرستي كانت عبارة عن حجرات محاذية لبستان صغير واسع الخضرة والثمر
    اليوم وأنا أمرر نظري عصافير كثيرة طارت من عينيّ لتحط على بضع نخلات باسقات أثر ذاك البستان باقية.
    أذكره جيدا أول يوم ذهبت للمدرسة، أمي أوصت بيّ باسمة بنت الجيران.
    باسمة تكبرني بثلاثة أعوام، وعافتني منتصف الطريق يومها؛ انشغلت مع بنات من عمرها
    انتهزت الفرصة
    وفتحت الفايل الذي حملتني أياه أمي، رأيت صورتي، قرأت اسمي واسم أبي وأول مرة أعرف اسم جدي!
    مسحت قطرات ندت على جبيني وأنا أفرغ من اسم أمي!
    تلفت بعدها حائرة أين امضي تلاميذ كثر من هم بعمري وأكبر مني لا أعرف منهم أحدا
    ولا ابرح مكانا فارقتني فيه باسمة.
    مع مجموعة من صبيان بعمره بدا لي حامد..
    حامد يسكن الحيّ المجاور وابن خالتي،
    حامد كان يهم بالخروج من الإبتدائية بينما أنا أدخلها
    حامد مجدٌ سريع الخطوات، درس وتخرج وبالإجبارية العسكرية إلتحق،
    تسرح، واشتغل وتزوج اثنين وانجب دزينة؛ سبع بنات وخمس اولاد،
    حامد كان يحب زوجته الثانية كثيرا، زوجته الثانية من الطائفة التي سحبت أنفاسه، زوجته الأولى أيضا من الطائفة التي سحبت أنفاسه
    لكن بات يعوزها ثلاثة أصابع لتعود كما كانت الأصابع عشرة.
    الشيء الذي أذكره من ذلك اليوم لحامد وابتسم، ضحكته العالية بينما أقول:
    حامد لنسمي أمي اسما آخر.
    لمدرستي وطريقها أذكر أشياءً كثيرة
    أذكر الشيخ الكبير حافي القدم وذهابه الذي يعاكس ذهابنا في الصباح الباكر
    الفتى الجامعي والحيلة التي ابتكرها للخلاص عند تعاقبنا من: كم الساعة
    الجامعي كان مفرط الأناقة وأبدا على عجالة
    كان ينظر لنا كبنات صغيرات لكن يسرى تريد غير ذلك!
    يسرى وحدها كانت تؤنس لأصوات الطيور الجميلة
    نحن كنا لا نعير سوى الخوف للنعيق الموحش..
    يسرى كانت ترقبْ تفتح أزهار الكبر..
    وقت كنا نتزاحم على فتحات سياج البستان
    ننتظر نضوج التفاح وثمار الإجاص والعنب.
    ذات مرة قالت لي: إذا رأيتِ حمامتين لا تبتعدان عن بعض حاولي أن تحصلي من عش الألفةِ على ريشة...
    صادفتُ الحمامتين... فهمت مغزى الريشة بين أشيائي، أغمضت عيني جبت السماء الصافية، حاولت كثيرا أفرد أحلامي وأحلق يقظة، منتبهة الخطوات
    بلا وساد يسند أوهامي
    ولم استطع.
    تفاصيل كثيرة
    لا تنسى
    فوضى الطفولة...
    صمت القيام والجلوس
    رفرفة العلم... النشيد الوطني لا زال
    هسيس الشرائط المعقودة وردة على ظفيرة أوظفيرتين
    ألوان الطباشير المتناثرة على الحدة الداكنة للنيلي
    وقفة الصباح ومنادة معلمي باسمي
    معلمي كان فرحا بي مبهورا..
    كلما جاء متأبطا جريدة يرفعني على منصة ذكائي وقدرتي أقرأ عنوانا عريضا أو حقلا يختار من الصفحة الأولى
    معلمي بإلحاح كان يسأل::
    ـــ هنا لو غرد العصفور أعلى الشجرة قيل أنى هذا
    ترسمين الحرف قبل بلوغ السادسة وتستسهلين ما خط القلم؟
    خبأت في صدري ظل التينة مثل كسرة طبشور بجيب المريول
    ظل التينة ظلل طفلين متقاربين بالحروف والبراءة قبل أن يفطن النهر ويشق جدولا
    مال عن التينة وعصافيرها لكن أخذ طفلا بعيدا عن طفلة
    معلمي ذات مرة قادني للصف الخامس؛ أحل مسألة
    لاأذكر المسألة ولا أعلم أن كان صحيحا حلها إذ
    وضح ليّ أن أثنين ناتج خاطئ للواحد زائد واحد
    هذا الزائد مفترق
    لو حذف وصارت 11 =
    أظن لايحدث لبسا مع الحادي عشر
    الأخير المنحدر من ظهر العشرة
    قد أصدق أن قلت لا أحب وقد أكذب أن قلت أمقت
    هذا العدد دونَ الأعداد كان يسيرا على أمي لفظا وكتابة
    أمي كانت تجيد العد للعشرة وأبي يغيظها بجارتنا التي تعد للعشرين
    ذات ضحى وجمع لبيض الدجاجات
    سألت: جارتنا كم بيضة جمعت
    قالت أمي: عشرة
    قالت جارتنا: أرى دجاجا كثيرا وعدد البيض لم يتجاوز العشرة قط
    أ هو الديك عندك له شكل الدجاجة؟
    زاحمت الغضبَ على عينيّ أمي وسبقتُ تدفق الشتائم همسا
    ـ لا عليك يا أمي سأعلمك العد للثلاثين
    عدا وكتابة
    صعب على أمي العدد 19 لفظا كما صعب 14 و24 حاولت بيدي الصغيرة أخفف من أرتعاش يدها عند 13 عشر و17 كما يشد معلمي على القلم بيد التلاميذ.
    فرحت كثيرا بحفظِ العدد 21 قالت: أغيظ الجارة وأعد للدجاجة الراقدة بالقادم
    لا أنظر للسماء؛ كثيرا ما تخفي القمرَ غيمةٌ حتى الصباح، أو يحجب إمتلاء النور فيه غبارٌ، أو خيط دخان ما
    وعند العدد الأخير نظرت أمي لطول الورقة
    وقالت :ــ لدينا بياض كثير لنضع هذي هنا وذا هناك
    وأنا أهم للثلاثين تذكرت ثلاثين أمي
    وأنفصال الصفر عن الثلاثة.
    التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 07-08-2017, 17:17.

