أمام الباب حاول كثيرا أن يرسم ابتسامته المعتادة ، ولكنه فشل مرات عديدة إلى أن تمالك نفسه قليلا :لقد أتيت بالحلوى ! قالها راسما شبح ابتسامة مصطنعة بعد أن دلف من الباب وأوصده من خلفه .
ارتفع ضجيج ضخم في حجرة الإعاشة إثر تجمع أولاده وبناته من حوله ،وراح بكل حنان الدنيا يوزع الحلوى والقبلات بينهم في مرح ، وقلبه يشتعل من الداخل
بينما عيناه تحتضن زوجته الجميلة وتختصر المسافة الفاصلة بينهما إلى بضع سنتيمترات .
افتقدتك كثيرا شريكة عمري ، رددها بعينيه لما تأخرت ؟ قرأ السؤال في عينيها
وأجاب بذات اللغة وشاركته إشارات يديه : الزحام وطلبات المنزل والصغار .. عذرا يا حياتي !
ابتسمت وبصوت مسموع قالت : حسنا أسامحك هذه المرة فقط .
قال بصوت جهير : في كل مرة أتأخر فيها أحصل على نفس المسامحة .. كم أنا محظوظ بك !
وكم أشكر الله والأقدار التي جمعتني بك ، ثم ذابا في بسمة لا يعرف سرها سواهما ..واختلطت ضحكاته مع ضحكاتها وانهمك الجميع في ليلة أسرية حريرية ..
الأطفال نيام ...
: ما بك اليوم ؟
محاولا التهرب من سؤالها : لا شيء حبيبتي كل شيء على ما يرام
رمقته بنظرة عميقة ثم قالت في شك : أتمنى ذلك وفي قرارة نفسها ،وجوفها غصة لم تدرِ أسبابها .
ولكن عناء واجبها اليومي ورعاية الأولاد أدخلها في نوم عميق ..
أطفأ ضوء المصباح ولكنه لم يغلق باب أفكاره ..
: أليس من الممكن أن يكون هذا الطبيب مخطئ ؟
:والتحاليل أهي أيضا كاذبة ؟
: ما عانيت قط من مرض أيعقل أن يكون في جسمي كل هذه المدة ولم أعرف ؟
استرجع شريط ذكرياته وكيف بدأ مشوار حياته وكيف قاسى وتعب وكد حتى يوفر لأسرته لقمة العيش من الحلال ..
: هل حقا أموت في غضون بضعة أشهر ؟
: الأعمار بيد الله فلا أحد يعلم الغيب إلا هو ..!
: لم أشك من أي ألم أو أعراض ..!؟
: لقد أخطأ هذا الطبيب .
: لا هو دكتور متخصص وله باع طويل في مجاله ، أنا أعرفه منذ عقود ولا يمكن للتحاليل أن تخطيء .عندي موعد غدا معه لأعرف خطة العلاج الميئوس منه .
: من يبدأ بالكيماوي ينتهي بالقبر لا تتعب نفسك !
أستغفر الله ! أستغفر الله ! لا تقنط من رحمة ربك !
دافع عبرة أبت إلا الانحدار من عينيه وهو ينظر إلى زوجته الرقيقة بجواره هامسا في نفسه :
مسكينة هي زوجتي كيف تتحمل الصدمة ؟ وكيف ترعى الأولاد من دوني ؟
هل يفي معاشي بمتطلبات المنزل ولوازم الأولاد ؟ من يحنو على هؤلاء الصغار من بعدي ؟
وكيف أضمن تعليمهم وحسن تربيتهم !
راحت الأفكار والهواجس تطارده ، تقض مضجعه وتقتل كل خلاياه ..
وتحرق دمه قطرة بقطرة ..
إلى أن تسلل النوم عنوة إلى جفنيه لبضعة دقائق .
: من ربك ؟ ومن النبي الذي بعث فيكم ؟ أنت إذن من أمة محمد !
: أستيقظ يا حياتي فقد تأخر الوقت ، قالت زوجته في رقة وحنان
هب من نومه فزعا .. ثم ما لبث أن استجمع قواه
عزم على المضي إلى الطبيب مباشرة ، لم يذهب لعمله كعادته .
يخطو خطوات متثاقلة كأنه يساق لهلاكه ..
يتمنى ألا تنتهي درجات السلم ..
يتصبب عرقا ..
طرقات واهنة على باب غرفة الطبيب ، انفتح الباب
قفز الطبيب من مكتبه أين أنت يا أخي جوالك مغلق حاولت الاتصال بك منذ قليل !
رد بانكسار أنا هنا لن اااء...
