قبل الموت بخطوة ..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد على
    السهم المصري
    • 07-10-2011
    • 2980

    قبل الموت بخطوة ..!

    أمام الباب حاول كثيرا أن يرسم ابتسامته المعتادة ، ولكنه فشل مرات عديدة إلى أن تمالك نفسه قليلا :لقد أتيت بالحلوى ! قالها راسما شبح ابتسامة مصطنعة بعد أن دلف من الباب وأوصده من خلفه .
    ارتفع ضجيج ضخم في حجرة الإعاشة إثر تجمع أولاده وبناته من حوله ،وراح بكل حنان الدنيا يوزع الحلوى والقبلات بينهم في مرح ، وقلبه يشتعل من الداخل
    بينما عيناه تحتضن زوجته الجميلة وتختصر المسافة الفاصلة بينهما إلى بضع سنتيمترات .
    افتقدتك كثيرا شريكة عمري ، رددها بعينيه لما تأخرت ؟ قرأ السؤال في عينيها
    وأجاب بذات اللغة وشاركته إشارات يديه : الزحام وطلبات المنزل والصغار .. عذرا يا حياتي !
    ابتسمت وبصوت مسموع قالت : حسنا أسامحك هذه المرة فقط .

    قال بصوت جهير : في كل مرة أتأخر فيها أحصل على نفس المسامحة .. كم أنا محظوظ بك !
    وكم أشكر الله والأقدار التي جمعتني بك ، ثم ذابا في بسمة لا يعرف سرها سواهما ..واختلطت ضحكاته مع ضحكاتها وانهمك الجميع في ليلة أسرية حريرية ..
    الأطفال نيام ...
    : ما بك اليوم ؟
    محاولا التهرب من سؤالها : لا شيء حبيبتي كل شيء على ما يرام
    رمقته بنظرة عميقة ثم قالت في شك : أتمنى ذلك وفي قرارة نفسها ،وجوفها غصة لم تدرِ أسبابها .
    ولكن عناء واجبها اليومي ورعاية الأولاد أدخلها في نوم عميق ..
    أطفأ ضوء المصباح ولكنه لم يغلق باب أفكاره ..
    : أليس من الممكن أن يكون هذا الطبيب مخطئ ؟
    :والتحاليل أهي أيضا كاذبة ؟
    : ما عانيت قط من مرض أيعقل أن يكون في جسمي كل هذه المدة ولم أعرف ؟
    استرجع شريط ذكرياته وكيف بدأ مشوار حياته وكيف قاسى وتعب وكد حتى يوفر لأسرته لقمة العيش من الحلال ..
    : هل حقا أموت في غضون بضعة أشهر ؟
    : الأعمار بيد الله فلا أحد يعلم الغيب إلا هو ..!
    : لم أشك من أي ألم أو أعراض ..!؟
    : لقد أخطأ هذا الطبيب .
    : لا هو دكتور متخصص وله باع طويل في مجاله ، أنا أعرفه منذ عقود ولا يمكن للتحاليل أن تخطيء .عندي موعد غدا معه لأعرف خطة العلاج الميئوس منه .

    : من يبدأ بالكيماوي ينتهي بالقبر لا تتعب نفسك !

    أستغفر الله ! أستغفر الله ! لا تقنط من رحمة ربك !
    دافع عبرة أبت إلا الانحدار من عينيه وهو ينظر إلى زوجته الرقيقة بجواره هامسا في نفسه :
    مسكينة هي زوجتي كيف تتحمل الصدمة ؟ وكيف ترعى الأولاد من دوني ؟
    هل يفي معاشي بمتطلبات المنزل ولوازم الأولاد ؟ من يحنو على هؤلاء الصغار من بعدي ؟
    وكيف أضمن تعليمهم وحسن تربيتهم !
    راحت الأفكار والهواجس تطارده ، تقض مضجعه وتقتل كل خلاياه ..
    وتحرق دمه قطرة بقطرة ..
    إلى أن تسلل النوم عنوة إلى جفنيه لبضعة دقائق .
    : من ربك ؟ ومن النبي الذي بعث فيكم ؟ أنت إذن من أمة محمد !
    : أستيقظ يا حياتي فقد تأخر الوقت ، قالت زوجته في رقة وحنان
    هب من نومه فزعا .. ثم ما لبث أن استجمع قواه
    عزم على المضي إلى الطبيب مباشرة ، لم يذهب لعمله كعادته .
    يخطو خطوات متثاقلة كأنه يساق لهلاكه ..
    يتمنى ألا تنتهي درجات السلم ..
    يتصبب عرقا ..
    طرقات واهنة على باب غرفة الطبيب ، انفتح الباب
    قفز الطبيب من مكتبه أين أنت يا أخي جوالك مغلق حاولت الاتصال بك منذ قليل !