    تعليق

    • سوسن مطر
      عضو الملتقى
      • 03-12-2013
      • 827

      كم من بهجة منسية
      على الرصيف المهمل
      آثار أزهار
      **
      قادم مثل أي شيء جميل تجاوز ذراعيّ المفتوحة
      **
      سيمتد التشجر السيمفوني.. وتنبت للأغاني أجنحة
      ريثما تشذب الظهيرة آخر ساعات الضجيج الصباحي وتتكئ على كتف سكون
      **
      مثل وردة قطفت
      قبل أن يعرف العطر
      تفاصيل المكان
      **
      لملم شذرات الضوء فقدتُ شهية الصعود للسماء.
      **
      ..


      ما أجملكِ عندما تعانقين الفجر
      على صفحةٍ من حياة
      بحرفٍ يمحو رتابة الأيام
      يرسمُ لكِ
      مع العصفور حكاية
      ومع ضوء الشمس بداية


      اكتبي على جناح النور
      فللأحلام والصباحات
      بين يديكِ
      طريقٌ آخر ..
      ينادينا
      لنسيرَ عليه
      وأعيننا إلى السماء
      نُحاولُ أنْ نحصيَ الجمال !
      *****


      كانَ لي فرصة اليوم بأن أقرأ الصفحات الأولى من هذا المتصفّح
      وكم كانت ملهمة وجميلة!
      هناك فقط بعض الأخطاء الصغيرة يمكن تدارُكَها.
      أيضاً أرجو منكِ تشكيل الحروف عند الضرورة.



