
قصتي القصيرة ( مكالمة ) ...
-------------------------------------
وقفتُ أمام الهاتف فى انتظار دوري ، لم يبق أمامي غير شخوص ثلاثة ، لكن الوقت يمضى متعثرًا، وغمامٌ كثيف يبصق علينا ، وبرودة الجو تنال منَّا .
رتبتُ في ذهني الكلمات التي يجب قولها ، سأبين لها مدى انهيار المسافات بيننا ، وتحطم الجسور أمامنا ، وتطايُر الرميم فى أجوائنا.
سأؤكد لها أن الاستمرار فى العلاقة خطيئة كبرى ، وأن هذا الاستمرار – إن استمر- سيحكم على العدم المعدوم بالإعدام .
سوف أبين لها سوء التفسير ، فالأرحام لم تزل حبلى ، والأجنة لم تزل تحيا ، والأمهات فى عداد الموتى.
سوف أوضح لها خطأ التأويل، فالإجهاض ليس موضوعًا، والطين ليس ملعونًا، والفتى لن يعاصر مرضى .
لن أرجئ المكالمة حتى لو اقتضى الأمر أن أقف ساعات لا دقائق ، فأنا – هذه المرة - عازمٌ على إنهاء العلاقة دون رجعة.
اقتربتُ من الهاتف، وبصاق الغمام يزداد إصرارًا، وبرودة الجو تقهر تماسكنا.
ها أنا – أخيرًا – في مواجهة الهاتف ، أضع كارت الاتصال، أبدأ بالضغط على الأزرار، لكن كم رقم الهاتف؟ ....كم ؟ ....كم ؟ .....كم ؟
رتبتُ في ذهني الكلمات التي يجب قولها ، سأبين لها مدى انهيار المسافات بيننا ، وتحطم الجسور أمامنا ، وتطايُر الرميم فى أجوائنا.
سأؤكد لها أن الاستمرار فى العلاقة خطيئة كبرى ، وأن هذا الاستمرار – إن استمر- سيحكم على العدم المعدوم بالإعدام .
سوف أبين لها سوء التفسير ، فالأرحام لم تزل حبلى ، والأجنة لم تزل تحيا ، والأمهات فى عداد الموتى.
سوف أوضح لها خطأ التأويل، فالإجهاض ليس موضوعًا، والطين ليس ملعونًا، والفتى لن يعاصر مرضى .
لن أرجئ المكالمة حتى لو اقتضى الأمر أن أقف ساعات لا دقائق ، فأنا – هذه المرة - عازمٌ على إنهاء العلاقة دون رجعة.
اقتربتُ من الهاتف، وبصاق الغمام يزداد إصرارًا، وبرودة الجو تقهر تماسكنا.
ها أنا – أخيرًا – في مواجهة الهاتف ، أضع كارت الاتصال، أبدأ بالضغط على الأزرار، لكن كم رقم الهاتف؟ ....كم ؟ ....كم ؟ .....كم ؟
نحن أمام بطل ازدحمت الأفكار برأسه شكلت فوضى تحاول ترتيب الأحداث والتماس الاعذار واختلاق المبررات لوأد العلاقة التي حكم عليها من طرفه بالنهاية بل بالفشل لكن المفارقة أنه حين تسنى له الحديث بعد طول انتظار نسي رقم الهاتف !!!!
وهذا من جماليات الابداع فالزمان هنا وقت الشتاء والمكان "مكان الهاتف الشارع أو مكتب البريد والأشخاص بطلنا الذي ينتظر دوره ويقوم بدور الراوي السارد للأحداث في هذه القصة الذي نجح في جذب انتباه المتلقي ليكمل معه القصة حتى يصل للمفارقة الرائعة أبدعت ناقدنا الراقي تحياتي وتقديري
تعليق