    رد بانكسار أنا هنا لن اااء...

    وقبل أن يتم عبارته قفز الطبيب وعانقه عناقا شديدا قائلا :

    اعذرني أخي العزيز منذ قليل اكتشفت أنه ،

    كان هناك خطأ في التقرير الطبي فهو لم يكن لك ، فحصك سيلم .



    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد على; الساعة 23-11-2016, 06:13.
  • أميمة محمد
    مشرف
    • 27-05-2015
    • 4960

    #2
    السلام عليكم أ. أحمد، جعلتني أحس بألمه، وربما أستغرقتُ في القصة التي كانت هادئة في البداية ثم امتلأت بشجن ذا شجون
    فتمنيت أن أصاحبه في رحلة علاجه لأعرف كيف سيكون هو؟ لكن رحمة ربي قريبة من حيث لا يدري
    هذان التعبيران وصفا عمق المشهد:
    عندي موعد غدا معه لأعرف خطة العلاج الميئوس منه .
    : من يبدأ بالكيماوي ينتهي بالقبر لا تتعب نفسك !

    لما تأخرت.. ظننتها لمَ
    أعجبني اختيار العنوان
    سيسرني أن اقرأ لهذا القلم..
    تحية وتقدير

    تعليق

    • رقية عبد الرحمن
      أديب وكاتب
      • 07-02-2016
      • 145

      #3
      الحمد لله انه لم يمت من الصدمة
      صدمة الخطا الذي وقع في الكشف
      انه لم يكن مصاب ))
      نص جميل هادئ
      استمتعت وابتسمت
      لان الاسرة ستكون بخير
      ممتنة استاذنا

      تعليق

      • أحمد على
        السهم المصري
        • 07-10-2011
        • 2980

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم أ. أحمد، جعلتني أحس بألمه، وربما أستغرقتُ في القصة التي كانت هادئة في البداية ثم امتلأت بشجن ذا شجون
        فتمنيت أن أصاحبه في رحلة علاجه لأعرف كيف سيكون هو؟ لكن رحمة ربي قريبة من حيث لا يدري
        هذان التعبيران وصفا عمق المشهد:
        عندي موعد غدا معه لأعرف خطة العلاج الميئوس منه .
        : من يبدأ بالكيماوي ينتهي بالقبر لا تتعب نفسك !

        لما تأخرت.. ظننتها لمَ
        أعجبني اختيار العنوان
        سيسرني أن اقرأ لهذا القلم..
        تحية وتقدير
        مرحبا الأستاذة الأديبة أميمة
        أولا مبارك لك الترقية مزيدا من التقدم

        شكرا للقراءة العميقة الرائعة..
        وتم التعديل

        مع الشكر

        تعليق

        • أحمد على
          السهم المصري
          • 07-10-2011
          • 2980

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة رقية عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
          الحمد لله انه لم يمت من الصدمة
          صدمة الخطا الذي وقع في الكشف
          انه لم يكن مصاب ))
          نص جميل هادئ
          استمتعت وابتسمت
          لان الاسرة ستكون بخير
          ممتنة استاذنا
          أهلا وسهلا ومرحبا بك ا. رقية
          نعم ، فخطا مثل هذا قد يودي بحياة أسرة كاملة ، والعبرة في الأمل وحسن الظن بالله
          والرضى بما قسمه الله ..