      تحيّتي لكِ يا مبدعة


      ..

      تعليق

      • سميرة سلمان
        عصفورة لاتجيد الزقزقة
        • 13-07-2012
        • 1326

        المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة
        ..


        ما أجملكِ عندما تعانقين الفجر
        على صفحةٍ من حياة
        بحرفٍ يمحو رتابة الأيام
        يرسمُ لكِ
        مع العصفور حكاية
        ومع ضوء الشمس بداية


        اكتبي على جناح النور
        فللأحلام والصباحات
        بين يديكِ
        طريقٌ آخر ..
        ينادينا
        لنسيرَ عليه
        وأعيننا إلى السماء
        نُحاولُ أنْ نحصيَ الجمال !
        *****


        كانَ لي فرصة اليوم بأن أقرأ الصفحات الأولى من هذا المتصفّح
        وكم كانت ملهمة وجميلة!
        هناك فقط بعض الأخطاء الصغيرة يمكن تدارُكَها.
        أيضاً أرجو منكِ تشكيل الحروف عند الضرورة.



        تحيّتي لكِ يا مبدعة


        ..
        أهلا أستاذة سوسن مطر
        فيض بهجة حضورك الكريم واطلالتك الراقية
        تقديري وخالص المودة والاحترام
        اضحى مبارك وكل عام وانت بالف خير
        التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 27-08-2017, 10:52.

        تعليق

        • سميرة سلمان
          عصفورة لاتجيد الزقزقة
          • 13-07-2012
          • 1326

          ــ "كل عام وأنتَ بخير"

          بعد هذه العبارة العادية ماذا ؟!

          والعيد الفائت كنت مميزا ومختلفا

          ومستحيلا حد...

          كانت التهنئة

          فيضا من الشتائم!



          ينعاد عيدكم المبارك باليمن والبهجة والمسرات أعضاء الملتقى...

          تعليق

          • سوسن مطر
            عضو الملتقى
            • 03-12-2013
            • 827

            المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة
            (....)
            ينعاد عيدكم المبارك باليمن والبهجة والمسرات أعضاء الملتقى...

            ..

            كل عام وأنتِ بألف خير غاليتي
            أضحى مُبارك
            أعاده الله عليكِ وعلى أسرتكِ الكريمة
            بالخير والصحة والبركة والفرح الوفير

            كوني بخير دوماً
            مودتي

            ..

            تعليق

            • سوسن مطر
              عضو الملتقى
              • 03-12-2013
              • 827


              ..

              وعلى حافّةِ حقلٍ قابلتُك
              أخذتَ بيدي
              زرعتَني وردةً
              وكُنتَ ضوءَ الشّمس

              ..

              تعليق

              • سميرة سلمان
                عصفورة لاتجيد الزقزقة
                • 13-07-2012
                • 1326

                المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة

                ..

                كل عام وأنتِ بألف خير غاليتي
                أضحى مُبارك
                أعاده الله عليكِ وعلى أسرتكِ الكريمة
                بالخير والصحة والبركة والفرح الوفير

                كوني بخير دوماً
                مودتي

                ..
                يسعد عمرك ويحلي أيامك بالخير والفرح ولمة الأحباب يارب

                تعليق

                • مها راجح
                  حرف عميق من فم الصمت
                  • 22-10-2008
                  • 10970

                  المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة

                  ..

                  وعلى حافّةِ حقلٍ قابلتُك
                  أخذتَ بيدي
                  زرعتَني وردةً
                  وكُنتَ ضوءَ الشّمس

                  ..