وقبل أن يتم عبارته قفز الطبيب وعانقه عناقا شديدا قائلا :
اعذرني أخي العزيز منذ قليل اكتشفت أنه ،
كان هناك خطأ في التقرير الطبي فهو لم يكن لك ، فحصك سيلم .
ارتفع ضجيج ضخم في حجرة الإعاشة إثر تجمع أولاده وبناته من حوله ،وراح بكل حنان الدنيا يوزع الحلوى والقبلات بينهم في مرح ، وقلبه يشتعل من الداخل
بينما عيناه تحتضن زوجته الجميلة وتختصر المسافة الفاصلة بينهما إلى بضع سنتيمترات .
افتقدتك كثيرا شريكة عمري ، رددها بعينيه لما تأخرت ؟ قرأ السؤال في عينيها
وأجاب بذات اللغة وشاركته إشارات يديه : الزحام وطلبات المنزل والصغار .. عذرا يا حياتي !
ابتسمت وبصوت مسموع قالت : حسنا أسامحك هذه المرة فقط .
قال بصوت جهير : في كل مرة أتأخر فيها أحصل على نفس المسامحة .. كم أنا محظوظ بك !
وكم أشكر الله والأقدار التي جمعتني بك ، ثم ذابا في بسمة لا يعرف سرها سواهما ..واختلطت ضحكاته مع ضحكاتها وانهمك الجميع في ليلة أسرية حريرية ..
الأطفال نيام ...
: ما بك اليوم ؟
محاولا التهرب من سؤالها : لا شيء حبيبتي كل شيء على ما يرام
رمقته بنظرة عميقة ثم قالت في شك : أتمنى ذلك وفي قرارة نفسها ،وجوفها غصة لم تدرِ أسبابها .
ولكن عناء واجبها اليومي ورعاية الأولاد أدخلها في نوم عميق ..
أطفأ ضوء المصباح ولكنه لم يغلق باب أفكاره ..
: أليس من الممكن أن يكون هذا الطبيب مخطئ ؟
:والتحاليل أهي أيضا كاذبة ؟
: ما عانيت قط من مرض أيعقل أن يكون في جسمي كل هذه المدة ولم أعرف ؟
استرجع شريط ذكرياته وكيف بدأ مشوار حياته وكيف قاسى وتعب وكد حتى يوفر لأسرته لقمة العيش من الحلال ..
: هل حقا أموت في غضون بضعة أشهر ؟
: الأعمار بيد الله فلا أحد يعلم الغيب إلا هو ..!
: لم أشك من أي ألم أو أعراض ..!؟
: لقد أخطأ هذا الطبيب .
: لا هو دكتور متخصص وله باع طويل في مجاله ، أنا أعرفه منذ عقود ولا يمكن للتحاليل أن تخطيء .عندي موعد غدا معه لأعرف خطة العلاج الميئوس منه .
: من يبدأ بالكيماوي ينتهي بالقبر لا تتعب نفسك !
أستغفر الله ! أستغفر الله ! لا تقنط من رحمة ربك !
دافع عبرة أبت إلا الانحدار من عينيه وهو ينظر إلى زوجته الرقيقة بجواره هامسا في نفسه :
مسكينة هي زوجتي كيف تتحمل الصدمة ؟ وكيف ترعى الأولاد من دوني ؟
هل يفي معاشي بمتطلبات المنزل ولوازم الأولاد ؟ من يحنو على هؤلاء الصغار من بعدي ؟
وكيف أضمن تعليمهم وحسن تربيتهم !
راحت الأفكار والهواجس تطارده ، تقض مضجعه وتقتل كل خلاياه ..
وتحرق دمه قطرة بقطرة ..
إلى أن تسلل النوم عنوة إلى جفنيه لبضعة دقائق .
: من ربك ؟ ومن النبي الذي بعث فيكم ؟ أنت إذن من أمة محمد !
: أستيقظ يا حياتي فقد تأخر الوقت ، قالت زوجته في رقة وحنان
هب من نومه فزعا .. ثم ما لبث أن استجمع قواه
عزم على المضي إلى الطبيب مباشرة ، لم يذهب لعمله كعادته .
يخطو خطوات متثاقلة كأنه يساق لهلاكه ..
يتمنى ألا تنتهي درجات السلم ..
يتصبب عرقا ..
طرقات واهنة على باب غرفة الطبيب ، انفتح الباب
قفز الطبيب من مكتبه أين أنت يا أخي جوالك مغلق حاولت الاتصال بك منذ قليل !
رد بانكسار أنا هنا لن اااء...
وقبل أن يتم عبارته قفز الطبيب وعانقه عناقا شديدا قائلا :
اعذرني أخي العزيز منذ قليل اكتشفت أنه ،
كان هناك خطأ في التقرير الطبي فهو لم يكن لك ، فحصك سيلم .
تعليق