          شكرا لحضورك

          مع تحياتي ،،

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            هاهاها
            ياربي منك
            كدت أموت قهرا على الزوجة والأولاد وقهر الحياة
            حمدا لله على سلامته
            ومساء الورد
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • سالم وريوش الحميد
              مستشار أدبي
              • 01-07-2011
              • 1173

              #7
              استاذ احمد
              صباح الخير ..
              للنص نكهة خاصة استفزت مشاعري .. ربما نحن كما انتم
              نمر بذات الخطأ في التقارير الطبية الذي يقود احيانا للموت ،
              بسبب التشخيص الخاطيء واعطاء ادوية لاتتناسب ونوع الاعراض
              و تسلل القلق والخوف إلى دواخلنا ..قبل اكثر من سنة
              هاتفتني زوجتي قالت لي : تعال حالا اقطع كل اشغالك وتعال ..إلى عيادة الطبيب الفلاني ..
              كان صوتها مرتبكا لم افهم منه إلا جمل بسيطة .والباقي لغطا .
              وحين وصلت إلى عيادة الدكتور ، كانت تنتظر عودتي بقلق ،
              وما أن راتني حتى انهارت إلى كرسي قريب .
              حاولت الاستفسار منها ، لكنها كانت متشنجة بالكاد تخرج الحروف من فيها ..
              _ماذا .. هناك
              قلت للدكتور قال ..ان قلب زوجتك متعب ، مصابة بضربة هاجرة في القلب وربما لا تعيش الا لأيام
              اذا ماتعرضت إلى صدمة عصبية ..
              قلت له وهل ( قلت لها هذا )
              قال (نعم )
              قلت له أومن المنطق أن تقول لمريضك أنك ستموت ..؟
              قال : لا أريد أن أخدعها واوهمها ..
              ادركت ان الجدال معه عقيم ،
              لذا فاخذتها لدكتور ثان فهون علي الأمر وقال انه مجرد تعب وارهاق لكن
              كلام الدكتور فيه نوع من الصحة ،
              كنت أراها قد فقدت حيويتها وبدأت تذبل ، ضلت تتكأ علي في ممشاها ،
              خالط وجها شحوب وامتقاع ، وانقطعت عن الأكل
              ولكن رغم ذلك لم يصبني اليأس ، فذهبت لدكتور ثالث
              قال لا يمكن الحكم إلا باجراء فحوصات اجهاد القلب الأيكو
              وتخطيط القلب وبعض الفحوصات الضرورية وحين اجرينا الفحوصات اللازمة قال الدكتور
              _ إن قلبها اقوى من قلبي وقلبك .. وكل ماقيل لها لا أساس له من الصحة
              لا أعرف كيف تغيرت في لحظات ، اشرق وجهها وبدت تبتسم وتضحك واحست في هذه اللحظة بالجوع
              بعد ان فقدت الشهية اكثر من يوم ..
              وهاهي لازلت تتمتع بالصحة و العافية ،
              إن مثل هذه القصص تحاكي الواقع وهي جزء من معاناتنا اليومية
              لذا فجاءت تمس شغاف القلب بطريقة سرد جميلة وماتعة
              ، اوصلت الرسالة بسلاسة وشفافية
              تقديري واحترامي لشخصك الكبير ..
              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
              جون كنيدي

              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

              تعليق

              • أحمد على
                السهم المصري
                • 07-10-2011
                • 2980

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                هاهاها
                ياربي منك
                كدت أموت قهرا على الزوجة والأولاد وقهر الحياة
                حمدا لله على سلامته
                ومساء الورد
                هههه اضحك الله سنك أستاذتي القديرة /عائدة محمد
                منك تعلمنا القفلة المفاجئة المخالفة لسياق النص وتعلمنا القص خطوة بخطوة

                مع تحياتي وتقديري لك

                تعليق

                • وسام دبليز
                  همس الياسمين
                  • 03-07-2010
                  • 687

                  #9
                  ههههه حمد لله عالسلامة منيح يلي ضل عايش وكم من هم قتل اصحابه قصة جميلة

                  تعليق

                  • أحمد على
                    السهم المصري
                    • 07-10-2011
                    • 2980