                  لفتة تداوي قلباً تعِب ..
                  الله الله استاذة سوسن
                  رحمك الله يا أمي الغالية

                  تعليق

                  • مها راجح
                    حرف عميق من فم الصمت
                    • 22-10-2008
                    • 10970

                    المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة
                    بلا رنين
                    بتلات يحبني لا يحبني
                    تملأ الحصالة
                    أعشق الهايكو
                    وهنا أتابـــــــــــــــــــــــــــــــــع الهايكو مستمتعة
                    شكرا استاذة سميرة
                    رحمك الله يا أمي الغالية

                    تعليق

                    • سميرة سلمان
                      عصفورة لاتجيد الزقزقة
                      • 13-07-2012
                      • 1326

                      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                      أعشق الهايكو
                      وهنا أتابـــــــــــــــــــــــــــــــــع الهايكو مستمتعة
                      شكرا استاذة سميرة

                      شكرا جزيلا للحضور الكريم أستاذة مها راجح
                      اسعدني رأيك بالهايكو ومتابعتك شرف كبير لي
                      ثمة من يقول: "الهايكو حيلة المفلس العاجز"
                      امتنانا لكرم المتابعة.. هذي الآن:

                      غيمات أيلول
                      لعطش الصفصاف هذا النهار
                      زخّة عصافير


                      حقل القصب..
                      للتو مُلكا لعينيّ ونظراتي
                      رفُ الزرازير

                      تقديري وخالص المودة
                      التعديل الأخير تم بواسطة سميرة سلمان; الساعة 18-09-2017, 19:40.

                      تعليق

                      • سميرة سلمان
                        عصفورة لاتجيد الزقزقة
                        • 13-07-2012
                        • 1326

                        المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة

                        ..

                        وعلى حافّةِ حقلٍ قابلتُك
                        أخذتَ بيدي
                        زرعتَني وردةً
                        وكُنتَ ضوءَ الشّمس

                        ..

                        ولأنها وردة
                        ولأنه ضوء
                        ولأن البداية على حافة حقل
                        كانت العواصف
                        أسراب فراشات

                        كل الود أستاذة سوسن مطر

                        تعليق

                        • سوسن مطر
                          عضو الملتقى
                          • 03-12-2013
                          • 827

                          المشاركة الأصلية بواسطة سميرة سلمان مشاهدة المشاركة
                          ولأنها وردة
                          ولأنه ضوء
                          ولأن البداية على حافة حقل
                          كانت العواصف
                          أسراب فراشات

                          كل الود أستاذة سوسن مطر

                          ..

                          ما أجملكِ أيتها الأميرة
                          لقلبكِ الشكر والمحبة


                          ..

                          تعليق

                          • سميرة سلمان
                            عصفورة لاتجيد الزقزقة
                            • 13-07-2012
                            • 1326

                            لاعجب
                            مع النخلة تقيس الطول بالعطر
                            أزهار الأصص

                            تعليق

                            • سميرة سلمان
                              عصفورة لاتجيد الزقزقة
                              • 13-07-2012
                              • 1326

                              قرب الشجرة الظمأى
                              يسيحُ عذبا
                              رخامُ النافورة

                              تعليق

                              • أميمة محمد
                                مشرف
                                • 27-05-2015
                                • 4960

                                المشاركة الأصلية بواسطة سوسن مطر مشاهدة المشاركة

                                ..

                                وعلى حافّةِ حقلٍ قابلتُك
                                أخذتَ بيدي
                                زرعتَني وردةً
                                وكُنتَ ضوءَ الشّمس

                                ..


                                صباح الخير الأستاذة المتألقة سميرة سلمان
                                هذه هنا أعجبتني... ههه أقصد جداً!

                                سميرة، ما قرأته في الصفحة الأخيرة أظنه هايكو.. لا بأس إذا أحببت، ربما قصقصت بعضها
                                جربي بين هذا وذاك لا طول ولا قصر تشذبين فيه المعنى فيبدو قاصرا.. أظن هذا يليق بك سميرة
                                ثم انتقي ومضات مثل هذه واتحفينا بها في قسم الومضة فهي تستحق أن تفرديها في موضوع
                                ننتظر إشراقة قلمك ومع أرق التحايا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X