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                    استاذ احمد
                    صباح الخير ..
                    للنص نكهة خاصة استفزت مشاعري .. ربما نحن كما انتم
                    نمر بذات الخطأ في التقارير الطبية الذي يقود احيانا للموت ،
                    بسبب التشخيص الخاطيء واعطاء ادوية لاتتناسب ونوع الاعراض
                    و تسلل القلق والخوف إلى دواخلنا ..قبل اكثر من سنة
                    هاتفتني زوجتي قالت لي : تعال حالا اقطع كل اشغالك وتعال ..إلى عيادة الطبيب الفلاني ..
                    كان صوتها مرتبكا لم افهم منه إلا جمل بسيطة .والباقي لغطا .
                    وحين وصلت إلى عيادة الدكتور ، كانت تنتظر عودتي بقلق ،
                    وما أن راتني حتى انهارت إلى كرسي قريب .
                    حاولت الاستفسار منها ، لكنها كانت متشنجة بالكاد تخرج الحروف من فيها ..
                    _ماذا .. هناك
                    قلت للدكتور قال ..ان قلب زوجتك متعب ، مصابة بضربة هاجرة في القلب وربما لا تعيش الا لأيام
                    اذا ماتعرضت إلى صدمة عصبية ..
                    قلت له وهل ( قلت لها هذا )
                    قال (نعم )
                    قلت له أومن المنطق أن تقول لمريضك أنك ستموت ..؟
                    قال : لا أريد أن أخدعها واوهمها ..
                    ادركت ان الجدال معه عقيم ،
                    لذا فاخذتها لدكتور ثان فهون علي الأمر وقال انه مجرد تعب وارهاق لكن
                    كلام الدكتور فيه نوع من الصحة ،
                    كنت أراها قد فقدت حيويتها وبدأت تذبل ، ضلت تتكأ علي في ممشاها ،
                    خالط وجها شحوب وامتقاع ، وانقطعت عن الأكل
                    ولكن رغم ذلك لم يصبني اليأس ، فذهبت لدكتور ثالث
                    قال لا يمكن الحكم إلا باجراء فحوصات اجهاد القلب الأيكو
                    وتخطيط القلب وبعض الفحوصات الضرورية وحين اجرينا الفحوصات اللازمة قال الدكتور
                    _ إن قلبها اقوى من قلبي وقلبك .. وكل ماقيل لها لا أساس له من الصحة
                    لا أعرف كيف تغيرت في لحظات ، اشرق وجهها وبدت تبتسم وتضحك واحست في هذه اللحظة بالجوع
                    بعد ان فقدت الشهية اكثر من يوم ..
                    وهاهي لازلت تتمتع بالصحة و العافية ،
                    إن مثل هذه القصص تحاكي الواقع وهي جزء من معاناتنا اليومية
                    لذا فجاءت تمس شغاف القلب بطريقة سرد جميلة وماتعة
                    ، اوصلت الرسالة بسلاسة وشفافية
                    تقديري واحترامي لشخصك الكبير ..
                    السلام عليكم ورحمة الله

                    مرحبا بك أ. سالم
                    واسعد الله كل أوقاتك

                    بمثل مرورك سيدي نعتز ونفخر فقد قدمت لنا طبق شهي جدا من ثقافتك وذكائك
                    وقراءة فنية جميلة

                    ممتن بحضورك دائما


                    مع محبتي وتقديري ،،

                    تعليق

                    • السعيد ابراهيم الفقي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 24-03-2012
                      • 8288

                      #11
                      السلام عليكم.. تحياتي لأدبكم الحضاري وقلمكم الجميل بجمال الفطرة
                      ====
                      الأستاذ الأديب أحمد علي
                      1
                      انشغال الأديب والمفكر بمشاعر وأحاسيس الأبوة الفطرية التي هي عصب الأسرة،
                      أمر هام، له ماقبله ومابعده، في السلام الإجتماعي
                      2
                      الأب، الأم، الأولاد .. الأسرة، التماسك، حتى في اللحظات الحالكة،
                      أمر يقض مضجع أعداء الإنسانية
                      3
                      هذا هو الأدب الحضاري، الذي يُعبر عن بيئته، ويتمسك بخصوصيتها
                      4
                      لغتك المشحونة بكل القناعات والثوابت المحمودة، جعلت النص فيضاً من الحب الفطري النقي
                      5
                      هذه هي بيوت العز والعزة والنخوة، التي نبتغيها لكل العالم،
                      فمن ينشأ في مثل هذا البيت، لن يظلم ولن يسرق ولن يتغافل عن حقوق الآخرين
                      6
                      دُمت مبدعاً، ودام لك الحرف طائعاً

                      تعليق

                      • أحمد على
                        السهم المصري
                        • 07-10-2011
                        • 2980

                        #12
                        ساعود أحبتي للرد بما يليق

                        مع تقديري

                        تعليق

                        يعمل...
                        X